6. الالتهاب الكبدي الفيروسي

يُعد الالتهاب الكبدي الفيروسي من أكثر الأمراض شيوعاً في عصرنا الحالي وتسببه مجموعة من الفيروسات، يطلق عليها فيروسات التهاب الكبد، وتنتمي إلى عائلات مختلفة من الفيروسات. وتسمى أفراد هذه المجموعة بحروفها الأبجدية، وأشهرها خمسة فيروسات(اُنظر جدول أهم الفيروسات المسببة لالتهاب الكبد الفيروسي)، وهذا العدد قابل للزيادة، حيث يتوقع وجود سلالات جديدة لم تكتشف بعد.

وعندما يهاجم الفيروس الكبد، يحدث فيه التهاباً شاملاً، فيموت عديد من خلايا الكبد، الأمر الذي يؤدى إلى الشعور بآلام في الجانب الأيمن العلوي من البطن، وارتفاع طفيف في درجة الحرارة، فيشعر المريض بضيق في التنفس وفقدان للشهية. ونتيجة للالتهاب يمتلئ الكبد بكرات الدم البيضاء، ثم يعقب ذلك ظهور أعراض اليرقان، ويصير لون البول داكناً، والبراز فاتحاً.

وفي أغلب الحالات يزول المرض، ويستعيد الكبد شكله الطبيعي، ويشفى المريض، إلا أنه - في نسبة قليلة من الحالات ـ تموت أعداد هائلة من خلايا الكبد، فينكمش حجمه، ويصاب المريض بالغيبوبة، وتنتهي الحالة بالوفاة.

وكان كروجمن (Krugman) مكتشف الفيروس (ب) (اُنظر شكل فيروس الالتهاب الكبدي (ب)). أول من سعى لإيجاد لقاح ضده، واستعمل في أول اختباراته مصلاً مأخوذاً من مرضى الكبد، فكان يُغْليه ليقتل ما يكون به من جراثيم. ثم يحقن كمية صغيرة في أجسام بعض الأصحاء، وبالتالي تتولد لدي هؤلاء الأصحاء مناعة ضد الفيروس. وقد حفز هذا الاكتشاف العلماء للقيام بسلسلة طويلة من الاختبارات، وتم إنتاج أول لقاح ضد هذا المرض، وسُمح باستخدامه عام 1982. ولما كان هذا اللقاح يُحضَّر من دم مرضى التهاب الكبد (ب)، ثم يُعالج بعمليات كيميائية معقدة للتأكد من صلاحيته، صار باهظ التكلفة غالي الثمن، ومن ثم حاول الباحثون إيجاد لقاح بديل بتكلفه معقولة. إلى أن تم استخدام الهندسة الوراثية لإنتاج لقاح فعال، قليل التكلفة، وهو اللقاح المستخدم على نطاق واسع حتى الآن.