إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات متنوعة / الموسوعة المصغرة للحيوان









الظبي (الغزال) The Gazelle

الظبي (الغزال) The Gazelle

تعريف

       الظبي من أرشق الحيوانات التي عرفها الإنسان، واستأنسها منذ القِدَم. وأنواع الظباء كثيرة متشابهة لدرجة يصعب على غير العين الخبيرة التفريق بينها. وهو يسكن الغابات والصحاري في أنحاء العالم المختلفة. ويفضل العيش في قطعان. والظبي من المجترات، التي تتغذى على الأعشاب وأوراق الأشجار، وهو هدف للضواري كالفهود والذئاب.

اسم الظبي (الغزال): الآدم (من الأُدمة)، الأَعْفَر (من العُفْرَة).

جمع الظبي: ضِباء، أَظْب، ظُبيّ.

جمع الغزال: غِزْلان، غِزْلة.

اسم الغزال بالفرنسية: Gazelle

اسم الغزال بالإنجليزية: Gazelle

اسم الظبي بالفرنسية: Antilope

اسم الظبي بالإنجليزية: Deer -Gazelle -Antelope

أنثاه: ظَبْية، الغزالة.

صوته: البُغام، الثُغاء عند الولادة، الخُوار، النُّباح، النِّباح.

بيته: الكِناس، المَكْنِس، السَّرب.

التصنيف البيولوجي

       الظبي من شعبه الحبليات  ـ شعيبة الفقاريات ـ طائفة الثدييات، رتبه ذوات الظلف المشقوق، الفصيلة البقرية Family Bovidae  ـ تحت فصيلة أنتيلوبيني  Antilopinae ـ جنس الغزال  Genus Gazella، ونوع الغزال.

نبذة تاريخية

       يبدو أن المصريين القدماء تمكنوا من استئناس غزال دوركاس، الذي أصبح يُطلق عليه الغزال المصري، وتبعهم الرومان في ذلك. ويقال إن لحم الغزال كان وجبة أساسية في طعام الكهنة المصريين منذ 7000 سنة ق.م. وتؤكد الكتابات الهيروغليفية، التي وجدت في مقبرة فرعونية يرجع تاريخها إلى 2500 سنة ق.م، أن صاحب المقبرة كان يمتلك 1135 غزالاً.

       وقد وجدت رسوم الغزلان منقوشة على الآثار الفرعونية القديمة، في لوحات تمثل الملوك في رحلات صيد، أو تمثل إهداء إلى الملوك كهدايا ثمينة، مما يدل على  سمو مكانتها عند الفراعنة. وقد انتشرت ظاهره تربية الغزلان في بعض الأقطار ذات الثراء، ابتغاء وجبه شواء شهية.

       ولصعوبة السيطرة عليها ولأنها ذات ذاكرة ضعيفة، لم يستطع الإنسان أن يروضها ويدّربها كما روض الفيلة والنمور والأسود والدببة. ولم يرد ذكر استعمالها كحيوانات مدربة في السيركات العالمية.

أنواع الظباء

       هناك ما يقرب من 15 نوعاً من الظباء تعيش على مساحات شاسعة، في شمال وشرق أفريقيا وآسيا. وتعيش بعض الظباء في الجبال، ولكن معظمها يعيش على الأرض الرملية المنبسطة.

       وأنواع الظباء كثيرة ومتشابهة، حتى أن علماء الحيوان يجدون صعوبة في التفريق والتمييز بين الأنواع المختلفة عن بعد. يُذكر من هذه الأنواع غزال بينيت Bennett's Gazelle، الذي يعيش في الهند وضروب الغزال العربي المختلفة، وغزال سبيك Spekes Gazelle، وغزال كوفيير  Cuvier's Gazelle، وغزال سوميرينج Soemmerring's Gazelle، ولكن أكثرها انتشاراً وشهرة غزال تومسون Thomson's Gazelle، وغزال داما Dama Gazelle، وغزال دوركاس أو الغزال المصري Dorcas Gazelle.

غزال تومسون  Gazella thomsoni) Thomson's Gazelle) (انظر صورة الغزال تومسون)

       يتميز هذا الغزال بأن لونه أصفر على الظهر، وأبيض على البطن، ويفصل بين اللونين خط  بني يمتد بين الكوع والفخذ. والعينان محاطتان بدوائر بيضاء تمتد حتى الأنف، والأفخاذ بيضاء من الخلف، ومحددة  بخط أسود. أمّا الذيل فأسود، وعلى القرون دوائر واضحة وعميقة ومنحنية للخلف وقليلة الانفــراج، وطولها حوالي 30 سم، وطول الرأس والجسم حوالي 110 سم، وارتفاعه 66 سم، ووزنه 18ـ27 كيلوجراماً.

       وينتشر غزال تومسون في السودان وكينيا وتنزانيا، حيث يعيش في الأراضي المعشبة المنبسطة. وهو الغزال الأكثر شيوعاً في مناطق شرق أفريقيا، وهو ينشط عند الفجر وعند الغروب مفضلاً أن يختفي خلال النهار الحار. وتتكون قطعانه من ذكر واحد بالغ، و 5 ـ 60 أنثى وصغير، ولكن هذا التركيب قد يتغير من ساعة لأخرى ومن يوم لآخر.

       ويتغذى غزال تومسون على الأعشاب أساساً وأحياناً على أوراق الأشجار والأغصان. وعندما يحس بالخطر يقفز قفزة مميزة، تبدو الرأس والأرجل فيها متخشبة Stotting، ويعاود القفز عدة مرات وهو على هذه الهيئة. وهو صامت لا يصدر أصواتاً، ولكن لديه حاستا شم وبصر  في منتهى القوة. وقد تلد الأنثى مرة وأحياناً مرتين كل عام، وليداً واحداً في كل  مرة.

غزال داما  Gazella dama)  Addra  or dama  gazelle) (انظر صورة غزال داما)

       يتميز هذا الغزال برأس أبيض، بينما الرقبة ومعظم الظهر والخاصرتين لونهما مائل للحمرة أو كستنائي، والأرباع الخلفية والبطن لونهما أبيض، وتتباين هذه الألوان في قوتها ودرجة انتشارها على الجسم من فرد لآخر، ومن منطقة جغرافية لأخرى. والذيل قصير، ولونه أبيض ينتهي بطرف أسود، وطول القرون حوالي 35 سم في الذكر، أمّا الأنثى فقرونها قصيرة جداً، وطول الرأس  والجسم حوالي 90 ـ 170 سم، والارتفاع 90 ـ 100 سم، والوزن حوالي 73 كيلوجراماً.

       وينتشر غزال داما في الصحارى الأفريقية، وعلى حواف السهول. وكان فيما مضى يتجمع في قطعان قد تصل إلى 500 فردٍ. أمّا في الوقت الحالي فيراوح عدد القطيع من 15 ـ 20 فقط. ويقطع هذا الغزال مسافات طويلة من المناطق الصحراوية إلى السهول، عقب سقوط الأمطار الخفيفة التي تساعد على نمو النباتات والأعشاب. ويتغذى غـزال دامــا على الأعشاب الجافة والحشائش. كما أنه يشرب كميات من المياه أكبر مما ينتظر من حيوان صحراوي، مع أنه يستطيع أن يقاوم فترات الجفاف الطويلة. ويمكن لغزال الداما التآلف مع قطعان فصائل الغزال الأخرى.

الغزال المصري (غزال دوركاس)   Gazella dorcas) Dorcas  Gazelle)

       يعتبر هذا الغزال من أصغر الغزلان حجماً، ويتميز بجسم جميل رشيق، ولونه بني محمر، إلى رملي فاتح على الجزء العلوي والخاصرتين. ويوجد شريط داكن نوعاً على جانبي الجسم، يفصل الأجزاء العليا عن الأجزاء السفلى ذات اللون الأبيض، وأعلى الذنب أسود اللون. طول جسم الذكر 90 سم، والذيل 15 سم تقريباً، وارتفاعه عند الكتفين حوالي 50 ـ60  سم، ويستوطن هذا الغزال  السهول والصحاري، وينتشر في شمال أفريقيا من الجزائر غرباً إلى مصر شرقاً، وجنوبا إلى شرق السودان ونيجيريا وإثيوبيا. كما يوجد في صحراء مصر الشرقية، وشبه جزيرة سيناء، وفلسطين وسوريا.

غزال غرانت   Gazella granti) Grant's Gazelle)

       غزال كبير الحجم نسبياً، يصل ارتفاع كتفيه إلى 85 سم، وطول قرنه 75 سم. اللون العام بني محمر، والأجزاء السفلية بيضاء، وعلى عجزه بقعة ذات حافة سوداء، كبيرة نسبياً، تمتد إلى الذنب والفخذين. ويستوطن غزال غرانت المناطق الواقعة بين أواسط تنزانيا وبحيرة فكتوريا وجنوب أثيوبيا.وهو حيوان اجتماعي يعيش في قطعان، ويضم القطيع عادة 50 فرداً، وقد يصل عدده في بعض المناطق إلى بضعة مئات. ويشاهد غزال غرانت كثيراً في صحبة الزراف، والحمر الوحشية، والظباء، ويتغذى على الحشائش والأوراق.

الغزال الأحمر

       أُطلق هذا الاسم خطأ على الأيل الأحمر Red Deer.

غزال المسك

       أُطلق هذا الاسم خطأ على أيل المسك.

الغزال شائك القرون

       يُعتقد أن هذا الحيوان ينتمي لجنس الغزال، وإن كانت أوصافه، وعلى الأخص قرونه الشائكة، تؤكد أنه ينتمي لجنس الأيائل. وعلى أي حال فهو حيوان رشيق من ذوات الحوافر، موطنه الأصلي أمريكا الشمالية. وله جسد ممتلئ، وأذنان طويلتان، وأرجل رشيقة، وذيل قصير. وتتنوع ألوانه بين الأصفر الفاتح والبني المائل للاحمرار. أمّا الأجزاء السفلية من الردفين وجانبي الوجه والحنجرة، فلونها أبيض.

       ويبلغ ارتفاع ذكر الغزال الشائك ما بين 90 و105 سم عند الكتفين، ويزن ما بين 45 و65  كيلوجرام، ويبلغ طول القرن ما بين 30 و40 سم. وهو يتكون من خشبة عظمية وغطاء قرني. ويقال إِنه الحيوان الوحيد في العالم الذي تنسلخ قشرة قرونه بانتظام سنويا.

       ويعيش هذا الحيوان في مجموعات في المراعي المفتوحة بكندا وغربي الولايات المتحدة، وأجزاء من المكسيك. ويتغذى بالعشب وأغصان الشجيرات، ويعتمد على بصره الحاد في تحري وجود أعدائه الألداء من الذئاب وحيوانات القيوط. وتتزاوج هذه الحيوانات في الخريف وتلد الإناث في الربيع حيث الغذاء الوفير.

       وبحلول عام 1908، كان هناك حوالي 000 20 من هذه الحيوانات. أمّا الآن فيصل عددها نحو 000 250 وهي أنواع محمية بحكم القانون خوفاً عليها من الانقراض.

الصفات

       يقترن جمال الظباء ورشاقتها ولونها، بالبيئة التي تعيش فيها والأعداء الطبيعيين لها. فلونها الضارب إلى الصفرة يجعلها سهلة الاختفاء وسط بحار الرمال والكثبان، وسيقانها الدقيقة التي تحمل جسماً صغيراً تجعلها سريعة الحركة، وسريعة المناورة تقفز على الصخور بكفاءة،  وتجتاز الفوالق الصخرية بسرعة ورشاقة لا مثيل لهما. ولها كذلك عينان واسعتان سوداوان، وأذنان طويلتان، نحيلتان، مدببتان، وذيل قصير وشعر ناعم قصير.

       وللذكور والإناث قرون ملساء، ولكنها مدببة وحادة. وبعض الأنواع  قرونها محززه بحلقات تدل على عمر الحيوان، وفى الوقت نفسه لها تأثير إصابة مضاعف عند القتال مع الأعداء، مع الأخذ في الحسبان أن قرون الذكور أطول وأكثر حده من قرون الإناث. ولكل نوع من الظباء شكل خاص للقرون.

       ولأن الظباء من العائلة البقرية، فإن لها  معده مركبه. لذا فهي تتناول الغذاء بسرعة ثم تجتره على مهل عندما تختبئ للراحة واتقاء حرارة الشمس الحارقة، في الصحارى الأفريقية.

التأقلم مع الطبيعة

       لما كانت الشمس حارقه في الصحارى وقد تضر الحرارة بالحيوان فيصيبه احتباس الحرارة أو ضربه الحرارة Heat Stroke، التي تأثر أول ما تأثر على المخ فيحتقن ويفقد الحيوان اتزانه ثم وعيه إلاّ إذا تبرد المخ بصوره طبيعية، لذا فقد خلق الله سبحانه وتعالى للظباء والأيائل والوعول الصحراوية ما يسمى بجهاز تبريد المخ Brain Cooling System، وهو عبارة عن دورة دموية خاصة بين المخ وبين التجويف الأنفي. فيخرج الدم من المخ إلى التجويف الأنفي فيبرد، ثم يرجع إلى المخ فيبرده؛ وهكذا يتخلص المخ من الحرارة الزائدة، ويتقى الحيوان ضربه الحرارة وما يستتبعها من علل وأمراض.

العادات الاجتماعية والغذاء

       الظباء من الحيوانات الصامتة التي نادراً ما تصدر أصواتاً، ولا تصدرها إلا كصيحات تحذير عند الشعور بالخطر.

       وهي تعتبر غذاء رئيسياً للضواري الصحراوية مثل الفهد  الصياد،  وفهد سيناء، والذئاب،  وابن آوى. لذا تعيش الظباء في قطعان يتكون كل منها من 5 ـ 60 أنثى، إضافة إلى الصغار وذكر واحد بالغ. وهذه القطعان مترابطة ويختلف عددها وتركيبها من ساعة إلى أخرى، وعند الخطر قد تتشتت تماماً، حيث يجري كل فرد في اتجاه ناجياً بنفسه، وقد تلتئم مره أخرى عند زوال الخطر وقد تظل يوماً أو أكثر مشتتة  ثم تلتئم.  

       ومن الطريف أنه إذا شعر الحيوان بالخطر، فإنه يقفز إلى أعلى رافعاً رأسه وفارداً أطرافه الأربعة، كما لو كان يعطى إشارة خطر لباقي القطيع فيهرب أفراده كل في اتجاه.

       تنشط الظباء في الصباح الباكر وعند الغروب، وتختبئ خلال النهار الساخن، ففي الصباح تلعق الندى المتكاثف على النباتات والصخور الناعمة، كمصدر للمياه. وتأكل من العشب الندى البارد قبل أن تشرق عليه الشمس، فلا يستساغ لسخونته وذبوله.

التناسل

       في موسم التزاوج يقترب الذكر من الأنثى ويضغط بذقنه على مؤخرتها فإن وقفت ساكنه ورفعت ذيلها كان ذلك إيذاناً منها بقبول التزاوج. وإن أجفلت وابتعدت فإن الذكر لا يطاردها، بل يتقدم لها المرة بعد المرة حتى تسمح له بالتزاوج.

       وتحمل الأنثى مرة واحدة في العام، وأحياناً مرتين، وفترة الحمل من 5 إلى 6 أشهر تلد الأنثى بعدها مولوداً واحداً، يستطيع الجري بعد ساعة من مولده والمناورة بعد يوم واحد من عمره.

في الحديث الشريف

       بعث الرسول ـ r الضحّاكَ بن سفيان إلى قومه "إذا أتّيتهم فاربض في دارهم ظبياً".

       وقال ابن الأثير في تفسيره: "كان بعثه إليهم يتجسس أخبارهم، فأمره أن يكون منهم بحيث يراهم، فإن أرادوه بسوء تهيأ له الهرب، فيكون كالظبي الذي لا يربض إلاّ وهو متباعد، فإذا ارتاب نفر".

في الأمثال العربية

       يُضرب المثل بظباء مكة في الأمان فيقال: "آمَنُ من ظباء مكة"، والصحّة فيقال: "أصح من ظبي"، وصفاء عينة وسوادها فيقال: "أصْفىَ من عين الظبي"، و "أسود من عين الظبي".