إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات اجتماعية ونفسية / الحركات الاجتماعية









مقدمة

مقدمة

          يُلاحظ الفرد، داخل المجتمع الذي يعيش فيه، وجود جماعات أو فئات اجتماعية معينة لها أهداف خاصة، تسعى إلى تحقيقها بوسائل مشروعة أو غير مشروعة. وتختلف هذه الأهداف من جماعة إلى أخرى؛ فهناك بعض الجماعات، مثلاً، التي تسعى إلى تحقيق إصلاحات اجتماعية داخل المجتمع، كإصلاح شؤون المرأة أو التعليم أو الصحة، وتُسمى هذه الجماعات بـ"الحركات الاجتماعية" Social Movements. ونوع ثانٍ يهتم بالشؤون السياسية والانتفاضات الشعبية، وهذه تُسمى بـ"الحركات السياسية". ونوع ثالث يتعرض لإصلاح الشؤون الدينية، والمناداة بالعودة إلى أصول الدين في معينة الصافي وتغيير المجتمع بالقوة، مثل حركات التطرف الديني. مثل هذه الجماعات (إذا صح أن نطلق عليها هذه التسمية) هي حركات اجتماعية، تحدث في كل مجتمع، سواء في الماضي أو الحاضر. فالحركات الاجتماعية، إذن، تمثل ثقافة معينة، قد تكون إصلاحية للمجتمع أو مضادة متطرفة تتصارع مع القيم والمعايير الموجودة داخل المجتمع الأوسع. وتحدث هذه الحركات، عادة، نتيجة عدم الرضا الصارخ عن الأوضاع الراهنة Status Que، بهدف إحداث تغيير عميق داخل البناء الاجتماعي. وتستند الحركة في التزامها التغيير إلى الإرادة الواعية للأعضاء الذين يلتحقون بها، فعنصر الإرادة هو الذي يمنح المعتقدات، التي يؤمن بها أعضاء الحركة، فعاليتها الاجتماعية.

          ويُشير المعنى العام لمفهوم "حركة اجتماعية" إلى سلسلة الأفعال والجهود، التي يقوم بها عدد من الأشخاص من أجل تحقيق هدف معين، أو مجموعة أهداف مشتركة. ويتجه هذا الجهد نحو تعديل أو تغيير موقف اجتماعي قائم. غير أن هذا التعريف العام لم يتناول مسائل، مثل: درجة التنظيم في الجماعة، أو وضوح الأهداف. وهذه مسائل تختلف من حركة اجتماعية إلى أخرى. وقد أوضح أحد العلماء، من خلال دراسته عن السلوك الجمعي، أن الحركات الاجتماعية هي مشروعات جماعية تستهدف إقامة نظام جديد للحياة، وتستند إلى إحساس بعدم الرضا عن النمط السائد والرغبة في إقامة نمط جديد. لذلك، تميل الحركات الاجتماعية إلى الجمهور، وتنمو خلال فترات الكساد الاقتصادي أو الهزائم العسكرية. إن مثل هذه الظروف قد تكون مواتية تماماً لانضمام الأفراد إلى الحركات الاجتماعية، ذات الاتجاهات المختلفة.

          إن الحركة الاجتماعية هي بمثابة جهد جماعي مقصود وموجه، لتغيير المجتمع في أي اتجاه وبأي وسيلة بما في ذلك العنف واللاشرعية والثورة والانسحاب من الواقع. ومن ثم، تحتاج إلى نموذج معين للتنظيم، كما تستند إلى عادات وتقاليد وقيادة ومجموعة قيم وأدوار اجتماعية.

          وعلى الرغم من تباين التصورات والتعريفات المختلفة للحركة الاجتماعية، فإنه بالإمكان الوقوف على بعض العناصر المشتركة، التي قد تصلح أساساً لتصور واضح لمعنى الحركة الاجتماعية. تصور يتسم بقدر واضح من الشمول والمرونة والملاءمة الواقعية، في آن واحد.