إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات اجتماعية ونفسية / التدرج الاجتماعي









سمات التدرج الاجتماعي وخصائصه

سمات التدرج الاجتماعي وخصائصه

          للتدرج الاجتماعي أو الطبقي سمات عامة في كل بناء اجتماعي، من أهمها ما يلي:

1. ظاهرة التدرج الاجتماعي منمّطة ومكتسبة، وهذا يعني أن التفاوت بين البشر ليس له أساس بيولوجي. فعلى الرغم من وجود اختلافات في الذكاء والنوع والسن، إلاّ أن التفاوت الاجتماعي لا يُفسر إلاّ في ضوء المعتقدات والاتجاهات والقيم الاجتماعية. لذا، لوحظ أن نسق المراتب الطبقية لا يمثل جزءً لا يتغير من نظام طبيعي للأشياء، وإنما هو نتاج بشر يخضع للتغيرات التاريخية والاجتماعية.

      وإذا كانت المعايير أو الأدوار التقليدية تعكس اهتمامات ومصالح من لديهم السلطة أو القوة لشغل هذه الأدوار، فالملاحظ أن غالبية أعضاء المجتمع يمتثلون للأدوار الاجتماعية. يرجع ذلك إلى التنشئة الاجتماعية، التي تنتقل بمقتضاها المعايير من جيل لآخر. وليس هناك ما يدل على أن ذلك الانتقال يحدث من طريق الوراثة البيولوجية، بل خلافاً لذلك فإن كل الوقائع تشير إلى أن كل طفل يتعلم أدوار جماعته، خشية العقاب الدنيوي أو الإلهي.

2. ظاهرة التدرج الاجتماعي قديمة، حيث توجد طبقات اجتماعية حتى في الجماعات الصغيرة لحياة البشر المبكرة، وذلك بناءً على الوقائع الأثرية والتاريخية المسجلة. فالشواهد التاريخية المسجلة منذ آلاف السنين توضح أن الأصل النبيل ـ بالميلاد أو الوراثة ـ كان ذا أهمية بالغة في المجتمعات القديمة، حيث وُجد الغني والفقير والقوي والحقير والحر والعبد. وكانت الترتيبات الهرمية بمثابة نظام طبيعي، خاصة لمن هم على قمة الترتيب الهرمي. ويصدق هذا على الصين والهند وأفريقيا القديمة ومصر، وكذلك أوروبا الحديثة.

3. التدرج الطبقي ظاهرة شائعة وعامة في كل المجتمعات، قديمها وحديثها. فإذا كان التدرج الاجتماعي موجوداً منذ القدم، فالملاحظ في عالم اليوم عدم الرضا عن توزيع السلع والخدمات بين فئات المجتمع. وهذا دليل على التمايز أو التفاوت الاجتماعي. فهناك المالكون وغير المالكين، بمعنى أن هناك تدرجاً من نوع معين.

      ويؤكد التاريخ وجود تدرج طبقي في المجتمعات المختلفة ذات التقاليد الشفاهية (غير المكتوبة وذلك خلافاً للمجتمعات التكنولوجية الحديثة). فسكان غابات أفريقيا والأُستراليون الأصليون، الذين يعتمدون على الصيد وجمع الثمار، يعيشون في جماعات يتراوح عدد أفراد كل منها بين الخمسين والمائة، ولكل جماعة حكم ذاتي خاص. ويتخذ التدرج الطبقي في هذه القبائل شكلاً بدائياً، يعتمد على عامل النوع والتفاوت في الأعمار.

4. التدرج الطبقي ظاهرة متنوعة من حيث الشكل والدرجة، بمعنى أن اختلاف أشكال التدرج ي الاختلاف في القوة والمنزلة والملكية وفي فرص الحياة وأسلوبها) قد يرجع إلى الملكية والنفوذ والمنزلة وغيرها.

5. ينجم عن التدرج الطبقي آثار معينة، سواء في فرص الحياة أو في أسلوبها. وتعني "فرص الحياة" تلك الموضوعات التي تشير إلى معدلات الوفيات، وطول العمر أو قصره، والأمراض الجسمية والعقلية، والتصدع الأسري، والهجرة، والطلاق. أما "أسلوب الحياة" فيعني موضوعات أخرى، مثل: نوع المسكن، والجوار وأساليب الترفيه والعلاقات الأسرية، ونوع الكتب والجرائد والبرامج التي تُشاهد في التليفزيون، ومن ثم تختلف فرص التمتع بهذه الموضوعات باختلاف الطبقات والشرائح الاجتماعية داخل المجتمع.

          وبناءً على ذلك لا يوجد مجتمع غير طبقي أو غير متدرج على الإطلاق، كما لا يمكن التسليم تماماً بأن كل المجتمعات تتضمن نسقاً واحداً محدداً من المراتب والمكافآت.