إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات اجتماعية ونفسية / الانتباه









اختلال الانتباه

اختلال الانتباه

وقد يختل الانتباه بصورة من الصور التالية:

1. قلة الانتباه أو انعدامه Inattention: إذ تقلّ قدرة الشخص أو تنعدم على التركيز تجاه المثيرات المختلفة. وأكثر هذا الخلل ظهوراً لدى الأطفال، في صورة قصر مدى الانتباه، المصاحب بفرط الحركة والاندفاعية في التصرفات. فيفشل الطفل في إنهاء المهامّ التي يبدأها، ويسهل تشتته، فيبدو أنه لا يستمع لما يقال له. ويجد صعوبة في التركيز في العمل المدرسي فيفشل دراسياً. كما يندفع في أي فعل، من دون تفكير، وقد يكون فعلاً ضارّاً، يضره مثل تسلق سور الشرفة. وينتقل من نشاط إلى آخر، من دون إتمام النشاط الأول، ولا يرتب أشياءه الخاصة، ويحتاج إلى إشراف مكثف لإنهاء واجباته. ولا يستطيع انتظار دوره في طابور. وقد تكثُر حركته إلى درجة تزعج الآخرين، فلا يستطيع الجلوس ساكناً لفترة. وهذا الخلل، قد يترتب عليه فشل الطفل، دراسياً، على الرغم من ذكائه, ولذا، فإن التبكير في علاجه، هو أمر في غاية الأهمية، إنقاذاً لمستقبله. ولكن الأهل ربما لا يَعُدّون الطفل مضطرباً أو هو يستحق العلاج، على الرغم من شكوى المدرسين اضطراب الطفل. ولا بد من احترام رأي المدرسين، وذلك لمعرفتهم بالسوية في هذه السن، إذ إنهم كثيراً ما يتعاملون مع الأطفال الأسوياء، ومن خلال المقارنة، يعرفون السوي من غير السوي. كما أنهم يتعاملون مع الطفل في موقف تعليمي، يستدعي التركيز والانتباه والجلوس ساكناً في الفصل، لاستيعاب ما يشرحونه له. ويعالج هذا الاضطراب، سلوكياً، بوضع الطفل في برنامج علاجي مع مدربة خاصة، بهدف تنمية الانتباه، وملاحظة الذات. ويصاحبه، أحياناً، جلسات نفسية، لِفهْم نفسية الطفل وصراعاته  الداخلية. وقد يلزم العلاج الأُسَري، لتهيئة جو الأُسرة، وإزالة الإحباطات، وتهدئة الصراعات، التي قد تكون موجودة. وهناك العلاج بالعقاقير المنشطة لقشرة المخ، ولكنها تحمل أخطار الإدمان للطفل، ويمكن الاستعاضة عنها بالشاي والقهوة اللذين يعطيان بجرعات مناسبة، على مدار اليوم. وقد يقلّ الانتباه أو ينعدم، في حالات نقص الوعي، مثلاً، حالة شبه الغيبوبة. ويقلّ أو ينعدم، كذلك، في حالات الاكتئاب.

2. زيادة الانتباه Hyperprosexia: يؤدي ازدياد شدة الانتباه إلى درجة ملحوظة، إلى تنبيه الشخص إلى كل المثيرات المحيطة به، في وقت واحد. وهذا يجعله مشوشاً، وغير مستوعب لِما يدور حوله بصورة صحيحة. وهو ينطبق عليه كل شيء يزيد على حدّه، ينقلب إلى ضده، فازدياد الانتباه على الحدّ، يصبح خللاً، ويخل بتكيّف الشخص.

3. التشتت Distractibility: ويُعرف أيضاً بتحول الانتباه أو السرحان يتجه الشخص، خلاله، بتركيزه إلى كل المثيرات الجديدة، فلا يتابع مهمة لإنهائها، بسبب جذب المثيرات الجديدة. وهو ما يحدث في مرض القلق والهوس.

4. نقص الانتباه الانتقائي Aprosexia: ويُعرف أيضاً بالسهيان، وفيه يفشل الشخص في تركيز انتباهه تجاه المثيرات الباعثة على القلق. وهذا الخلل يُفسر ما يحدث للطلاب، أثناء المذاكرة، من شرود، وعدم قدرة على الانتباه لِما يحاول استيعابه في كتابه المدرسي. ويلاحظ أنه عندما يمسك بجريدة أو مجلة، يمكنه أن يركز انتباهه جيداً، ويستوعب ما يقرأه. وإذا عاد إلى الكتاب المدرسي، صعب عليه الانتباه لِما يقرأ. والسبب هو ارتباط الكتاب المدرسي بالتوتر والقلق. وكحيلة هروبية من هذا القلق، يفقد الطالب انتباهه، لا إرادياً، وربما يسرح في حلم يقظة، وربما في لا شيء، وربما في مشاكل تافهة، لا تستحق أن ينشغل بها. وعلاج هذه الظاهرة، وقائياً، أن نتوقف عن إرهاب أطفالنا في الدراسة والامتحانات، بل نسعى إلى جعلهم يحبون الكتاب المدرسي، وربطه بالمكافآت والتشجيع، لا بالعقاب والتأنيب. وأما مَن كبروا من الطلاب على كراهية الدراسة، والخوف من الكتاب المدرسي، والتوتر عند الإمساك به، فلا بد من سرعة تغيير هذا الموقف بالقضاء على هذه الرهبة، تدريجياً، وبوعي المشكلة؛ إذ إنه نصف حلها.