إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات اجتماعية ونفسية / الجنون والمجنون









سابعاً

سابعاً. جنون الهوس (الاضطراب ثنائي القطب). (Manic episode)

ويتميز بالمرح المرَضي، والسرور الوجداني (أو الاستثارة) (Irritablity) الذين يسودان خلال فترة محددة، مع أعراض مصاحبة. ويكون الاضطراب شديداً إلى درجة ينتج منه اختلال أداء الشخص لوظيفته، المهنية والاجتماعية، أو يلزم إدخاله مستشفى، لمنعه من إيذاء نفسه والآخرين.

وتشمل الأعراض المصاحبة، تضخّم الذات (Inflated Self Steem)، أو الشعور بالعظمة (التي قد تصل إلى درجة الضلال)، ونقص الحاجة إلى النوم، وزيادة الكلام، وضغط الأفكار وكثرتها وتطايرها (Flight Ideas)، والتشتت، وازدياد الاندماج في الأنشطة الموجهة إلى هدف، وازدياد النشاط الحركي، والإغراق في الأنشطة الترفيهية. المرحة، والتي غالباً ما تكون نتائجها مؤلمة، ولا يدرك تلك العواقب إدراكاً تاماً؛ وذلك من دون سبب عضوي، وليس طارئاً على اضطراب ذهاني آخر.

والوجدان المرح، قد يوصف كسرور وانشراح زائد (Euphoria, Elation, Exaltation) على الطبيعي، ومُعدي (Infectious Mood)، للملاحظ غير المندمج (أي يجعله مسروراً). ولكنه يوصف من قبل من يعرفون الشخص جيداً، بأنه زائد على الحد. وقد يتسع الوجدان، فيتحمس الشخص للتفاعل مع الناس، من دون انتقاء. وقد تكون الاستثارة، هي العرض المسيطر، فتسهل، استثارة المريض، لأتفه الأسباب.

أما تضخم الذات، فيراوح بين الثقة بالنفس، التي لا تتحمل النقد، والشعور بالعظمة، الذي قد يصل إلى درجة الضلال، التي تجعل صاحبها على إعطاء النصح للآخرين، في أشياء لا يعرف عنها شيئاً (مثل كيف تحل مشاكل العالم الاقتصادية)؛ وعلى الرغم من نقص الموهبة والمعرفة، فإنه قد يبدأ كتابة قصة، أو تلحين موسيقى، أو البحث عن الشهرة ببعض المخترعات. وقد تشمل ضلالات العظمة علاقة خاصة بالله أو بشخص معروف، سياسياً أو دينياً.

وتقل الحاجة إلى النوم إلى حدٍّ كبير؛ إذ يستيقظ قبل موعده بساعات، مكتمل الطاقة. وقد يظل بلا نوم عدة أيام، من دون أن يشعر بتعب.

أما الكلام، في حالة الهوس، فيكون، عادة بصوت مرتفع، وسريع، ويصعب مقاطعته، وغالباً ما يملأ بالنكات والقفشات والتلاعب بالألفاظ. والإضحاك غير المناسب، قد يصبح مسرحياً، بأسلوب تمثيلي، مع الغناء، ويهتم بإيقاع الألفاظ أكثر من معانيها؛ والرابطة بين الأفكار رابطة شكلية في إيقاع الألفاظ فقط، مع تطاير الأفكار، مما يجعل الكلام غير متسق. وإذا كان وجدان الشخص مستثاراً أكثر من مرحه، فإن كلامه يتميز بالشكوى والتعليقات العدائية والتهديدات الغاضبة. والتشتت يدل عليه سرعة التحول في الكلام والنشاط، كنتيجة الاستجابة للمثيرات الخارجية المختلفة، غير المرابطة، مثل الضوضاء المحيطة، أو الصور على الحوائط.

ويشمل ازدياد النشاط عديداً من الخطط، والمشاركة في أنشطة عديدة (مثل الجنسية والوظيفية والسياسية والدينية). وتزداد اجتماعيته، فينشئ علاقات جديدة، ويتصل بأصدقائه في كل ساعات الليل دون أن يعي أنه يقحم نفسه عليهم، وذلك لاختلال حكمه على الأمور. إضافة إلى تصرفات حمقاء، وسلوك جنسي غير معتاد، وارتداء ملابس غير مألوفة، ذات ألوان زاهية، ووضع مساحيق التجميل بصورة مفرطة (في حالات الإناث). كما يوزع ما يملكه من طعام أو نقود، على العابرين الغرباء، فيما يسمى بالسلوك الممتد.

والأعراض المصاحبة، تشمل عدم الاستبصار بمرضه، ورفض العلاج، مع هلاوس واضحة المحتوى، المتوافق مع الوجدان السائد، عادة، وضلالات، وقد تكون هناك هلاوس ذات محتوى اضطهادي، ومبنية على فكرة أن الشخص مضطهد، بسبب وضعه المميز وعلاقاته الخاصة، ونادرا ما يكون محتوى الضلالات والهلاوس غير متوافق مع الوجدان السائد. وقد توجد أعراض كتاتونية (Catatonic)، أو ذهول (Stupor)، أو بكم، أو سلبية الحركة.

وفي حالة نوبة الهوس الخفيف (Hypomania)، تكون الأعراض متشابهة؛ ولكن شدتها أقل كثيراً، ولا تصاحبها ضلالات.

البداية والمسار والمآل، في جنون الهوس

عادة تبدأ نوبات الهوس، في بداية العشرينيات؛ وإن كان هناك حالات، تظهر بعد سن الخمسين. وتكون البداية فجائية، وسرعان ما تشتد الأعراض، وتصبح خطيرة، وتظل من أيام إلى شهور، وتنتهي فجأة، وأثناء اشتداد الأعراض، يحتاج إلى حمايته من الإضرار بنفسه وبمن حوله لسوء حكمه على الأمور، وكثرة حركته. وهذا ما يستدعي حجزه، إجباراً في مستشفى. ومن أهم مضاعفات نوبة الهوس، هو إدمان المواد المخدرة، وما ينتج من ذلك من أضرار.

علاج نوبات جنون الهوس

أ. التهدئة للمريض بمضادّات الذهان، أو جلسات العلاج بالكهرباء.

ب. العلاج بأملاح الليثيوم، التي ثبت فاعليتها في علاج حالات الهوس. ويلزم أن تستمر مضادّات الذهان، لمدة أسبوع، مع أملاح الليثيوم (لأن الليثيوم لا يعطي تأثيره في الجهاز العصبي، قبل خمسة أيام).

ج. مضادّات التشنجات، إذ لوحظ أن استعمالها، يفيد في علاج حالات الهوس والاضطراب ثنائي القطب، مثل الكاربامازبين (Carbamazepine) والفالبروات (Valbroate).

د. العلاج النفسي.