إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات اجتماعية ونفسية / الجماعة









الروابط داخل الجماعة:

الروابط داخل الجماعة

          يسود داخل الجماعة عدة أنواع من الروابط، منها الروابط الوجدانية أو المستمدة من السلطة والقوة، أو قائمة على الاتصال بين الأعضاء، أو المستمدة من وجود هدف مشترك.

1. الروابط الوجدانية Affect Linkage

      هي الروابط الخاصة بمشاعر الحب والكره، والتقبل والنبذ، السائدة بين أفراد الجماعة. وتظهر، عادة، في انتشار التعاون والمحبة بين أعضاء الجماعة، حيث يهبُّون لمعاونة بعضهم بعضاً تلقائياً، من أجل تسيير حياة الجماعة. وتنتشر بين أعضاء الجماعة روح المرح والمداعبة، دون حساسية شديدة تؤدي إلى جرح للمشاعر والأحاسيس. ويتقبل أعضاء الجماعة اختلاف وجهات النظر بصدر رحب، ما يساعد على تطوير أساليبهم في الأداء. وبمعنى أخر، لا يكون اختلاف وجهات النظر مدعاة للثورة والغضب والتفكك الاجتماعي داخل الجماعة. وهذا كله يؤدي إلى تماسك الجماعة، فلا يرغب أحدهم في تركها أو مغادرتها ويكون كل عضو فيها فخوراً بانتسابه إليها. وبصفة عامة ينتشر بين الأعضاء الشعور "بالنحن".

2. الروابط المستمدة من السلطة والقوة Power Linkage

      للسلطة والقوة داخل الجماعة ستة مصادر، هي: قوة الإثابة، وقوة العقاب، والقوة الشرعية الرسمية، والقوة التوحدية (أي التوحد مع شخص له تأثيره على الآخرين، مثل الابن مع الأب والتلميذ مع المدرس)، وأخيراً قوة الخبير.

      ويظهر هذا النوع من الروابط في مشاركة كل عضو من أعضاء الجماعة في مسؤولية تنظيم أنشطة الجماعة وتنفيذها، تبعاً لما لديه من مصادر القوة. فيعرف كل منهم ما يجب عليه عمله، ومع من يعمل، ومتى يعمل، وكيف يعمل؟ ويكون ذلك من خلال تنظيم شامل تضعه الجماعة بتوجيه من القائد.

      وبناء على هذه الروابط يسهل ضبط الجماعة والسيطرة عليها، دون إفراط أو تفريط، إذ إن الإفراط في الضبط يجعل المحافظة على بنية الجماعة مسؤولية القائد فقط، كما أن التفريط في الضبط يؤدي إلى الفوضى والاضطراب.

      وتؤدي هذه الروابط إلى سرعة اتخاذ الجماعة للقرارات، لأن السلطة تكون موزعة، ولأن الجميع يشارك في اتخاذ القرار ومستعد للمشاركة في تنفيذه، ولأن الجميع مستعد لتقبل المخالفة في الرأي بطيب خاطر، ودون قسر أو قهر. كذلك، يساند قائد الجماعة مَنْ يوكل إليهم تنفيذ المهام، ولا يتصيد لهم الأخطاء.

3. روابط الاتصال Communication Linkage

      لا تستمر الجماعة عندما تكون الاتصالات بين أعضائها غير سوية أو غير مناسبة. ويظهر هذا النوع من الروابط في وجود قدر مشترك من المعلومات التي تهم الجماعة بين أعضائها. فلا يحتفظ القائد بكل المعلومات، كما لا يغرق الجماعة بالمعلومات. ويحرص كل فرد على أن يشارك غيره فيما لديه من معلومات تهم الجماعة، وتساعد في تسيير أمور حياتها. أي أن شبكة المعلومات لا تكون من القمة للقاعدة فقط، بل ومن القاعدة للقمة وبين الأعضاء. إن هذا من شأنه أن يقلل من مشاعر النبذ والعداوة، ويزيد فرص تأثير كل عضو من أعضاء الجماعة في الآخر.

4. الروابط المستمدة من وجود هدف مشترك Goal Linkage:

      من المعروف أن وجود هدف مشترك تسعى الجماعة نحو تحقيقه، أمر يؤدي إلى وحدة الجماعة وتماسكها، وإلى تنظيم العمل وتوزيع الأدوار توزيعاً مناسباً بداخلها. ويظهر هذا النوع من الروابط في معرفة أعضاء الجماعة الأهداف المشتركة، التي تسعى الجماعة نحو تحقيقها وكيفية تحقيقها. ومن ثم يكون كل فرد مستعداً لأن يتعلم كل ما هو جديد. ويؤدي ذلك إلى تحقيق أهداف الجماعة، وإلى تأدية ما يجب على الفرد أن يؤديه من واجبات، فلا يسعى إلى التهرب من أدائها، أو البحث عن طرق وأساليب ملتوية أو منحرفة لأدائها. كما يكون الفرد منتظماً وملتزماً ومتفانياً في أدائه للواجبات في مواعيدها، دون تلكأ أو تسويف، وفضلاً عن ذلك يكون كل عضو مستعداً لتحقيق درجة من التوفيق أو التكامل بين أهدافه الشخصية وأهداف الجماعة، من أجل ألاّ تتعرض أهداف الجماعة للخطر.