إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات اجتماعية ونفسية / السعادة









مقدمة

مقدمة

السعادة هي شعور بالبهجة، المصحوبة بالرضا، ويتلاشى معها الصراع الداخلي، فيشعر الفرد بالطمأنينة. وتتحقق السعادة عندما تشبع الحاجات، وتحدث التوقعات، وتغيب الصراعات. فالإنسان عندما يعاني إلحاح حاجاته، سواء الأولية أو الثانوية، يقلّ شعوره بالرضا على قدر شعوره بالحاجة، وينشب داخله صراع الاحتياج، مع إحباط الواقع وتأجيله للإشباع. وعندما تخيب توقعات الإنسان، يشعر بالفشل وعدم السيطرة الداخلية على الأمور، ومن ثم، بالإحباط وغياب السعادة.

ويحدث ذلك كثيراً لمن يبالغون في توقعاتهم، فعندما ترتفع الطموحات، وتحلّق بعيداً عن الواقع، وتبنى عليها التوقعات، تصبح هناك فجوة واسعة بين التوقعات والإمكانات الواقعية المتاحة، لا يمكن اجتيازها. وقد يلجأ الإنسان، في مثل تلك الظروف، إلى الخيال ليحقق طموحاته، في ما يعرف بأحلام اليقظة، التي تحقق له سعادة زائفة، كما يلجأ المدمن إلى المخدرات، هروباً من الواقع، وبحثاً عن سعادة زائفة مؤقتة، لا تلبث أن تزول بزوال مفعول المخدر. وأما غياب الصراعات، فهي حالة من الهدوء الداخلي، الناتج من توافق الرغبات، وتلاؤمها مع جهاز القِيم داخل الإنسان، ومحاذير الواقع الخارجي، فيكون راغباً في ما هو مقبول داخلياً، ومباح خارجياً.

والسعادة بصورتها هذه، لا يمكن أن تكون حالة دائمة، طوال الوقت. فالإنسان المتفاعل مع الحياة، المشارك فيها، إيجابياً، لا يحقق الرضا الدائم، أو غياب الصراع الداخلي، طوال الوقت. ومن ثَم، فلن يكون الشعور بالبهجة والطمأنينة شعوراً دائماً. وهذه طبيعة الحياة، وطبيعة الإنسان، الذي يحياها، والذي تتجدد حاجاته، ولكل حاجة إحباطاتها. كما أن تفكيره ومزاجه يتغيران من لحظة إلى أخرى، كما تتغير كيمياء جسمه وعقله، فالثبات الدائم، هو سكون الموتى. لذا، فإن السعادة الأبدية، لا يمكن الوصول إليها إلا في الجنة، والتي لن تكون إلا بعد الموت، وغياب كل مظاهر الحياة، بما فيها من تغيرات لانهائية.