إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات اجتماعية ونفسية / إدارة الذات









إدارة الذات

إدارة الذات

عند استعراض الأدبيات السيكولوجية في مجال دراسات الذات، يتضح وجود استخدام مصطلحات عديدة، منها: "الذات" و"مفهوم الذات" و"تقديرات الذات" و"فعالية الذات" و"إدارة الذات"، وغيرها.

ويرجع اختلاف هذه المصطلحات إلى أن "الذات" تكوين فرضي، لا ندركه مباشرة؛ بل نستدل عليه من مظاهره. وهي مظاهر لا يمكن الإحاطة بها إحاطة كاملة تامة، لذلك يركز كل باحث على بعض المظاهر، دون غيرها.

من هنا ظهرت مصطلحات حاولت النظر إلى الذات نظرة وصفية، مثل مفهوم الفرد عن ذاته، أو كيانه الشخصي. ومنها مصطلحات حاولت النظر إلى الذات بوصفها مجموعة من المكونات والعناصر، كالقيم والاتجاهات... إلخ. ومنها مصطلحات حاولت النظر إلى الأهداف التي تسعى الذات نحو تحقيقها، مثل فعالية الذات.

ومن بين الاتجاهات الحديثة في النظر إلى الذات، اتجاه حاول تبين، أو وصف، كيف تُدير الذات نفسها، تحقيقاً لأهدافها، وهو ما يسمى: "إدارة الذات".

وفيما يلي عرض لبعض المفاهيم الوصفية للذات، والأهداف التي تسعى الذات نحو تحقيقها، وكيفية إدارة الذات لنفسها، تحقيقاً لأهدافها.

أولاً: نموذج لوصف للذات

وتُعد الذات حجر الزاوية في الشخصية، وهي نقطة الوسط فيها، وتتجمع حولها جميع الأنظمة الأخرى. وتُجمع هذه النظم معاً وتكون قادرة على إعطاء التوازن للشخصية كلها، كما تحفظ النفس في حالة استقرار نسبي.

وقد اختلفت تعريفات الذات، باختلاف محاور تصنيف هذه التعريفات. ويمكن تعريف الذات بوصفها اتجاهات الشخص ومشاعره نحو نفسه وفكرته عن نفسه؛ فهي أفكار الشخص واتجاهاته، عن من هو. ويمكن تعريفها بأنها مجموعة من العمليات السيكولوجية، التي تحكم السلوك والتوافق. فيها نشاط موحد مركب للإحساس والتذكر والتصور والإدراك والحاجة والشعور والتفكير. أما المجموعة الثالثة، فتنظر إلى الذات بوصفها موضوعاً وعملية؛ فالذات هي فكرة الفرد عن نفسه، وهي، أيضاً، مجموعة من العمليات العقلية.

وثمة تصنيف ثنائي للتعريفات ينظر إلى الذات كموضوع، والذات كعملية؛ فالذات كموضوع، هي اتجاه الشخص ومشاعره ومدركاته وفكرته عن ذاته وتقييمه لها. أما الذات كعملية، فهي مجموعة العمليات النفسية التي تحكم السلوك والتوافق، وتشمل مجموعة العمليات النشطة، كالتفكير والتذكر والإدراك. إنها الذات الفاعلة.

ومن التصنيفات الثنائية، أيضاً، عد الذات ككيان قائم بالفعل، لدى الشخص، والذات بوصفها كياناً محتمل الوجود. وتمثل تعريفات النوع الأول (أي الذات ككيان قائم بالفعل لدى الشخص) الذات كقوة داخلية، والذات كرقيب داخلي، والذات كمركب، أو ككل شخصي منظم مستمر على الرغم من تغير الزمن، والذات بوصفها جماع الخبرة والتعبير الشخصي، والذات بوصفها الشعور والوعي، أو المفهوم الشخصي عن النفس.

أما الذات ككيان محتمل، فينظر إلى الذات كهدف أو غاية نهائية، يسعى الفرد إلى تحقيقها والوصول إليها.

وثمة وجهة نظر أخرى للذات ترى أنها نظام ديناميكي للمفاهيم والقيم والأهداف والمُثل، التي تقرر الطريقة التي يسلك بها الفرد.

وأخيراً، فإن الذات هي كينونة الفرد، التي تنمو وتنفصل تدريجياً عن المجال الإدراكي له. وتتكون بنيتها نتيجة للتفاعل مع البيئة، وقد تمتص قيم الآخرين وتسعى إلى التوافق والاتزان والثبات. وهي تنمو نتيجة للنضج والتعلم، وتصبح المركز، الذي تنتظم حوله كل الخبرات.

وللذات أنواع ثلاثة: الذات المدركة، والذات الاجتماعية، والذات المثالية.

مفهوم "الذات"، كنموذج وصفي

إن وظيفة مفهوم الذات، تُعد ظيفة دافعية وتكاملية تبلور عالم الخبرة المتغير، الذي توجد في وسطه؛ لذا فإنه ينظم السلوك ويحدده، كما يحركه ويوجهه الوجهة التي تتفق وطبيعة مفهوم الفرد عن ذاته.

ولمفهوم الذات تعريفات مختلفة، فهو تكوين معرفي منظم موحد ومتعلم، للمدركات الشعورية والتصورات والتعميمات الخاصة بالذات، يبلوره الفرد ويعده تعريفاً نفسياً لذاته، وهو ينظم السلوك ويحدده. فهو رؤية كلية تعبر عن إدراك الفرد لذاته، والتي يتم تشكيلها من خلال التفاعل بين الفرد والبيئة المحيطة به، والتي في ضوئها يضع الفرد لنفسه صورة عن ذاته.

إنه صورة الشخص عن نفسه والوصف الكامل لها، الذي يستدعيه الشخص في أي وقت؛ إنه فكرة الفرد عن ذاته والصورة التي يشكلها عن نفسه، في ضوء أهدافه وإمكاناته واتجاهاته نحو هذه الصورة، ومدى استثماره لها في علاقاته بنفسه والواقع. إنه مخطط الذات الذي يُشير إلى البنية المعرفية، التي تمثل المعلومات عن ماهية الفرد. إنه بناء معرفي ينظم الأحاسيس والمعارف والأفكار، التي تشكل بدورها مفهوم الذات. إنه مجموع الإدراكات الكلية، التي يحملها الفرد عن نفسه. إنه الطريقة التي يدرك بها الشخص ذاته، وتكون هذه الطريقة إيجابية أو سلبية، وفقاً لإدراكه لنفسه كشخص مستقل عن الآخرين، وما يعتقده في إدراك الآخرين له.

وقد أدى تفرد تعريفات مفهوم الذات إلى محاولة وضع مفهوم قياسي، أي يسمح بقياسه. وعدّ هذا المفهوم أن الذات هي المفهوم الذي يكونه الفرد عن نفسه، بوصفه كائناً بيولوجياً واجتماعياً، أي بوصفه مصدراً للتأثير والتأثر للآخر. أو بعبارات سلوكية، فإن مفهوم الذات هو ذلك التنظيم الإدراكي الانفعالي، الذي يتضمن استجابات الفرد نحو نفسه ككل، كما يظهر ذلك في التقرير اللفظي الذي يحمل صفة ما من الصفات على ضمير المتكلم؛ كأن يقول "أنا ناجح" أو ما إلى ذلك.

وكما اختلف الباحثون في تعريف مفهوم الذات، اختلفوا، كذلك، في أبعاده؛ فهم من حدد هذه الأبعاد في:

1. مفهوم الذات المدرك: ويتكون من المدركات والتصورات، التي تحدد خصائص الذات، كما تعكس وصف الفرد لذاته كما يتصورها هو، أي تتكون من نظرة الفرد إلى نفسه.

2. مفهوم الذات الاجتماعي: ويتكون من المدركات والتصورات، التي تحدد الصورة التي يعتقد الفرد أن الآخرين يعتقدونها عنه. أي فكرة الفرد عن الآخرين، كما يراها هو.

3. مفهوم الذات المثالي: ويتكون من المدركات والتصورات، التي تحدد الصورة المثالية للشخص الذي يريد أن يكون. أي ما يتطلع الفرد نحو تحقيقه.

وثمة أبعاد أخرى لمفهوم الذات، حددها الباحثون في صورة الذات، وتقدير الذات، والذات المثالية... وغيرها.

ثانياً: أهداف الذات، أو ما الذي تسعى إليه الذات؟ فعالية الذات كنموذج

تسعى الذات إلى "تحقيقها" وإلى "فعاليتها". ويرى علم النفس الإنساني أن الذات تسعى نحو تحقيقها، بمعنى اتضاح قدراتها وتوظيفها بحيث يزداد ابتكار الفرد. وبعبارة أخرى، فإن "تحقيق الذات" هو هدفها.

أما أنصار علم نفس التعلم الاجتماعي، أو النظرية المعرفية الاجتماعية، فيرون أن الذات تسعى نحو "فاعليتها". وسنعرض للنموذج الأخير فقط.

تُعرّف فعالية الذات بأنها: مجموعة من الأحكام لا تتصل بما ينجزه الفرد فقط من أداءات؛ ولكن، أيضاً، بالحكم على ما يستطيع إنجازه، أي أنها نتاج للمقدرة الشخصية. إنها قوة مهمة تفسر الدوافع الكامنة وراء أداء الأفراد في المجالات المختلفة.

إن فعالية الذات هي جزء من عملية تبادلية تحدد السلوك، حيث ينتج الإحساس بفعالية الذات عن تفاعل عوامل شخصية وسلوكية وبيئية. وهي ليست مثيراً لضبط السلوك؛ ولكنها أحد المؤثرات الذاتية في السلوك، وتُعد متغيراً شخصياً مهماً حينما يرتبط بأهداف معينة، وبمعرفة الأداء في السلوك المستقبلي. ومعنى ذلك أن مفهوم فعالية الذات يختلف من موقف إلى آخر، ويتوقف اختلافه على مستوى الكفاءة المطلوبة للنشاط، وعلى وجود أو غياب الآخرين، وعلى الكفاءة المدركة لهؤلاء الآخرين، خاصة إذا كانوا منافسين.

ولفاعلية الذات أنواع أربعة، هي:

1. فعالية الذات العامة

ويُقصد بها إدراك الفرد لكفاءته في مجالات الحياة المختلفة، حيث تعكس مجموع مهاراته، التي يواجه بها المشكلات والمواقف المتوقعة. كما تحدد درجة الفعالية السلوك المتوقع، وكمية الطاقة المبذولة للتحكم في الأحداث والمواقف المؤثرة في الحياة.

2. فعالية الذات الخاصة

وتعني الأحكام التي يصدرها الفرد عن مدى قدرته على تحقيق الأعمال، أو الأداءات، في مهمة محددة.

3. الفعالية الجماعية

وتعني أن مجموعة من الأفراد يؤمنون بقدراتهم، ويعملون في نظام جماعي لتحقيق الأداء المطلوب. أي حكم الجماعة على قدراتهم، من خلال مقارنة أدائهم بأداء جماعات أخرى.

4. الفعالية القومية

ترتبط الفعالية القومية بأحداث لا يستطيع المواطنون في مجتمع ما السيطرة عليها، ويكون لها مردود وتأثير على من يعيشون داخل هذا المجتمع. ومن خلال ذلك تتولد لديهم أفكار ومعتقدات عن أنفسهم، بوصفهم أصحاب قومية واحدة.

وتُستمد فعالية الذات من عدة مصادر، منها: الإنجازات الأدائية، والخبرات البديلة، والإقناع اللفظي، والاستثارة الانفعالية.

ثالثاً: إدارة الذات كأسلوب لتحقيق الذات لأهدافها

1. تعريف إدارة الذات

اختلفت تعريفات إدارة الذات؛ فمن الباحثين من تناولها كتكوين فرضي أو مفهوم، ومنهم من تناولها كأسلوب للتدخل أو التدريب يقوم به الفرد بنفسه، أو تحت إشراف مدرب، حتى يستطيع القيام به مستقلاً.

فمن النوع الأول أن إدارة الذات، هي قدرة الفرد على توجيه مشاعره وأفكاره وإمكانياته نحو الأهداف، التي يصبو إليها. أي هي عملية الإنجاز الشخصي الذاتي.

وتشمل إدارة الذات مجموعة من المهارات، مثل: تنظيم الفرد لانفعالاته حتى يستطيع التعامل مع القلق وضبط الاندفاعية، التعبير عن والتعامل مع القلق والغضب، والمثابرة في التغلب على العقبات، ووضع ومراقبة التقدم نحو تحقيق الأهداف الشخصية والأكاديمية، والتعبير عن العواطف بشكل مناسب، والسيطرة على العدوان والضغوط الشخصية وبين الأشخاص، وتعديل الأوامر في ضوء ردود الفعل.

إن إدارة الذات هي مهارات وآليات شاملة، تستخدم مع نماذج مختلفة من الأفراد في مواقف متعددة، ومن خلال أنماط سلوكية متنوعة، كوسيط يدل على فاعليته في تحسين السلوك. وتشمل مهارات الانضباط الوجداني، الثقة، التكيف الواعي، التفاؤل الإنجازي، وتحديد المشكلات والتعرف عليها.

ويُلاحظ على تعريفات هذه الفئة أنها تُعد إدارة الذات مجموعة من المهارات والقدرات، التي تظهر في شكل إجراءات يمارسها الأفراد تحقيقاً لأهداف معينة، وأن هذه الإجراءات تتضمن مراقبة الذات في أدائها، وتقييم هذا الأداء في ضوء الأهداف، التي يسعى الفرد إلى تحقيقها، وتوجيه الذات في ضوء نتائج تقييم الذات، وأخيراً تقرير الذات بناءً على إنجازها.

أما النوع الثاني من التعريفات، فيمثلها تعريف إدارة الذات بأنها إجراء يتم فيه تعليم الأفراد أن يصفوا سلوكهم المستهدف، وأن يسجلوا حدوث هذا السلوك أو عدم حدوثه. إنها أسلوب لمساعدة الأفراد على تحقيق مستويات أكبر من الاستقلالية في ممارسة الأنشطة، وبتعليم أساليب إدارة الذات يمكن أن يصبح الفرد أكثر قدرة على توجيه ذاته، وأقل اعتماداً على الإشراف المستمر.

ومن تعريفات الفئة نفسها، أن إدارة الذات برنامج علاجي سلوكي، يتدرب فيه الفرد على أن يطبق بنفسه الفنيات التي تساعده على أن يعدل سلوكه الشخصي؛ فيتعلم الشخص أن يحدد المشكلة، وأن يضع أهدافاً واقعية، وأن يستخدم الاحتمالات العديدة ليصدر السلوك المرغوب فيه ويحافظ عليه، وأن يراقب تقدمه الشخصي.

وهي عملية تتضمن توجيه الفرد لذاته للقيام بالتطبيق العملي لفنيات تعديل السلوك، على نفسه وبنفسه، من أجل ضبط سلوكه وإحداث التعديل المطلوب فيه، بما يحقق قيامه بالسلوك الإيجابي المستهدف على النحو المطلوب، وفق المعيار المحدد سلفاً، خلال فترة زمنية محددة.

يُلاحظ على تعريفات هذه الفئة نظرتها إلى إدارة الذات بوصفها برنامجاً أو عملية يقوم بها الفرد، أو يدربه عليها مدرب، وذلك حتى يمكن تعديل السلوك وضبطه وتوجيهه ذاتياً.

2. مهارات إدارة الذات وإستراتيجياتها

تنقسم مهارات إدارة الذات إلى ثلاث فئات:

·       مهارات مُهيَّئة.

·       مهارات التمكين.

·      مهارات التدعيم.

أ. مهارات مُهيِّئة

(1) التغلب على المعوقات: يُقصد بها المهارات التي تساعد الفرد في التغلب على معوقات حل المشكلة، مثل نقص الإمكانات.

(2) بناء الثقة بالنفس وزيادة الدافعية للإنجاز: فمع كل خطوة إنجاز تزداد الثقة بالنفس، وتزداد الدافعية الذاتية.

(3) الاتجاهات المتوازنة: تبني اتجاهات متوازنة، بمعنى التوازن بين الاتجاهات الإيجابية والسلبية، ثم زيادة الاتجاهات الإيجابية وإنقاص الاتجاهات السلبية.

(4) زيادة المعلومات: يؤدي حرص الفرد على زيادة معلوماته إلى زيادة فهمه للمشكلات والقضايا، ووقوفه على الحقائق.

ب. مهارات التمكين

(1) وضع الأهداف: وتتضمن مهارات وضع أهداف واقعية قابلة للتحقيق؛ فإذا استطاع الفرد تحقيق هذه الأهداف، زادت ثقته بنفسه ودافعيته للإنجاز.

(2) التقييم الذاتي: ويتضمن تقدير الفرد نفسه حق قدرها، والقدرة على تفسير إمكاناته وفهمها بصورة حقيقية واقعية.

(3) المتابعة الذاتية: ويُقصد بها المهارات التي يمارسها الفرد لمتابعة تقدمه وإنجازاته. وتساعد هذه المهارات في ان يكَوِّن الفرد صورة واقعية عن ذاته.

(4) التخطيط الذاتي: يُقصد بها تخطيط الفرد بنفسه ولنفسه من أجل تحقيق الأهداف.

(5) الأداء: ويُقصد بها امتلاك الفرد للمهارات اللازمة للأداء الناجح للعمل.

(6) التعامل والتفاعل مع المواقف: ويُقصد بها النظر إلى الأمور والأشياء بطرق جديدة، ومناظير مختلفة. وهذا يساعد على المزيد من الفهم، ومن ثم المزيد من الثقة بالذات وبالإنجاز.

(7) إدارة الوقت: يؤدي حُسن إدارة الوقت، بمعنى التوزيع الزمني للمهام في ضوء اولوياتها ومحددات إنجازها، إلى المزيد من النجاح.

ج. مهارات التدعيم

·      التدعيم الاجتماعي: ويتضمن تعلم مهارات كيفية الحصول على الدعم الاجتماعي من الآخرين، أولاً، ثم الانتقال إلى التدعيم الذاتي المشتق من الأداء الناجح والإنجاز الفعال.

تلك العينة من المهارات لا بد من اكتسابها، حتى يمكن للفرد إدارة ذاته بطريقة صحيحة، مستخدماً إستراتيجيات متعددة، منها: مراقبة الذات، والحديث مع الذات وتعليمها، وتقييم الذات، والتصحيح الذاتي، وتقرير الذات، وحزمة إدارة الذات، الضبط البيئي.

وثمة مجموعة أخرى من الإستراتيجيات، تشمل:

أ. مراقبة الذات: وتتضمن ملاحظة الذات، والتقارير الذاتية، والتسجيل الذاتي.

ب. التعليقات والتغذية الراجعة الذاتية.

ج. تقويم الذات.

د. تعزيز الذات.

هـ. توجيه الذات.

وقد حظت "الذات" ودراستها باهتمام كبير، ومنذ فترة بعيدة. وبدا ذلك واضحاً في تعدد مناحي دراستها، التي انعكست في كثرة المصطلحات المرتبطة بها.

وإذا كان مفهوم الذات من أقدم المصطلحات أو الصفات، التي خضعت للدراسة، سواء من الفلاسفة أو من علماء النفس، فإن إدارة الذات مصطلح حديث نسبياً.

وقد ظهر الاهتمام بإدارة الذات ضمن دراسات التعلم الوجداني الاجتماعي، التي كان من أهدافها: تنمية الوعي الذاتي، ومهارات إدارة الذات، واستخدام الوعي الاجتماعي، والمهارات الشخصية في تكوين علاقات إيجابية مع الآخرين، والمحافظة عليها، وتعزيز قدرة الفرد على الفهم والإدارة، بطريقة تمكنه من النجاح في الحياة وإنجاز المهام.

كذلك، كان الاهتمام بإدارة الذات في مجال تعديل السلوك، الذي يستخدم تكتيكات خاصة للتخلص من السلوك غير السوي، وإحلال سلوك سوي محله. ويسعى إلى استمرارية السلوك السوي، بناءً على التعزيز الذاتي وإدارة الذات.

إن الاهتمام بإدارة الذات لم يكن لبواعث علمية فقط، بل لبواعث عملية أيضاً. فقد بينت الدراسات أن إدارة الذات تمكّن الأفراد من الاستفادة بالطاقات والإمكانات والمهارات الكامنة لديهم، وتحقق الرضا النفسي بالإنجازات المحققة على الصعيدين الشخصي والعملي، والنجاح في إحداث توازن بين متطلبات الأدوار المختلفة، التي يكون على الفرد القيام بها، واكتساب العديد من المهارات، مثل القدرة على التخطيط، ومهارة ترتيب المهام حسب الأولوية والأهمية، ومهارة التطوير الذاتي.