آثار الصراع

       يُحدث الصراع النفسي، ولا سيما إذا كان شديداً ومستمراً، حيرة وارتباكاً لدى الفرد، مما يرهق جهازه العصبي، وقد يترك أثراً سلبياً في صحته النفسية ونموه النفسي. وإذا طال بقاء الصراع وكثرت جهاته، فقد يمهد الطريق إلى الانحراف، ومن هنا تأتي الخطورة. كما أن حل الصراع، من خلال الإقدام على أحد الدافعين (أو الخيارين)، قد يقود إلى الإحباط؛ نتيجة لعدم إشباع الدافع الآخر. وهذا الإحباط قد يكون شديداً، إذا كان الدافع غير المشبع مهماً للفرد. كما أن الموقف الصراعي، الذي يكون الفرد فيه حائراً بين دوافعه غير قادر على اتخاذ قرار معين، قد يتضمن توتراً وضيقاً يحبطان الفرد.

       وقد يتعرض الفرد لنوع من الندم ولوم الذات، عندما يكتشف أن الخطر في الدافع، الذي أشبعه، أشد منه في الدافع الذي أهمله. وإذا تكرر ذلك أصبح الفرد، ولا سيما مع ضعف الثقة في النفس، عرضة للتردد في مواجهة مواقف الحياة التي تنطوي على جوانب صراعية. والفرد، الذي يعاني من الصراع النفسي، قد يكون أكثر حساسية تجاه منغصات الحياة ولو كانت بسيطة، ومن ثم يكون أضعف في مواجهة مشكلات الحياة، سريع الانفعال، وربما تعرض لبعض مظاهر القلق.