إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات اجتماعية ونفسية / التأمين الاجتماعي









الخيال

التأمين الاجتماعي

Social Insurance

يُعرّف التأمين الاجتماعي، بشكل عام، بأنه نظام يهدف إلى الاحتياط من نتائج المخاطر الاجتماعية، التي يتعرض لها العاملون الذين لا يمكنهم مواجهة هذه المخاطر بمفردهم، لضعف إمكانياتهم المادية. وهذه المخاطر على نوعين، مخاطر ذات علاقة بالعمل، كإصابات العمل أو أمراض المهنة؛ ومخاطر عامة مشتركة بين العمال وغيرهم، كالمرض والشيخوخة والعجز والوفاة، وتأمين المعاش، وتأمين الورثة، والتأمين ضد البطالة.

وتتدرج الدول عادة في تطبيق أنواع التأمينات الاجتماعية؛ فتبدأ ببعض منها ثم تمتد حتى تشمل جميع أنواع التأمين. وتدير نظام التأمين الاجتماعي أو تشرف عليه الدولة، ويستند إلى اشتراكات يدفعها الأفراد، ويحافظ على استمرار حصولهم على دخل في حالات البطالة والمرض والتقاعد، وفي حالات أخرى إضافية. وتختلف نظم التأمين ما بين المستوى المحلي والمستوى القومي، وغالباً ما يقتصر نظام تغطية الدخل (عند انقطاعه)، من خلال التأمين الاجتماعي على فترات محددة، وليس إلى ما لا نهاية. كما أن معظم النظم تحدد شروطاً للاستحقاق، إضافة إلى دفع الاشتراكات، وذلك ما يؤدي إلى استبعاد العديد من النساء والشباب المبتدئ.

وعلى هذا فإن الهدف الأساسي من التأمين الاجتماعي، هو ضمان مستوى مناسب لمعيشة كل مُؤَمن عليه عند فقد القدرة على الكسب بصفة مؤقتة، أو لسبب خارج عن إرادته، وتقدم له الضمان المادي، والخدمات الصحية، والتأهيل المهني في حالة العجز. كذلك، يشمل هذا النظام كفالة من يتركهم المؤمن عليه من أفراد أسرته، مِمَن كان يعولهم قبل وفاته.

يخلق التأمين شعوراً بالارتياح والأمان بالنسبة للعامل وأسرته، ولا شك أن لهذا آثاره على إنتاجية العامل والروابط الاجتماعية بينه وبين صاحب العمل الذي يشترك بنصيبه في التأمينات. كذلك فإن في هذا حماية للمجتمع من الفساد والانحراف بما يقدمه هذا النظام من تعويضات للعاطلين. وتعمل الدول أيضاً على استثمار احتياطي التأمين في إقامة المشروعات المختلفة، مما يتيح الفرصة لخلق فرص عمل لكثير من العمال.

ويُقصد بالتأمين الاجتماعي، بشكل أكثر تحديداً، بأنه ذلك "النظام الذي يكفل تعويض المؤمن عليه أو أسرته، عما فقده من كسب في حالة تعرضه لأحد المخاطر، التي تؤدي إلى عدم قدرته على العمل، ومن ثم الحصول على أجر، وكذلك توافر خدمات العلاج والتأهيل. ويقوم هذا النظام على تحصيل اشتراكات مقدمة، لتؤدي منها المزايا في حالات الطوارئ التي يتعرض لها المؤمن عليه". وهذا ما أكده تعريف الموسوعة البريطانية للتأمين الاجتماعي، بأنه البرنامج أو النظام الذي يشترط أساساً الحماية ضد المخاطر الاقتصادية المختلفة؛ وعادة ما يكون هذا النظام إلزامياً من قِبل المجتمع لحماية كافة قطاعاته وفئاته المحتاجة.

ويعد التأمين الاجتماعي وسيلة أو نظام لتعويض الخسائر المادية، ومن ثم فإن فاعليته ترتبط بكفاية هذا التعويض. وكلما كان مبلغ التأمين كافياً لمواجهة الخسائر الناشئة عن تحقق الخطر المؤمن منه؛ أدركنا نجاح التأمين في تحقيق مبررات نشأته وازدهاره.

وللتأمين أنواع متعددة، منها:

1. التأمين الاجتماعي

وهو الذي يهتم -بحكم إجباريته وقومية مجاله- بمدى الوفاء باحتياجات المؤمن عليهم، والذين يمثلون كافة أو أغلب قطاعات المجتمع. ومحوره الأساسي منذ البداية إرادة المجتمع. ومن هنا، فمنذ نشأته وانتشار نظم التأمين الاجتماعي، كان اهتمامها بكفاية تعويضاتها ومزاياها، خاصة لذوي الأعمار المتقدمة، أو الدخول المنخفضة، أو الأعداد الكبيرة من المُعالين. ولذلك يراعي اعتبارات الكفاية الاجتماعية للمزايا، إلى جانب العدالة في توزيع أعباء تلك المزايا، بين مصادر التمويل. ويتسم التأمين الاجتماعي بأنه أقرب لنظم المساعدات العامة منه إلى التأمين. كما أن له طابعاً اجتماعياً أصيلاً، يزداد وضوحه وتتعدد صوره وتطبيقاته، مع تعدد مصادره وامتداده الإجباري ومجاله القومي العام.

2. التأمين الخاص أو التجاري

وهو الذي يعمل على مستوى فردي أو فئوي، وأساسه في هذا إرادة الفرد أو الفئة. ويسعى هذا النوع إلى زيادة الانتشار بزيادة عدد الوحدات المؤمن عليها، ويهتم بأمرين معاً، هما:

أ. كفاية مزاياه، مثل التعويضات، وتحمل المؤمن عليه لأقساط التأمين، أي عدالة توزيع أعبائه، ومن خلال مزاياه يمكن للمؤمن عليه الوفاء بوظيفته الاقتصادية والاجتماعية، لمواجهة الخسائر المادية التي تتحقق، فيقتنع المؤمن عليه بأهميته.

ب. من خلال عدالة توزيع أعبائه، يشعرون بأنهم يحصلون من التأمين على مزايا تقابل ما يؤدونه من أقساط.

3. التأمين التبادلي

وتقوم به مجموعة من الأفراد أو الجمعيات، لتعويض الأضرار التي تلحق ببعضهم.

وعلى هذا، فالتأمين الاجتماعي بأنواعه المختلفة وسيلة فعالة مفضلة لكل من العمال والحكومة. إنه وسيلة مفضلة للعمال لأنها تخلق الثقة والشعور بالكرامة في نفس العامل، وتجعله يشعر بأن ما يُدفع له من طريق التأمين ليس إحساناً؛ ولكنه حق مكتسب. ومن ناحية الحكومة، فإن التأمين وسيلة مالية مفضلة لأنه يمكن رفع اشتراكه عند الاقتضاء، كما يمكن تدعيمه برصيد احتياطي ليُستثمر في مواجهة الطوارئ.