إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات متنوعة / الموسوعة المصغرة للحيوان









الخنزيـر The Pig

الخنزيـر    The Pig

تعريف

     الخنازير حيوانات متوسطة الحجم (انظر صورة الخنزير)، تربيها الدول غير الإسلامية بغرض الحصول على لحومها وشحومها. ويمثل لحم الخنزير غذاءً مهماً للدول الأوروبية والآسيوية وأمريكا الشمالية والجنوبية. ويوجد في العالم نحو 850 مليون رأس من الخنازير، يمتلك الصينيون ما يعادل 40% منها، ويلي ذلك روسيا ودول الكومنولث الحليفة معها، ثم الولايات المتحدة. وتعد البرازيل أكبر منتج للحوم الخنازير في أمريكا الجنوبية.

     ومن العجيب أن علماء الحيوان صنفوا الخنازير مع فرس النهر، ذلك العملاق الذي يعتبر بحق ثاني أكبر المخلوقات على سطح الكرة الأرضية، في مجموعة حيوانية واحدة.

أسماؤه: القبّاع، الخَنْزُوان، الناخِر.

الجمع: خنازير.

اسمه بالفرنسية: Cochon , Porc

اسمه بالإنجليزية: Hog , Swine, Pig

أنثاه: الخنزيرة.

ولده: الخِنَّوس، الخِنَّوص، الدَّوبَل، العِفْر.

صوته: الصَّئيّ.

التصنيف البيولوجي

     ينتمي الخنزير إلى شعبة الحبليات ـ شعيبة الفقاريات ـ طائفة الثدييات ـ رتبة ذوات الحوافر ـ رتيبة مزدوجة الأظلاف ـ فصيلة الخنازير ـ جنس ونوع الخنزير.

نبذة تاريخية

     منذ نحو ستة ملايين سنة، كانت الخنازير البرية تعيش على ظهر الأرض  في أوروبا  وغيرها من الأماكن. ويعتقد بعض العلماء أن الإنسان بدأ في استئناس هذه الحيوانات قبل حوالي 8000 سنة.

أنواع الخنازير

     عَرِف الناس قسمين للخنازير: أهلي أي مستأنس يُربى، ووحشي أي بري غير أليف، يقسمهما علماء الحيوان إلى نوعين، هما: خنازير العالم القديم، وخنازير العالم الجديد وتسمى المجموعة الأخيرة Peccaries. تتبع هذه الخنازير عائلة تاياسويدى Tayassuidae، وهي تشبه الخنازير المعروفة إلاّ أنها أصغر منها حجماً و تفتقر إلى الذيل، وتنتهي قوائمها الخلفية بثلاثة أصابع بدلا عن أربعة.

     والخنازير البرية لها عدة أنواع، منها: خنزير النهر الأحمر، وخنزير الثؤلول، وخنزير البابيروزا، والخنزير البري.

1. خنزير الشجرات أو خنزير النهر الأحمر Potamochaerus porcus) Bush, or Red River, Pig)

     يعيش هذا النوع من الخنازير في أفريقيا، في المنطقة الواقعة جنوب الصحراء الكبرى، ويقطن الغابات الكثيفة. ويتميز هذا الخنزير بعرف أبيض طويل من الشعر على ظهره، وينتصب عند الشعور بالخطر. والجلد لامع أسود في خنازير المناطق الشرقية والجنوبية، وأحمر في خنازير المناطق الغربية. وأنياب هذا النوع قصيرة، ولكنها حادة جداً. وتتميز الذكور المتقدمة في العمر بوجود ثؤلولين على الخطم. ويبلغ طول الذيل 30 سم، وطول الجسم حوالي 5 , 1 متر، وارتفاعه عند الكتفين 65ـ75 سم، والوزن 55 ـ 82 كيلوجراماً.

     ويعيش هذا الحيوان في مجموعات من 20 فرداً في المتوسط، وقد تصل إلى 40 فرداً. وفي بحثها عن مصادر الغذاء تنتقل هذه المجموعات من مكان لآخر في مساحات كبيرة. وهذا النوع من الخنازير يتغذى على كل شئ تقريباً، بما في ذلك الأعشاب، والخضراوات، والحشرات وبيض الطيور، والجيف. وهو بطبعه مُدمر، إذ يؤدى بحثه عن الغذاء إلى دمار كبير للمحاصيل الزراعية. ينشط هذا الحيوان ليلاً، ويقضي معظم النهار في الغابات الكثيفة. وتلد الأنثى 3 ـ 6 صغار. ويلاحظ أن أعداد هذه الخنازير ـ التي لا تتوانى عن التكاثر في فترة قصيرة ـ  تزيد بسرعة كبيرة، بسبب انحسار أعدائهم الطبيعيين، كالفهود مثلاً.

2. خنزير الثؤلول  Phacochoeurus aethiopicus) Wart Hog)

     يعيش هذا النوع في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، خارج نطاق الغابات، ويقطن الأراضي العشبية والسافانا ويتميز الأفراد البالغون باللون الأسود أو الرمادي أو البني، بينما لون الصغار مائل إلى الحمرة، والجلد خال من الشعر تقريباً، مع وجود بعض الشعيرات القليلة على جانبي الوجه والظهر مكونة، ما يشبه المعرفة. وينتهي الذيل الطويل لهذا الخنزير بخصلة من الشعر. وعندما يتحرك هذا الخنزير يتخذ ذيله وضعاً عمودياً مميزاً. وأما رأسه فكبير على نحوٍ، غير مألوف ولا يتناسب مع حجم جسمه، وعليه زوجان من الثآليل. وتكوّن أنياب الفك العلوي فيما بينها شكلاً شبه دائري، وتتجه إلى الأمام والى أعلى. أمّا أنياب الفك السفلي فحادة جداً. وطول الجسم والرأس معاً حوالي 100 سم، والارتفاع عند الكتفين حوالي 65 ـ 75 سم، والوزن 75 ـ 100 كجم، والإناث أقل وزناً من الذكور.

     ويعيش هذا النوع من الخنازير في جماعات صغيرة، وقد تجتمع بعض العائلات معا لتكوّن جماعات أكبر. وينشط خنزير الثؤلول بالليل والنهار، ولكنه قد يختبئ في الحشائش إذا ارتفعت الحرارة. وهو عشبي في المقام الأول، ويتغذى على الحشائش والأعشاب، ولا يدمِّر المحاصيل الزراعية، ويفضل البقاء بعيداً عن أعين البشر وأعين أعدائه الطبيعيين، الأسد والفهد.

     وفترة الحمل في الأنثى 175 يوماً تلد الأنثى بعدها 2 ـ 4 صغار ترعاهم لبضع شهور حتى  يعتمدوا على أنفسهم تماما خلال عام.

3. خنزير البابيروز  Babyrousa babyrussa) Babirusa)

     ينتشر هذا النوع في جنوب آسيا. ويختلف لون الجلد، العاري من الشعر، بين الرمادي والبني؛ ولون البطن أفتح نسبياً، وتوجد ثنيات جلدية على العنق والبطن، والقوائم طويلة نسبياً، وأنياب الفكين كبيرة ومقوسة للخلف، وهي في الذكور أكبر منها في الإناث. وطول الجسم والرأس معاً حوالي 100 سم، وارتفاع الكتفين 80 سم، والوزن حوالي 90 كيلوجراماً.

     وهذا الخنزير ليلي النشاط، ويعيش في مجموعات صغيرة. تحفر الذكور الأرض وهي تزمجر بحثا عن الطعام، وتتتبعها الإناث والصغار لتلتقط ما يسفر عنه البحث.

     ويتميز هذا النوع بسرعة العدو، ومعرفة السباحة. وفترة الحمل 140 يوماً تقريباً، وتضع الأنثى بعدها صغيرين. وهذا النوع مهدد بالانقراض، لأن السكان المحليين يصطادونه للحصول على كميات وفيرة من اللحم.

4. الخنزير البري  Sus scrofa) Wild Boar)

     يعيش الخنزير البري في جنوب أوروبا وآسيا وشمال أفريقيا والسودان ويقطن الأدغال الكثيفة والغابات والمناطق الجافة. ولونه بني أو أسود، يتغير إلى اللون الرمادي كلما تقدم به العمر. والشعر قصير وخشن، وتتميز الصغار بلونها البني، الذي تزينه خطوط صفراء طولية، والأنياب العليا مقوسة للخارج والى أعلى، والأنياب السفلي حادة جداً من كثرة احتكاكها بالأنياب العليا. والرأس طويل ومدبب نسبياً ويخلو من الثآليل. طول الجسم والرأس معاً متر ونصف، الارتفاع 80 سم، والوزن 90 كجم.

     يعيش  هذا النوع من الخنازير في مجموعات من 20 ـ 30 فرد، وتفضل الذكور المتقدمة في العمر العزلة. وهذا الحيوان شديد الحذر ويتغذى أثناء الليل على الجذور والحبوب، ولكن في بعض الأحيان يقتات على الحيوانات الصغيرة وبيض الطيور. وتلد الأنثى عدداً قد يصل إلى 10 صغار.

     وكان صيد هذا الخنزير البري رياضة محببة للملوك والنبلاء في العصور السابقة، وعندما حكم الملوك النورمنديون إنجلترا كان كل من يقتل خنزيراً برياً دون تصريح ملكي، معرضاً لفقأ عينيه. وما زالت بعض المقاطعات الكبيرة في أوروبا تحافظ على الخنزير البري في غاباتها، من أجل الصيد. ويعتبر صيده على الأقدام وبواسطة كلاب الصيد والرماح رياضة مثيرة وخطرة للغاية.

     يعتبر الخنزير البري أصل الخنازير المستأنسة، التي يوجد منها سلالات كثيرة في العالم، من أشهرها اللاندراس، واللاكومب، واليوركشاير، وشستر الأبيض، والأبيض الكبير، والصيني البولندي. وقد ساعد قصر فترة توالدها على استنباط أنواع جديدة. ويوجد في العالم نحو 40 مليون رأس من الخنازير يمتلك الصينيون ما يعادل 40%  منها. ويلي ذلك الولايات المتحدة والبرازيل.

     وأشهر أنواع لحوم الخنازير هي البورك، والباكون، والهام، والسجق. وتستخدم شحومها في صناعات الصابون والجلود، وبعض الأدوية والمستحضرات الطبية.

5. الخنزير البقري ذو الطوق:  Tayassu tajacu) Collare Peccary)

     ويتميز الخنزير البقري بلونه الأسود، مع دائرة أو طوق أبيض مصفر حول الكتفين. كما يوجد على الظهر غدة تفرز مادة زيتية، لها رائحة المسك القوية. وهو خنزير صغير الحجم نوعاً، ويبلغ طول الرأس والذيل  75 ـ 100 سم، ولا يزيد ارتفاعه عند الكتفين عن 55 سم، ويراوح الوزن بين 20 ـ30 كيلوجراماً. ينتشر هذا الخنزير في السهول الواقعة ما بين جنوب الولايات المتحدة وجنوب البرازيل ويتغذى أساساً على جذور ودرنات النباتات والفواكه. ويعيش في مجموعات من الذكور والإناث ما بين 10 و 20 فرداً. ويتناسل طوال العام، وتلد الأنثى عادة مولودين بعد فترة حمل 150 يوماً.

6. الخنزير ذو الشفة البيضاء (Tyassu albinostris)

     يعيش في أمريكا الوسطى حتى الأرجنتين.

     هناك بعض الحيوانات التي يطلق عليها مسمى "خنزير" وهي في الحقيقة لا تنتمي للخنازير. والسبب في هذه التسمية تعزى إلى الشبه بينها وبين الخنازير في بعض الصفات أو الخصال. ومن هذه الحيوانات خنزير الأرض، وخنزير غينيا، وخنزير الماء، والخنزير الهندي.

7. خنزير الأرض (Orycteropus afer)

     ينتمي خنزير الأرض إلى رتبة توبيليدنتاتا Tubilidentata، عائلة أوريكتيروبيدى Orycteropidae، ويمثل خنزير الأرض الكائن الوحيد المتبقي على قيد الحياة من هذه الرتبة. ويتسم هذا الحيوان بشكل مميز، فله ظهر مقوس وخطم طويل أسطواني يشبه خطم الخنزير. ويبدو أن هذا هو السبب في التسمية التي أطلقت عليه. ولخنزير الأرض أذنان طويلتان ينتصبان على الرأس، كما أن له قوائم قوية مزودة بأربعة أصابع على الأطراف الأمامية وخمسة على الخلفية. وكل الأصابع لها مخالب قوية. والجسم مغطى بجلد رمادي سميك، وخال إلاّ من بعض الشعيرات المتناثرة. ويبلغ طول الرأس والجسم معاً 100 ـ 150 سم، والذيل 45 ـ 61 سم، والوزن 80 ـ 100 كجم.

     وينتشر خنزير الأرض في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، ويعيش في السافانا والسهول العشبية والغابات المكشوفة ذات الأرض الرطبة. وهذا الحيوان من الصعب إدراكه أو مشاهدته، فهو ليلي المعيشة ومحبٌ للعزلة، ويقضى النهار في جحره. وله مقدرة عظيمة على حفر جحور ذات أنفاق طويلة ومعقدة لها مداخل عديدة ولكنها تقود جميعها إلى غرفة واحدة كبيرة. ويتغذى خنزير الأرض على النمل الأبيض الذي يرتشفه في فمه مستعيناً بلسانه اللزج. تستمر فترة الحمل لديه 7 أشهر تضع الأنثى بعدها مولوداً واحداً ترعاه لبضعة شهور، ويظل تحت رعايتها بضعة شهور أخرى قبل أن ينطلق بمفرده.

8. خنزير غينيا الأليف Cavia porcellus) Domestic Guinea pig)

هذا الحيوان ليس خنزيراً حقيقياً، بل هو حيوان ثديي مستأنس نشأت أسلافه البرية في البرازيل وباراجواي في أمريكا الجنوبية. ويتردد القول إن هنود قبائل الإنكا في بيرو، هم الذين استأنسوا هذا الحيوان في القرن السادس عشر الميلادي، قبل أن ينقله التجار الهولنديون إلى أوروبا. وهو ينتمي إلى رتبة القوارض Order Rodentia، عائلة كافيدى Family Caviidae. وقد استخدم العلماء هذا الحيوان في تجارب علمية غاية في الأهمية، أدت إلى تطوير العديد من العقاقير. كما استخدم خنزير غينيا أيضاً في الأبحاث في مجالات السلوك والوراثة والتغذية. يختلف لون فراء الخنازير الغينية كثيراً، فقد يكون أسود أو رمادياً، وقد تكسوه بقع بيضاء أو صفراء أو سوداء. ولخنزير غينيا الأليف رأس كبير، وعينان واسعتان، وأذنان مستديرتان. وكباقي أفراد عائلة كافيدي فان ضروس هذا الحيوان ليس لها جذور وهي دائمة النمو. والأطراف الأمامية مزودة بأربعة أصابع  والخلفية لها خمسة أصابع. والأنثى لها حلمتان فقط. أمّا طول الجسم والرأس معا فيبلغ 22 ـ 34 سم، والذيل قصير جداً، ويراوح الوزن بين 450 و 700 جم.  

     والنظير الوحشي (Cavia aperezk)، لهذا الحيوان يعيش في مجموعات يراوح عددها بين 5 و 10، ويبني مسكنه في الوديان المعشبة، وفي أطراف الغابات والمستنقعات، والمناطق الصخرية.

     وهو يحفر في التربة أو بين الصخور حيث يبقى خلال اليوم. وقد يتخذ الجحور التي هجرتها الحيوانات الأخرى مأوى له في بعض الأحيان. وهو ينشط غالباً بالليل، حيث يتغذى على النباتات. وهو حيوان شديد الخوف، يصدر صرخات عالية شبيهة بالصفير عند الخوف.

     ومدة الحمل لدى أنثى الخنازير الغينية لمدة  68 يوماً، تلد الأنثى بعدها 2 ـ 4 من الصغار، اللذين يتمون نضجهم الجنسي خلال 55 ـ 70 يوماً. وتعيش خنازير غينيا ما يقرب من ثماني سنوات.

9. خنزير الماء

      ينتمي خنزير الماء إلى رتبة القوارض Order Rodentia، عائلة هيدروكيريدى Hydrochaeridae Family، ويعتبر هذا الحيوان أكبر الحيوانات القارضة حجماً، إذ يبلغ طوله 100 ـ 130 سم، وقد يصل ارتفاعه إلى 50 سم، ووزنه إلى 50 كجم. وينتشر في أمريكا الجنوبية، في بنما وأوروجواي.

      وخنزير الماء ذو جسم مكتنز، يغطيه شعر بنى مائل للحمرة أو رمادي في الجزء الأعلى، ولون بني مائل إلى الصفرة على البطن. ويبدو الأس كبيراً وذو خطم مستدير. والعينان كبيرتان، والأذنان صغيرتان مستديرتان. وهو بلا ذنب تقريباً. وضروسه شديدة التعقيد، وليس لها جذور ودائمة النمو. والأطراف الأمامية لها أربعة أصابع، بينما الخلفية لها ثلاثة أصابع يضمها معا غشاء رقيق، يساعده في السباحة بسهولة ويسر. ويتجمع خنزير الماء في مجموعات صغيرة للبحث عن الغذاء، الذي يتكون أساساً من النباتات المائية. وعند السباحة، التي يجيدها، فإنه يغطس في الماء عند الشعور بالخطر، أو يعوم محتفظاً بأنفه وعينيه وأذنيه فوق سطح الماء.

      مدة الحمل في خنزير الماء 4 ـ 5 أشهر، تلد الأنثى بعدها 2 ـ 8 من الصغار، التي يمكنها الاعتماد على نفسها بعد بضعة أسابيع. ولكنها لا تصل إلى البلوغ إلاّ بعد نحو عام أو أكثر من ولادتها.

      ويشكل خنزير الماء الغذاء المفضل للفهود والتماسيح، كما يصطاده الإنسان للحصول على لحمه وجلده.

10. الخنزير الهندي

      خنزير وحشي يعيش في إندونيسيا، يتميز بجلد خشن مجعّد ذي لون رمادي غامق. وعار إلاً من شعر قليل جداً على الظهر؛ وله أذنان صغيرتان، وذيل قصير خال من الشعر. ويمتاز ذكر الخنزير الهندي بأنياب طويلة، وقد يبلغ طول بعض هذه الخنازير 70  سم، ويصل وزنها إلى 58 كيلوجراماً. وهي تقتات الخضراوات والفاكهة.

الصفات العامة والطباع

      بشكل عام يراوح طول جسم الخنزير من 50  إلى 100 سم، وارتفاعه عند الكتفين من 25 إلى 100 سم، وقد يصل وزن جسمه إلى ما يربو على 300 كيلوجرامٍ. فأجسام الخنازير ثقيلة نوعاً، ولها رؤوس طويلة، أكثر منها مدببة. وتتميز معظم الأنواع بخطم مرن، على شكل مربع، وطرفه قوى يساعده في البحث عن الطعام.

      وتعتبر الخنازير ضمن الحيوانات ذات الغذاء المتنوع Omnivorous، أي تقتات على المواد النباتية والحـيوانية معا. ومن الناحية السلوكية، فالخنازير بطبعها حيوانات اجتماعية، وتفضل العيش في مجموعات صغيرة.

التناسل

      يختلف سن البلوغ لدى الخنازير الأليفة باختلاف السلالة. ويبلغ الذكر إسمياً في عمر 4 ـ 5 أشهر، ولكنه لا يصل إلى سن النضوج فعلياً إلاّ في نحو 7 ـ 8 أشهر. بينما تبلغ الأنثى عندما يكون عمرها حوالي 7 أشهر، ووزن الجسم 80 كيلوجراماً. وبخلاف السلالة فإن سن البلوغ قد يتأثر أيضاً بعوامل أخرى، مثل مستوى التغذية والموسم والحالة الصحية ونظم الرعاية المعمول بها. وتستمر مقدرة الأنثى على التناسل حتى 10 سنوات. وتأتي الأنثى دورة الشبق مرة كل 21 يوماً على مدار السنة، إذا  لم تكن حاملاً. وتبلغ فترة الحمل 114 يوماً في المتوسط. وبعد الولادة تدخل الإناث في مرحلة من الخمول الجنسي، حتى تتفرغ لإرضاع الصغار. وتستمر هذه الفترة حوالي 40 ـ 56 يوماً.

      وفي البرية تلد الأنثى مرة واحدة كل عام بعد فترة حمل 4 أشهر، وتعطي في المرة الواحدة 2 ـ 14 مولوداً. وتعيش الخنازير لمدد تصل إلى 25 عاماً.

الخنزير في القرآن والسنة

       يُحرم الدين الإسلامي الحنيف أكل لحم الخنزير وقد نهى الله تعال في كتابه العزيز عن ذلك  حيث قال تعالى: ]إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ[  (النحل: 115) ـ وقال سبحانه وتعالى: ]قُلْ لاَ أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلاَّ أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَحِيم[ (الأنعام: 145).

        وقد جاء حكم التحريم صريحاً أيضاً في قوله تعالى: ]حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُب[ (المائدة: 3). وقال تعالى: ]إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ[ (النحل: 115).

        ويقول علماء الدين الإسلامي الحنيف "إن تحريم لحم الخنزير قد ورد مطلقاً غير مقيد، محدداً بالذات نفسها غير معلل بعلة من العلل. فكان التحريم ـ بهذا ـ أوجب للأخذ به دون البحث عن العلل والأسباب. كما أن ظهور أسباب التحريم مما يكشفه العلم تباعاً من الأضرار الكامنة في الشيء المحرم يكون ضئيلاً ـ مهما كان ـ بالنسبة لقوة حكم التحريم القاطع غير المعلل نفسه، إذ إن العلم يأتي فيكشف عن بعض حقائق، لكن تبقى حقائق أخرى كثيرة لا يحيط بها علم الإنسان، والله تعالى يقول: ]وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً[ (الإسراء: 85). كما أن عدم بلوغ العلم نهاية الكشف والبحث ـ إلى يوم القيامة ـ لا يعطيه الصلاحية للحكم على النص الديني (القاطع) بالصحة أو حتى مجرد التثبيت ـ اللهم إلاّ بعض تأكيد لدى بعض العقول التي تألف ذلك.

        فلا بأس إذن من سرد بعض ما يتعلل به الإنسان وما قد بلغه علمه ـ في هذا الصدد ـ حتى الآن.

        ومن الطبائع الثابتة عن هذا الحيوان انه يأكل الخبيث المستقذر، الذي تعافه النفوس وتنفر منه الطبائع كالروث والعفونات والغائط (الخاص به وبغيره من الحيوانات) والبصاق والدم المتجلط والصديد والجثث المتعفنة، ولا يوجد حيوان آخر يفعل ذلك غيره.

        وجسم الخنزير منبع لشتى الأمراض. ولعل السبب الحقيقي لذلك هو ما يتعرض له هذا الحيوان من تلوث كبير عن طريق الفضلات والافرازات البشرية التي يقبل عليها ويتناولها بنهمٍ من القمامة والمستقذرات، التي يتغذى عليها. وقد أصبحت بعض البلدان المعاصرة ـ من أجل ذلك ـ تقوم بتعقيم وغلى الأطعمة التي تقدم له نظراً لإدراكهم لطبيعة جسمه التي تساعد على النمو البكتيري، بصورة لا يوجد لها مثيل في الحيوانات الأخرى.

        والخنزير معرض للإصابة بعدد كبير من الأمراض، التي تصيب الإنسان وتسببها الفيروسات والبكتريا والحيوانات الأولية (البروتوزوا) والديدان المختلفة. وأهم هذه المسببات المرضية ما يلي:

ـ الحيوان الأولى المسمى بالانتيديوم كولاى المسبب للزحار البلنتيدى الذي يماثل الزحار الأميبي شدة وضرراً ويصيب المشتغلين بتربية وذبح وتجهيز الخنازير.

ـ الوشائع الكبدية والمعوية في الشرق الأقصى، وخاصة وشيعة الأمعاء الكبيرة (فاسيلوبسس بوسكاى) الواسعة الانتشار في الصين ووشيعة الأمعاء الصغيرة (جاستروسكويديس هومينس) التي تصيب الإنسان في البنغال وبورما ووشيعة الكبد الصينية (كلونوركس سينتسز) المنتشرة في الصين واليابان وكوريا على الخصوص. ويعتبر الخنزير العائل الخازن الرئيسي لهذه الطفيليات.

ـ دودة لحم الخنزير الشريطية (تينيا سوليوم). وفي دورتها الطبيعية تنتقل بويضات هذه الديدان من الإنسان إلى الخنزير حيث تكون ديدانا مثانية في لحمه لتنتقل لآكل هذا اللحم، فتنمو إلى ديدان شريطية بالغة في أمعائه وهكذا. وهذه الإصابة تشبه الإصابة بدودة لحم البقر الشريطية (تينيا ساجيناتا) إلاّ أن دودة لحم الخنزير تنفرد بخصائص تؤهلها لانعكاس هذه الدورة انعكاسا جزئياً أمّا بابتلاع الإنسان للبويضات بيده الملوثة أو مع طعامه الملوث، أو بارتداد قطع الدودة (أي أسلاتها) المثقلة بالبيض أو البيض نفسه من الأمعاء إلى المعدة. ويفقس البيض وتنتشر اليرقات في عضلات المصاب، مسببة أعراضاً شديدة إذا ما أصابت المخ أو النخاع الشوكي أو القلب أو العين أو غيرها من الأعضاء الرئيسية. والإصابة بهذه الدودة ومضاعفاتها الخطيرة، لا تكاد تعرف في البلاد الإسلامية حيث يحرم أكل لحم الخنزير.

ـ الدودة الشعرية الحلزونية (تريكينيلا سبيرالس)، وأعراضها الخطيرة المترتبة على انتشار يرقاتها في عضلات الجسم. وأعراض الإصابة بها شديدة ومتنوعة، مثل الاضطرابات المعدية والمعوية، والحمى والآلام العضلية المبرحة، وصعوبة المضغ والتنفس وتحريك العينين، والتهاب المخ والنخاع الشوكي والسحايا المحيطة بهما، والأمراض العصبية والعقلية المترتبة على ذلك، والإجهاد العام ... إلخ. وفي الإصابات القاتلة تحدث الوفاة بين الأسبوعين الرابع والسادس في معظم الأحوال. والخنزير هو المصدر الوحيد لإصابة الإنسان بهذا المرض الوبيل. وينتشر هذا المرض في أوروبا وأمريكا، ولكنه غير معروف في بلاد المسلمين.

        وتؤكد الإحصائيات أن شخصاً واحداً من بين كل ستة أشخاص في أمريكا وكندا مصاب بهذا المرض اللعين.

        ويحتوى لحم الخنزير على كميات كبيرة من الهستامين ومركبات الاميدازول، التي قد تسبب الحكة والالتهاب، وهرمون النمو الذي تؤدى كثرته إلى نمو غير طبيعي، ومواد مخاطية غنية بعنصر الكبريت، يؤدي تناولها إلى التهابات المفاصل والروماتزم. كما قد يؤدى أكل لحم الخنزير إلى تكون الحصوات المرارية، والسمنة، وتصلب الشرايين، مما  يقلل من كمية الاوكسيجين الواصلة للأنسجة، ويؤدى إلى أمراض القلب والذبحة الصدرية  نتيجة لمحتواه العالي من الكوليسترول والدهون المشبّعة.

في الأمثال العربية

        يُضرب المثل بالخنزير في الحرص فيقال: "أحْرَصُ من خِنْزير"، والقبح فيقال: "أقْبح من خنزير" ، والقذارة فيقال: "أقْذَرُ من خِنْزير"، والبكور فيقال: "أبكر من خنزير"، والحراسة فيقال: "أحرسُ من خنزير".