إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات اجتماعية ونفسية / الارتباط بالجماعة









أشكال الارتباط بالجماعة وأنماطه

أشكال الارتباط بالجماعة وأنماطه

          يحدث "الارتباط بالجماعة" بأساليب وطرق متعددة، داخل المجتمعات البشرية. وحينما تستقر تلك الارتباطات وتتشكل وتأخذ أشكالاً منتظمة، فإنها تتحول إلى علاقات اجتماعية مباشرة، كارتباطات الأبوة والأخوة والصداقة والجيرة والنسب أو المصاهرة. وتكون هذه الارتباطات ـ عادة ـ واضحة في المجتمعات البسيطة وغير المعقدة، كمجتمع البدو أو القبيلة أو القرية.

          ولتوضيح طبيعة هذه العلاقات وأشكالها، حدّد علماء الاجتماع تصنيفات متعددة للارتباطات الاجتماعية كان من أهمها:

1. ارتباط اجتماعي تلقائي وتعاقدي:

      إن الارتباطات الاجتماعية التلقائية تسيطر عليها العواطف الوجدانية والمشاركات الجماعية، والتقمص الوجداني Empathy، وتخضع لسلطان الضوابط الاجتماعية غير الرسمية، كالدين والعُرف والعادات والتقاليد. أما الارتباطات التعاقدية، فتحددها التشريعات والقوانين وتسيطر عليها النزاعات المصلحية والانتهازية. لذلك، تقوم على التشكك والارتياب والحذر المتبادل، وخاصة من أبناء الجماعات المختلفة.

2. الارتباطات الأولية والثانوية:

      الارتباطات الأولية، كما حددها علماء النفس الاجتماعي، هي علاقات الوجه للوجه Face to Face Relationships، وهي علاقات مباشرة تتسم بالعمق والخصوصية والدوام أو الاستمرار النسبي. أما العلاقات الثانوية، فهي ارتباطات غير مباشرة تتحكم فيها القواعد الموضوعة والنظم القائمة في الجماعة، وتتصف بالسطحية والعمومية والنفعية والجزئية؛ لذا، فهي علاقات مؤقتة وغير دائمة، وتنتهي عادة بانتهاء المصلحة.

3. الارتباطات الأفقية والرأسية:

      تنشأ الارتباطات الأفقية بين الجماعات المتماثلة، أو بين الأشخاص الذين يشغلون مراكز متجانسة، كجماعات الصداقة وزملاء الدراسة ورفاق العمل، وتحددها الأعراف والتقاليد الاجتماعية. أما الارتباطات الرأسية، فتنشأ بين أصحاب المراكز العليا والدنيا في الجماعة، وتحددها القواعد والقوانين الرسمية.

4. الارتباطات المجمعة والمفرقة:

      تعتمد هذه العلاقات أو الارتباطات على أساس ما تحدثه من تقارب أو تباعد بين الأفراد والجماعات. ويتضح هذا عن طريق التمييز بين نمطين من الجماعات، هما: الجماعة الداخلية وهي التي ينتمي إليها الإنسان ويرتبط بأفرادها ويتشرب عاداتها وتقاليدها، ويمتثل لقيمها ومعاييرها إلى درجة ذوبان شخصيته في شخصيتها، فيعبّر عنها بالضمير (نحن)؛ والجماعة الخارجية، وهي التي لا ينتمي إليها الإنسان وتعد غريبة عنه، ولذلك يعبّر عن أفرادها بالضمير (هم). وتؤدي العلاقة المجمعة إلى تقوية الروابط بين أفراد الجماعة الداخلية، وتعمل على توحيد مشاعرهم واتجاهاتهم ومواقفهم حيال الجماعات الأخرى.