إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات اجتماعية ونفسية / الألم









مضاعفات الألم:

مضاعفات الألم

          يقعد الألم المريض، وغالباً ما يعوق حركته لِما يسببه من ضمور العضلات، وخشونة المفاصل، وضعف القدرة، الحركية والجسدية، الأمر الذي يؤدي إلى زيادة الوزن، والبدانة، وما يرتبط بهما من أمراض، مثل ارتفاع ضغط الدم (Blood Hypertension)، ومرض البول  السكري (Diabetes Mellitus)، إضافة إلى ما يحدثه تناول المسكنات (Analgesics) الكثيرة، التي يتناولها المريض لتخفيف الألم، من مضاعفات على الجهاز الهضمي مثل قرحة المعدة (Peptic Ulcer)، الناجمة عن كثرة تعاطي مركبات الساليسلات (Salicylates) المسكنة للألم، وتأثيرها على أجهزة الجسم التي تقوم بوظيفة إخراج تلك العقاقير، مثل الكبد والكلى. وقد يصبح الشخص مدمناً من جراء استمرار تعاطيه لمواد مسكنه قوية، مثل الأفيون ومشتقاته، أو تعاطيه لمواد مهدئة، وقد يعرضون أنفسهم لفحوصات جسدية جراحية من جراء إلحاحهم في طلب التشخيص والعلاج، مما يعرضهم لمضاعفات العمليات الجراحية المختلفة  كعمليات الاستكشاف (Surgical Exploration).

وتوجد لزمات ترتبط بالألم، كأحد أهم أعراضها، نورد منها ما يلي:

1. ألم العصب الحارق (الحراق) (Causalgia)

وهي حالة تحدث عندما يصاب عصب طرفي بجرح غير كامل، وفيها يكون الإحساس الشديد والمستمر بالألم، مع الحرقان في المنطقة الحسية التابعة لهذا العصب، ولمس الطرف المصاب يزيد من الإحساس بالألم. ولذا فإن المريض يرفض أي تدخل أو محاولة لتحريك الطرف؛ ويتورم الجلد وينتفخ في المنطقة المصابة، ويصبح أحمر اللون، مع ارتفاع درجة حرارته ونعومته، والسبب في ذلك يعود إلى حدوث دورة قصيرة من الألياف العصبية الإرادية الصاعدة (Somatic Afferent Fibres) مع الألياف السمبتاوية الهابطة (Sympathetic Efferent Fibres) لقطع كل منهما في الموضع المصاب، إذ تطلق مادة مثيرة عند تلك النهايات المقطوعة. وتستعمل الكمادات الموضعية مع المسكنات في علاج الحراق، وإذا لم تجدي يكون العلاج بقطع الشق السمبتاوي من العصب، جراحياً.

2. ألم اعتلال العصب بعد الهربس (Post-Herpetic Neuralgia)

وهو ألم ثابت، شدبد وحارق، ويأخذ شكل نوبات للمنطقة التي يغذيها العصب بالإحساس، ولمس المنطقة المصابة يزيد من الألم، وعادة يكون السبب هو تلف الألياف العصبية السميكة المغطاة بالميلين بسبب نشاط الفيروس. وهذا النوع من الألم يصعب علاجه، ولكن عقار الكاربامازبين (Carbamazepine)، ومضادات الاكتئاب قد يساعدان على تقليل الألم، وأحياناً يصل الأمر إلى قطع العصب، جراحياً، لإراحة المريض من شدة الألم، أو حقن مادة لإحداث فقد في الإحساس عند جذر العصب.

3. ألم لزمة المهاد (Thalamic Pain):

وينتج ذلك عن إصابة الجزء المثبط من المهاد، ويبدأ بتخدير في نصف الجسم على الجانب المقابل للإصابة، ويكون الألم كاوياً ومنتشراً، ويتفاقم بالملامسة والملابس، ويعالج بعقار الكاربامازبين، وفي الحالات التي لا تتحسن تكون الجراحة واردة.

4. ألم شبح الطرف (Phantom Limb Pain)

يحدث بعد بتر الطرف في 10% من الحالات، حرقان ثابت ومستمر، وذلك بسبب تكون ورم في نهاية العصب الذي بتر كجزء من الطرف، إذ يحس المريض بالألم في مكان ما من الطرف الذي بُتِرَ فعلاً. ويتحسن هؤلاء المرضى بعقار الكاربامازبين، مع مضادات الاكتئاب والعلاج النفسي، لتعديل صورة الجسم لدى المريض.

          وهنـاك اضطراب مشهـور صنف بواسطة الجمعية الأمريكية للطب النفسي، عام 1994، سُميَّ باضطراب الألم جسدي الشكل (Somatoform Pain Disorder)، ويتميز هذا الاضطراب بالانشغال بالألم في غياب مشاهدات جسمانية مناسبة، تشير إلى عامل عضوي مسؤول عن الألم أو شدته.

          وهذا الألم إما غير متسق مع التوزيع التشريحي للجهاز العصبي، أو يتسق مع التوزيع التشريحي، ولكن الفحص الدقيق ينفي وجود مرض معروف كالذبحة الصدرية ، أو ألم عرق النسا (Sciatic Pain)، وليس له آلية باثوفسيولوجية يعزى إليها، كما هو الحال في صداع التوتر (Tension Headache)، الناتج من تقلص عضلي. وهذا الانشغال بالألم شديد ومستمر لمدة ستة أشهر على الأقل.

          والعلاقة بين العوامل النفسية والألم، قد تكون ظاهرة، في بعض الحالات، إذ توجد علاقة مبدئية بين بدء الألم، أو اشتداده، والصراع النفسي، أو الحاجة النفسية، وقد تكون العلاقة غير ظاهرة. ويصاحب هذا الاضطراب تغيرات حسية أو حركية (Paresthesia, Spasm) ويتميز مريض هذا الاضطراب بكثرة زياراته للأطباء، للحصول على ما يخفف الألم، على الرغم من طمأنة الأطباء له .ويسرف الشخص في تعاطي المسكنات من دون أن تخفف حدة الألم، ويطلب إجراء جراحات، وعادة يرفض إعزاء الألم إلى عوامل نفسية. وفي بعض الحالات، يكون للألم أهمية رمزية، مثل الألم الذي يشير إلى ذبحة صدرية (Angina Pectoris) لدى شخص مات والده من مرض بالقلب، ويكثر في التاريخ المرضي السابق لهؤلاء المرضى، وجود اضطراب التحول (الهستيريا)، ونادراً ما تكون الشخصية هستيرية وغير معبرة عن انفعال، وكثيراً ما توجد أعراض الاكتئاب، إذ يضاف تشخيص نوبة الاكتئاب الجسيم (Major Depressive Episode) إلى الاضطراب الألم جسدي الشكل.