إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات صحية وغذائية / الموسوعة الصحية المصغرة / الجمرة الخبيثة





أماكن حالات الجمرة الخبيثة
تأثير الجراثيم على جسم الإنسان




تعريف الجمرة الخبيثة

أولاً: تعريف الجمرة الخبيثة وتاريخ اكتشاف المرض

1. تعريف الجمرة الخبيثة

هو مرض تسببه بكتيريا عصوية الشكل ذات أبواغ Spores شديدة المقاومة للعوامل الطبيعية، مثل الحرارة والجفاف، ولذا يمكن لهذه الأبواغ أن تعيش لعشرات السنين في التربة. وينتقل المرض بين الحيوانات، ثم منها إلى الإنسان من طريق الاحتكاك المباشر مع الحيوانات، أو الاحتكاك غير المباشر مع منتجات الحيوانات، مثل الصوف والوبر والعظام واللحوم. ويعدّ المرض من الأمراض المهنية، أي تلك التي تصيب أصاحب مهن معينة، حسب اللائحة الفرنسية الرقم 14، إذ يصيب العاملين في الحقول أو المواني، حيث يتم نقل طرود الصوف، والعظام، والجلود، أو في محالج الأصواف لعمل الملابس.

2. تاريخ اكتشاف المرض

مرض الجمرة الخبيثة من الأمراض التي حدثت في العصور الوسطى السابقة. وقد أوضحت بعض الدراسات أن المرض من الأوبئة التي عمّت مصر في عهد موسى u. وقد بدأ اكتشاف المرض مع اكتشاف بقية الأمراض المعدية التي يرجع الفضل فيها ـ بعد الله سبحانه وتعالى ـ إلى اكتشاف تاجر الأقمشة الهولندي أنتوني ليفنهوك Antony Leovwenhock للأحياء الدقيقة، عندما كان يستعمل مجهره البدائي لفحص فتلات الأقمشة؛ حيث رأى في قطرات مياه، من عدة مصادر، كائنات حية صغيرة تتحرك في كل الاتجاهات، وكان ذلك في عام 1674. تلت ذلك تطورات متواصلة حتى النصف الثاني من القرن التاسع عشر الميلاد بين 1850 و1860 حيث تمكن العالم الكيميائي الفرنسي لويس باستير، الذي دخل إلى عالم الأحياء الدقيقة من طريق دراسة الاختمار Fermentation، من اكتشاف دور الأحياء الدقيقة بوصفها سبباً للأمراض المعدية، مثل مرض الجمرة الخبيثة، الذي تسببه بكتيريا الجمرة الخبيثة، التي تم عزلها من البيئة عام 1863. بعد ذلك استطاع الطبيب الألماني كوخ Kock عام 1870 ـ 1876 من استنبات بكتيريا الجمرة الخبيثة على مستنبت صناعي، واستعمل هذه البكتيريا لتأكيد دور الأحياء الدقيقة كمسبب للأمراض المعدية، وتأكيداً لافتراضات كوخ (Kock' Postulates)، أمكنه عزل هذه البكتيريا من دماء الحيوانات المصابة بالجمرة الخبيثة، ومن ثم حقنها في حيوانات أخرى سليمة أدى إلى مرضها، ثم عزلها من هذه الحيوانات، وكرر التجربة على القرود والأبقار، وهكذا برهن كوخ، بما لا يدع مجالاً للشك، أن بكتيريا الجمرة الخبيثة هي المسبب لمرض الجمرة الخبيثة. وتمكن العلماء، بعد ذلك، من إثبات النظرية على أنواع البكتيريا الأخرى المسببة لأمراض الدفتيريا، وحمى التايفويد، والكوليرا. وكان كوخ أو من اكتشف البكتيريا المسببة لمرض السل (الدرن). وتمكن بعد ذلك لويس باستير من تطوير أول لقاح من باكتيريا موهنة ضد مرض الجمرة الخبيثة في العالم، عام 1886.

لذا، نرى الدور البارز لمرض الجمرة الخبيثة في تاريخ الأمراض المعدية، إذ كان من أوائل الأمراض التي تسببت في وباء في العصور القديمة. ثم كانت البكتيريا المسببة لهذا المرض أول بكتيريا يبرهن بها على تسبب البكتيريا والأحياء الدقيقة للأمراض المعدية، وكانت كذلك أول بكتيريا  تستعمل لقاحاً. وفي أوائل القرن الحادي والعشرين الميلادي كانت أول بكتيريا تظهر بوضوح قابليتها للاستعمال سلاحاً بيولوجياً فتاكاً.