إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات متنوعة / الموسوعة المصغرة للحيوان









دفاعات الحيوانات

دفاعات الحيوانات

       لكل نوع من الحيوان وسائلة الدفاعية الخاصة، التي يدافع بها عن نفسه. فقد يُهاجَم الحيوان من قبل الحيوانات الأخرى التي تريده طعاماً لها، أو من البشر إشباعاً لهواية الصيد أو طلباً للطعام. وقد تهرب بعض الحيوانات حين شعورها بالخطر، ولكنها إذا منعت من الهرب فإنها عادة تدافع عن نفسها وعن صغارها، أو قد تتظاهر بالموت حتى زوال الخطر. ولدى العديد من أنواع الحيوانات دروع في أجسادها لحمايتها.

التخفي والتموية (التلوين والتشابه الوقائيان)

       يختبئ كثير من الحيوانات حين اقتراب الأعداء منها. وبعض الحيوانات ذات تلوين يطابق الوسط الموجودة فيه، لدرجة يصعب فيها تمييزها. وقد تشابه أجسام بعض الحيوانات أجزاء من النباتات. والحيوانات التي لديها تلك الخصائص يمكنها أن تختفي بسهولة حين تظل ساكنة في مكانها مموهة على أعدائها فلا يصلون إليها.

       ويساعد التشابه الوقائي ـ وهو ضرب من التخفي والتموية ـ العديد من الحيوانات على البقاء وذلك بخداع أعدائها. فأجسام تلك الحيوانات تبدو كأنها جزء من الوسط الذي توجد فيه. فنطاط الأشجار يبدو على شجيرة الورد وكأنه شوكة من أشواكها، ولذلك لا تره الطيور. وكثيراً ما يطلق على طائر الواق الطائر اسم الخفي، لما لدية من تشابه وقائي جيد لعنقة الطويل وجسمه الانسايبي؛ فحينما يمد عنقه ويقف ساكناً بين القصب والبوص يصعب تمييزه منها. ويسبح سمك المحلاق في وضع عمودي بين النباتات البحرية، حتى يبدو جسمه الطويل النحيل كأنه من أوراق تلك النباتات. وتشابه أجنحة حشرة السرعوف (فرس النبي) أوراق النباتات الجافة ولا يمكن تمييزها بين تلك الأوراق. ويشابه بعض أنواع الذباب السّارق النحل الطنان، تشابهاً شديداً لدرجة أن أعداءه عادة تتحاشاه. وتبدو بعض الحشرات وكأنها أغصان أو زهور، وبذلك لا يمكن تمييزها من النباتات.

       وتوصف الحيوانات التي تعتمد على لونها لتختفي من أعدائها بأن لديها "تلويناً وقائياً". فالعثة رمادية الجناح لا يمكن تمييزها إذا ظلت ساكنة على جذع شجرة رمادية اللون (انظر صورة عثة). كما يصعب تمييز علجم بني اللون يقف على أرض بنية. كذلك يعتمد الكثير من الطيور على ألوانه للتخفي من الأعداء. فأجسام بعض الطيور المدارية، مثل طائر الطوقان، تضم تشكيلة من الألوان الزاهية. وهذا النسق اللوني لا يُظْهِر جسم الطائر عبر الخلفية المرقطة، الناشئة من سقوط أشعة الشمس عبر الأغصان والأوراق في الغابة.

       ويغيرّ بعض الحيوانات ألوانه لتطابق لون الخلفية التي يوجد فيها، فالحرباء (انظر صورة الحرباء) مثلاً تستطيع تغيير لونها بسرعة حسب لون الوسط الموجودة فيه. وتأخذ بعض أنواع الروبيان ألوان أعشاب البحر المحيطة بها.

       وتختبئ الحيوانات الصيادة كذلك متربصة بطرائدها. فإذا وقف النمر المخطط ساكناً بين الأعشاب الطويلة، فإن تخطيط جسمه يجعله منسجماً مع ظلال الأعشاب ويصعب تمييزه عنها. كما أن الدب القطبي الناصع البياض يبدو كأنه يتلاشى بين الثلوج. وعن طريق هذا التمويه تستطيع تلك الحيوانات الصيادة رصد فريستها في صمت، دون أن تُكتَشف حتى تنقض على طرائدها في الوقت المناسب.

التظاهر بالموت

       تخدع بعض الحيوانات أعداءها أحياناً بأن تبدو كأنها ميتة. فإذا شعر حيوان الأَبوسوم بالخطر مثلاً، فإنه يغلق عينيه ويُصلب جسمه، ويظل على هذا الحال حتى إذا التقط أو دحرج أو عُضّ برفق. فالكلب الذي يهجم عادة على الأَبوسوم الحي، لا يلقي بالاً لآخر ميت. ومن الحيوانات التي تتظاهر بالموت لتنجو من أعدائها بعض الخنافس، والحية أنف الخنزير(أفعى من فصيلة الصِّلْ)، إذ تنقلب تلك الحيوانات على ظهرها وتبدو كالميتة إذا شعرت بالخطر.

الدفاع عن طريق الدروع

       لدى بعض الحيوانات أصداف أو أغطية صلبة، تستعملها دروعاً للحماية. كما أن بعض الحيوانات لديها قوادم حادة أو أشواك تستعملها في الدفاع عن أنفسها. فالمحارات الملزمية والقواقع تنسحب داخل أصدافها وتغلقها على جسمها بإحكام، حتى يذهب الخطر عنها. ولدى الحيوان المدرع غطاء قوي مكّون من صفائح عظمية صغيرة، ينسحب داخله عند شعوره بالخطر. ولدى حيوان الشيهم أشواك ذات أنصال معقوفة مثل خطاطيف الأسماك، فإذا هوجم قوّس ظهره فتنتصب أشواكه في جميع الاتجاهات. فإذا مُست تلك الأشواك، اندفعت كالسِّهام محدثة جروحاً مؤلمة. وكذلك سمكة الشيهم، فلديها جسم قصير مستدير مغطى بالأشواك الحادة. وينتفخ جسم السمكة إذا هوجمت فتنتصب أشواكها مثل أشواك الشيهم للدفاع عن نفسها.

الهروب

       تحاول معظم الحيوانات الهروب من الخطر، بأسرع ما يمكن، فيسبق بعضها معظم أعدائه من الحيوانات الأخرى. فلدى الغزال والأيل والحصان والكنجرو والنعامة أرجل طويلة تمكنها من قطع مسافات كبيرة بسرعة عالية، بينما يقفز الأرنب بسرعة كبيرة قفزات عالية ومتعرجة. والعديد من الحيوانات قصيرة الأرجل، مثل كلب البراري، لا تستطيع العدو لمسافات طويلة بسرعة عالية، لذلك تُهْرع إلى جحور في الأرض يعجز مطاردها من الحيوانات تتبعها داخلها. وتختفي بعض الطيور الصغيرة داخل الشجيرات الكثيفة، حيث لا يستطيع مهاجموها من الطيور الكبيرة أو الحيوانات تتبعها. وعادة ما تطير معظم الطيور بسرعة عند شعورها بالخطر.

القتال

       لدى العديد من أنواع الحيوانات أسلحة خاصة لقتال أعدائها. فالخيول والبغال مثلاً لها حوافر حادة وأسنان قوية تستخدمها للقتال. أما حيوانات الموظ والألكة والأنواع الأخرى من الأيل، فإنها تضرب بحوافرها، كما تستعمل قرونها أسلحة كذلك. ولدى الكنجرو والنعام مخلب قوي في أحد أصابع قدميها، يمكن بواسطته بقر بطن العدو. ولدى آكل النمل مخالب معقوفة في أرجله الأمامية القوية يستخدمها في تمزيق أعدائه. أما الخنازير الوحشية الأوروبية والأفريقية، فتعتمد في القتال على أنيابها الحادة. ويقاتل الأسد، وأفراد فصيلته من السنوريات الأخرى، بمخالب حادة وأسنان قاطعة وفكوك قوية. ولدى قرود الرَبَّاح أنياب كبيرة حادة، وفكوك قوية تستعملها في القتال. وقد تقتل قردة الرّباح النمر إذا هاجمته. وتستعمل العقبان والصقور والبوم مخالبها القوية، ومناقيرها المعقوفة القوية في القتال.

       وتلف بعض الثعابين الكبيرة (انظر شكل الثعبان)، مثل أصلات الأناكوندا والبواء العاصرة والأصلة، أجسامها العضلية القوية في حلقات حول أعدائها في القتال لتعصرها بها. كما تستخدم الطريقة نفسها في صيد طرائدها. فقد تعصر حيواناً بحجم الأيل لفترة من الزمن، فتقتله خنقاً.

       يستخدم العديد من الحيوانات أيضاً أسلحة كيميائية. فلدى بعضها، مثل بعض أنواع النمل والنحل والزنابير، سموم تحقن بها أعدائها بوساطة اللّسع، بينما تحقن بعض الثعابين والعناكب سمومها بوساطة أنيابها. وعند الخوف أو الخطر يقذف الظربان بسائل ذي رائحة كريهة قوية، من غدد قرب ذيله تطرد أعداءه.