إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات اجتماعية ونفسية / الأثر النفسي لتطبيق الحدود الشرعية









6

6. حدّ الرِّدَّة

          حدّ الرِّدَّة، قَتْل المُرتدّ[1]، وهو حدٌ حاسمٌ يهدف إلى إغلاق الباب أمام إعادة التفكير في أمر العقيدة، خاصة إذا كان الشخص مسلماً. إن الإسلام، كرسالة خاتمة، يهدف إلى استقرار الإنسان وتَفرّغه للعمل والعبادة، وصولاً بالمجتمع إلى أعلى درجات الرُّقيّ. ويهزّ هذا الاستقرار فكرة فتح باب التفكير في الاختيار بين الإسلام والكفر، بل قد يأخذ الفرد من ذلك ذَرِيعَة لعدم الالتزام بقواعد الإسلام وحدوده، فيكفر حين يشاء، ويُسْلم حين يشاء، فيصبح غير ملتزم بوضع عقائدي ثابت، يحاسَب على أساسه. إضافة إلى أن الإسلام، كدين، يُعَدّ نمُوّاً في تاريخ البشرية والأديان، بينما العودة إلى أيٍّ من الأديان السابقة، بعد اعتناق الإسلام، يُعَدّ نُكُوصاً إلى مرحلة سالفة من نُمُوّ البشرية. وكما نعالج مريض الفِصام وغيره من المَرضى، الذين يَنكُصُون إلى سلوكيات مبكرة من سلوكيات مراحل النمو، ونَعُدّ هذا أمراً غير مقبول، فإن النكُوص إلى أديان سابقة، بعد اعتناق الإسلام، يُعَدّ أيضاً أمراً غير مقبول. ولهذا، كان الردع بحدّ القتل أمراً يهدف إلى دعم استقرار الفرد نفسياً، فلا يتذبذب في عقيدته الإسلامية، التي يلتزم بها أمام مجتمعه، كما يهدف إلى استقرار المجتمع، تَبعاً لاستقرار أفراده.



[1] يقول رَسُولُ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ: لا يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ يَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إلاّ اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إلاّ بِإِحْدَى ثلاثٍ الثَّيِّبُ الزَّانِي وَالنَّفْسُ بِالنَّفْسِ وَالتَّارِكُ لِدِينِهِ الْمُفَارِقُ لِلْجَمَاعَةِ. متفق عليه.