إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات اجتماعية ونفسية / الحركات الاجتماعية









أشكال الحركات الاجتماعية ومصادرها

أشكال الحركات الاجتماعية ومصادرها

          إن أي محاولة لتصنيف أشكال الحركات الاجتماعية لا بد أن يأخذ في الاعتبار عوامل عديدة، منها: طبيعة الالتزام بالتغيير السياسي والشكل التنظيمي، الذي قد تتخذه الحركة، فضلاً عن تنوع وتعدد المبادئ التي قد تتبناها. كذلك، فإن الحركة الاجتماعية الواحدة قد تتخذ أشكالاً تنظيمية مختلفة؛ فالحركات القومية والطبقية والإصلاحية والثورية قد تعبر عن نفسها في شكل أحزاب سياسية أو جماعات ضاغطة أو نقابات عمالية. وفي ضوء ذلك يمكن الإشارة إلى عدة أشكال للحركات الاجتماعية المعاصرة، مثل الحركة الاجتماعية الدينية والقومية والعنصرية والعمالية.

1. الحركات الاجتماعية الدينية

      يمثل الدّين مصدراً مهماً للحركات الاجتماعية الدينية؛ فالحركة الدينية هي جماعة تنادي بفكر ديني يختلف عن الفكر السائد في المجتمع. وقد ظهرت الحركات الدينية منذ القِدم؛ في الإسلام منذ القرن الأول الهجري عُرفت حركات الخوارج. وفي أثناء الثورة الإصلاحية التي قادها مارتن لوثر ظهرت حركة متطرفة بهدف إحداث تغييرات جذرية في المجتمع الغربي. وتبدأ الحركة الدينية، عادة، بنقد الفكر الديني السائد، لينتهي بها المطاف إلى نقد النظام السياسي. لذلك، فهي دعوة للتغيير ترفض الواقع.

2. الحركات الاجتماعية القومية

      تمثل "القومية" مصدراً مهماً للحركات الاجتماعية والسياسية. وتستند القومية كمفهوم سياسي إلى دعائم مختلفة. فقد تشكل الاعتبارات الثقافية واللغوية والدينية مصدراً مهماً لكثير من الحركات القومية، كما هو الحال في فرنسا والشرق الأوسط وأفريقيا. وتبدأ تلك الحركات، عادة، بظهور جماعات من المثقفين الوطنيين يسعون إلى إبراز الطابع القومي المميز لقومياتهم، ومحاولة إكسابها طابعاً سياسياً مستقلاً. ولاشك أن الحركات القومية لعبت دوراً مهماً في مناهضة الاستعمار في الدول النامية، خلال فترة الحكم الاستعماري لتلك الدول. لذلك، يمكن القول إن الحركة القومية في المجتمعات النامية كانت إحدى نتائج الصراع، من أجل تحقيق الاستقلال. كما أنها كانت نابعة من طبيعة المشكلات، التي تواجه هذه المجتمعات بعد تحقيق الاستقلال، ولحاجتها إلى بناء أمة متماسكة وتحقيق استقلال اقتصادي واجتماعي.

3. الحركات الاجتماعية العنصرية

      يمثل العرق (العنصر) دوراً مهماً في تشكيل الحركات الاجتماعية العنصرية، حيث يمكن النظر إلى العرق على أنه تعبير عن جماعة إنسانية تشترك في خصائص متماثلة أبرزها لون البشرة. وقد استند التعصب العنصري على أساطير تدعم سيطرة عرق معين على الأعراق الأخرى، وتبرير الممارسات الواضحة لاضطهاد الجماعات العنصرية الضعيفة. وعلى الرغم من أن التاريخ قد شهد حركات عنصرية عديدة، إلاّ أن أبرزها وأوضحها كانت "حركة الزنوج من أجل المساواة مع البيض". ومن الأساطير العنصرية التي تمثل مصدراً لحركات اجتماعية دونية: الزنوج، وانحطاط اليهود، وسمو العنصر الآري.

4. الحركات الاجتماعية العمالية

      كانت الطبقة العاملة مصدراً مهماً لكثير من الحركات الاجتماعية الحيوية، وذلك من خلال الاحتجاجات العمالية على نظام العمل الصناعي الاستغلالي، وانخفاض الأجور، وطول ساعات العمل.

      لعبت الحركات العمالية دوراً بارزاً في مجال الرعاية الاجتماعية للعمال، كما أن كثيراً منها كان نُتاجاً للأفكار التي تبنتها الأحزاب الاشتراكية، والتي رفعت مبدأ المساواة وتكافؤ الفرص. ولكن يلاحظ أن الحركات العمالية فقدت ـ كما يقول بعض علماء الاجتماع ـ كثيراً من حماس الطبقة العاملة، تجاه الأهداف والمبادئ الاجتماعية والثقافة المميزة لتلك الحركات.