إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات اجتماعية ونفسية / الاحتكاك الاجتماعي









مقدمة

مقدمة

          يعيش الإنسان في حياته اليومية العادية في عالم من الاحتكاك والاتصال الاجتماعي Social Contact الدائم، في كل مكان وفي كل لحظة من لحظات حياته. ففي الصباح حين يستمع لصوت الآذان أو الراديو أو المنبه، فإن ذلك يعطي رسالة أو معنى يشير إليه بالاستيقاظ. وعندما يرتدي ملابسه فإن ذلك يكون نتيجة اتصال مسبق، لأنه لم يولد وهو مزود بقدرات أو معلومات تمكنه من أداء تلك الأفعال. بل إن اختياره لملابسه يعد جزء من اتصاله بغيره من الناس، فهو يعلم من خبراته أن هناك أزياء معينة تعد موضع قبول وتفضيل في مواقف معينة، وأزياء أخرى تكون أكثر ملاءمة في مواقف أخرى. ويتعرض الإنسان لمزيد من الاتصال والاحتكاك الاجتماعي فور خروجه من منزله، إذ يتلقى المزيد من الرسائل والمعاني طوال اليوم، وحتى عندما يصمت فإنه يحاول بذلك إطلاع الطرف الآخر على أنه لا يريد أن يجري اتصالاً معه. إذن، فالإنسان يُمضي يومه متحدثاً ومتحَدَثاً إليه، وكاتباً وقارئاً، ومستجيباً للعديد من الرموز. فقد يتصل الفرد بأشخاص كثيرين يقولون له أشياء، ويطلبون منه أشياء، ويذكرونه بأشياء أخرى. وقد يشعر الإنسان بالرضا، أو عدم الرضا، عن يومه بقدر نجاحه أو فشله في الاتصال بالآخرين. وهكذا، يوجد الاتصال في كل مكان وفي كل لحظة، إذ إنه لا غنى عنه.

          بناءً على ذلك، يُنظر إلى الاتصال الاجتماعي باعتباره ظاهرة اجتماعية مرتبطة بوجود المجتمع، بما فيه من نظم ومؤسسات مختلفة تؤثر بدورها على تكوين اتجاهات الفرد وآرائه وأدواره الاجتماعية. ويشير "الاحتكاك" أو "الاتصال الاجتماعي" إلى الاتجاهات المتبادلة والضرورية بين الأشخاص والجماعات، وذلك لحدوث التفاعل الاجتماعي واستمراره. ولهذا يُعد الاتصال الاجتماعي الخطوة الأولى لعملية التفاعل الاجتماعي.

          إن الاحتكاك أو الاتصال الاجتماعي يعني التأثير والتأثر المتبادلين بين الأفراد أو الجماعات؛ إنه عملية دائرية الشكل، بمعنى أن المنبهات الاجتماعية Social Stimuli  تؤدي إلى الاستجابات الاجتماعية Social Responses، التي تنتج بدورها منبهات جديدة على مستوى جديد من الفعل.

          ولا يقتصر الاتصال الاجتماعي على ما يدور بين فرد وآخر، بل يتم بين الأفراد والجماعات، مثل الاتصال بين الرئيس والمرؤوسين، والإمام وجماعة المصلين، والمدرب والفريق الرياضي، والمدرس والتلاميذ، أو بين جماعة أخرى مثل فريق كرة القدم الذي يمثل جماعة تتصل مع الفريق الآخر. ويعني هذا أن الاحتكاك أو الاتصال الاجتماعي هو أن يقترب فرد أو جماعة عبر المسافات الطبيعية بينهما، عن طريق اللغة أو الاتصال غير اللفظي كإشارات اليد وتعبيرات الوجه وأوضاع الجسم والأزياء، وكذلك عن طريق الاختراعات الحديثة كالتليفون والفاكس والراديو والإنترنت وغيرها.