إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات اجتماعية ونفسية / الاختبارات النفسية









الارتباط بالجماعة Sociability

الاختبارات النفسية

العلم هو الأداة النافعة للتعامل مع البيئة لتذليلها وتوجيهها لخدمة الإنسان ولإشباع رغباته. ويرجع ذلك إلى أن العلم يساعد الإنسان على فهم وتفسير ما حوله من ظواهر، وعلى التنبؤ بها قبل وقوعها، وعلى التحكم فيها لتسخيرها وتوجيهها لمنفعته وخدمته. ويتميز العلم بخصائص متعددة، منها الأمبيريقية، والتنظيم، والقياس. فالقياس خاصية من خصائص العلم، بل وسيلة من وسائله التي يستخدمها في تحقيق أهدافه.

يُستخدم القياس في الحصول على تقديرات دقيقة للمساحات والحجوم والأطوال والأوزان وأبعاد جسم الإنسان وغيره من الكائنات، ولما لدى الفرد من سمات عقلية كالذكاء والقدرات، وسمات وجدانية كالخضوع والاتزان الانفعالي والاجتماعي، والمسؤولية والخجل وتقدير الذات وغيرها.

ويُستخدم القياس في التعبير عن الخصائص المختلفة للظواهر والأشياء وسمات الإنسان تعبيراً كمياً، على نحو يمكن باحثين مختلفين أن يقوموا بقياسها دون وجود فروق جوهرية بينهم. وهذا معناه أن القياس يحقق للعلم المزيد من الموضوعية.

ويستخدم العلم القياس في تحديد الفروق الكمية بين خصائص الظواهر والأشياء والسمات. فبقياس ذكاء تلاميذ فصل معين، يمكن تبين ما بينهم من فروق كمية في درجة الذكاء. وبقياس حدة أبصارهم نتبين ضعاف البصر وأقوياءه ومتوسطي حدة البصر.

معنى القياس

ماذا نقصد بقولنا "إننا قسنا ذكاء جميع التلاميذ؟ أو إننا قسنا أطوال جميع التلاميذ؟". يمكن أن نقصد بالقياس الإشارة إلى العملية التي قمنا بها لتقدير ذكاء أو أطوال التلاميذ، أو الإشارة إلى النتيجة التي توصلنا إليها أي القيم التي تعبر عن درجات ذكاء التلاميذ أو أطوالهم، أو الإشارة إلى الأداة التي استخدمت في قياس الذكاء أو الأطوال.

المعاني السابقة للقياس نموذج للاختلاف في تحديد معناه، ولكن القياس الذي نقصده هنا هو مقارنة الخاصية المراد قياسها بوحدة معينة ثابتة، مثل مقارنة طول كل تلميذ بالسنتيمترات، أو مقارنة وزنه بالجرامات، أو مقارنة ذكائه بالوحدة التي يستخدمها الاختبار. وتكون نتيجة المقارنة هي التعبير الكمي عن الخاصية المراد قياسها، أي استخدام قيمة رقمية في التعبير عن عدد الوحدات التي تتضمنها الخاصية المقيسة، كالقول بأن طول التلميذ هو 155 سم، أو أن عمره العقلي 15 سنة وثلاثة أشهر.

ومن التعريف السابق للقياس، يمكن تحديد عناصره بأنها:

1. خاصية نريد التعبير عنها تعبيراً كمياً.

2. وحدة معينة ذات قيمة رقمية ثابتة، نستخدمها في التعبير الكمي عما نريد قياسه.

3. مقارنة ما يُراد قياسه بالوحدة المستخدمة في معرفة عدد الوحدات التي تعبر عن الخاصية المقيسة، وتكون هذه المقارنة وفقاً لقواعد معينة.

4. أداة تُستخدم في المقارنة بين ما يُراد قياسه والوحدة المستخدمة (كالاختبارات النفسية).

خصائص القياس النفسي

حددنا القياس بأنه عملية مقارنة الخاصية المراد قياسها (كالذكاء) بوحدة معينة ثابتة (كالشهر العقلي)، بحيث نصل في النهاية إلى تحديد عدد الوحدات التي تعبر عن هذه الخاصية (العمر العقلي للطفل هو ثلاث سنوات). من التعريف السابق يمكن تحديد خصائص القياس النفسي بأنها:

1. يكون القياس للخصائص أو السمات، مثل قياس الأطوال والأوزان والذكاء والميول والاتجاهات. وتُعرف الخاصية بأنها عنصر أو ميزة يفترض وجودها وشيوعها لدى كل أفراد فئة من الأفراد ولكن بدرجات متفاوتة.

2. إذا كان القياس قياساً للسمات، فإن هذه السمات لا تُدرك مباشرة. فالذكاء سمة لا تُدرك مباشرة بل يُستدل عليها بآثارها ومظاهرها المتعددة، كما يبدو في حل التلميذ لبعض المشكلات أو في قدرته أو سرعته في إدراك العلاقات بين الأشياء. ولهذا تختلف الاختبارات التي تقيس نفس السمة الواحدة بناءً على المظهر أو المظاهر التي يتضمنها كل اختبار ويقيسها.

3. القياس النفسي نسبي، وذلك لأنه لا يوجد صفر مطلق، بل صفر نسبي. فمن الممكن القول بأنه لا توجد ذرة ماء في عشرة أكواب، أي أن كل كوب به صفر من الماء، وبالتالي فالصفر له القيمة نفسها في جميع الأكواب، ولكن ليس من الممكن القول بأن شخصاً ما لديه صفر من الذكاء معادل للصفر الذي لدى شخص آخر، أو معادل للصفر الذي لديه هو نفسه من الميل العلمي. كذلك فعند قياس الذكاء، تُستخدم اختبارات متعددة لكل منها حد أدنى من الإجابة يختلف عن الحد الأدنى في اختبار آخر، وأن من لا يتجاوز هذا الحد الأدنى يكون أداؤه صفراً. وعلى هذا فالصفر في القياس النفسي نسبي، أي ليس له المعنى نفسه أو القيمة عينها في الاختبارات التي تقيس السمة أو الخاصية الواحدة.

4. القياس النفسي عزل افتراضي للخصائص والسمات. فالسمات لا توجد بمعزل عن بعضها في الواقع، بل توجد متشابكة متداخلة. فالذكاء يتداخل مع النضج الاجتماعي والتحصيل الدراسي والنضج اللغوي والنضج الجسمي، وغير ذلك. وبالتالي فلقياس الذكاء لا بد من عزله عن غيره من السمات، بحيث تكون التقديرات التي نصل إليها دقيقة في تعبيرها الكمي عن الذكاء، دون غيره من السمات إلى حد كبير.

5. يعاني القياس النفسي عدم وجود وحدة معينة ثابتة القيمة متفق عليها تستخدم في قياس السمات المختلفة. فجميع الأطوال تُقاس بالسنتيمترات، وجميع الأوزان بالجرامات، ولكن جميع اختبارات الذكاء لا توجد بينها وحدة قياس معينة ثابتة. فقد تكون الوحدة هي الشهر العقلي أو عدد النقاط التي يحصل عليها المفحوص وفقاً لقواعد معينة. وعدم الاتفاق على وحدة معينة للقياس يزيد من نسبية القياس النفسي من ناحية، كما أنه من ناحية أخرى لا يساعد على مقارنة أداء فرد واحد في اختبارين مختلفين مقارنة دقيقة مباشرة، كمقارنة طول شخص مُقيساً بمترين أحدهما معدني والآخر خشبي.

6. لا يكون للدرجة التي يحصل عليها الفرد في الاختبار النفسي معنى في ذاتها، بل لا بد من مقارنتها بمعيار يكسبها معنى تُفهم في إطاره. والمعيار أساس كمي للحكم مستمد من الخاصية ذاتها، وليس من خارجها. فما معنى القول بأن نسبة ذكاء طفل كانت 100؟ إن الدرجة في ذاتها ليس لها معنى، ولكن لكي يكون لها معنى لا بد من مقارنتها بأساس معين للحكم مستمد من طبيعة وتوزيع الذكاء، بحيث يُبين هل الدرجة معناها أن الطفل متوسط أو مرتفع أو منخفض الذكاء؟ (مستوى الذكاء المتوسط يراوح بين 90 و110).

أسس القياس النفسي

1. الفروق الفردية أي الاختلافات أو التباينات بين الأفراد هي في درجة الصفة أو الخاصية المقيسة. وهذه الفروق تكون في التنظيم المزاجي والتنظيم المعرفي للشخصية.

2. إن وجود درجات متفاوتة من الخاصية أو السمة لدى الأفراد، يوضح أنها توجد بمقادير متفاوتة، "وأن ما يوجد بمقدار يمكن أن يُقاس". بناءً على هذه العبارة التي وضعها ثورنديك، يمكن كذلك قياس التغيرات التي تطرأ على سمات الفرد أثناء مراحل النمو.

3. تُستخدم الاختبارات النفسية في قياس السمات المختلفة. والاختبار النفسي مقياس موضوعي مُقنن لعينة من السلوك، وهذه "العينة يُفترض أنها تمثل المظهر المراد قياسه للسمة أو الخاصية". فاختبار الذكاء الذي يقوم على استخدام الأرقام يستخدم عينة من المثيرات (الأسئلة) العددية يستجيب لها الفرد استجابات تؤدي إلى قياس المظهر العددي للذكاء. ويُفترض أن المظهر المقيس بذلك الاختبار يمثل المظهر العددي للذكاء فقط، ولا يمثل الذكاء عامة. ومع هذا توجد اختبارات تقيس الذكاء بكونه عاملاً عاماً، وفي هذه الحالة فإنها تمثل الذكاء بكونه عاملاً عاماً يدخل في جميع الأنشطة العقلية والمعرفية التي يقوم بها الإنسان.

وسائل القياس النفسي

تعددت وسائل القياس النفسي، فاستُخدمت الاختبارات والمقابلة والملاحظة وغيرها. وتعتبر الاختبارات أكثر الأساليب انتشاراً وموضوعية ودقة علمية.

مرت أساليب القياس النفسي بعدة مراحل، كان أولها استخدام الفراسة. تقوم الفراسة على الكشف عن الصفات العقلية والخلقية للفرد بمقارنة ملامح وجهه وجمجمته، والأنواع المختلفة لتشوهاته الخلقية بمثيلاتها لدى الحيوانات أو السلالات البشرية الأخرى، وبمقدار التشابه بين الفرد وحيوان معين أو عضو من أعضاء سلالة بشرية معينة، أو فئة تتميز بتشوهات خلقية معينة، تكون صفات الفرد العقلية والخلقية.

تأثر علم النفس أثناء نموه، بالأبحاث الفسيولوجية والتجريبية التي تدرس علاقة المثيرات اللمسية والصوتية والضوئية بالاستجابات العقلية المقابلة لها، ولهذا استعان العلماء في قياس الذكاء والقدرات بالفروق القائمة بين الناس في القدرة على التمييز الحسي، ثم تطوروا من استخدام النواحي الحسية إلى استخدام التوافق الحركي الإرادي.

انتقل علم النفس إلى وضع مجموعة من الاختبارات التي تساعد على قياس الملكات العقلية، ثم استخدمت الاختبارات النفسية بعد ذلك في قياس العديد من السمات.

ولقد أسهم في تطور حركة القياس النفسي علماء كثيرون، إلا أن جيمس ماكين كاتل James Makeen Cattell السيكولوجي الأمريكي كانت له جهود كبيرة في تطوير حركة القياس النفسي، وعلم النفس التجريبي، وكان أول من استخدم مصطلح الاختبار العقلي، عام 1890.

تعريف الاختبار النفسي

للاختبار النفسي تعريفات شهيرة، أهمها:

·   الاختبار النفسي مقياس موضوعي مقنن لعينة من السلوك.

·   طريقة منظمة للمقارنة بين سلوك شخصين فما فوق.

·   طريقة منظمة للمقارنة بين الأفراد أو داخل الفرد الواحد في السلوك ـ أو في عينة منه ـ في ضوء معيار أو مستوى أو محك معين.

·   مجموعة مرتبة من المثيرات أُعدت لتقيس، بطريقة كمية أو بطريقة كيفية، بعض العمليات العقلية أو السمات أو الخصائص النفسية.

·   مجموعة من المثيرات (الأسئلة أو الوحدات أو المواقف أو المشكلات) التي وُضعت وصُممت باستخدام أسلوب معين، والتي تُقدم بطريقة موحدة لجميع المفحوصين، وتصحح الإجابات عنها وتفسر وفقاً لقواعد معينة (التقنين) بحيث لا يكون للفاحص أي تأثير في الدرجات التي يحصل عليها المفحوص (الموضوعية)، وتُستخدم هذه المثيرات في الحصول على عينة ممثلة للسلوك أو لمظهر من مظاهر السمة المراد قياسها.

من التعريفات السابقة، يمكن النظر إلى الاختبار على أنه:

1. عينة من المثيرات

يتضمن الاختبار النفسي مجموعة من الأسئلة تُسمى وحدات الاختبار، ذات صور مختلفة، قد تكون في صورة جمل خبرية، أو مفردات لغوية، أو رسوم مصورة، أو صور، أو مسائل رياضية وغيرها. وأياً كانت صورة الأسئلة أو الوحدات، إلا أنها تكون جميعاً في إطار واحد، فقد تكون صورة رموز وأرقام، يجمع بينها إطار واحد، هو القدرة العددية أو الرياضية. وقد تكون في صورة كلمات وجمل لغوية، يجمع بينها إطار واحد هو القدرة اللغوية.

ويُشترط في تلك المثيرات أن يكون لها المعنى نفسه لدى جميع المفحوصين، حتى تقيس الإطار أو الخاصية أو القدرة التي صُممت لقياسها، وأن تُختار وفقاً لقواعد معينة، وأن تُرتب بطريقة خاصة تختلف من اختبار إلى آخر.

 

2. عينة من مظاهر القدرة أو السمة المراد قياسها

إن أي سمة أو قدرة يقيسها الاختبار هي تكوين فرضي، أي مفهوم وضعه العالم يجمع بين عدة مظاهر في إطار واحد. فالذكاء تكوين فرضي يظهر في القدرة على إدراك العلاقات والمتعلقات وخاصة المجرد منها، أو هو القدرة على التعلم، أو هو القدرة على التفكير المجرد. وبالتالي فإن الأسئلة التي يتضمنها الاختبار أو وحداته لا بد أن تقيس بعض مظاهر إدراك العلاقة والمتعلقات، أو بعض مظاهر القدرة على التعلم، أو بعض مظاهر القدرة على التفكير المجرد. وتكون المظاهر المقيسة عينة تمثل الذكاء (أو القدرة أو السمة المقيسة). وبالتالي فكلما ازداد تمثيل الاختبار للقدرة أو السمة المقيسة، ازداد معدل صدق الاختبار في قياس ما وُضع لقياسه.

3. عينة تمثل قدرة الفرد أو درجة السمة لديه

عند إجابة الفرد على أسئلة الاختبار أو وحداته، فإن مجموع استجاباته يعبر عن درجة السمة أو القدرة التي لديه. بعبارة أخرى فإن استجابات الفرد لاختبار ما هي إلا عينة تمثل قدرته أو درجة السمة لديه عند تطبيقه الاختبار.

وبالتالي فعند قياس هذه الدرجة أو السمة بالاختبار عينه مرتين، يحصل الفرد على درجات متقاربة وليست متطابقة، ويرجع هذا التقارب، وعدم التطابق، إلى عوامل أخرى غير القدرة أو السمة المقيسة ـ درجات تؤثر في أدائه للاختبار. أي أن درجات الفرد على اختبار معين تتضمن مكونين، هما التباين الحقيقي (السمة أو القدرة المقيسة)، والتباين المخطئ (عوامل أخرى لا علاقة لها بما يُقاس، كالتعب وتذبذب الانتباه). وكلما ازدادت نسبة التباين الحقيقي في الاختبار، كانت درجة الفرد أكثر تمثيلاً للسمة أو القدرة لديه، وكان الاختبار أكثر ثباتاً في قياسها.

تصنيف الاختبارات النفسية

للاختبارات النفسية أنواع متعددة أدت إلى اختلاف طرق تصنيفها. ويرجع اختلاف طرق التصنيف إلى اختلاف الأسس التي تقوم عليها. من هذه التصنيفات:

1. بناءً على شكل الاختبار

أ. ورقة وقلم: ويكون الاختبار أسئلة أو وحدات لفظية، يُطلب إلى المفحوص الإجابة عنها تحريراً.

ب. الأداء: وفيها يُطلب إلى المفحوص القيام بعمل معين، مثل وضع قطع خشبية بشكل معين أو في مكان معين.

2. بناءً على عمر المستجيب

أ. اختبارات ما قبل المدرسة الابتدائية: وتكون غالباً اختبارات أداء.

ب. اختبارات المدرسة الابتدائية: ويُطلب من الطفل تعريف بعض الأشياء أو الألفاظ، أو عمل عقد بطريقة معينة.

ج. اختبارات المراهقين والراشدين: وهي غالباً اختبارات لفظية.

3. بناءً على الترشيد

أ. مرشَّدة تقوم على أساس نظرية معينة: فالاختبارات الإسقاطية تقوم على أساس نظرية التحليل النفسي.

ب. غير مرشَّدة: وهي الاختبارات التي لا تقوم على نظرية معينة، بل على خبرة واضع الاختبار بالسمة المراد قياسها. فاختبار الهيستيريا يقوم على جمع الأعراض الشائعة بين المرضى ووضعها على شكل أسئلة في الاختبار.

4. بناءً على نوع المُثير المستخدم

أ. محدد البنية: أي يكون السؤال محدد المعالم، كالسؤال عن ناتج عملية حسابية.

ب. غير محدد البنية: أي يكون السؤال غامضاً وغير محدد المعالم، بحيث يستثير استجابات متعددة لدى الأفراد، كأن تُقدم بقع حبر على ورق ويُطلب من المفحوص تفسيرها.

5. بناءً على المحتوى

أ. اختبارات التنظيم المعرفي: وتقيس الذكاء والقدرة العقلية والتحصيل الدراسي.

ب. اختبارات التنظيم الوجداني: وتقيس السمات المزاجية في الشخصية، كالاتزان الانفعالي والقلق.

6. بناءً على مرجعية الاختبار

أ. الاختبارات المرجعة للمحك: وتُستخدم لقياس مدى تحقيق أو اكتساب الأفراد للأهداف الموضوعة. ولذلك فإن كل سؤال يتضمنه الاختبار ينصب على هدف معين.

ب. الاختبارات المرجعة للمعيار: وتُستخدم لتبين الفروق في أداء مجموعة من الأفراد. ولذلك يُقارن أداء الفرد بالمعيار المستمد من الجماعة التي ينتمي إليها.

7. بناءً على طريقة التصحيح

أ. اختبارات تتطلب تقييماً كيفياً من الخبراء: مثل الاختبارات الإسقاطية.

ب. اختبارات تتطلب تقييماً موضوعياً: ويكون التصحيح باستخدام مفاتيح معينة أو بآلات وماكينات خاصة.

8. بناءً على شروط الإجراء

أ. اختبارات فردية: يطبقها فاحص مُدرَّب على كل مفحوص على حدة، وتُقدم الوحدات أو الأسئلة للمفحوص سؤالاً بعد آخر في موقف مقابلة مقننة.

ب. اختبارات جمعية: يطبقها الفاحص على المفحوصين كمجموعة، فيقرأ معهم التعليمات ويوضح لهم طريقة الإجابة ويراقب تنفيذ قواعد التطبيق.

الضوابط الخاصة بالاختبارات النفسية

تُستخدم الاختبارات النفسية في عدة أغراض. فهي تُستخدم في فهم الظواهر النفسية والقدرات العقلية، وللوقوف على الفروق بين الأفراد في سمة أو خاصية معينة، والفروق دال الفرد الواحد بين سماته المختلفة. وتستخدم في المجال الإكلينيكي في تشخيص نواحي القصور أو العجز لدى الأفراد، وبالتالي التحقق من فاعلية العلاج الذي يتلقونه.

وللاختبارات النفسية فائدة كبيرة في توجيه الأفراد إلى الدراسات والمهن التي يلتحقون بها ويتوافقون معها ويحققون فيها نجاحاً يساعدهم على المزيد من النمو. من هنا كان وضع الضوابط التي تُنظم عملية إعداد واستخدام الاختبارات النفسية أمراً ضرورياً حتى لا يُساء استخدامها وتعود بالضرر على الأفراد والمؤسسات، بل المجتمع كذلك.

على الرغم من قدم الحديث عن الضوابط، فلقد ازدادت الحاجة إلى وضعها، في عالمنا العربي خصوصاً، نتيجة لازدياد الإقبال على دراسة علم النفس والتوسع في إجراء البحوث النفسية، وتنوع مجالات استخدام الاختبارات النفسية، وازدياد المجالات التي تقدم الخدمات النفسية.

تشتمل الضوابط على الشروط التي يجب مراعاتها في من يستخدم الاختبارات، من حيث إعداده وكفاءته وأخلاقياته. كما تتضمن الشروط التي يجب مراعاتها عند إعداد الاختبارات النفسية أو انتقائها تمهيداً لاستخدامها. ومن بين الضوابط القواعد المنظمة لاستخدام الاختبارات النفسية، من حيث العلاقة بالمفحوصين والأسس العلمية لتطبيق الاختبارات وتفسير نتائجها، والقرارات التي تتخذ بناءً على تلك النتائج أو تقديم نتائجها لمن يعنيهم الأمر.