إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات صحية وغذائية / الموسوعة الصحية المصغرة / العقل البشري والدماغ





أنواع الخلايا الدعامية
أنواع الخلايا العصبية حسب وظائفها
أنواع الخلايا العصبية حسب محاورها
أجزاء دماغ الإنسان
أجزاء عنق الدماغ
الأغشية السحائية
التشابك العصبي
انتقال الإشارة العصبية
الجهاز الانفعالي
الحبل الشوكي
السائل المخي الشوكي
القشرة الحركية والحسية في المخ
تركيب مخ الإنسان
تركيب الخلية العصبية
تركيب داخلي للحبل الشوكي
تقسيم سطح قشرة المخ
حجم المخ في الإنسان
رد الفعل عند رؤية الخطر
غشاء الخلايا العصبية
قطاع طولي في مخ الإنسان
قطاع في دماغ الإنسان




جسم الإنسان

1. العقل البشري والدماغ Brain

اشتُق لفظ العقل لغوياً من الفعل "عَقَلَ"، وعقل الشيء؛ أي كبح جماحه، وعقل البعير؛ أي قيده عن الحركة. ومن هذا المعنى يكون عقل الإنسان هو الذي يجعله يتحكم في جميع مرادات النفس ونوازعها، كما يدرك الإنسان به الأشياء، ويعرف الخطأ من الصواب.

والعقل كلمة شاملة ذات مفهوم أوسع من الدماغ الموجود في الرأس، إلا أنه تجاوزاً يمكن القول بأن ثمة صلة وثيقة بين العقل والدماغ، من حيث احتواء الدماغ على المراكز التي تتحكم في العمليات الذهنية والانفعالية والحسية في الإنسان؛ ومن ثم يمكن اختزال حديثنا عن العقل البشري بشكل عام إلى حديث عن الدماغ في جانبه التشريحي والوظيفي.

ويعتقد الكثير من العلماء أن للعقل البشري وظائف غير موجودة في الحيوان؛ إذ يقوم بترتيب المعلومات وربط بعضها ببعض، ليكَوّن منها أفكاراً، كما أنه يُعدُّ مكان الابتكار والإبداع والأحلام؛ فهو يُمكّن الإنسان من التمييز بين الخطأ والصواب، وبين ما هو منطقي وما هو غير منطقي، كما أنه مخزنٌ للمعلومات والذاكرة، وهو المسؤول عن سلوك الإنسان ورد فعله في السراء والضراء.

ويملأ الدماغ أغلب تجويف الجمجمة، ويزن لدى الإنسان البالغ حوالي 1400 جرام؛ أي بما يعادل 2% من وزن الجسم. ويبلغ وزنه في الأطفال حديثي الولادة حوالي 400 جرام ويزيد تدريجياً في الستة أعوام الأولى من عمر الطفل ويكتمل نموه ببلوغ الطفل عامه السادس.

ويتركب الدماغ من حوالي 100 بليون خلية عصبية يموت منها ما بين 50-100 ألف خلية كل يوم، يتم التخلص منها عن طريق الخلايا الدعامية. وتتكدس أجسام معظم الخلايا العصبية في قشرة المخ؛ حيث تحتوى على ما يقرب من ستة ملايين خلية عصبية في كل سنتيمتر مكعب.

ومعدل استهلاك الدماغ من الأكسجين ثابت لا يتأثر بالنوم واليقظة، أو الراحة والتعب، أو بأي تغيرات في دورة الدم.

ويتكون الدماغ من ثلاثة أجزاء رئيسية؛ هي: عنق الدماغ، والمخيخ، والمخ (أُنظر شكل أجزاء دماغ الإنسان). وتتحكم كل منطقة أو جزء من هذه الأجزاء في أنشطة فسيولوجية منفصلة. وعلى الرغم من ذلك، فإن تضافر جهود هذه الأجزاء، وليس استقلاليتها في عملها، هو الذي يضفي على الدماغ تلك الكفاءة العالية والفريدة التي  تميز نشاطه الفسيولوجي.

أ. عنق الدماغ Brain Stem

يُعد عنق الدماغ امتداداً للحبل الشوكي، حيث يتشابه معه في التركيب، وتوزيع الخلايا العصبية. وهو يُشكل حلقة الاتصال بين الدماغ والحبل الشوكي (أُنظر شكل أجزاء عنق الدماغ).

ويحتوي عنق الدماغ على المراكز العصبية الهامة لاستمرار الحياة؛ فقد يولد بعض الأطفال الذين لم يكتمل نموهم وليس لديهم من مكونات الدماغ إلا عنق الدماغ، ومع ذلك يظلون أحياء.

يتكون عنق الدماغ من الأجزاء التالية:

(1) النخاع المستطيل Medulla Oblongata: يمثل امتداد الحبل الشوكي داخل الجمجمة؛ ويحتوي على عدد من المراكز العصبية الهامة لتنظيم ضربات القلب، والتنفس، وضغط الدم، والعطش. كما أن له دوراً هاماً في تنظيم إفراز اللعاب، والعصارات المعدية، والقيء، والسعال، والعطس، والبلع.

(2) الجسر Pons: وهو جزء من عنق الدماغ، يُعد جسراً فعلياً تمر عبره الألياف العصبية من المخيخ إلى الجهاز العصبي المركزي. والجسر له دور هام في تنظيم عمليات التنفس وحركات الرأس والاتزان.

(3) الدماغ المتوسط Midbrain: ويقع عند موضع اتصال كلٍّ من المخ والمخيخ بالحبل الشوكي، ويحتوي على مراكز هامة لتنظيم حركات العين والسمع.

(4) المخ البيني Diencephalon: ويتكون من جزئين (أُنظر شكل قطاع في دماغ الإنسان):

(أ) المهاد Thalamus: منطقة حيوية هامة تقع أسفل قشرة المخ مباشرة، وتتكون من عدد كبير من الخلايا العصبية التي تعمل بمثابة محطة ترحيل للإشارات العصبية، وكثيراً ما شُبّهت بمركز التنظيم الداخلي (السنترال) لمجموعة كبيرة من أجهزة الهاتف؛ فهي مركز تنسيق لمعظم الإشارات الواردة لقشرة المخ، ما عدا حاسة الشم، كما تقوم بتصنيف الإشارات الحسية الداخلة لها وتنقلها إلى المخ، بالإضافة إلى ذلك، تنسق منطقة المهاد بين الانفعالات المختلفة. ويؤدي استئصال المهاد إلى فقد الإحساس بالألم واختفاء الإحساس عن طريق الجلد والعضلات.

(ب) تحت المهاد Hypothalamus: تقع أسفل المهاد مباشرة، ويبلغ وزنها أقل من 1% من وزن المخ وتتكون من عدد كبير من مجموعات الخلايا العصبية يطلق عليها عقد أو أنوية. ولها دورٌ بالغ الأهمية في التنظيم والتحكم في الكثير من آليات الاتزان الداخلي، كما أنها حلقة الوصل بين الجهاز العصبي وجهاز الغدد الصماء، حيث تقع فوق الغدة النخامية مباشرة، وتتصل بها اتصالاً وثيقاً بواسطة ساق الغدة النخامية. وتختص هذه المنطقة بتنظيم كلٍّ من الشهية، ودرجة حرارة الجسم، والاتزان، كما توجد بها خلايا عصبية مختصة بالجوع، والعطش، وتنظيم درجة حرارة الجسم. ولها دورٌ هامٌ في الكثير من الإيقاعات البيولوجية الهامة، وخصوصاً تنظيم الدورة الشهرية والتبويض في الإناث. وفي حالات الطوارئ، والإجهاد النفسي والعصبي، تكون منطقة "تحت المهاد" مسؤولة عن تهيئة الجسم لتلك الحالات التي  تستلزم عمل مجهود غير عادي، وذلك للمحافظة على استمرار عمل أعضاء الجسم بكفاءة .

ب. المخيخ Cerebellum

يقع أسفل المخ مباشرة، وتنتشر على سطحه ثنيات دقيقة وعديدة. يتركب المخيخ من فصين متساويين في الحجم، ويرتبطان معاً بواسطة جزء دودي. ووظيفة المخيخ الرئيسية هي حفظ توازن الجسم الذي يتطلب تنظيم جميع الحركات الجسمية، وتنسيقها أثناء المشي، والجري، والكتابة.. وغيرها؛ ولذلك يتلقى المخيخ بصفة مستمرة إشارات ومعلومات من العضلات، والمفاصل، والجلد، والعيون، والأذن، والأحشاء. كما يستقبل المخيخ إشارات من باقي أجزاء الدماغ، حتى يتمكن من تنسيق الحركات والتحكم في وضع الجسم واتزانه.

ج. المخ Cerebrum

يستقل المخ بالجزء الأكبر من دماغ الإنسان (أُنظر شكل حجم المخ في الإنسان). وهو عبارة عن عضو كروي الشكل، يتكون من قسمين متماثلين تماماً؛ كل منهما على شكل نصف كرة تقريباً، وينفصل نصفا كرة المخ طولياً، لكنهما يتصلان من أسفل عن طريق الجسم الجاسي Corpus Callosum.

ولمخ الإنسان وظائف رئيسية هي:

(1) إدراك جميع الأحاسيس ومعرفتها؛ إذ تقوم خلايا المخ باستقبال الإشارات من أعضاء الإحساس المختلفة الموجودة في شتى أنحاء الجسم، ثم تحللها.

(2) تنسيق جميع الحركات العضلية الإرادية التي يقوم بها الجسم.

(3) يقوم المخ بجميع الوظائف العقلية المميزة للإنسان من إدراك، وتفكير، وفهم، ومعرفة للأشياء، وإيجاد حلول للمشاكل، والتذكر، والإبداع، ونحو ذلك.

(4) يُعدّ المخ مركز حدوث الانفعالات.

(5) يتولى المخ وظيفة الشعور بكل من الوقت والمكان.

ويتميز عمل المخ بمميزات رئيسية هي:

(1) يقوم نصف المخ الأيمن بإدراك الإحساس العام، وتنظيم الحركات الإرادية لجهة الجسم اليسرى، في حين يقوم النصف الأيسر بالوظائف ذاتها لجهة الجسم اليمنى.

(2) يحتوي المخ على مراكز محددة ومخصصة لإدراك كل ناحية من نواحي النشاط الإنساني وتنظيمها، فهناك مركز مخصص للرؤية يطلق عليه "مركز البصر"، كما يوجد مركز للسمع، وآخر للذاكرة. وقد حدد العلماء وظيفة ما يقرب من أربعين مركزاً في المخ.

ويتكون كل من نصفي كرة المخ من قشرة خارجية Cerebral Cortex، تحتوي على ثنيات تسمى تلافيف المخ Gyri، يوجد بها العديد من الأخاديد Sulci.

وبفحص قطاع طولي في قشرة المخ (أُنظر شكل قطاع طولي في مخ الإنسان) نجد أنها تتكون من: جزء خارجي لونه رمادي يُطلق عليه "المادة الرمادية أو السنجابية" Gray matter، وجزء داخلي يظهر بلون أبيض للعين المجردة ويطلق عليه "المادة البيضاء" White matter. وتحتوي قشرة المخ على 6 بليون خلية عصبية تقع أجسامها في منطقة المادة الرمادية، أما زوائدها الشُجيرية ومحاورها المغطاة بالغلاف المايليني الأبيض، فتقع في منطقة المادة البيضاء، حيث تعطيها لونها الأبيض المميز.

وتنقسم قشرة المخ في كل نصف من نصفي كرة المخ إلى أربعة  فصوص (أُنظر شكل تركيب مخ الإنسان) هي:

(1) الفص الجبهي Frontal Lobe

وهو مركز الوظائف العقلية، مثل: الإدراك، والوعي، والحكم، والتخطيط. وبه مراكز تتحكم في تنسيق حركات الجسم، وحركات الشفتين، واللسان، واليدين.

(2) الفص الجداري Parietal Lobe

ويتخصص في الإحساس؛ حيث تصل إليه معلومات من مستقبلات اللمس، والتذوق، والألم، والحرارة، والضغط، ويتحكم كذلك في إفراز اللعاب.

(3) الفص المؤخري Occipital Lobe

وهو المسؤول عن الإبصار؛ حيث يستقبل الإشارات البصرية، وبه مركز الإبصار.

(4) الفص الصدغي Temporal Lobe

وهو المسؤول عن عملية السمع؛ حيث يستقبل الإشارات السمعية.

ويوجد داخل كل فص من هذه الفصوص الأربعة مناطق متخصصة في تأدية وظيفة معينة (أُنظر شكل تقسيم سطح قشرة المخ). وبصفة عامة يمكن تقسيم هذه المناطق داخل كل فص إلى ثلاث مجموعات رئيسية:

(أ) القشرة الحركية: وهي المسؤولة عن تنبيه نشاط العضلات، ومنها نوعان:

·  القشرة الحركية الرئيسية Primary Motor Cortex: وهي موجودة في القمم وتلافيف نصفي كرة المخ. والخلايا العصبية الموجودة في هذه المنطقة تتحكم في النشاط العضلي الإرادي. ومن المثير للانتباه أن الخلايا العصبية تكون مرتبة تبعاً للجزء العضلي من الجسم الذي تتحكم فيه هذه الخلايا، فمثلاً نجد الخلايا العصبية المتحكمة في عضلات الركبة قد تركزت في المنطقة العليا من القشرة يليها الخلايا المتحكمة في عضلات الفخذ، ثم الخلايا المتحكمة في عضلات اليد وهكذا (أُنظر شكل القشرة الحركية والحسية في المخ).

·  القشرة الحركية الثانوية Premotor Cortex: وتتحكم في الحركات العضلية الناتجة عن عمليات التدريب من أي نوع، مثل تدريب الأصابع على آلة موسيقية، أو الكتابة على الحاسوب وهكذا.

(ب) القشرة الحسية الرئيسية: وتمثل المكان الذي تنتهي عنده الإشارات العصبية القادمة إلى المخ. وبالمثل فإن كل جزء من أجزاء الجسم يقابله جزء من أجزاء القشرة الحسية. والخلايا العصبية تكون مرتبة تبعاً للجزء من الجسم الذي يصل منه الإحساس (أُنظر شكل القشرة الحركية والحسية في المخ).

(ج) القشرة المنسقة Association Cortex: وهي عبارة عن مساحة كبيرة من أنسجة المخ تقع بين مناطق القشرة الحركية، والقشرة الحسية، وتحدث فيها عملية التكامل والتناسق بين الإحساس والاستجابة.

كما توجد في فص مقدمة الجبهة منطقة من القشرة المنسقة تقع فيها كل النشاطات الفكرية المعقدة مثل التخطيط والابتكار والسلوك والذاكرة. ويوجد في القشرة المنسقة كذلك مناطق تخزين المشاعر، وتفسير معاني الكلمات، وما تتضمنه من تشبيهات، أو معانٍ مبهمة.