إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات اجتماعية ونفسية / الصراع









أنواع الصراع

أنواع الصراع

       يمكن تصنيف الصراع إلى عدة أنواع كما يلي:

1. ينقسم الصراع، من حيث وعي الفرد به، إلى نوعين:

أ. شعوري: وهو الذي يدركه الفرد ويعيه.

ب. غير شعوري: وهو ذلك الصراع، الذي لا يعي الفرد أطرافه المتنازعة، وإنما يشعر بحالة التوتر أو الضيق أو الإرهاق العصبي الناتجة عنه.

2. وينقسم الصراع، من حيث الإقدام والإحجام، إلى أربعة أنواع كما يلي:

أ. صراع الإقدام والإقدام: ويكون هذا النوع من الصراع، عندما يتنازع الفرد دافعان، كل منهما يدعوه للحصول على شيء، وهو لا يستطيع الحصول على الشيئين معاً. وهذا النوع ـ في الغالب ـ ضعيف الأثر، ومن السهل حله، إذ يقوم الفرد بالمفاضلة بينهما من حيث الميزات. وهو ليس خطيراً إلا إذا أصبح الخير في الحالتين عظيماً، وبالتالي يكون الشعور بالخسارة شديداً، عندما يضطر الفرد إلى اختيار أحد البديلين (الشيئين) والتخلي عن الآخر. ويمكن حل هذا النوع من الصراع، من خلال مساعدة الفرد على تفضيل أحد الهدفين، بإبراز محاسنه أكثر من الآخر، وبالتالي التخلي عن الآخر.

ب. صراع الإحجام والإحجام: ويكون هذا النوع من الصراع، عندما يواجه الفرد دافعين، كل منهما يدعوه إلى تجنب حالة أو أمر ما، وهو لا يستطيع تجنبهما معاً. وهذا النوع شديد الوقع على الفرد، ولاسيما عندما يكون التهديد الموجه إلى الفرد في كلا الحالتين شديداً. وفي الغالب، فإنه يطول أكثر من صراع الإقدام والإقدام، وربما كان وراء بعض حالات الجنوح. ويمكن حل هذا النوع من الصراع، من خلال مساعدة الفرد على التقليل من مساوئ أحد الهدفين (الموقفين)، وزيادة مساوئ الآخر، ومن ثم تشجيع الفرد على تحمل الأقل ضرراً وتجنب الأكثر ضرراً (أقل الضررين).

ج. صراع الإقدام والإحجام: ويكون عندما ينزع الفرد إلى شيء مع وجود رغبته في تجنب شيء آخر مترتب عليه، أو يكون الشيء نفسه منطوياً عليه. والفرد، في هذه الحالة، يكون في موقف ينطوي على رغبتين في اتجاهين: أحدهما سلبي والآخر إيجابي. ولذا يعد هذا النوع من الصراع خطيراً؛ نظراً لما قد يترتب عليه من حالات الإحباط والاضطرابات الشديدة، وقد يطول هذا النوع ويشتد، ولا سيما إذا كانت الجوانب الإيجابية والسلبية للموقف على درجة واحدة ـ تقريباًـ من الأهمية للفرد. ويعد صراع الإقدام والإحجام هو الأكثر شيوعاً والأصعب حلاً من بين أنواع الصراع، ولاسيما إذا تعددت أمام الفرد خيارات الإقدام والإحجام؛ لأن هذا النوع ينشأ، عندما يكون لدى الفرد تناقض وجداني تجاه موضوع أو موقف ما، كان يحبه ويخافه، أو يرغبه ويكرهه في الوقت نفسه. وكلما زادت شدة التناقض الوجداني حول الهدف أو الموضوع، زادت حدة الصراع. وغالباً يتم حل هذا النوع من الصراع بعلاج التناقض الوجداني، الذي يعانيه الفرد تجاه الموضوع أو الهدف، وإن كان ذلك ليس بالأمر السهل، في كثير من الأحيان، من خلال زيادة المحاسن وتقليل العيوب بحيث تزيد الرغبة في الهدف أو الموقف، فيقدم الفرد عليه، أو تقليل المحاسن بحيث تقل الرغبة في الهدف، فيحجم عنه.

د. صراع الإقدام والإحجام المزدوج: وهذا النوع امتداد للنوع السابق، وذلك عندما يقود إلى ظهور دوافع جديدة، تدعم الإقدام نحو موضوع النزاع أو الإحجام عنه. فظهور دافع جديد قد يساعد على حل النزاع، إلا أن المسألة قد تصعب إذا ظهر دافع جديد آخر.

3. وينقسم الصراع، من حيث تكوين الشخصية، إلى ثلاثة أنواع كما يلي:

أ.  صراع بين دوافع الهو: ويحدث هذا النوع من الصراع، عندما ينطوي الهو على دافعين، يسعى كل منهما نحو غرضه، ولا يمكن تحقيق الغرضين معاً. وهذا النوع من الصراع ـ في الغالب ـ لا يكون سبباً قوياً في حصول حالات سوء التكيف. إلا أن طول مدة الصراع، من هذا النوع، يمكن أن يغير من وضع الصراع، وبالتالي يهيئ الفرصة للتوتر الشديد.

ب. صراع بين دوافع الهو والأنا الأعلى: ويحدث هذا النوع من الصراع، عندما لا يتمكن الفرد من التوفيق بين الحاجات الأولية للهو ودوافع الأنا الأعلى. فكثير من الأفعال والموضوعات، التي تعد وسائل لإشباع دوافع الهو تصبح موضوع معارضة من الدوافع النفسية، التي تكونت في الأنا الأعلى نتيجة للتنشئة الاجتماعية، كالصراع الناتج من تعارض النزعات الجنسية مع القيم الأخلاقية. وغالباً يكون هذا النوع من الصراع حاداً، إذا كانت الحاجات الأولية قوية، وعدم إشباعها يمثل تهديداً قوياً للذات.

ج. صراع بين مكونات الأنا الأعلى: ويحدث هذا النوع من الصراع، عندما يواجه الفرد نزاعاً أو تعارضاً بين قيمتين أخلاقيتين أو معيارين اجتماعيين، مما ينطوي عليه ضميره، أو بين واجبين. وهذا النوع قد يتطور ويصبح عنيفاً وقاسياً، وقد يقود إلى نوع من الهروب، يتجسد في شكل تعذيب للذات. كما يحدث أن ينتهي ـ في بعض الأحيان ـ إلى نوع من الاضطرابات النفسية، ولا سيما إذا كان الصراع بين قيم عظيمة المكانة لدى الفرد.

4. وينقسم الصراع، من حيث تفاعل الفرد مع محيطه، إلى ثلاثة أنواع:

أ. صراع بين دوافع داخلية: ويحدث عندما يكون هناك تعارض بين هدف دافع وهدف دافع آخر، مع عدم وجود مطالب في المحيط الخارجي.

ب. صراع بين دوافع مرتبطة مباشرة بمطالب خارجية: ويحدث هذا النوع عندما يثير أمر خارجي دوافع الفرد، وتبقى هذه الدوافع مرتبطة به تابعة له. ولهذا فإن وجود الصراع وشدته يبقيان مرتبطين بهذا الأمر الخارجي.

ج. صراع بين الحاجات الداخلية والمطالب الخارجية: ويحدث عندما تتعارض دوافع الفرد أو حاجاته الداخلية مع دوافع تثار مباشرة بمطالب خارجية في محيط الفرد.

       وهناك عدة عوامل تؤثر في عملية اتخاذ القرار في الموقف الصراعي، من بينها:

1. قوة الحافز، التي تثيرها البدائل المطروحة: فالفرد ينجذب ـ في الغالب ـ إلى الأهداف، التي تثيرها حوافز قوية، أكثر من الأهداف، التي تثيرها حوافز ضعيفة.

2. البعدان الزماني والمكاني عن الاختيارات: إذ يقوى الميل إلى الإقدام على بدائل معينة، أو الإحجام عنها، كلما قربت هذه البدائل، بينما يضعف إذا كانت بعيدة نسبياً.

3. توقعات الفرد حول البدائل المطروحة: إذ يميل الفرد إلى الإقدام على الاختيارات، التي يتوقع أنها أكثر إشباعاً لحاجاته وأهدافه.