إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات اجتماعية ونفسية / التفاعل الاجتماعي









1

1. أهمية التفاعل الاجتماعي

      يسهم التفاعل الاجتماعي في تكوين سلوك الإنسان؛ فمن خلاله، يكتسب الوليد البشري خصائصه الإنسانية، ويتعلم لغة قومه، وثقافة جماعته وقِيمها وعاداتها وتقاليدها، من خلال عملية التطبيع الاجتماعي Socialization.

      التفاعل الاجتماعي ضروري لنمو الأطفال السوي. فلقد بينت الدراسات، أن أطفال الملاجئ، يتأخر نموهم؛ لكثرتهم عند كلِّ مشرفة، ما لا يوفر فرصاً كافية للتفاعل الاجتماعي، بينها وبين كلِّ طفل، على حدة.

      يهيئ التفاعل الاجتماعي الفرص للأشخاص، ليتميز كلٌّ منهم بشخصيته، ذاتيته؛ فيظهر المخططون، والمنفذون، والمبدعون، والمعوقون، والعدوانيون. كما يكتسب المرء القدرة على التعبير والمبادرة والمناقشة.

      يُعَدّ التفاعل الاجتماعي شرطاً أساسياً لتكوين الجماعة، إذ ترى نظرية التفاعل أنها نسق من الأشخاص، يتفاعل بعضهم مع بعض؛ ما يجعلهم يرتبطون معاً في علاقات معينة؛ ويكون كلٌّ منهم على وعي بعضويته في الجماعة، ومعرفة ببعض أعضائها؛ ويكونون تصوراً مشتركاً لوحدتهم.

      يؤدي التفاعل الاجتماعي إلى تمايز شرائح الجماعة، فتظهر القيادات: الرسمية وغير الرسمية، والمنعزلون، والمنبوذون، والجماعات الصغيرة (كالثنائيات).

      ويساعد التفاعل الاجتماعي على تحديد الأدوار الاجتماعية، أو المسؤوليات، التي يجب أن يضطلع بها كلّ إنسان. ففي جماعات المناقشة، يؤدي التفاعل إلى إبراز أدوار المشاركين وتعميقها، مثل: موجه المناقشة، وقائدها، والمستوضح الذي يطلب إيضاحات لنفسه ولسائر الأعضاء، والمقرر الذي يسجل ما تتفق عليه الجماعة، من آراء وقرارات.

      ينشأ عن التفاعل الاجتماعي ثلاثة أنماط من العلاقات الاجتماعية: علاقة إيجابية متبادلة (علاقة تجاذب)؛ أو علاقة سلبية متبادلة (علاقة تنافر)؛ أو علاقة مختلطة؛ تجمع بين السلب والإيجاب، أحد طرفَيها إيجابي، يقبِل على الآخر، والطرف الثاني سلبي، ينفر من الأول. وهذا معناه أن التفاعل الاجتماعي، يحدد درجة الجاذبية المتبادلة بين الأشخاص بعضهم مع بعض، وبينهم وبين الجماعات. فكلّما ازداد معدل الاتصال والتفاعل، بين إنسان وآخر، ازداد فهْماً له، وإدراكاً لخصائصه، ولدرجة التشابه أو الاختلاف بينهما؛ ما يؤثر، بالسلب أو الإيجاب، في الجاذبية المتبادلة بينهما. كذلك يمثل تفاعل المرء مع جماعته درجة انجذابه إليها؛ فالجماعة التي تشعر أعضاءها بالاحترام والهيبة والنجاح، وتتيح فرص المشاركة الملائمة لكلٍّ منهم، يزداد انجذاب الأعضاء نحوها.