إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات صحية وغذائية / الموسوعة الصحية المصغرة / الجمرة الخبيثة





أماكن حالات الجمرة الخبيثة
تأثير الجراثيم على جسم الإنسان




الأنواع المختلفة لمرض الجمرة الخبيثة وأعراضها

ثالثاً: الأنواع المختلفة وخطورة الإصابة والعلاج والوقاية

1.الأنواع المختلفة

أ. مرض الجمرة الخبيثة الجلدي Cutaneous anthrax

ينتج عن طريق الاحتكاك المباشر مع الحيوانات المصابة، وهو أكثر أنواع المرض انتشاراً (95% من الحالات) في العالم، وينتج المرض عند دخول الأبواغ إلى الجلد من طريق جرح أو خدش. ويظهر المرض عادة على الأطراف، والرأس، والرقبة. وتراوح فترة الحضانة، عادة، بين 5 و12 يوماً يظهر بعدها ورم يؤدي إلى حكة، ويتجمع حول الورم سائل، يظهر في شكل فقاعة جلدية، ثم قرحة غير مؤلمة، تتطور إلى موت بعض أنسجة الجلد، يظهر على شكل بقعة سوداء اللون، وقد يؤدي ذلك إلى تورم في الغدد اللمفاوية المجاورة للمنطقة المصابة، ويجدر بالذكر أن ظهور البقعة السوداء على الجلد أدت إلى تسمية المرض Anthrax إذ إن كلمة "الفحم" في اللغة اليونانية القديمة تعني Anthrakis ويمكن أن تنتشر البكتيريا من موضع الإصابة لتسبب تعفن الدم Septicemia ومضاعفاته، غير أن ذلك نادر الحدوث، ونسبة الوفاة في مرض الجمرة الخبيثة الجلدي لا يتعدى 20% حتى من غير علاج. ويجدر بالذكر أن تسمية المرض بالجمرة الخبيثة يرجع إلى نوع المرض الجلدي، إذ إن الإصابة في الجلد تسمى الجمرة الخبيثة أو Malignant pustule.

ب. مرض الجمرة الخبيثة الاستنشاقي (الرئوي) Inhalational anthrax

يُعد من أكثر أنواع المرض خطورة، وينتج عند استنشاق أبواغ الجمرة الخبيثة عند التعامل مع أصواف الحيوانات المصابة "مرض فرازي الصوف" أو عند استنشاقها عندما تستخدم سلاحاً بيولوجياً. ويتطلب حدوث المرض أن تكون الأبواغ منفردة أو في تجمعات صغيرة لا يزيد قطرها عن 5 ميكرون، حتى يسهل وصولها إلى الحويصلات الرئوية، لكي تنتشر إلى الغدد اللمفاوية في الصدر. وتكمن خطورة المرض في أن هذه الأبواغ عندما تصل إلى الغدد اللمفاوية تتفتح وتخرج منها البكتيريا؛ لتتكاثر وتسبب تعفن الدم، وتبدأ في إفراز سمومها القاتلة، ومتى ما وصل المرض إلى هذه المرحلة فإن المضادات الحيوية تكون غير ذات فعالية لأنها لا تبطل عمل السموم. وتتجاوز نسبة الوفاة في هذا النوع من المرض تتجاوز نسبة 80%.

تنقسم أعراض هذا المرض إلى مرحلتين: المرحلة الأولى تبدأ بظهور أعراض تشابه أعراض نزلات البرد والزكام، مع كحة خفيفة، وارتفاع بسيط في درجة الحرارة، وضيق في التنفس. أما المرحلة الثانية فيصاحبها ارتفاع شديد في درجة الحرارة، وضيق شديد في التنفس، مع أعراض صدمة شديدة (Shock) تؤدي إلى الوفاة لاحقاً.

وتظهر خطورة هذا النوع من المرض فيما حددته هيئة الصحة العالمية بأنه إذا هوجمت مدينة مجموع سكانها خمسة 5 ملايين نسمة بسلاح الجمرة الخبيثة، فإن 250 ألف شخص سوف يصابون بالمرض، يتوفى منهم 100 ألف شخص. أو كما قرر مكتب التقويم التكنولوجي للكونجرس الأمريكي، أن إطلاق مائة كيلوجرام من أبواغ بكتيريا الجمرة الخبيثة على واشنطن، يمكن أن يؤدي إلى وفاة من 130 ألف إلى ثلاثة ملايين شخص.

ج. مرض الجمرة الخبيثة في الجهاز الهضمي Gastrointestinal Anthrax

يحدث ذلك عند تناول اللحوم غير المطهية جيداً من الحيوانات المصابة. فترة الحضانة من يومين إلى خمسة أيام، تظهر بعدها أعراض حمى، وغثيان، وقيء، مع فقدان الشهية، وآلام بالبطن، وقد يظهر دم في البراز.

د. التهاب السحايا بكتيريا الجمرة الخبيثة Meningetic anthrax

يتبع هذا المرض تسمم الدم الناتج من أي من أنواع المرض الثلاثة سابقة الذكر، وإن كان أكثر حدوثاً مع مرض الجمرة الخبيثة الاستنشاقي، وهو مرض قاتل 100%.

2. خطورة الإصابة بمرض الجمرة الخبيثة

إذا لم يعالج المرض، تحدث الوفاة بنسبة 99%، للذين يصابون من طريق الرئتين، و20% لانتقال الجمرة عبر الجلد، ومن 25 إلى 60% لدى انتقال الجمرة عن طريق الأمعاء.

3. فترة الحضانة

فترة الحضانة، هي الفترة الزمنية الصامتة في تطور المرض، وتمتد إلى سبعة أيام، حيث لا تظهر الأعراض في الجسم خلالها. وقد تمتد فترة الحضانة إلى 60 يوماً. حسب المعلومات من الدراسات التي أجريت على المرضى الذين أصيبوا بهذا المرض عند تسرب أعداد كبيرة من أبواغ الجمرة الخبيثة من المختبرات العسكرية بالاتحاد السوفيتي السابق، في مدينة سيفيزدلوميك عام 1979 وقد أدت إلى إصابة 79 شخصاً بالمرض.

4. عدوى المرض

المرض معدٍ بشكل كبير عند الحيوانات، لكن نادراً ما ينتقل من إنسان إلى آخر.

5. المناعة الناتجة من الإصابة بالمرض

لم يتأكد بعد أن الإصابة بالمرض تحدث المناعة، ضد الإصابة به مرة أخرى، ولكن حدوث الإصابة مرة أخرى نادر جداً، لدى الإنسان.

6. العلاج

العلاج الأساسي لمرض الجمرة الخبيثة هو المضادات الحيوية؛ إذ إن باكتيريا الجمرة الخبيثة ذات حساسية عالية لعدد كبير من المضادات الحيوية؛ مثل: البنسلين، والتتراساكلين والأرثورماييسين والسبروفلكساسين ويمكن استعمال أي من هذه المضادات في علاج مرض الجمرة الخبيثة، ولكن نسبة لوجود سلاسلات من باكتيريا الجمرة الخبيثة، عوملت بالهندسة الوراثية في المختبرات العسكرية للاتحاد السوفيتي السابق؛ ما جعلها ذات مقاومة عالية لعقاري البنسلين والتتراساكلين فإنه من الأحوط استعمال دواء السيروفلوكساسين للمرضى الذين يشتبه في تعرضهم لهجوم بسلاح بيولوجي، حتى التأكد من حساسية البكتريا للعقاقير الأخرى، وهذا هو ما يحدث في الولايات المتحدة الآن بعد حدوث الحالات الخطيرة في شهري أكتوبر ونوفمبر عام 2001. ويعطي المرض دواء السيروملكساسين لمدة 60 يوماً، إذ برهنت الدراسات الناتجة من انتشار المرض في كارثة المختبر الحربي للاتحاد السوفيتي السابق، أن بعض الذين تعرضوا لهذه البكتيريا ظهرت عليهم أعراض المرض بعد شهرين من تعرضهم للإصابة.

وجدير بالذكر أن المضادات الحيوية تكون ذات فعالية قبل أن تبدأ البكتيريا في إنتاج سمومها في المرحلة الثانية من مرض الجمرة الخبيثة الاستنشاقي؛ لأن المضادات الحيوية تؤدي إلى قتل البكتيريا فقط، وليس إلى إبطال مفعول هذه السموم.

7. الوقاية من المرض

يمكن الوقاية من المرض باتخاذ احتياطات وقائية، مثل:

·   الحذر من نقل الحيوانات المصابة.

·   التخلص من فضلات الحيوانات لدى المزارعين بطرق علمية؛ مثل دفن بقايا الحيوانات مع أملاح الكالسيوم المركزة Ca bicarbonate Salt.

·   ارتداء القفازات لدى التعامل مع الأصواف وجلد الحيوانات

·   تهوية أماكن العمل بشكل جيد

·   عدم تناول الطعام غير المطبوخ بشكل جيد، خاصة اللحوم.

·   ارتداء الأجهزة المصفية للهواء في الأماكن المهنية الصوفية وغيرها من المهن ذات الخطورة العالية.

·   التعامل مع أي مسحوق مريب، بحذر وارتداء القفازات.

·   عدم شرب المياه الملوثة والتأكد من مصدرها.

·   اخذ اللقاح الخاص بالجمرة الخبيثة من قبل العاملين في المهن التي تتطلب الاحتكاك مع الحيوانات والأصواف.