إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات متنوعة / الموسوعة المصغرة للحيوان









cat

القط  The Cat

تعريف

      القط المنزلي من الحيوانات صغيرة الحجم التي أستأنسها الإنسان وأحبها على مر العصور. وقد رفعها المصريون القدماء إلى مصاف الآلهة. ومع هذا لاقت كثيراً من القسوة في البلاد الأوروبية، قبل أن يألفها الناس ويسنوا القوانين لرعايتها. واستنبط المتخصصون في أوروبا وأمريكا سلالات عديدة، منها ما هو نقي أصيل، ومنها ما هو غير منسّــب، ومنها أنواع طويلة الشعر، وأخرى قصيرة الشعر، ومنها ذات شعر ناعم، وأخرى خشنة أو سـلكية الشــعر، كما أن منها العارية الشعر تماماً. وتكونت في أوروبا وأمريكا جمعيات عديدة للحفاظ على السلالات الجيدة والإكثار منها، وأقيمت المعارض من أجل انتخاب أجملها لوناً وصفاتٍ وخصالاً. ومع هذا وبـعد آلاف السنين تبقى عند القط المنزلي مسحة من أسلافه البريين وأقربائه الآخرين، كالأسد والنمر والفهد ذوى الطباع الوحشية والمزاج العصبي العنيف. ومع أن منها من يبدو لطيف العشرة محباً متفانياً في صحبة سيده، إلاّ أنه قد ينقلب في لحظات ليتذكر مرغماً بعضاً من تصرفات أجداده.

القطط في اللغة

أسماؤها: القِطّ ـ السِّنَّوْر ـ الضَّيْوَن ـ الغَيْطَل ـ الخَيْطَل ـ الأَزْرَم.

أنثاه: الهِرَّة ـ القِطَّة ـ السِّنَّوْرَة.

صغيره: الجَرْو والجِرْو والجُرْو ـ الدِّرْص والدَّرْص ـ الأنثى جِرْوَة.

صوته: المُوَاء ـ الصَّئِيّ ـ النُّعَاء.

الجمع: يجمع هِرّ على هِرَرَة وقِطّ على قِطَاط وقِطَطَة.

الاسم بالإنجليزية   CAT

التصنيف البيولوجي

    ينتمي القط إلى شعبة الحبليات ـ شعيبة الفقاريات ـ طائفة الثدييات ـ رتبة آكلات اللحوم (على الرغم من كونه متنوع الغذاء) ـ العائلة القطية وجنس ونوع القط.

نبذة تاريخية

    ينحدر القط المنزلي من القط البرى الأفريقي، أو ما يعرف بالقط الليبي، الذي عاش على حدود الصحراء المصرية في عصور ما قبل التاريخ، وكان يعرف باسم شوس. قد كان هذا القط شرساً، قصير الذيل ممتلئ الجسم، يميل إلى الاعتداء. ثم ظهر القط الأليف فيما بعد، في رسوم الحياة اليومية على الجدران ومصاطب الدولة القديمة.

    إن تاريخ استئناس القط غير معروف على وجه التحديد، ولكن تشير بعض الدراسات إلى أن القط الأليف ظهر عام 3000 قبل الميلاد في بلاد النوبة، على حدود مصر وقد أطلق المصريون على القطة اسم ميو Myeo، أو ماو Mau .

    وسرعان ما عُرفت القطط في البلاد المصرية ورفعها المصريون آخر الأمر إلى مرتبة الآلهة، واعتبرت "حُراساً للمعابد" وقد بَجّلَها المصريون القدماء وألهوها واعتقدوا أنها ابنة إيزيس الإلهة للشمس والقمر. كما أنهم اعتقدوا أيضاً أن الوهج المنبعث من عينها إنما هو  لاحتفاظها بضوء الشمس. وكان للقط عمل آخر، إضافة إلى اعتباره الآلهة، هو القضاء على الجرذان وإبعادها عن مخازن الغلال. كما درب المصريون القدماء قططهم على صيد الطيور والأسماك.

    وقد حفر المصريون تماثيل خشبية للقطط، وزينوا أثاثهم ومجوهراتهم برسومها. وتحوى معظم معارض الفنون الكبرى في العالم على تماثيل للقطط من مصر القديمة.

    وكان قتل القطط عند قدماء المصريين يُعد جريمة عقابها الموت. وكانوا يحنطونها بعد موتها، ويضعون في مقابرها آنية مليئة بالحليب، وفئراناً وجرذاناً محنطة. وقد شيدت على ضفاف النيل جبانات خاصة للقطط. كما وجدت موميات لها في مقابر قدماء المصريين.

    ومع أن تصدير القطط خارج مصر كان ممنوعاً بحكم القانون عند قدماء المصريين، إلاّ أن التجار الفينيقيين كانوا يسرقونها وينقلونها إلى البلاد المحيطة بحوض البحر الأبيض المتوسط. وكانت الدولة المصرية تشجع جنودها خلال غزواتهم خارج مصر على إعادة أي قطط يرونها إلى مصر بلادها الأصلية.

      وعندما هاجم الفرس المدينة المصرية القديمة بيلوزيوم Pelusium، كان الملك الفارسي على علمٍ بعشق المصريين القدماء وولائهم للقطط، وبنى خطته على ذلك. وفي محاولته لغزو المدينة أمر جنوده بالبحث عن القطط والاحتفاظ بها حية في أرجاء المدينة، حتى أن المصريين من فرط ولائهم لمعبودتهم  فضلوا تسليم مدينتهم للأعداء، على أن يكونوا سبباً في ضرر هذه القطط أو موتها.

      ويبدو أن القط البري الأوروبي قد استأنس في مرحلة لاحقة لاستئناس القط الأفريقي. وتوالى تهجين الأنواع واستنباط سلالات نقية، حتى نشأت عدة سلالات منها ما هو طويل الشعر ومنها ما هو قصير الشعر.

      وكان اليونانيون من أوائل الأوروبيين، الذين اعترفوا بهذا الحيوان وَأَجَلَّوُه وعظموه لمقدرته الفائقة على صيد الفئران. وعندما رفض المصريون أن يبيعوا أياً من قططهم، أو يتاجروا فيها، هرَّب اليونانيون القطط المصرية وباعوا هريراتها إلى الرومان، الغاليين (الفرنسيين) والسلتيين (أفراد عرق هندي أوروبي كان يقطن فيما مضى أجزاء واسعة من أوروبا الغربية تشمل ايرلندا واسكتلندا وويلز). وقد أصبح القط رمزاً للحرية في روما القديمة، وكان الفنانون الرومان يشكلون ـ غالباً ـ تماثيل لإلهة الحرية ليبرتوس Libertus، ومعها قطة قابعة عند قدميها.

      أمّا في الشرق الأقصى والهند فقد استؤنست القطط حوالي عام 2000 قبل الميلاد. وعبد الهنود والصينيون القطط لمقدرتها على صيد الفئران. وقد اعتقد الصينيون القدماء أن القطط تجلب الحظ، وأنّ الوهج المنبعث من عينيها يخيف الأرواح الشريرة.

      أمّا في بورما ومملكة سيام (تايلاند حالياً)، اعتقد الناس أن أرواح الراحلين تعيش في أجساد القطط قبل انتقالها للعالم الآخر. وقد كانت القطط تعيش مرفهة في معابد وقصور مملكة سيام.

      وكان اليابانيون يقيمون أحياناً طقوساً دينية لأرواح القطط الراحلة. وكان اليابانيون يحتفظون بقططهم موثقة حتى سنوا قانوناً في عام 1602م، لإطلاق سراح القطط لقتل الفئران التي كانت تلتهم دود الحرير (دود القز).

      وبانتهاء القرن الحادي عشر كانت القطط شيئاً مهماً للبحارة. فقد كانت تقضي على فئران السفن التي تحمل الأمراض وتنشر الأوبئة. كما اعتقد البحارة أن لها قدرات خاصة تحميهم في سفرهم الطويل.

      ومع كل هذا التقدير في العصور القديمة، فان القطط لم تلق الرعاية أو الاحترام الواجبين في أوروبا خلال العصور الوسطى. فقد جرد قادة الكنيسة المسيحية الحملات ضدها، وذبحوها ذبحاً جماعياً في كل أنحاء القارة الأوروبية تقريباً، حتى أوشكت على الانقراض بحلول عام 1400م. وكانت القطط ترتبط في أذهان الناس بالشيطان، والشعوذة، والودونية Voodoo، والسحر الأسود وقد اعتقد كثير من الناس أن السحرة دائماً يتقمصون أجساد القطط. وكم من أناس عذبوا أو قتلوا لمساعدتهم قطاً مريضاً أو جريحاً. وأثناء مطاردة السّحرة في أوروبا، اتُهم أناس أبرياء بممارسة السحر وعوقبوا لأنهم امتلكوا قطاً. وكان الناس يخشون القطط السوداء على وجه الخصوص.

      ويبدو أن السبب الأساسي وراء اضطهاد القطط أنها تجوب الشارع ليلاً، ولأنها غالباً ترتبط بكبار السن من السيدات اللاّتي يعشن وحدهن، واللاّتي كن يتهمن كيداً من جاراتهن بممارسة السحر.

      وقد تكون الطبيعة الانعزالية والمتحفظة والمستقلة للقطط، هي التي أكدت لدى العامة الاعتقاد بأنها حيوانات شـريرة مؤذية.

      وقد استمرت فترة اضطهاد القطط في أوروبا حوالي أربعمائة عام، على أن القطط لم تضطهد أبداً في الهند أو الشرقين الأدنى والأوسط.

      ومع حلول القرن الثامن عشر تغيرت نظرة أوروبا إلى القطط. ففي عام 1835م، صدر في بريطانيا قانون يمنع إساءة معاملة جميع الحيوانات، بما فيها القطط.

      وقد بدأ وصول  القطط إلى أمريكا الشمالية في أوائل عام 1700م مع المهاجرين الإنجليز، على متن السفينة ماي فلاور.

      ومن الطريف أن كثيراً من الملوك والرؤساء اهتموا باقتناء القطط، خاصة البيضاء منها. ومن أشهر هؤلاء الملك الفرنسي لويس الخامس عشر، وإمبراطور اليابان والرؤساء الأمريكيون إبرا هام لينكولن، وتيودور روزفلت، وكالفين كوليدج، وهربرت هوفر، ورونالد ريجان وبيل كلينتون أمّا نابليون بونابرت فعرف عنه كرهه للقطط بينما كان دوق ولينجتون والملكة فكتوريا من أشد المعجبين بها. ومما يذكر أيضاً أن الكاردينال الفرنسي ريشيليو، ترك قبل وفاته وصية أوصى فيها برعاية قططه الأربعة عشر. وفي الهند تحتم الديانة الهندوسية على معتنقيها، أن يقدم كل منهم الطعام والمأوى لقط واحد على الأقل.

      وعلى الرغم من أن القط قد استؤنس منذ ذلك العهد القديم، إلاّ أن بعض طباعه البرية لا تزال تكمن في داخله وتظهر في بعض تصرفاته. ومن هنا يدعي بعض العلماء أن القطط لم تستأنس تماماً، حتى أن ميشيل فوكس ـ أشهر أحد علماء نفس الحيوان ـ يقول إِن القطط هي التي استأنست الإنسان وطوعته لما تريد.

أولاً: القطط الأليفة

1. قط المانكس (المنك) Manx

      يتميز قط المانكس بعدم وجود ذيل، وبسبب ذلك أحاطت به العديد من الخرافات منها أن هذا القط وصل متأخراً إلى سفينة نوح عليه السلام في اللحظة التي كان المدخل الرئيسي فيها يُغلق، وهكذا قُطع ذيله وحملته مياه الطوفان. ولكن الحقيقة أن قط المانكس نشأ منذ مئـات السنين، كطفرة وراثية على جزيرة مان (الإنسان) Islet of Man قريباً من سواحل بريطانيا منحدراً من مجموعة من القطط ترجع أصولها إلى جذور القط الإنجليزي قصير الشعر British Shorthair. وقد نتج عن هذه الطفرة نقص في عظام العمود الفقري المكونة لمنطقة الذيل. وبمرور القرون ونتيجة لعدم تكاثر هذه القطط مع أنواع أخرى، أصبح عدم وجود الذيل صفة ثابتة في هذا النوع. ذلك لأن العامل الوراثي (الجينة Gene ) المسبب لهذه الصفة يحمل صفة السيادة  Dominance. ولما كانت هذه الصفة نشأت أول أمرها على جزيرة مان، أطلق اسم الجزيرة على هذا النوع من القطط. وقد تغيرت صفات هذا النوع من القطط كثيراً عما كانت عليه عند نشأتها، نتيجة لطرق التزاوج المدروسة.

      وتَعْمُر كتب الأساطير بالكثير من القصص حول قط المانكس. وقد ورد في إحدى هذه القصص أن المانكس أنحدر من مجموعة من القطط  كانت على سطح السفن الغارقة قرابة سواحل جزيرة مان. وكان ضمن هذه السفن سفينتين من أسطول الأرمادا الأسباني، غرقتا في أوائل القرن الخامس عشر. ووجدت القطط التي كانت على متنها ملجأً وملاذاً في جزيرة مان. كما يعتقد بعض الناس أن قط المانكس ينحدر من السلالات التي كانت موجودة في بورما، بينما يعتقد آخرون أنها انحدرت من سيام والملايو. وتجدر الإشارة إلى أن قط الارشيبيلاجو Archipilago Cat، الذي يقطن جزر الملايو، ذو ذيل قصير ملتو ملئ بالعقد.

      ويعتقد سكان إقليم ويلز في إنجلترا أن قط المانكس كان حيواناً مقدساً في العصور الأولى. وورد في القصص الشعبي الإنجليزي أن أمهات القطط قضمت ذيول صغارها حتى تحميها من بنى الإنسان، الذين تعودوا أن يجذبوها من ذيولها.

      وقط المانكس رقيق لطيف ذو مزاج معتدل، ويطلق عليه اسم القط الكلب Dog Cat، لحبه الجارف لمصاحبة الإنسان. ويحب الأماكن المرتفعة، حتى أن صاحبه إذا أراد البحث عنه ينظر في مستوى عينيه ليجد القط فوق منضدة أو كرسي أو مكتبة. ومع هذا فقط  المانكس حارس يقظ يحمي منزله جيداً، وتثيره أي جلبة أو ضوضاء غير عادية؛ ويُناسب قط المانكس التربية في المنازل للعب مع الأطفال الصغار، خاصة إذا أُحضر صغيراً.

      وقد يسبب عدم وجود الذيل مشاكل صحية لقط المانكس، تظهر غالباً في الأربعة أسابيع الأولى من حياة القط. وقد يتأخر ظهورها حتى أربعة أشهر. وتتمثل هذه المشاكل الصحية في اضطرابات حادة في الأمعاء، أو خلل وظيفي في المثانة البولية، وقد توجد صعوبة حقيقية في المشي. ويعرف هذا المرض باسم "مرض مانكس".

      ونتيجة لمرض مانكس، ولقصر طول ظهر الأنثى، فإنها تلد عادة 3 أو 4 جراء.

      وعلى كلٍ فإن معظم مربي هذا النوع من القطط، يميلون إلى قطع ذيول القطيطات بعد ولادتها بأربعة إلى ستة أيام. ولا يكون ذلك بغرض التجميل، ولكن للتخلص مما قد يسببه "مرض مانكس" من تكلس والتهاب في مفاصل فقرات الذيل عند عمر 5 سنوات، وما يصاحب ذلك من ألم قد لا يحتمله القط.

      ويعّمر قط المانكس حتى عشرين عاماً أو يزيد، وتَصْدُر في الولايات المتحدة الأمريكية مجلة خاصة تهتم بكل شيء عن هذا القط.

2. القط المصري Egyptian Mau

      يعتبر القط المصري فريداً في نوعه، ولا يرجع ذلك فقط إلى تاريخه الذي يعود إلى مصر القديمة ولكن لشخصيته المرحة ومظهره الأخاذ. وقد سمي الماو المصري لأن المصريين كانوا يطلقون كلمة "ماو" على القط وخلدوه في أعمالهم، التي حفظها التاريخ، مما يؤكد أن أصول القط المصري ترجع إلى القط الأفريقي البري.

      وتعكس المكانة التي احتلها القط المصري في العقيدة القديمة، وفي الأساطير، والحياة اليومية للمصريين مدى الاحترام  الذي كان المصريون يكنوه لهذا القط.

      ويرجع دخول هذا القط أمريكا الشمالية إلى عام 1956، حيث جلبته معها الأميرة الروسية المنفية ناتاليا تروبيتوسكي. وفي عام 1977 تم الاعتراف به من قبل جمعية هواة القطط الأمريكية Cat Fanciers Association, CFA، كقط يصلح لأغراض المعارض.

      ويتميز القط المصري بأنه القط الوحيد المستأنس، ذو الألوان المرقطة طبيعياً. وهو حيوان متوسط النشاط، يُعبر عن سعادته وبهجته بإصدار صوت شجي رخيم، وهزّ ذيله بسرعة عظيمة، والقفز ضارباً الأرض ببراثنه الأمامية.

      ويجتذب القط المصري دائماً قدراً كبيراً من الاهتمام في المعارض، بسبب جسمه الأنيق المرقط بشكل عشوائي وأرجله وذيله المخطط وعيونه خضراء فاتحة في لون العنب ومشيته الرشيقة التي تشبه مشية الفهد. يجتذب دائماً قدراً كبيراً من الاهتمام في جميع المعارض المتخصصة.

      وللقط المصري أربعة ألوان أساسية، هي: الفضي والبرونزي والأسود والرمادي الداكن. ولا يُسمح للقط ذي اللون الأسود بالمنافسة في المعارض، ولكنه يسجل فقط لأغراض التزاوج.

3. قط برمان Birman

      يُعرف هذا القط أيضاً باسم قط بورما المقدس. وهو قط كبير طويل قوي ممتلئ الجسم، وشعره طويل حريري الملمس، ذهبي اللون؛ وتوجد أسطورة حول اكتساب هذا القط للونه تقول: كان في الزمن القديم لحراس معبد لاوتسون Lao Tsun قططٌ صفر العيون ذوات شعر طويل.

      أمّا التاريخ الحديث لقط برمان، فيكسوه الغموض شأنه في ذلك شأن أصله. والثابت تاريخياً أنه هُرِّب من بورما في عام 1919 ذكر وأنثى من هذا النوع من القطط إلى فرنسا ولم يتحمل الذكر مشاق هذه الرحلة الطويلة، ولكن الأنثى (المسماة سيتا Sita ) عاشت، وكانت حبلى لحسن الحظ.

      وقد اعترفت السجلات الفرنسية بقط برمان كسلالة خاصة في عام 1925. وعقب انتهاء الحرب العالمية الثانية، كان يوجد قطان فقط من هذا النوع في كل أوروبا. وقد تطلب إعادة تنمية هذه السلالة برنامجاً علمياً خاصاً.

4. القط البورمي Burmese Cat (انظر صورة القط البورمي)

      من الثابت علمياً أن القط البورمي قط أمريكي، تعود أصوله إلى ماليزيا وقد هجنه الدكتور جوزيف طومسون في الثلاثينات من قطة أنثى من نوع "وونج ماو" Wong Mau، استُجْلِبت إلى الساحل الأمريكي الغربي.

5. القط  الياباني قصير الذيل Japanese  Bobtail

      ويوجد في الكتابات القديمة ما يدل على أن القط المستأنس، وصل إلى بلاد اليابان من الصين أو كوريا. وتدل الرسوم والصور القديمة أن القط الياباني قصير الذيل قد وجد في هذه البلاد منذ قرون عديدة.

      يُعتبر القط الياباني قصير الذيل نادراً. ويحيط بهذا النوع من القطط العديد من الأساطير والخرافات والقصص التاريخية، من أشهرها "قط مانيكى نيكو" Maneki Neko، المصنوع من الخزف، والذي يُرى رافعاً إحدى كفيه، في مداخل معظم المحلات والمطاعم والبيوت اليابانية، كعلامة على الفأل الحسن.

      وهو يتميز بذيله القصير الذي يشبه ذيل الأرنب. وأكثر أنواعه شيوعاً القط ذو اللون الثلاثي، المعروف في اللغة اليابانية باسم مي كي Mi Ki، وتنطق ماي كاي. وأشهر ألوانه الأبيض المطعّم بالأحمر والأسود.

      وقد بدأت الولايات المتحدة الأمريكية استيراد هذا القط عام 1968، حيث وجد لنفسه مكاناً مرموقاً في جمعية هواة القطط  في عام 1971، وتم الاعتراف به كقط معارض في عام 1976.

      والقط الياباني قصير الذيل قط قوي، ويراوح وزنه بين 6 و9 أرطال. ورأسه على هيئة مثلث متساوي الأضلاع (ليس من ضمنها الأذنان)، والأذنان كبيرتان تتجهان قليلاً إلى الأمام. وهو عادة أزرق العينين أو ذو عين زرقاء وأخرى ذهبية اللون. والعينان واسعتان براقتان، بيضاويتا الشكل، تأخذان الوضع المائل المميز للأعين الشرقية.

      ومن سمات هذه السلالة أن طول الذيل لا يزيد على ثلاث بوصات، ويتكون من ثنية أو عدة ثنيات في العظم المكون له. وهذه الثنيات غالباً تكون غير ظاهرة للعين، نتيجة التمويه الناشئ من طول الشعر المغطي الذيل. ويكون هذا أكثر وضوحاً في القطط ذات الشعر المتوسط الطول، والتي يشبه ذيلها نبات الأقحوان (الكريزانتيم) المثقل بالأزهار. وتكون عظام الذيل عادة ملتحمة، وإن كان للقط القدرة على هز ذيله من عند قاعدته.

      تلد الأنثى ما بين 3 و4 جراء كبيرة الحجم نسبياً. وبالمقارنة مع الأنواع الأخرى، فان هذه القطط تنشط مبكراً في المشي واللعب. ونسبة الوفيات فيها قليلة، لآن هذا النوع من القطط له قدرة فائقة على مقاومة الأمراض.

      وتولد الجراء بذيول غير كاملة الطول، وهى جراء نشطة شديدة الذكاء تميل إلى الثرثرة، وتصدر عنها أصوات ناعمة منغمة، حتى أن بعض الناس يظن أنها تغني. وهي تحب حَمْلَ الأشياء في أفواهها، وتستمتع باللعب والتفتيش عن الأشياء المخبأة. كما تحب أيضاً الجلوس على أكتاف أصحابها. وهذا القط بطبعه اجتماعي يحب الترحال، لا يخشى الوجود في أماكن غريبة، ويتعايش جيداً مع الكلاب والحيوانات الأخرى، وهو لطيف جداً مع الأطفال.

      وذيل هذا النوع من القط فريد، إذ لا يتشابه ذيلان أبداً لقطين من هذه السلالة، مثلما لا تتشابه بصمات الأصابع عند الإنسان.

6. قط الهيملايا Himalayan

      قط الهيملايا قط قصير، ممتلئ الجسم، طويل الشعر. مزاجه هادئ، وتعتبره بعض الجمعيات المتخصصة جزءاً من القط الفارسي. ويعرف قط الهيملايا في بريطانيا بالقط الملون طويل الشعر Colourpoint longhair.

7 . القط الفارسي Persian (انظر صورة القط الفارسي)

      تعود تسمية هذا القط إلى بلد النشأة: فارس وإيران وإن كانت المراجع العلمية الهيروغليفية التي كتبت عام 1684 قبل الميلاد، لم توضح  شيئاً عن البدايات الحقيقية لهذا القط.

      ويعتبر القط الفارسي بشعره الطويل المتهدل، ووجهه الشبيه بزهرة الثالوث Pansy المتفتحة، أكثر أنواع القطط شيوعاً وشعبية.

      يتميز القط الفارسي بأرجل قصيرة، سميكة وقوية، لتقوى على حمل جسده الممتلئ. وبسبب جسمه الثقيل لا تُحب هذا القط القفز أو التسلق وهو يهوى اللعب، ولكنه لا يلح عليه. ويميل إلى أخذ أوضاع جميلة على المقاعد أو النوافذ، ويبدو فيها كلوحة فنية. وألوان القط الفارسي كثيرة متعددة، أدراجها المتخصصون في سبعة أقسام هي:

ـ قسم اللون الواحد Solid Division: ومنه ستة ألوان (الأبيض والأزرق والأسود والأحمر والبني الداكن "لون الشيكولاتة" والأرجواني الفاتح). ولون الأعين نحاسي لامع. وفي القطط البيضاء اللون تكون إحدى العينين زرقاء، والأخرى نحاسية.

ـ قسم اللون الفضي والذهبي Silver and Golden: ومنه أربعة ألوان(الشنشيلا الفضي ـ الشنشيلا الذهبي ـ الفضي المتدرج ـ الذهبي المتدرج)، ولون الأعين أخضر، أو أخضر مائل للزرقة.

ـ قسم اللون المتدرج والدخاني Shaded and Smoky: ومنه أربعة عشر لوناً مختلفاً، ولون الأعين فيها نحاسي لامع.

ـ قسم اللون المخطط أو المنقط بالسواد Tabby Division: ويشمل خمسة عشر لوناً مختلفاً. ولون الأعين أخضر أو بندقي أو نحاسي لامع.

ـ قسم متعدد الألوان Parti ـColour Division : ومنه أربعة ألوان، ولون الأعين نحاسي لامع.

ـ قسم اللون الثنائي Bi ـ Colour: ومنه ثمانية عشر لوناً، ولون الأعين نحاسي لامع.

ـ قسم الهيملايا Himalayan: ومنه اثنان وعشرون لوناً، ولون الأعين أزرق داكن مفعم بالحيوية.

      ويلاحظ أن لون العينين يختلف باختلاف لون الجسم، فنجد من ألوان الأعين الأسود والبني والأزرق والأخضر والنحاسي اللامع، وهو أكثر ألوان العين انتشاراً.

8. قط نيبيلونج Nebelung

      تعني كلمة نيبيلونج بالألمانية "كائن الضباب" Creature of the Mist. وهو قط طويل ضئيل الجسم، ذو شعر أزرق اللون حريري الملمس متوسط الطول مع ذيل طويل. ويرجع ظهور هذا القط في المعارض البريطانية إلى ما يزيد على مائة عام. والمواصفات القياسية المعترف بها عالمياً لهذا القط، هي مواصفات القط الروسي الأزرق نفسها فيما عدا طول الشعر. فالجسم طويل نحيف، والأذنان طويلتان وكذلك الذيل، والكتفان عريضان والرأس مسطّح. والشعر أزرق اللون ذو أطراف فضية، مما يعطيه لمعاناً وبريقاً، وهو شعر متوسط الطول مع ذيل طويل. ولون العينين أخضر في القط البالغ، بينما يراوح اللون من الأصفر إلى الأخضر في القطط الصغيرة. وهو قط شديد الذكاء يحب أصحابه وأفراد الأسرة التي يقيم فيها، ولكنه ينفر من الأغراب خاصة الصغار. ويُمضي القط الصغير وقتاً حتى يتواءم مع مسكنه الجديد. وهو يحب الجلوس في حجر صاحبه، ويحب أن يدلل ويلاطف، ويتبع صاحبه من مكان إلى آخر. كما يستمتع بالنوم في فراش صاحبه، إذ سُمح له بذلك.

9. قط شارتروه ـ قط فرنسا الأزرق Chartreux

      ترجع الروايات عن قط فرنسا الأزرق إلى القرن السادس عشر الميلادي. ويُعتقد أنه أنحدر من القط السوري، الذي كان قطاً كبيراً يغطيه صوف ذو لون رمادي، وله أعين نحاسية، وقد نُقل إلى أوروبا خلال الحرب الصليبية. وقد أطلق على هذا القط اسم "شارتروه" نسبة إلى منطقة شارتروه الفرنسية. وكان أول من أطلق عليه اسم "قط فرنسا" عالِمَا الحيوان: لينيوس Linnaeus، وبوفون Buffon، وأعطياه اسماً لاتينياً Felis Catus Coeruleus أي "القط  الأزرق"، ليفرقوا بينه وبين القط المستأنس المعروف باسم Felis Catus Domesticus.

      وحتى القرن العشرين ظل القط الفرنسي موجوداً في باريس على هيئة مستعمرات طبيعية، وأيضاً في مناطق أخرى من فرنسا ومع أنه عرف باسم "قط فرنسا"، إلاّ أنه كان قط العامة من الناس. ولم تكن حياته سهله، لأنه كان يربى أساساً للحصول على فرائه ولحمه، ولمقدرته على صيد الفئران.

      وبعد الحرب العالمية الأولى، اهتم الفرنسيون بالحفاظ على هذه السلالة من القطط. وجلبوا الأزواج الأولى منها من أماكن متفرقة جغرافياً في منطقة شارتروه، وكانت أهم هذه المستعمرات جزيرة تعرف باسم بل إيل Belle Ile. ولهذا الغرض المهم وضع المربون الأوائل القواعد التي تم اختيار القطط على أساسها، واضعين نصب أعينهم الأوصاف التاريخية لهذا النوع حسبما وردت في القرن الثامن عشر الميلادي. وفي عام 1928 بدأت تظهر بشائر برامج التزاوج المدروسة في المعارض الأوروبية.

      وبعد الحرب العالمية الثانية لم تكن هناك مستعمرات طبيعية لهذه القطط الزرقاء في فرنسا بل كانت موجودة فقط لدى بعض المربين. ومازالت هذه السلالة نادرة حتى في فرنسا وهى غير معروفة على الإطلاق في العديد من البلدان ومنها بريطانيا وفي عام 1970 بدأ تصديرها إلى الولايات المتحدة الأمريكية التي تمتلك أرقى أنواع هذه القطط.

      ومما يذكر أنّ عدداً قليلاً من الشخصيات المهمة في فرنسا (ومنها الجنرال ديجول والكاتب الشهير كوليت) كانت تمتلك قططاً منسّبة من هذا النوع نادر الوجود.

      ومن أهم مميزات قط الشارتروه، أنه أكثر صمتاً من العديد من الأنواع الأخرى؛ فهو لا يموء، هادئ رقيق العشرة، لطيف مع الأغراب والأطفال الصغار والحيوانات الأخرى. وينسحب بسرعة من مواطن الصراع، ويكيف نفسه لمعظم الظروف دون أن يشكو، ولا يتأثر إن تُرك وحيداً لفترات طويلة.

      وهو بطبعه صياد ماهر، قد يقتل فريسته دون مداورتها أو اللعب معها.

      وقط الشارتروه يُبْدي وفاءً ملحوظاً لصاحبه يتبعه أينما ذهب، ويظهر له المودة إذا ما رآه  مهموماً أو مريضاً، ويفضل النوم بجواره أو فوقه.

      ومع حبه وانتمائه الشديد لصاحبه، فانه لا يفرض نفسه عليه ولا يطلب منه اهتماماً خاصاً ويبدو مسروراً هادئاً إذا ما رأى صاحبه مشغولاً عنه.

      ومما تجدر الإشارة إليه أن بعض علماء الحيوان يعتبرون قط الشارتروه هو القط البريطاني الأزرق نفسه. وهذا في الواقع غير حقيقي لأن النوعين لا يختلفان فقط في صفاتهما الطبيعية والمزاجية، بل إن أبحاث الدم أكدت اختلاف جذورهما. ومن الغريب أنه في عام 1970 قرر الاتحاد الأوروبي لهواة القطط "F I F E " دمج النوعين، الشادتروه والبريطاني الأزرق، تحت اسم الشارتروه ولكن بمواصفات القط البريطاني الأزرق قصير الشعر. ويرجع هذا إلى أن العديد من الدول الأعضاء في الاتحاد لم تكن تهتم بالقط الشارتروه كسلالة خاصة، وإِن كانوا يفضلون الاسم لما له من تاريخ. وقد احتج المهتمون بقط الشارتروه على ذلك، وتراجع الاتحاد عن قراره في عام 1977. ومن المهم أن يعرف من يريد أن يقتني قطاً من نوع الشارتروه ألاً يشتريه من أوروبا أو بريطانيا فالأنواع التي يُطلق عليها هذا الاسم في هذه البلاد هي غير النوع الحقيقي المعترف به في الاتحاد الأوروبي أو في أمريكا.

10. القط الغريب أو الدخيل Exotic

      هو قط قصير الشعر، يُعتبر نسخة محورّة من القط الفارسي ويتميز بالوجه المسطح نفسه والصوت القصير الحاد، ولكن الجلد السميك، ذو الشعر الكثيف القصير، يعطيه مرأى دمية الدب الذي يلعب به الأطفال Teddy Bear Look.

      وقد ورث هذا القط عن أجداده شخصية شديدة الهدوء، ولكن برامج التزاوج الحديثة، التي أجريت منذ نحو عشرين عاماً، أدت إلى ظهور سلالات جديدة أكثر نشاطاً وفضولاً.

      وقد هُجنت بعض أنواع هذه السلالة من القطط، بتناسل القط البورمي أو القط البريطاني أو الأمريكي قصير الشعر. وحتى القط الروسي الأزرق استخدمه بعض المربين في التهجين بغرض تثبيت صفة الشعر القصير، ولكن الهجين الوحيد المعترف به هو الفارسي الأصل. وقد اعترف  بهذه السلالة فعلياً في عام  1967.

      ولا يكاد يُسمع لهذا القط صوت، وهو قط مثالي يمكن اعتباره رفيقاً هادئاً لطيفاً مسالماً، ووفياً مخلصاً. يحيا حياة سهلة، لا يجهد نفسه في شيء ولا يبدو أن شيئاً يزعجه. وهو في غاية الرقة، فإذا كان يرجو شيئاً من صاحبه فعل ذلك دون إلحاح، وجلس أمامه ناظراً إلى عينيه. وهو يتبع صاحبه من مكان إلى آخر ليكون بجانبه. ومن ناحية أخرى فهو قط مرح يحب اللعب، مثله في ذلك مثل باقي السلالات. والذكر بوجه عام أكثر رقة ولطفاً من الأنثى، التي قد تبدو متحفظة منعزلة بعض الشيء؛ وهي تبدو دائماً مشغولة بأشياء أكثر أهمية من معانقة أو ملاطفة صاحبها. وهذا النوع من القطط ينمو ببطء نسبى مقارنة بالسلالات الأخرى.

      ومما يذكر أن هذا القط قد يتعرض للأمراض نفسها التي يتعرض لها القط الفارسي، وأهمها الفك غير المتماثل، والذي يؤثر على القط في الأكل والعض، وقد يؤدى أيضاً إلى مشاكل في صحة الأسنان. ومن الأمراض الأخرى مشاكل الجيوب الأنفية والقنوات الدمعية وأمراض العيون. وهذه الأمراض منتشرة بين القط الفارسي والسيامي، وليس لها سبب وراثي ولكنها نتيجة لكبر حجم العين وزيادة المساحة المعرّضة منها للجو الخارجي.

11. قط مين كون The Maine Coon

      يعتبر قط "مين" واحداً من أقدم السلالات الطبيعية في أمريكا الشمالية. وهو القط الرسمي لولاية "مين"، ويعرف بمقدرته الفائقة على صيد الجرذان. ويحيط بهذا القط العديد من الأساطير الساحرة. فمن هذه الأساطير خرافة واسعة الانتشار مفادها أن هذا القط نشأ من التزاوج بين القط النصف وحشي والقط المستأنس وحيوان الراكون Raccoon، وهو حيوان يعيش في شمالي أمريكا. وقد دعم من هذا الاعتقاد (مع استحالة حدوث ذلك من الناحية البيولوجية) الذيل الكث واللون البني المخطط والمميز لحيوان الراكون، مما كان سبباً أساسياً لتسمية هذا القط باسم "مين كون" حيث يرمز المقطع الأول من الكلمة للولاية الأمريكية، والمقطع الثاني للجزء الأخير من حيوان الراكون.

      وهناك نظرية أخرى أكثر شيوعاً، وهى أن قط مين نشأ من القطط الستة التي أرسلتها الملكة الفرنسية ماري انطوانيت إلى ويسكاسيت في ولاية مين، عندما كانت تخطط للهرب من فرنسا في أعقاب الثورة الفرنسية.

      ولكن معظم المربين المعاصرين يعتقدون أن هذه السلالة نشأت من التزاوج بين القطط المحلية الأليفة قصيرة الشعر، والقطط طويلة الشعر التي جلبت عبر البحار، مثل قط الأنجوراه الذي جلبه بحارة نيوانجلند، أو القط طويل الشعر الذي ادخله الفايكنج إلى أمريكا.

      وقد أتى ذكر قط مين لأول مرة في السجلات المتخصصة عام 1861، حيث أشير فيها إلى  قط أبيض وأسود اللون يدعى الكابتن جينكز Captain Jenks of the Horse Marines. كما كانت القطة كوزيِ Cosie، هي أول قطة تفوز بلقب أجمل قطة من بين سلالات متعددة، وكان ذلك في عام 1895، في المعرض المقام في حدائق ماديسون سكوير.

      وفيما بين الأعوام 1950 ـ 1955، فَقَد قط مين شعبيته كقط معارض، لدخول القط الفارسي المتوهج ميادين المعارض. ولكن لم يلبث أن استعاد أهميته.

      وقط مين قوي يشبه كثيراً قط الغابة النرويجي، الذي نشأ في ظروف مناخية مشابهة لولاية مين، مما قد يدعم القول بأن القطط التي كان لها الفضل في نشأة قط مين، هي التي جلبها الفايكنج إلى أمريكا. وعلى العموم فإن كل شيء حول قط مين يؤكد تكيفه مع الظروف المناخية القاسية. فالشعر الذي يغطى الجسم لامع كثيف مقاوم للبلل، بشكل لا تجاريه فيه سلالة أخرى. فهو شعر طويل على البطن والكفل، قصير على الظهر والعنق. والذيل طويل كث الشعر، والأعين والآذان كبيرة. ويزن الذكر من 13 إلى 18 رطلاً، بينما تزن الأنثى من 9 أرطال إلى 12 رطلاً. ويصل القط إلى حجمه الكامل بين 3 و5 سنوات من العمر. وقط مين له صوت مميز يشبه السقسقة، يستخدمه في كل شيء؛ بدأ من المغازلة والتودد، إلى التملق والمداهنة. وهو قط يشبهونه بالمهرج، وخاصة الذكر الذي  يحب اللعب، ونادراً ما يموء. وإذا مآء فإن الصوت الرقيق، الذي يصدر عنه، لا يتوافق بحال مع حجم جسمه. يتعايش قط مين بصورة جيدة مع الأطفال والكلاب، وكذلك مع القطط الأُخرى.

      وقط مين ذو ألوان متعددة (فيما عدا لون القط السيامي)، ويختلف لون العينين بين الأخضر والذهبي، وقد يكون للقطط البيضاء عين ذهبية وأخرى زرقاء. وتنحصر المشاكل المرضية، ذات الأصل الوراثي، التي يعاني منها قط مين في مشكلتين رئيسيتين، هما: العرج الناشئ من ضمور عظام الحوض Hip Dysplasia، والضعف الوراثي في عضلة القلب Cardiomyopathy.