إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات متنوعة / صحراء المقاتل




أثل
نبات العاذر
أرطي
المها العربي
الوَعِلُ
المرخ
الجمل
السويدة
الضب
الكداد
الغضا
العُشَرْ
جانب من النفود
جانب من تبوك
حية أم جنيب
رمال الأحساء
صحراء الدهناء
شجرة الأرطي
عرفج
عظاة
قنفذ مع ثعبان
قطيع جمال





مضار إزالة الغطاء النباتي الصحراوي

مضار إزالة الغطاء النباتي الصحراوي

          تحافظ النباتات أينما وجدت على توازن ذرات التربة وتماسكها. وتشتد أهمية النباتات في الصحارى وشبه الصحارى. فتماسك التربة يؤمّن رطوبتها، ويلطف حرارتها. فإذا ما أزيل الغطاء النباتي لأي سبب، تنكشف التربة وتصبح عرضة لاصطدام أشعة الشمس بها مباشرة، وهذا الاصطدام يؤدي إلى انعكاس الأشعة، بينما كان الغطاء النباتي يمتصها. وبانعكاس الأشعة تفقد التربة حرارتها وتبرد، وقد كان الغطاء النباتي يؤمن لها بعض الحرارة. والتربة المكشوفة تزداد جفافاً وذلك لهروب بخار الماء عنها، وقد كان الغطاء النباتي يحول دون ذلك.

          كما يسهل للرياح كذلك حمل ذرات التربة المكشوفة، فيرتفع الغبار إلى الأجواء العليا بفعل الرياح ويعكس بدوره أشعة الشمس. كما يمنع الحرارة المرتدة من سطح التربة المكشوفة من الانتشار في الأجواء العليا، ويؤدي ذلك إلى ظاهرة "الاحتباس الحراري"، أو ما يسمى اليوم بظاهرة "النينو".

          والغطاء النباتي مُنْتجٌ بمعنى أنه يوظف مواداً رخيصة متوافرة، ليصنع بضوء الشمس طعامه؛ كما يصبح النبات نفسه مادة تستهلكها الحيوانات العاشبة والقارضة والقاضمة، وهذه بدورها تقع فريسة للحيوانات آكله اللحوم، والإنسان، فيما يُطلق عليه "السلسلة الغذائية الطبيعية". غير أن إزالة الغطاء النباتي تقود إلى تكثيف غاز ثاني أكسيد الكربون، الذي كان يوظف في عملية التمثيل الضوئي التي تؤدي بواسطة ضوء الشمس وبخار الماء، إلى أن يصنع النبات طعامه وطاقته. والمعروف أن ثاني أكسيد الكربون يمتص حرارة الشمس، وكلما ازدادت كثافة الغاز، ارتفعت الحرارة، وهذا ما يطلق عليه في هذه الأيام ظاهرة "البيوت الزجاجية". فهي غرفٌ من زجاج تتنفس النباتات الحية بداخلها، وتكون نسبة ثاني أكسيد الكربون عالية بداخلها، وكذلك درجة الحرارة.

          ظاهرة النينو: هي زيادة نسبة انعكاس أشعة الشمس بغياب الغطاء النباتي، وانكشاف سطح التربة. ويؤثر زوال الغطاء النباتي على نسبة الألمينو السطحي ويترتب على ذلك زيادة فترات الجفاف على الأرض الجرداء. يُقدر الألمينو للصحراء بنحو 20 ـ40% وللغابات 5 ـ20% والتربة 5 ـ10% والعشب 16 ـ 26% والجليد40 ـ 95% والماء 10 ـ 80%.

          ومن أضرار إزالة الغطاء النباتي الطبيعي، خاصة في الأراضي الهامشية الحساسة، أنه يؤدي إلى خلخلة تماسك الرمال، ومن ثم تحريكها بوساطة الرياح. وجاء أن معظم الكثبان الرملية في المملكة العربية السعودية غير ساكنة، ومع ذلك فإن نشاط الإنسان وقطعانه وسياراته وغير ذلك، قد زاد من خطورة زحزحة الرمال، وإن من عادات بعض الحيوانات المستأنسة، خاصة الماعز، أنها تنزع النبتة الصغيرة من جذورها، فلا تدع لها فرص إكمال دورة الحياة، والماعز حيوان يربى في المملكة بأعداد كبيرة.

          وقد تكون النية الحسنة في إنشاء الآبار لغرض حَسَن، مصدر بلاء للغطاء النباتي، فقد أنشأت شركة أرامكو آباراً خاصة ببعثاتها البحثية في الربع الخالي، فجذبت هذه الآبار البدو وقطعانهم، والتهمت القطعان الغطاء النباتي إلى درجة الإبادة التامة.

          ومن صور النية الحسنة أن الدولة حفرت العديد من الآبار للسقي في البادية، على مسافات تقارب الخمسين كيلومتراً بين بئر وأخرى، وتحرك البدو بقطعانهم نحو الآبار وتمركزوا حولها فقضوا على الغطاء النباتي.