إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات اجتماعية ونفسية / الارتباط بالجماعة









قياس الارتباطات الاجتماعية

قياس الارتباطات الاجتماعية

          لكل فرد اختياراته في حياته، أهمها اختياره الأفراد الذين يرتبط بهم. فنحن لا نستطيع أن نتجنب الارتباطات مع الآخرين، فالذين يعيشون في مجتمع يجب أن يتفاعلوا، بأسلوب أو بآخر، في محيط العمل، ومع الأصدقاء، وفي نطاق الأسرة. وتتضمن كل الارتباطات الجماعية اختيارات معينة، تتجسد في النهاية في أشكال متعددة. وعن طريق قياس الارتباطات الجماعية يمكن تحديد مدى التجاذب Attraction، والتنابذ Repulsion، وبناء على تحديد الاختيارات الاجتماعية للأفراد والجماعات، يمكن تحديد أكثر الأفراد شهرة في المجتمع مِمَن يُطلق عليهم المشهورون أو النجوم Stares، وكذلك الأفراد المرفوضون Rejectionists ، أو المنعزلون Isolators.

          ويمكن توضيح طريقة الوقوف على الارتباطات الاجتماعية، بين الأفراد والجماعات، من خلال خريطة الارتباطات الجماعية. فعندما طُلب من خمسة أشخاص في جماعة صغيرة، أن يختاروا الأفراد الذين يفضلون مزاملتهم في العمل، جاءت النتائج في الشكل التالي:

 

حيث يُرمز للأفراد الخمسة بحروف أبجدية، ويشير السهم إلى اتجاه العلاقة أو نوع الاختيار، سواء أكان اختياراً من جانب واحد أو اختياراً تبادلياً. وتوضح هذه الخريطة أن الشخص (هـ) هو أكثر الأفراد ارتباطاً بالجماعة وجذباً، لأن كل أفراد المجموعة قد أجمعوا على اختياره. أما الشخص (ب) فهو الفرد الثاني في الجماعة حيث اختاره ثلاثة أفراد. أما الشخص (أ) فهو الفرد الثالث في الجماعة، إذ اختاره اثنان. أما الشخص الذي يليه فهو (د) الذي اختير مرة واحدة فقط. وفي المؤخرة يأتي الشخص (ج)، الذي لم يختره أحد، فهو إذن شخص منعزل عن الجماعة. ويطلق على مقياس الارتباطات الاجتماعية المقياس السوسيو متري Sociometric، أما الرسم التخطيطي للاختبارات فيُطلق عليه السوسيوجرام Sociogram.

ويعبِّر القياس السوسيو متري عن البناء الاجتماعي للجماعة، من وجهة النظر الكمية. وواضح أن البناء الاجتماعي هو محصلة للعلاقات والروابط الاجتماعية داخل الجماعة.

ويساعد القياس السوسيومتري في فهم حجم القوى والمؤثرات الاجتماعية بين أفراد الجماعة، كما يوضح القياس السوسيومتري بناء الجماعة والتركيب الداخلي لأقسامها ووحداتها الداخلية. ويوضح، كذلك، المنازل الاجتماعية المختلفة للأشخاص (كالقادة والمنعزلين والمتنافسين... إلخ).

          ولقياس الارتباطات والعلاقات الاجتماعية باستخدام الاختبار السوسيومتري يجب:

1. اختيار الموقف الاجتماعي الحقيقي، الذي يتناسب مع المشاركين؛ لأن دلالة المواقف الاجتماعية تختلف حسب طبيعة ووظيفة كل جماعة؛ فالمواقف الاجتماعية في المدرسة تختلف عن نظيرتها في المصنع.

2. صياغة السؤال السوسيومتري في لغة سهلة وواضحة ومفهومة ودقيقة وبسيطة، تدل على الموقف الاجتماعي مباشرة. ويفضل أن تكون عبارات السؤال مأخوذة من واقع لغة الجماعة، التي يجري عليها الاختبار.

3. إعداد تعليمات الاختبار السوسيومتري بحيث تكون تعليمات تفسيرية توضيحية وسهلة وبسيطة ومفهومة، وأن تخلو من الإيحاء باختيار شخص ما، أو رفض شخص آخر.

مثال:

أكتب اسم زميلك في الفصل الذي تحب أن تشترك معه في رحلة علمية (إذا كان العدد أكثر من واحد أكتب الأسماء حسب أفضلية الترتيب):

--------------- -----------------           -----------------------

--------------- -----------------           -----------------------

--------------- -----------------           -----------------------

وأخيراً، فإن:

      الارتباط بالجماعة عملية تتم من خلال التفاعل بين الأفراد، وإقامة العلاقات المتبادلة بينهم. والمحور الأساسي في تلك الارتباطات هو الميل الفطري للارتباط بالجماعة، والاعتماد عليها في إشباع حاجات الأفراد. ويتدعم هذا الميل من خلال أساليب التنشئة الاجتماعية في الأسرة والمدرسة.

      إن الارتباط بالجماعة هو الذي جعل ابن خلدون يقرر أن الإنسان مدني بطبعه، أي أنه لا يستطيع أن يعيش منعزلاً عن الآخرين، بل يميل إلى التآلف والتفاعل معهم، إذ إن العيش وسط الجماعة يمثل ضرورة بيولوجية واجتماعية ونفسية.