إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات متنوعة / صحراء المقاتل




أثل
نبات العاذر
أرطي
المها العربي
الوَعِلُ
المرخ
الجمل
السويدة
الضب
الكداد
الغضا
العُشَرْ
جانب من النفود
جانب من تبوك
حية أم جنيب
رمال الأحساء
صحراء الدهناء
شجرة الأرطي
عرفج
عظاة
قنفذ مع ثعبان
قطيع جمال





عوامل التصحر

عوامل التصحر

1. الرعي الجائر

تفضل الحيوانات البرية والمستأنسة، بعض النباتات من دون غيرها. غير أن الميزان قد اضطرب حين رجحت كفة الحيوانات المستأنسة، وارتفع عدد المواشي التي ترعى في أراض هامشية حساسة. وكان من نتاج ذلك اختفاء النباتات الرعوية، واتساع انتشار النباتات غير الرعوية.

2. الرعي المبكر

هو العامل الأكثر خطورة، ويقع في الوقت ذاته مع الرعي الجائر، حيث تعمد الحيوانات الراعية إلى التهام كل شئ نابت، حتى البادرات الصغيرة، التي كان من المؤمل أن تكمل دورة حياتها وتنتج بذورها. وخطورة الرعي المبكر أنه يقضي تماماً على مستقبل النبات.

3. حركة الرمال

تتحرك حبات الرمال بوساطة الرياح، وتنتقل من موقعها الطبيعي، وهو الصحراء أو شبه الصحراء، وتترسب على أراضٍ مجاورة منتجة. وهذا العامل هو التصحر الحقيقي، حيث تدفن الرمال الواحات وغيرها، وبمرور الوقت تصبح المنطقة كلها جزءاً من الصحراء.

4. الجفاف

هو ظاهرة طبيعية، غير أن النظر إليها بأنها ملازمة للصحراء وشبه الصحراء غير منطقي. فظاهرة الجفاف أمر مؤقت مهما طال، على الرغم من أن طول استمراره يؤدي إلى تدهور المراعي وتدميرها، وموت الحيوان الفطري والمستأنس على السواء. وقد يرى بعض العلماء أن موجة الجفاف، التي تؤدي إلى نفوق الحيوانات، هي صمّام أمان للحفاظ على الغطاء النباتي إلى حين انقضاء فترة الجفاف. ولو بقيت الحيوانات حية لظلت ترعاه إلى أن يبيد تماماً، ولا تبقى هنالك فرصة لنموه مرة أخرى. وقد حدث في عام 1958، أن عانت المملكة العربية السعودية من موجة جفاف، أصابت الثروة النباتية والحيوانية، وأدت إلى نفوق ما يقدر بنحو 50 إلى 90% من الثروة الحيوانية.

5. ازدياد عدد السكان

أفادت إحصائيات حديثة، أن عدد سكان المملكة العربية السعودية سيتضاعف بعد عام 2000، ليصبح أربعة عشرة مليوناً ونصف المليون نسمة.

إن التوازن بين الزيادة السكانية، وبين النظام البيئي، الذي نتعامل معه، أمر حيوي، غير أن الدافع الملح للغذاء وتوفيره، أدى إلى اللجوء إلى هذه الأراضي الهامشية، وتوظيفها في الزراعة، إمّا باستخراج الماء اللازم لذلك من الأعماق، وهذا استنزاف لمرفق له خطره، أو بجلب المياه للرعي من موقع آخر، وهذا لا يقل عنه خطورة.

6. الانفجار التنموي

تطلبت الزيادة السكانية، مع تطور أساليب التقنية الحديثة، التعامل غير المتزن مع البيئة، خاصة البيئة الهامشية في منطقتنا. ومن بين صور هذه التنمية، شق الطرق السريعة أو حتى غير المسفلتة. وأشارت بعض المصادر إلى أنه كان هنالك طريق واحد مسفلت في المملكة العربية السعودية عام 1938 وكان طوله 76 كم، ارتفعت إلى العديد من الطرق التي قُدّر طولها بنحو 30 ألف كم عام 1984، وأورد مصدر آخر أن الطرق غير المعبدة بلغت 40 ألف كم. وطبقاً لإحصائيات عام 1996، قدرت الأطوال بنحو 69 ألف طرق معبدة، و93 ألف كم طرق غير معبدة. وتزامن هذا من وجهة نظر المصدرين، إلى زيادة أعداد السيارات التي كان يملكها فقط المقتدرون في عام 1940، ووصل عددها عام 1989 إلى أربعة ملايين ونصف المليون سيارة.

          وقد جاء عصر السيارة بسلبياته تجاه البيئة، وأخلّ بالتوازن الفطري حيث أمكن الوصول إلى مناطق كانت بمنأى عن يد الإنسان، وأصاب الأذى الحياة الفطرية بحيوانتها ونباتها وتربتها وغير ذلك.

          وصاحب هذه النهضة التنموية الحضارية اتساع هائل للمدن الكبيرة حيث حركة السيارات، وحياة ألوف الناس. فقد ورد أن مدينة الرياض العاصمة كانت مساحتها عام 1922م تُقدر 8.5 كم2، بينما صارت، في عام 1950، 85 كم2، وبلغت، في عام 1989، 1600 كم2.

          وعلى الرغم من إيجابيات الطفرة والنفط، اللذَيْن عايشتهما المملكة، وما وفرته الدولة من مصادر الطاقة والوقود، إلاَّ أن بعض طبائع الناس لم تتغير، وبعض الأذواق لم تتأثر، فما زال تدمير الأشجار قائماً، وهو عامل مخرّب للبيئة.

          إن الاحتطاب غير المرشَّد، له فطرة خاصة في بيئة صحراوية هشة، مثل بيئة الوديان الصحراوية. لأن هذه البيئة تعاني طبيعياً آثار السيول، التي تندفع من حين إلى آخر من أعالي الجبال المجاورة فتجرف التربة وتقتلع الأشجار، فضلاً عن تردد أهل البادية للاحتطاب والرعي الجائر.

          وقد تحتطب الأشجار، أو قد يتحايل الناس على احتطابها، بأن يعمدوا إلى إزالة قلف الأشجار المغذي لها، ويتركونها لتجف، ثم يكسّرونها بحجة أنها حطب يابس. كما أن فتيات البادية وذويهن يعمدن إلى تكسير شجيرات السدر الصغيرة النامية في الأودية، لأجل أن تجف عليها أوراقها، التي تستخدم في الحناء. ويقول المصدر بأن ألوف الهكتارات تُباد فيها شجيرات السدر لهذا السبب سنوياً. إلى جانب الطلح والمرخ والغضا والعرفج وغيرها. وقد ذكر أحد المصادر أن أشجار الخزم العريقة (دم الأخوين ـ شجرة التنين)، التي كانت منتشرة حول المدينة المنورة قد انقرضت بسبب الاحتطاب للوقود والبناء، وصنع الحبال وصنع خلايا النحل.

          وعلى الرغم من القوانين التي تحد من كسر الأشجار الحية، أو التسبب في قتلها، إلاَّ أن أسواق الحطب والشاحنات الممتلئة بالحطب، وقمائن الفحم، كل هذا يؤكد أن النشاط لا يزال مستمراً.

          ومن الثابت، أن عنصر الأشجار في المملكة العربية السعودية محدود جداً، إن لم يكن في حكم النادر، مقارنة بالمساحة الشاسعة للدولة، لذلك، لا بد من ملاحظة عمليات الاحتطاب وملاحقتها من دون توقف.