إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات صحية وغذائية / الموسوعة الصحية المصغرة / الأذن





مناطق الإحساس بالاتزان
أجزاء الأذن
الدهليز
القنوات الهلالية
اتصال العظيمات الثلاث للإذن
عضو كورتي
قناة القوقعة




1

1. وظيفتا الأذن

تقوم الأذن بوظيفتين هامتين: السمع والاتزان، وتعتمد في كلتا الوظيفتين على مستقبلات خاصة تسمى الخلايا الشعرية، وتستقبل الخلايا الشعرية كلاً من الموجات الصوتية والاهتزازات الحركية، حيث تنقلهما عبر مجموعة من الألياف العصبية إلى الجهاز العصبي المركزي، فيتم ترجمتها وفهمها، ثم تصدر الاستجابة المناسبة.

)وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمْ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ( (سورة النحل: الآية 78)

وتقسم الأذن تشريحياً إلى ثلاثة أجزاء (أُنظر شكل أجزاء الأذن): الأذن الخارجية، والأذن الوسطى، والأذن الداخلية، ولكل جزء تركيب خاص ووظيفة محددة.

أ. الأذن الخارجية

وتتكون من:

(1) الصوان Pinna؛ وهو عضو غضروفي مرن له شكل يساعده على تجميع الموجات والاهتزازات الحركية

(2) القناة السمعية Ear Canal؛ وهي أنبوبة تبدأ بالصوان وتنتهي عند طبلة الأذن Eardrum. ويبطن القناة السمعية خلايا هُدْبية وغدد عَرَقية تحورت لإفراز شمع الأذن. ويقوم كل من الخلايا الهدبية وشمع الأذن بحماية الطبلة من تراكم الأتربة والأجسام الغريبة.

ب. الأذن الوسطى (أُنظر شكل اتصال العظيمات الثلاث للأذن):

وتقع في تجويف العظم الصدغي Temporal Bone  الأمر الذي يوفر لها الحماية من الصدمات. وتتكون الأذن الوسطى من طبلة الأذن وهي غشاء رقيق يهتز تحت تأثير الاهتزازات والموجات الصوتية الداخلة عليه عن طريق القناة السمعية، ناقلاً تلك الموجات والاهتزازات إلى عظيمات ثلاث؛ وهي: المطرقةMalleus   والسندان Incus  والركاب Stapes . وتتصل هذه العظيمات بعضها ببعض، لتنقل الموجات إلى الأذن الداخلية؛ فتتصل المطرقة بطبلة الأذن من جهة وبالسندان من جهة أخرى. أما الركاب، فيتصل بالسندان من جهة، ومن الجهة الأخرى يتصل بغشاء رقيق يغطي فتحة موجودة في الأذن الداخلية يطلق عليها الفتحة البيضاويةOval window . فعند اهتزاز طبلة الأذن تتحرك المطرقة فالسندان فالركاب فيهتز غشاء الفتحة البيضاوية. ومن الملاحظ أن المساحة التي تتحرك فيها العظيمات الثلاث أصغر من تلك التي تهتز فيها الطبلة وينتج عن ذلك تضخيم الموجات الصوتية حتى تصل إلى الأذن الداخلية، ومنها إلى الألياف العصبية، بقوة كافية؛ لاستبانة والتقاط جميع الأصوات قويها وضعيفها. أما في حالة الضوضاء، فتقوم عضلتان على جانبي العظيمات الثلاث بشدها لحمايتها من الاهتزاز بقوة أو التهشم.

وتتصل الأذن الوسطى بالتجويف البلعومي الأنفي عن طريق قناة تعرف بقناة استاكيوس Eustachian Tube، تقوم بالحفاظ على الضغط الداخلي في الأذن الوسطى. وتكون هذه القناة منطبقة في الحالات العادية، إلا أنها تُفتح في حالات التثاؤب والبلع والسعال والتمخط. وفي الحالات التي يتغير فيها الضغط الجوي بسرعة حين ركوب المصاعد والطائرات ونحوهما، تحدث حالة من عدم التعادل بين الضغط الجوي في الحلق، والضغط في الأذن الوسطى، الأمر الذي ينتج عنه انسداد في الأذن، وهي حالة تسبب ألماً شديداً وصعوبة واضحة في السمع.

ج. الأذن الداخلية

وهي تحتوي على الأعصاب الحسية الخاصة بالسمع والموجودة في القوقعة Cochlea، والأعصاب الحسية الخاصة بالاتزان والموجودة في القنوات الهلالية Semicircular Canals والدهليز Vestibule. وتمتلئ الأذن الداخلية بسائل لزج يسمى العصارة الليمفاوية الداخلية، وهي في ذلك تختلف عن كل من الأذنين الخارجية والوسطى اللتين تمتلئان بالهواء فحسب.  

والقوقعة هي أولى مكونات الأذن الداخلية، وتتركب من قناة مليئة بالعصارة الليمفاوية الداخلية، تلتوي مكونة ما يشبه صدفة القوقع. وتبدأ قناة القوقعة بفتحة تعرف بالفتحة البيضاوية Oval Window، وهي مغطاة بغشاء تنغمس فيه عظمة الركاب. وتنتهي تلك القناة بفتحة تعرف بالفتحة الدائرية Round window  (أُنظر شكل قناة القوقعة).

وفي الجزء المركزي من قناة القوقعة يوجد تركيب يسمى الغشاء القاعدي ، ينغمس فيه عضو حلزوني يسمى عضو كورتي Organ of Corti (أًُنظر شكل عضو كورتي)، وهو العضو المسؤول عن السمع؛ إذ يتكون من العديد من الخلايا الشعرية وغشاء حساس Tectorial Membrane، مكون من مادة جيلاتينية تنغمس فيه أهداب تلك الخلايا.

فعند اهتزاز عظمة الركاب يهتز غشاء الفتحة البيضاوية ناقلاً الموجات إلى العصارة الليمفاوية الداخلية، وهي تنقل بدورها الموجات إلى الغشاء الحساس، ومنه إلى الخلايا الشعرية التي تحث النهايات العصبية فترسل إشارات عصبية إلى الجهاز العصبي المركزي، حيث يتم تحليل الأصوات وترجمتها.

أما القنوات الهلالية والدهليزية، فهي المسؤولة عن الاتزان في الأذن الداخلية، وتمتلئ بالعصارة الليمفاوية الداخلية أيضاً (أُنظر شكل مناطق الإحساس بالاتزان).

تتكون القنوات الهلالية من ثلاثة قنوات متعامدة. يوجد عند قاعدة كل منها انتفاخ بداخله خلايا شعرية تنغمس أهدابها في مادة جيلاتينية مخروطية الشكل. وعندما يقوم الإنسان بحركة دائرية كالالتفاف أو الدوران يهتز السائل الموجود في القنوات الهلالية، فيزيح المادة الجيلاتينية عن مكانها الأمر الذي يتسبب في إثارة الخلايا الشعرية التي سرعان ما تنقل إحساس الإنسان بدورانه عبر الألياف العصبية إلى المخيخ (أُنظر شكل القنوات الهلالية).

وأخر تركيبات الأذن الداخلية هو الدهليز، وهو عبارة عن غرفة عظمية تقع بين القوقعة والقنوات الهلالية، وهو يحتوي على خلايا شعرية تنغمس أهدابها في كتلة جيلاتينية مستديرة الشكل. فإذا حنى الإنسان رأسه، اهتز سائل الدهليز، وتحركت معه الكتلة الجيلاتينية عن مكانها، الأمر الذي يتسبب في إثارة الخلايا الشعرية التي ترسل بدورها إشارات إلى المخيخ عبر الألياف العصبية فيشعر الإنسان بوضعه الجديد إزاء الجاذبية الأرضية (أُنظر شكل الدهليز).