إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات متنوعة / الموسوعة المصغرة للحيوان









الدب The Bear

الدب  The Bear

تعريف

        الدب من أضخم الحيوانات الموجودة حالياً على وجه الأرض، ويُغطي جسده فراءٌ سميك. وهو على ضخامة جسده إلاّ أنه حيوان ذكي يتميز بحاسة شم قوية تعوضه كثيراً عن ضعف البصر ويجيد استخدام أصابع يديه في أعمال دقيقة.

        ومع أن علماء الحيوان صنفوه من اللواحم، إلاّ أن معظم الدببة تتغذى على أطعمة أخرى، مثل الفواكه وأوراق النباتات. لذا يُفضل اعتباره من القوارت التي تقتات على المواد الحيوانية  والنباتية. وتعيش الدببة شمالي خط الاستواء في آسيا وأوروبا وأمريكا الشمالية، وفي المنطقة القطبية وفي أمريكا الجنوبية. ولا تعيش أي أنواع من الدببة في أفريقيا أو أستراليا أو في القارة الجنوبية المتجمدة. ويختلف حجم الدب ووزنه تبعاً لنوعه، وقد يراوح وزنه من 30 إلى أكثر من 800 كجم.

أسماؤه: الفَلْحَس (الدب المسن).

الجمع: دِببة، دِباب.

اسمه بالفرنسية: Ours

اسمه بالإنجليزية: Bear

أنثاه: الجهِيزَة، الدُبَّة، القارَة.

ولده: الدَّيْسَم، الجِبْس.

صوته: القِهْقاع.

التصنيف البيولوجي

        يتبع الدب شعبة الحبليات، شُعَيْبة الفقاريات، طائفة الثدييات، رتبة أكلات اللحوم، الفصيلة  الدُّبِّيّة Family Ursidae، جنس الدببة.

أنواع الدِيَبَة

        يقسم علماء الحيوان أنواع الدببة إلى سبعة أنواع رئيسية هي:

1.   الدب ذو النظارات أو المقنع.

2.   الدب الآسيوي الأسود.

3.   الدب البني.

4.   الدب الأمريكي الأسود.  

5.   دب الشمس.

6.   الدب القطبي.

7.   الدب الكسلان.

        ومن ناحية أخرى فان عدداً من علماء الحيوان، يصنفون حيوان الباندا العملاقة على أنه من الدببة.

1. الدب المقنع أو ذو النظارات Tremarctus ornatus) Spectacled Bear) (انظر صورة الدب المقنع)

        يعيش هذا النوع من الدببة في المناطق الجبلية الباردة، والغابات الواقعة في شمال الأنديز في أمريكا الجنوبية، ما بين غربي فنزويلا و شمال بوليفيا. وهو النوع الوحيد من الدببة الذي يعيش في أمريكا الجنوبية. وهو ذو رأس صغير نسبياً، وخطم قصير، وأرجل طويلة، والجسم مغطى بفراء بني داكن أو أسود خشن الملمس. ويتميز هذا الدب بوجود هالتين أو حلقتين لونهما أبيض حول العينين، مما حدا إلى تسميته "الدب ذو النظارات".

        وفي بعض الأحيان تلتقي هذه النظارات على هيئة بقعة كبيرة بيضاء، على العنق والصدر. وطول هذا الدب حوالي 180 سم، وارتفاعه عند الكتفين 75 سم، ويزن ما يقرب من 90 إلى 140 كيلوجراماً.

        وهذا الدب قد يأكل الحشرات والحيوانات الصغيرة مثل الأرانب والفئران، ولكنه يقتات أساساً على الفواكه والخضراوات حيث أن فكاه وأسنانه مهيئان لهذا النوع من الطعام. والدب المقنع حيوان ليلي، يقضي معظم وقته متخفياً بين الأشجار ويتجنب الأماكن التي يجوبها الإنسان، وله قدرة فائقة على تسلق الأشجار. وهو يفضل العيش منفرداً، ولكنه قد يعيش أحياناً في مجموعات صغيرة.

        وفترة الحمل حوالي ثمانية أشهر ونصف، تضع الأنثى بعدها صغيراً واحداً إلى ثلاثة صغار، صغيرة الحجم عاجزة عن الدفاع عن نفسها وسط الغابات أو الجبال. وقد أدى الصيد الجائر وتدمير البيئات الطبيعية لهذا الدب في الغابات، إلى ندرته في الطبيعة.

2. الدب الآسيوي الأسود Ursus thibetanus) Asiatic Black Bear)

        ينتشر هذا الدب الذي يطلق عليه أحياناً دب الهمالايا في غابات وجبال التبت، ومنشوريا، وكوريا، وباكستان وشمال الهند ومنغوليا. وهو يتسم باللون الأسود اللاّمع البراق، مع قليل من الشعر الأبيض على الذقن، وعلامـة بيضاء على شكل V أوY   على صدره وبين ذراعيه. وبسبب هذه العلامة يطلق عليها عادة اسم "دب القمر". وهو ذو مخالب قوية ومعقوفة، وينتهي رأسه بخطم مدبب، وأذناه كبيرتان نوعاً، وأسنانه ضعيفة. وهو أصغر حجماً من الدببة الأمريكية السوداء حيث لا يتعدى طوله 170 سم، وارتفاعه 90 سم، ويزن حتى 150 كيلوجراماً. والدب الأسود يحب العيش وحيداً إلاّ في موسم التزاوج. أمّا الأنثى فتظل ملتصقة بأبنائها حتى يبلغوا عامهم الأول.

        ويتغذى الدب الآسيوي الأسود أساساً على النباتات والفاكهة والخضراوات. وقد يأكل الحيوانات الصغيرة والحشرات في فصل الخريف، مما يساعده على تخزين قدر كاف من الدهون يقيه شر البرد في فصل الشتاء، حيث يظل هذا الدب خاملاً تماماً لفترة أربعة أو خمسة أشهر، مختبئاً من البرد في أحد الكهوف، أو في تجويف جزع شجرة كبيرة. وقد يفرش الأرض الثلجية بالأغصان الصغيرة، الأمر الذي يكفل وصول أشعة الشمس إليه. وفي الصيف يفترش فروع الأشجار الصغيرة على هيئة عش لينام عليها.

        ويتميز هذا الدب بحبه لتسلق الأشجار، ومهارته في السباحة. وتعد الدببة الآسيوية من أكثر الأنواع شراسة، فهي تقتل عدداً كبيراً من الأبقار وصغار الخيول، وقد تهاجم الإنسان أحياناً. والصينيون يصطادونها لاعتقادهم أن للحومها وعظامها قدرات خارقة على شفاء كثير من الأمراض.

3. الدب البني  Ursus arctos) Brown Bear) (انظر صورة الدب البني)

        يُعد الدب البني من أضخم أنواع الدببة في العالم، وهي تشمل الدببة البنية الأوربية، والدببة البنية الآسيوية، وتنتشر في أقصى شمال أوراسيا، ودببة ألاسكا البنية، مثل دب كودياك، ودب شبه الجزيرة البني، والدببة البنية في غرب شمال أمريكا. وعلى الرغم من أن اسمه الدب البني، إلاّ أن لونه يختلف من البيج الباهت إلى البني، أو الرمادي الفضي، أو الأزرق، أو حتى الأسود. وبشكل عام فهو يعيش في الغابات التي تمتد شمالاً، إلى السهول الجرداء في المنطقة القطبية الشمالية.

        وقد أسهم كل من الدب البني الأوروبي والدب البني الآسيوي، بأدوار متعددة في قصص الأطفال. وقد استخدم لمئات السنين في إنجلترا في رياضة وحشية، تُسمى "تعذيب الدببة"؛ وفيها يربط الدب إلى عمود، ليُدافع عن نفسه ضد كلاب ضارية. وقد أقام رعاة البقر قديماً في ولاية كاليفورنيا في الولايات المتحدة الأمريكية مباريات مشابهة بين الدببة الرمادية والثيران.

        أمّا دببة ألاسكا فتوجد في ولاية ألاسكا في الولايات المتحدة الأمريكية وكذلك في جزر كودياك وأفوناك على الساحل الجنوبي الشرقي لولاية ألاسكا، وفي جزر أخرى في ألاسكا.

        وهذا النوع من الدببة عشبي بالدرجة الأولى، يأكل الفاكهة والخضراوات ولكنه قد يفضل اللحوم إذا ما توفرت. وهو قوي جداً يستطيع أن يقتل حيواناً كبيراً في حجم الثور. كما أن له مهارة فائقة في صيد الأسماك. ويراوح وزنه بين 150 و780 كيلوجراماً حسب الموسم. فقبل البيات الشتوي يكون وزنه ضخماً لاكتنازه كثيراً من الدهون، التي يستهلكها أثناء هذه الفترة من السبات العميق. وطول هذا الدب من مترين إلى ثلاثة أمتار، وارتفاعه عند الكتفين 70 ـ 120 سم. وهو يفضل العيش منفرداً أو في جماعات عائلية صغيرة، تتكون من أنثى واحدة وصغارها. ويقضى الشتاء نائماً في كهف أو تجويف يبطنه بأوراق الأشجار. وفترة البيات الشتوي عند الإناث أطول منها عند الذكور. وتلد الإناث في منتصف الشتاء بعد فترة حمل 7 ـ 8 أشهر، ويراوح عدد الجراء من 1 ـ 3. وتعيش الصغار مع أمهاتها في الكهف، الذي تمت فيه الولادة حتى حلول الربيع. وتبقى في رعاية أمهاتها لمدة عام آخر. وتبلغ الجراء مرحلة النضج في عمر 3 سنوات تقريباً.  

4. الدب الأمريكي الأسود   Ursus americanus) American Black Bear)

        من أكثر أنواع الدببة شيوعاً، وينتشر في كندا وشرق ووسط أمريكا الشمالية، ويقطن الغابات الكثيفة. ومعظم أفراد هذا النوع سوداء اللون إلاّ أن بعضها يكون له فراء أسود وأنف بني، كما أن لبعضها بقعاً بيضاء على الصدر. وهناك نوع آخر من الدببة يعرف باسم "دببة القرفة"، وهي ذات فراء بني فاتح. وتوجد في منطقة شمال غرب المحيط الهادي أفراد بيضاء اللون تنتمي لهذا النوع من الدببة نفسه. كما يوجد دب كير مود ذو الفرو الأبيض الضارب إلى الصفرة، الذي يعيش في المناطق الساحلـية في كولومبيا البريطـانية في كندا

        أمّا الدب الأزرق، الذي يُطلق عليه أيضاً الدب الثلجي، فله شعر رمادي مختلط بالأسود، الأمر الذي يعطيه لوناً مائلاً إلى الزرقة، وهو يعيش في سلسلة جبال سانت الياس جنوب شرقي ألاسكا. ويتميز الدب الأمريكي بذيل قصير يبلغ طوله حوالي  12 سم، وذلك خلافاً لأنواع الدببة الأخرى، التي تفتقر إلى وجود ذيول ولكن لها جزء بارز صغير بدلاً منه. والدب الأمريكي الأسود الذي يقطن المناطق الشرقية، أكبر حجماً من ذلك الذي يوجد في الغرب. وقد يصل طول الرأس والجسم إلى 180 سم، وارتفاعه 90 سم، وتزن أغلب الدببة السوداء نحو 90 إلى 140 كيلوجراماً، إلاً أن بعضها قد يصل وزنه إلى 230 كيلوجراماً، حسب الموسم وهي تعد من أصغر الدببة حجماً في أمريكا الشمالية.

        وفي الخريف يدخل الحيوان في حالة من السبات العميق، الذي يختلف في جوهره عن البيات الشتوي الحقيقي. ويختلف طول هذه الفترة تبعاً للحالة المناخية، مع العلم بأن الدببة التي تقطن المناطق الأكثر دفئاً هي أيضاً لا تستغني عن فترة السبات. والدب الأمريكي يأكل أي شيء وكل شيء، ولكنه حيوان عشبي أساساً. وهو يفضل العيش منفرداً، وينشط بالنهار والليل على السواء. ويتم التزاوج في يونيه ويوليه، وبعد فترة حمل 225 يوماً تلد الأنثى صغيرين أو ثلاثة ترعاها الأم لمدة عام ونصف.  

        وبإمكان الدببة السوداء أن تعدو بسرعة تصل إلى 40 كم/ ساعة، عند مطاردتها لفريستها. كما أنها ذات مهارة عالية في تسلق الأشجار. وقد سببت الدببة السوداء كثيراً من المشاكل حول المخيمات والأكواخ، خصوصاً عند ترك الطعام في متناول يديها. وقد أحدثت إصابات بالغة ـ وصلت إلى القتل في بعض الأحيان ـ لأصحاب المخيمات أو المسافرين الذين قدموا لها الطعام.

        تعيش الدببة السوداء في مناطق عديدة من الغابات الشاسعة في أمريكا الشمالية. ويوجد منها ما يقرب من 75000 حيوان، في محميات الغابات الوطنية في الولايات المتحدة. وهناك ولايات كثيرة تسمح بصيد هذه الدببة خلال مواسم محددة. ويقتل الصيادون ما يقرب من 25000 منها سنوياً.

5. دب الشمس   Helarctos malayanus) Malayan Sun Bear) (انظر صورة دب الشمس المالايو)

        هو أصغر أفراد عائله الدببة حجماً إذ يصل طوله من 110 إلى 140 سم، وارتفاعه 70 سم، ويزن حوالي 60 كيلوجراماً فقط. ولأغلب أفراد هذا النوع فراء أسود، ووجهه فاتح أو أبيض مترب اللون، وأنف رمادي. وتوجد على صدره علامة صفراء مستديرة أو على هيئة حدوة الحصان. وكان كثير من القدماء يعتقدون أن تلك العلامات تمثل الشمس المشرقة، لذا أطلق عليه اسم دب الشمس. ولهذا الدب رأس كبير، وخطم مرن، ولسان طويل قابل للمد أو البسط. وعدد أسنان هذا الدب 38 سناً فقط، خلافاً لباقي أنواع الدببة، وسبب ذلك أن ضروسه الأمامية أقل عدداً.

        وللدب الشمسي أكف ضخمة باطنها خالٍ من الشعر؛ ولبعضها أقدام بنية قاتمة اللون. كما أن مخالبه أكثر تقوساً ولها رؤوس أكثر حدة، قياساً إلى مخالب الأنواع الأخرى من الدببة.

        وينتشر دب المالايو في منطقة الهند الصينية، وجنوب الصين وسومطرة، وبورنيو، حيث يعيش في الغابات الاستوائية. وهو متسلق ماهر، يقضى معظم وقته في أعالي الأشجار يبني فرشاً يُشبه العش، من خلال ثني الأغصان أو تكسيرها، ويقتات على الفواكه وأوراق الأشجار التي يأكلها من الأغصان مباشرة. وقد يتغذى على الحشرات، خاصة النمل الأبيض الذي يحصل عليه بحفر جحوره. وهو يفضل العيش وحيداً، وينشط ليلاً، بينما يقضي النهار في الشمس مسترخياً أو نائماً.

6. الدب القطبي الأبيض اللون   Ursus maritimus) Polar Bear)  (انظر صورة الدب القطبي)

        هو أكثر الدببة شهرة، وينتشر في منطقة القطب الشمالي طافياً فوق الجليد، أو عائماً في الماء. ويبدو أن هذا الدب هو أكبر الحيوانات أكلي اللحوم حجماً في العالم على الإطلاق، وإن كان الدب البني، الذي يعيش في ألاسكا، يضاهيه في الحجم. ويُغطي جسم هذا الدب فراء سميك ذو لون أبيض، ضارب إلى الصفرة. وللدب القطبي رأس صغير ورقبه طويلة أقل سمكاً من معظم الأنواع الأخرى، وقوائمه الخلفية أطول من الأمامية، مما يجعل ظهره منحدراً إلى الأمام. ووسائد أقدامه مغطاة بالشعر مما يساعده على تدفئة القدمين والمشي على الثلج. كما أن أذنيه صغيرتان، وذيله قصير لا يتعدى طوله 12 سم. ويبلغ طول هذا الدب 220 ـ 250 سم، وارتفاع  جسمه حتى 160 سم، ويراوح وزنه بين 500 إلى 700 كيلوجراماً. وهو حيوان نهاري يحب العيش منفرداً، ولا يُكَوّن مجموعات إلاّ في موسم التزاوج (أبريل ومايو). وفي شهر أكتوبر من كل عام تختفي الإناث في أوكار محفورة في الثلوج حيث تلد في ديسمبر، ولكنها لا تغادر أوكارها مع صغارها إلاّ في أبريل من العام التالي بعد فترة بيات شتوي طويلة. وترعى الأم صغارها التي لا يزيد عددها عن ثلاثة صغار، لمدة 18 شهراً. ويستطيع الدب القطبي التحرك بسرعة على الرغم من ضخامة حجمه، فبإمكانه العدو بسرعة تصل إلى 55 كم/ ساعة، يُمكنه من اصطياد أيل الرنة. كما أنه من أمهر الدببة سباحة، ويسبح بسرعة تبلغ نحو 5 ـ 10 كم/ ساعة. وهو يجدف بقائمتيه الأماميتين فقط. ويعتمد في غذائه على صيد الأسماك والفقمة وعجول البحر. وقد يتغذى على الأعشاب والحيتان الميتة التي يجرفها التيار إلى الشاطئ. وعندما ينهكه الجوع الشديد فانه قد يهاجم البشر. ومن الطريف أن الدب القطبي عند مهاجمته للفرائس يخفي أنفه الأسود بذراعه، حتى لا تراه الفرائس فتهرب.

        تعيش الدببة القطبية في المناطق المتاخمة للمحيط القطبي الشمالي، وتبحر طافية أحياناً على  ظهر الكتل الجليدية حتى تصل إلى خليج سانـت لورنس، الذي يبعد 1210 كيلومتراً جنوب الدائرة  القطبية. ويسـافر الكثـير من المغامرين إلى المنطقة القطبية الشمالية لاصطياد الدببة القطبية، من أجل الرياضة ومن أجل جلودها. وقد أدت مثل هذه الأنشطة إلى نقص أعدادها إلى حد كبير.

ومن ناحية أخرى تصطاد قبائل الإسكيمو الدببة القطبية، من أجل لحومها، كما يستخدمون عظامها في صنع الكثير من الأدوات المنزلية، فضلاً عن تفصيل جلودها ملابس تقيهم البرد الشديد.

7. الدب الكسلان   Melursus ursinus) Sloth Bear)  (انظر صورة الدب الكسلان)

        أطلق على هذا الدب "الكسلان" لأنه يتحرك ببطء شديد، وهو من أكثر الأنواع شغفاً بالعسل، ويطلق عليه في بعض الأحيان "دب العسل".

        ينتشر هذا الدب في جنوب شرق شبه القارة الهندية وسريلانكا، حيث يعيش في الغابات الاستوائية والمدارية. ويتميز باللون الأسود وله علامة بيضاء على الصدر على شكل حرف  V، ووجهه ذو لون فاتح، وشعره (وبره) أشعث، ويُغطي أذنيه شعر كثيف، وشفته السفلي ولسانه غاية في المرونة والقدرة على الحركة. وليس لهذا الدب قواطع في فكه العلوي، ويمكنه تشكيل فمه ليصبح كالأنبوب يمتص به الحشرات والعسل إن وجُد. وطول دب العسل 140 ـ 180 سم، وارتفاعه 60 ـ 90 سم، وقد يصل وزنه إلى حوالي 140 كجم. ويتغذى هذا الدب أساساً على الحشرات، خاصة النمل الأبيض بعد أن يمزق أعشاشه وينفض عنها الغبار. ولكنه كثيراً ما يتسلق الأشجار بحثاً عن الفواكه والأزهار. وهو ينشط ليلاً محدثاً كثيراً من الجلبة والضجيج مما يعتبر جزءاً من سلوكه الغذائي. وحاستا البصر والشم لديه ضعيفتان، وهو يفضل العيش منفرداً إلاّ في موسم التزاوج. وبعد فترة حمل 7 شهور تضع الأنثى صغيراً أو صغيرين، يظلان في رعاية الأم لمدة سنتين أو ثلاث سنوات.

8. الدب الرمادي   Ursus arctos horribilis) Grizzly)

        ينتمي الدب الرمادي إلى الدب البني الكبير. وهو دب ضخم هائل القوة، موطنه غربي أمريكا الشمالية. ويعيش بصفة أساسية في ألاسكا وغربي كندا إضافة إلى أعداد صغيرة منه تعيش في ولايات أيداهو ومونتانا وواشنطن ووايومينج. وتتميز الدببة الرمادية عن الدببة البنية الكبيرة، بما فيها دببة الكودياك، بوجود أسنمة على أكتافها. ويراوح طول الدب الرمادي بين 180 و250 سم،  وتزن الذكور كاملة النمو بين 180 ـ 230 كجم، بينما تزن الإناث 160ـ180 كجم. وللدب الرمادي فراء صوف سفلي كثيف، يتفاوت لونه بين الأسمر القاتم والضارب إلى السواد. ولهذا الدب شعر خارجي خشن ذو أطراف بيضاء أو فضية، مما يُعطيه مظهراً رمادياً أو أشيباً.

        يتغذى الدب الرمادي على الحيوانات البرية والأسماك والتوت والحشائش وأوراق وجذور النبات. وخلال الصيف والخريف، يلتهم الدب الرمادي حوالي 40 كجم من الطعام في اليوم الواحد.

        وفي الشتاء تعيش الدببة الرمادية في عرائن، وقد يبني بعض منها عرائنه في الكهوف أو المأوى الطبيعية. وفي داخل العرين تضع الأنثى جرواً أو جروين، وتبقى الجراء مع أمهاتها فترة تراوح بين العام والنصف، والثلاثة أعوام والنصف. وهي تدافع بضراوة عن نفسها وعن صغارها وطعامها.

        وتتجنب معظم الدببة الرمادية الاحتكاك بالبشر، غير أنها في بعض الأحيان قد تدمر الأكواخ ومواقع المناجم أو تفترس المواشي. وقد تهاجم الآدميين في مناسبات نادرة، وقد لقي بعض الناس مصرعهم على أيدي الدببة.

        وعلى مر السنين دمر الناس معظم المواطن الطبيعية للدببة الرمادية، من خلال تغيير طبيعة الأرض بغرض الاستيطان ولأغراض أخرى. وفي الوقت الحالي أصبح الناس ينظرون إلى الدب الرمادي على أنه رمز للبرية، ويشعرون بأنه لا بد من حمايته وحماية موطنه الطبيعي. بيد أن الاهتمام بالموطن الطبيعي للدب يعوق تطوير العمران والزراعة والصناعة في بعض المناطق، وتصنّف حكومة الولايات المتحدة الدب الرمادي على أنه حيوان مهدد بالانقراض في جميع الولايات، عدا ولاية ألاسكا.

9. الباندا العملاقة   Ailuropoda melanoleuca) Giant panda)

        تنتمي الباندا العملاقة علمياً إلى فصيلة مختلفة عن فصيلة الدببة Ailuropodidae، ولكن مظهرها جعل كثير من الناس يميل إلى ضمها للدببة. وللباندا مظهر لا تخطئه العين، فهي تتميز بفرائها الأبيض على حين أن لون الأرجل والكتفين أسود، كما أن لها أذنين سوداوين، وهالات سوداء حول العينين، وأحياناً سوداء في طرف الذيل أيضاً.

        تعيش الباندا بين أشجار الخيزران في جبال جنوب وسط الصين على ارتفاعات تراوح بين ثمانية آلاف قدم وثلاثة عشر ألف قدم فوق سطح البحر. ويبلغ طول الباندا، رأسها وجسمها 120سم ـ 150 سم، والذيل  حوالي 13 سم، والارتفاع عند الكتفين 60 ـ 80 سم ووزنها يراوح بين 80 إلى 160 كجم.

        وليس لحيوان الباندا عرين ثابت ولكنه يأوي إلى تجاويف جذوع الأشجار، أو ما بين الصخور. وكشأن الدببة فان ذكور الباندا العملاقة تعيش بمفردها، إلاّ في موسم التزاوج (مارس ـ مايو). أمّا الإناث فتعيش مع صغارها. وتعيش كل باندا في منطقة خاصة يطلق عليها مقاطعة، حيث تتمركز حول وادٍ به غابة خيزران. ويقضي الحيوان مدة 10 ـ 12 ساعة في أكل جذوع الخيزران وبراعمه، اللذان يمثلان طعامه الرئيسي.

        وتبلغ فترة الحمل في الباندا العملاقة حوالي 5 أشهر. وتلد الأنثى جرواً أو جروين، وأحياناً ثلاثة جراء، تهتم بتربية واحد منهم فقط. يصل الصغير إلى سن النضج فيما يقرب من 6 سنوات من عمره.

        ويصنف بعض العلماء الباندا الضخمة ضمن فصيلة الراكون، بينما يصنفها بعضهم آخرون في فصيلة مستقلة.

بعض الصفات التشريحية والوظيفية (الفسيولوجية) للدببة

صفات عامة

الحجم

        في كل أنواع الدببة يكون الذكر نسبياً أكبر حجماً من الأنثى، وإن كان معدل الاختلاف بين الجنسين يختلف من نوع إلى آخر.

معدل زيادة وزن الذكر عن وزن الأنثى

نوع الدب

معدل زيادة وزن الذكر عن وزن الأنثى

نوع الدب

10 ـ 20%

الباندا العملاقة

33%

الدب الأمريكي الأسود

أكبر قليلا

الدب الكسلان

40 ـ 50%

الدب البني

10 ـ 15%

دب الشمس

38%

الدب الرمادي

33%

الدب ذو النظارات

25 ـ 45%

الدب القطبي

 

 

أكبر قليلاً

الدب الآسيوي الأسود

        ويعتبر الدب البني والدب القطبي أكبر أنواع الدببة قاطبة.

        ويختلف وزن دب عن آخر ليس فقط تبعاً لنوعه، ولكن أيضاً لعوامل أخرى، مثل توافر الغذاء ونوعه. فضلاً عن الحالة الصحية والعمر والجنس والقدرة الفردية على إيجاد الغذاء وهضمه، والقدرة على تحمل اعتداء الإنسان على مـوطن الحيوان وبيئته. كما يختلف وزن الدب أيضاً تبعاً لفصول السنة المختلفة، ويكون الوزن عادة في فصل الخريف (ما قبل البيات الشتوي) أكثر منه في فصل الربيع. ويعزى تأثير فصول السنة على الوزن، إلى توفر الغذاء.

        وفي الولايات المتحدة الأمريكية لوحظ أن الدب الأمريكي الأسود، الذي يقطن الأجزاء الشمالية الشرقية، يكون دائماً أكثر وزناً من ذلك الذي يقطن الولايات الغربية. فقد يصل وزن هذا النوع من الدببة في نيويورك إلى 124 كيلوجراماً للذكر، 89 كيلوجراماً للأنثى، مقارنة بكاليفورنيا التي يكون وزن الذكر بها 98 كيلوجراماً، والأنثى 58 كيلوجراماً في المتوسط.

        كما أن الدب الرمادي في ولايتي وايومنج ومونتانا، يصل وزنه إلى 245 كيلوجراماً للذكر، و151 كيلوجراماً للأنثى، مقارنة بمنطقة يوكون Yukon، التي يكون وزن الذكر فيها 143 كيلوجراماً، والأنثى 95 كيلوجراماً في المتوسط.

الارتفاع

        يقاس ارتفاع الدب من أسفل راحة قدمه إلى أعلى نقطة في الكتف. ويراوح ارتفاع الدب الأمريكي الأسود بين 76 إلى 92 سم، الدب البني بين 90 إلى 152 سم، والدب القطبي حوالي 160 سم في المتوسط. ويمكن مقارنة ذلك بارتفاع ثور البيسون (الثور الأمريكي) الذي يصل ارتفاعه إلى 150 سم، والفيل 245 سم، وفرس النهر 150 سم، ووحيد القرن 180 سم، والنمر السيبيري 90 سم.

الطول

        يقاس من طرف الأنف إلى طرف الذيل. ويصل طول الدب الأمريكي الأسود إلى 182 سم، والدب البني 213 ـ 305 سم، والدب القطبي  256 سم، والدب الآسيوي الأسود 152 ـ 213 سم، والباندا العملاقة 152 سم، والدب الكسلان 150 ـ183 سم، ودب الشمس 90 ـ150 سم، والدب ذو النظارات 213 سم.

الصفات التشريحية

الأسنان

        تشكل الأسنان، إضافة إلى الأصابع والمخالب، خط الدفاع الأول للدببة كما أنها وسيلتها في الحصول على الغذاء. وهي أسنان كبيرة مع أنها تنتمي أصلاً إلى نوع أسنان اللواحم، إلاّ أنها تحورت لتلائم التغذية، ليس فقط على اللحوم ولكن أيضاً على النباتات. والفرق الرئيسي بين آكلات اللحوم والقوارض (وآكلات اللحوم، النباتات) في الضروس أو الطواحن، التي تكون في الدببة عريضة ومسطحة.

        وللدب اثنان وأربعون سناً، ما عدا الدب الكسلان الذي له أربعون سناً، ودب الشمس الذي له ثمانية وثلاثون سناً فقط. وتختلف خواص القواطع، والأنياب وكذلك الضروس الأمامية والخلفية من نوع لآخر حسب الموطن وطبيعة الغذاء.

الأقدام

        أقدام الدب هامة لكل ما يتعلق بالحركة (المشي، والجري، والتسلق، والعوم، والصيد، والغذاء، والحفر، الدفاع عن النفس).

        وتمشي الدببة على باطن القدم وتمس أعقابها الأرض (أخمصية السير) كالإنسان، ويلاحظ أن الأقدام الأمامية للدببة تتجه للداخل. وتساعد الأقدام الدب في تنظيم حرارة جسمه. ووسائد الأقدام مغطاة بطبقة قرنية سميكة، تعلو كتلة ضخمة من نسيج ضام، وغطاء القدم قوي ويجدد نفسه من حين لآخر.

        ولكل الدببة أقدام مفلطحة لها خمسة أصابع، ماعدا الباندا العملاقة، التي لها ستة أصابع. والأقدام الخلفية أكبر من الأمامية وتشبه أقدام الإنسان، ما عدا الإصبع الكبير الذي يقع خارج القدم.

        والدببة معروفة ببراعتها في استخدام أقدامها الأمامية، التي تمكنها من استخراج الجوز من كوز الصنوبر، وفك السدادات الملولبة المغطية للزجاجات، والتعامل برقة مع الأشياء الصغيرة. ومخالب الدب منحنية وأكثر طولاً على الأقدام الخلفية منها على الأقدام الأمامية، وتختلف عن مخالب القط في أنها غير قابلة للانكماش.

البصر

        تتميز أعين الدببة بدرجات مختلفة من اللون البني، وهي صغيرة بوجه عام (ماعدا أعين  الدب القطبي)، ولها حدقات مستديرة (ماعدا الباندا العملاقة التي تتميز بشق طولي)، ومتجهة للأمام وبينها مسافة كبيرة. وللدب القطبي أعين كبيرة في حجم عين الإنسان تقريباً؛ ولها إضافة إلى الجفنيين العاديين، جفن زائد يسمى "الغشاء الرامش" يحمي العين ويفيد الدب في التخلص من الوهج المنبعث من الضوء المنعكس من الثلوج. كما أنه يفيده في تحديد الأعماق ـ حينما ينظر في الماء ـ بدقة متناهية، كما يُعينه على الرؤية الجيدة تحت الماء لأنه يعمل مثل العدسة. ويستطيع الدب تمييز العديد من الألوان في درجات مختلفة من الضوء، نهاراً أو ليلاً.

السمع

        تختلف آذان الدب في الحجم، كما تختلف في وضعها على الرأس بين الأنواع المختلفة؛ فمنها ما هو كبير وعريض ولين ومنها ما هو صغير لا يكاد يرى وهي إمّا توجد في مقدمة الرأس أو في مؤخرته.

        وحاسة السمع لدى الدب متوسطة أو فوق المتوسطة. ويستطيع الدب أن يسمع الموجات الفوق صوتية في حدود 16ـ20 ميجاهيرتز، أو أكثر قليلاً.

        ويستطيع أن يميز الأصوات الآدمية في حدود 300 متر، ويستجيب إلى صوت آلة التصوير، أو الصوت المنبعث من تحريك أجزاء البندقية على بُعد حوالي خمسين متراً.

الشم

        تعتبر حاسة الشم من الحواس الأساسية لدى الدّب، وهي بمثابة العين لدى الإنسان. وهي تفيد الدب كثيراً في تحديد مكان الجنس الآخر، كما تجنبه الالتقاء بالإنسان أو الدببة الأخرى، وتعينه أيضاً في التعرف على أماكن صغاره ومصادر الغذاء. وتشبه أنف الدب أنف الخنزير، ولها وسادة تمتد قليلاً أمام الأنف.

        وتوضح شدة حساسية الشم لدى الدّب في أنه يستطيع أن يُميز رائحة الإنسان بعد مُضى 14 ساعة من مغادرته للمكان. ويقال إِن أحد الدببة السوداء في شمال كاليفورنيا شوهد يمشي في اتجاه الريح لمسافة ثلاثة أميال في خط مستقيم، ليصل إلى غزال ميت استطاع تمييز رائحته على هذا البعد. ويعبر كثيرون عن قوة حاسة الشم عند الدببة بالمثل الهندي القائل: "سقطت إحدى وريقات الصنوبر في الغابة فرآها النسر، وسمعها الآيل، واشتمها الدب".

"A pine needle fell in the forest, the eagle saw it, the deer heard it , the bear  smelled  it"

القوة

        تمتلك الدّببة قوة هائلة، بغض النظر عن أنواعها أو أحجامها. ويمكن للدب أن يقتل موظاً أو إلكاً بضربة واحدة من قدمه الأمامية. ويتبع ذلك برفع الجسد الهائل بين أسنانه ويحمله لمسافة طويلة. كما يمكنه بدون مجهود يذكر رفع صخرة لا يستطيع ثلاثة رجال أشداء رفعها.

الرائحة

        للدببة رائحة مميزة جداً لا تخطئها أنف الصياد. وتختلف رائحة الدب الأمريكي الأسود عن الدب الرمادي، التي وصفت بأنها شبيهة برائحة المسك.

حرارة الجسم

        حرارة جسم الدب حوالي 36.7 ـ 37.2  درجة مئوية (98 ـ 99  فهرنهايت) وقد تقل عن ذلك عدة درجات في الليل أثناء النوم، أو الراحة. وأثناء البيات الشتوي تقل حرارة الجسم تبعاً للحرارة المحيطة، ولكنها لا تقل أبدا عن  31.7 درجة مئوية (89 فهرنهايت).

التنظيم الحراري

        تُنظم الدببة، مثل باقي الثدييات، حرارة أجسادها. ويعتمد الدب في ذلك على فرائه السميك، الذي يمتص حرارة الجسم ويحتفظ  للجسم بحرارته أثناء الشتاء. ولكنه لا يسمح بقدر كاف من التبريد أثناء الجو الدافئ أو الحار. وليس للدببة غدد عرقية، لذا تستخدم طرقاً فريدة في الحفاظ على حرارة أجسادها، (مثلها في ذلك مثل الكلاب). ومن هذه الوسائل ما يلي:

1.    الراحة في الأماكن أو الأوكار الظليلة أثناء الصيف.

2.    الاستلقاء مع ملامسة البطن للأرض  الباردة.

3.    التخلص من بعض الحرارة عن طريق اللسان أثناء اللهاث، أو عن طريق الأقدام التي تتميز بغزارة أوعيتها الدموية، أو عن طريق الأماكن الخالية من الشعر، مثل الوجه والأذنين والأنف وباطن الأرجل الخلفية.

4.    العضلات التي تقع خلف الكتفين مزودة بشبكة من الأوعية الدموية، وتعمل كجهاز إشعاع حراري.

5.    التخلص من المياه عند الخروج من بحيرة أو جدول ماء.

6.    حمامات الطين والتراب.

7.    الانبطاح على الثلوج.

8.    المباعدة بين الفخذين.

9.    الغوص في الماء.

10.  الموازنة بين الطعام والطاقة المفقودة.

        أمّا الدب القطبي فيحتاج إلى تدفئة إضافية، نتيجة تعرضه إلى درجة الحرارة المنخفضة لفترة طويلة أثناء الشتاء القطبي. لذا يتميز هذا النوع من الدببة بطبقة من الشحم تحت الجلد يصل سمكها إلى 3 أو 4 بوصات عند الكفل والظهر. ويعمل الفراء كناقل فريد من نوعه لحرارة الشمس. وشعر الدب مجوف من الداخل. وتعمل كل شعره كمصيدة للضوء تنقل أشعة الشمس إلى الجلد الداكن اللون. كما يُعد جلد الدب القطبي من بدائع صنع الله للتكيف مع الطبيعة؛ بما للجلد من وسائل امتصاص الأشعة الفوق بنفسجية، التي لها القدرة على اختراق السحب في الأيام الملبدة بالغيوم، لتصل إلى الجلد الذي سرعان ما يمتصها.

سرعة نبض القلب

        سرعة نبض القلب لدى الدببة حوالي 98 نبضة في الدقيقة الواحدة، وقد تزيد أثناء فترة النشاط اليومي. كما أنها قد تصل إلى 45 نبضة في الدقيقة أثناء النوم. وقد تقل إلى أكثر من ذلك كثيراً فتصل إلى 8 ـ 10 في الدقيقة أثناء الراحة، أو 40 ـ 80 أثناء الحرارة واللهاث. وقد تزيد أحياناً إلى أكثر من مائة نبضة أثناء الإجهاد الشديد؛ ويقل معدل الأكسجين في الدم إلى أقل من النصف أثناء البيات الشتوي.

المشاكل الصحية

        تعاني الدببة من بعض المشاكل الصحية التي تسبب لها آلاماً، مثل خراريج الأسنان التي تعزى إلى تناولها للكثير من الأطعمة السكرية والحشرات، خاصة النحل الذي تتعرض الدببة للسعه ولدغه المؤلم أثناء غزواتها على خلاياه. وكذلك تعاني الدببة من آثار المعارك مع الأعداء أو الدببة الأخرى، أو من الجراح الناشئة من طلقات البنادق، ومن الطفيليات الداخلية خاصة الديدان الشريطية، وأخيراً من فقد الأسنان مع تقدم العمر مما يفقدها القدرة على تناول الغذاء.

القناة الهضمية

        تتميز الدببة بقناة هضمية بسيطة، يشكل فيها القولون المكان الأول الذي يتم فيه تخمر الغذاء. وهي قناة هضمية طويلة حتى تمكنها من هضم ما تأكله من أعشاب، ولكنها لا تهضم المواد النشوية جيداً. والأمعاء الدقيقة عندها أطول مما هي عند آكلات اللحوم، ولكنها أيضاً لا تمتلك المقومات الرئيسية لآكلات العشب. ويختلف طول الأمعاء عند الفصائل المختلفة من الدببة، وأكثرها طولاً أمعاء الدب القطبي.

        أمّا الباندا العملاقة فأمعائها قصيرة نسبياً، مما يؤدى إلى قلة كفاءة الهضم حيث لا يمكنها هضم ما يزيد عن 20 ـ 25%  فقط مما تأكله. ولذلك تتناول الباندا كميات كبيرة من الغذاء قد تصل إلى 40 رطلاً من أوراق وسيقان النباتات يومياً، لتحصل منها على أقل قدر من الطاقة اللازمة لها.

حياة الدب

        تعيش الدببة عادة حياة منعزلة، لا تتجمع في مجموعات، إلاّ أن الذكر والأنثى قد يعيشان معاً لما يقرب من شهر خلال فترة التزاوج في فصل الصيف. وبعد ذلك يتجول الذكر بعيداً وتقوم الأنثى بإعداد المكان المناسب لولادة جرائها.

السبات الشتوي "البيات الشتوي"

        يعتبر السبات الشتوي من بدائع الخالق العظيم ومعجزاته. وهي ظاهرة تحدث في عدد من الحيوانات، ولكنها بوضوح تلاحظ في الدببة القطبية نظراً لضخامة حجمها.

        تقضي بعض الدببة أغلب فترة الشتاء في حالة شبيهة بالسبات. ويرى عدد من العلماء أن السبات عند الدب حالة نموذجية للبيات الشتوي، إلاّ أن علماء آخرين لا يعدون الدببة من الحيوانات التي تدخل في البيات الشتوي بصورة حقيقية. ويشيرون إلى أن درجة حرارة جسم الدب ـ خلافاً لما يحدث في الثدييات الأخرى التي تدخل في السبات الشتوي ـ لا تنخفض انخفاضاً كبيراً خلال فترة بياته الشتوي. ويفضل هؤلاء العلماء استخدام مصطلح، مثل "الكسل" أو "البيات الشتوي غير التام" لوصف السبات الشتوي للدب.

        واستعداداً لحالة السبات يبدأ الدب في تناول كميات كبيرة من الغذاء، خلال الجزء الأخير من الصيف، ليرسّب أكبر كمية من الدهن تحت جلده، وهي التي ستمده بالطاقة اللازمة لاستمرار الحياة خلال فترة السبات. ويظل الدب يرسب الدهن خلال شهور الخريف، قبل أن يأتي الشتاء وتختفي الفرائس من القطب. وعندما يحل الشتاء ويشح الغذاء، يذهب الدب إلى وكره. وقد يكون هذا الوكر كهفا أو حفرة أعدها تحت جذع شجرة كبيرة، أو وكراً في الجليد. وهنا يبدأ السبات، وهو ليس نوماً ولكن هو انخفاض في جميع الوظائف الحيوية والشعورية الخاصة بالحيوان. فنجد أن التنفس يصبح مرة كل عدة دقائق، وتنخفض ضربات القلب كثيراً عما كانت عليه، وتصبح الحرارة دون المعدل المعتاد، ويذهب المخ إلى حالة من الهدوء الشديد، الذي لا هو بالنوم ولا هو بالتخدير حتى أن الدب يفقد الإحساس تماماً. ويستطيع الباحثون استخراج الدب من مكمنه، وهو في هذه الحالة، وعمل القياسات المطلوبة ثم إرجاعه مرة أخرى دون أن يشعر الدب بذلك.

        تدخل الدببة البنية والسوداء، التي تعيش في مناطق ذات شتاء قارس، دائماً في فترة سبات شتوي. على حين أن الأنواع الموجودة في المناطق ذات الشتاء المعتدل، تبقى في أوكارها لفترات قصيرة فقط خلال الشتاء. وليس للأنواع المدارية من الدببة، مثل الدببة الشمسية، والدببة الهندية الكسلى، فترة سبات شتوي. وعلى الرغم من أن الدببة القطبية تعيش في القطب الشمالي، إلاّ أنها تبقى نشطة طوال الشتاء. كما أنها تتجول بين الثلوج القطبية على مقربة من المياه غير المغطاة بالثلج، لتصطاد الفقمة (عجول البحر) وغيرها من الثدييات البحرية التي تأتي إلى الشاطئ.

        أمّا أنثى الدب القطبي فتلجأ إلى مكان تختاره في الكهوف الثلجية، أو تحفر في الجليد وكراً يناسب حجمها، ثم ترقد فيها متكورة على نفسها. وخلال هذه الفترة يكتمل حملها وتلد. ولكن الأم وجراءها لا يخرجون من الوكر إلاّ بحلول فصل الربيع، حين تبدأ الدببة في استرجاع وعيها ببطء، وتتحرك خارجة من مكامنها دون أن تدري بما حدث لها خلال السبات.

جراء الدب

        تولد أغلب جراء الدب في فصل الشتاء، خلال فترة السبات الشتوي للأم. وتلد الأنثى ـ عادة ـ جروين، ولكنها قد تلد جرواً واحداً أو قد يرتفع العدد إلى أربعة. وتولد الجراء صغيرة جداً يراوح وزنها بين  0.25 ـ 0.50 كجم فقط عند الولادة، وهي تولد مغمضة العينين وبلا فراء، ثم بعد شهر من الولادة تفتح عينيها، ويبدأ الفراء الكثيف الناعم يكسو جسمها الصغير. وتبقى الصغار مع أمها في مكان ولادتها، وتخرج بعد شهرين تقريباً عند حلول فصل الربيع لتمرح وتلعب. وهي تنمو بسرعة إذ يصل وزنها إلى نحو 18 كيلوجراماً بحلول الخريف. وتبقى الجراء مع الأم وتحت رعايتها لمدة تقرب من عامين، ترعاها وتعلمها أصول الصيد.

الغذاء

        تعتبر الدببة من آكلات اللحوم؛ إلاّ أنها تأكل العديد من أنواع الطعام الأخرى. كما تصطاد الفئران والسناجب البرية والحيوانات الصغيرة الأخرى. وتخوض الدببة في مجاري الأنهار، وتصطاد الأسماك بمخالبها أو بفكها القوي. وتشمل قائمة الغذاء المفضل للدب، النمل وبيض الطيور. وفي بعض الأحيان تفترس الدببة الدواب الحية، خاصة الحملان وصغار الخنازير. وقد يشمل غذاؤها جوزة البلوط، والثمار اللبية، والفواكه، والجوز، وأوراق النباتات وجذورها. والدببة مغرمة بالعسل، ولذا فإنها تمزق خلايا النحل المستأنس، أو مكامن النحل البري للحصول عليه؛ وتتحمل في سبيل ذلك كثيراً من لسعات النحل المؤلمة.

العادات

        تتجول الدببة غالباً عبر مناطق متباعدة بحثاً عن الطعام. وقد يستحوذ الدب الرمادي على مساحة تقترب من 25 إلى 30 كيلومتراً يتخذها ساحة صيد خاصة به. والدّببة القطبية ماهرة في السباحة، وقد تشاهد في كثير من الأحيان طافية فوق الجزر الثلجية العائمة، حيث تنتقل إلى مسافة أبعد من 300 كيلومترٍ عن اليابسة.

        وتعد الدببة في الغالب حيوانات مسالمة، فهي تسعى إلى تفادي الصراع، كما تبتعد عن الخطر. ولهذا فأعداؤها بوجهة عام من الدببة الأخرى أو البشر. وهي نادراً ما تهاجم الإنسان في الطبيعة، إلاّ إذا وجدت معه ما يؤكل، فحينئذ تهاجمه لكي تسد رمقها. وهي لا تبدي خوفاً من الإنسان، بل كثيراً ما تنطلق في مناطق المعسكرات بحثاً عن الطعام. إلاّ أن الدببة حادة المزاج وسريعة الغضب، وهي مقاتلة شرسة تهاجم كل من شـأنه تهديدها، أو تهديد صغارها، أو غذائها، أو بيوتها. ويكون الدب الغاضب سريع الحركة، على الرغم من ضخامة جسمه. كما أن اللطمة الواحدة من كفه الأمامية القوية ذات البراثن، يمكن أن تؤدي إلى موت حيوانات كبيرة كالأبقار والأيائل. ومن هنا فان مخالبه القوية الطويلة تعد أسلحة بالغة الخطورة.

        تعيش الدببة في البرية نحو 15 ـ30 عاماً، أمّا في الأسر فيعيش الدب البني حوالي سبعة وأربعين عاماً؛ على حين يعيش الدب القطبي حوالي أربعة وثلاثين عاماً.

        وعلى الرغم من قوة الدببة وعنفها، أمكن ترويضها وتدربيها على كثير من ألعاب السيرك.

تتبع الدببة ودراستها

        نظراً لتناقص أعداد الدببة في العالم، وحرصاً على تتبع خطوط سيرها في الغابات والصحاري والمناطق الثلجية، استُعملت أجهزة إرسال خاصة تركب على أطواق تحيط برقبة الدّب. وترسل هذه الأجهزة إشارات ذات ذبذبه خاصة، تستقبلها أجهزة استقبال متصلة بحاسب آلي عليه خرائط تبين بوضوح خط سير الدببة. وقد تكون بعض أجهزة الإرسال هذه  مزودة بحقن لعلاج الدببة أو تحصينها  بلقاحات خاصة. فعند إرسال إشارة لاسلكية مُعينة تخرج إبره من الجهاز تحقن الحيوان وترتد مكانها مرة أخرى. ويتكون هذا الجهاز من جزأين: الأول عبارة عن جهاز استقبال مزود بهوائي، لالتقاط الذبذبات الصادرة من الجزء الثاني المركب على الحيوان.

        ويُسمى أسلوب تتبع الحيوانات والطيور بهذه الطريقة "الاستشعار عن بعد" Telemetry، وقد أدخل عليه تحسينات جوهرية، فأصبح هناك مراكز إليكترونية لتسجيل تحركات الحيوانات والطيور والكائنات البحرية، في جميع أنحاء العالم.

        وبهذه الطريقة الدقيقة يمكن معرفة مكان مختلف الحيوانات، والدببة على وجه الخصوص، أثناء البيات الشتوي فتستخرج من كهوفها أو مبايتها لوزنها وقياسها وأخذ جميع البيانات الخاصة بها. وكذلك استبدال بطارية جهاز الإرسال ثم إرجاعها إلى مبايتها الثلجية مرة أخرى. وهكذا كل عام حتى يمكن عمل سجل كامل لحياة كل حيوان.

في الأمثال العربية

يُضرب به المثل في السِّمَن، والفطنة

يقال: "أسمنُ من دُبُّ"  و"أفطَنُ من دُبّ"