إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات متنوعة / الموسوعة المصغرة للحيوان









الأيل The Deer

الأيل  The Deer

تعريف

       تشكل الأيائل مجموعة ضخمة من الحيوانات الجميلة التي تشترك في أنها من المجترات وتعيش في الغابات، أو على حواف الصحاري، أو التندرا في المنطقة القطبية، والمناطق الجبلية. وتأكل الأعشاب والثمار.

       وهي تختلف كثيراً في أحجامها، وألوانها، وفي العديد من الصفات الخارجية الأخرى. وتحمل الذكور منها  قروناً، غالباً، ما تكون طويلة، متفرعة، وشائكة.

أسماؤه: الماعزة الجبلية، اليامور، اليحمور، الأُروية، الوعل، الوقيفة.

الجمع: الأروى.

الذكر: اليامور، اليحمور.

اسمه بالفرنسية: Bouc de Montagne Bouquetin

اسمه بالإنجليزية: Deer

الأنثى: الإِيَّلَة، الأُرويَّة، الإِرويَّة، الهَشَمة.

التصنيف البيولوجي

       تندرج الأيائل تحت شعبة الحبليات ـ شعيبة  الفقاريات ـ طائفة الثدييات ـ رتبة ذوات الحوافر ـ رتيبة مزدوجة الأظلاف ـ فصيلة الأيائل (سرفيدى Cervidae)

نبذة تاريخية

       يُعتقد أن الأيائل كانت حيوانات صغيرة، عاشت في غابات أوراسيا (أوروبا وآسيا) وعرفها الإنسان منذ زمن بعيد. وفي ذلك الزمان لم تكن لها قرون، ولكن مع مرور الزمن زاد حجم بعض الأنواع ووصلت أحجاماً كبيرة نوعاً، مثل حيوان الموظ الذي عاش في أمريكا الشمالية منذ آلاف السنين، وحيوان الإلكة الأيرلندي وهو أيضاً حيوان هائل الحجم يعيش في أوروبا.

       وتوضح بعض الرسوم التي حفرها الأجداد في أعماق الكهوف منذ 14000 سنة ـ ورسوم أخرى أحدث منها ـ اهتمام الإنسان بهذه الحيوانات. فقد استخدم الإنسان الأيائل أولاً كمصدر طعام، ثم استخدمها في الرياضة، لدرجة أن ملوك إنجلترا النورمانديين زرعوا الغابات في جنوب إنجلترا وجلبوا إليها الأيائل حتى يضمنوا مورداً وفيراً منها لغرض الصيد.

أنواع الأيائل

       تضم فصيلة الأيائل أنواعاً كثيرة تختلف حجماً ولوناً وبيئة وشكل قرون. وهي موزعة جغرافياً على أمريكا الشمالية والجنوبية، وآسيا وأوروبا، وشمال غرب أفريقيا. كما أنها أُدخلت أيضاً إلى استراليا.

       ويوجد أكثر من مائة نوع من هذه الحيوانات، تندرج تحت الفصيلة المعروفة باسم فصيلة الأيائل Deer Family أو سيرفيدى Cervidae. وتنقسم هذه الفصيلة إلى عدة فصيلات، تشمل كل منها ضرباً أو أكثر من الأيائل.

وفيما يلي بعض أشهر هذه الأنواع

1. أيل المسك  Moschus  moschiferous) Musk Deer)

       يعيش هذا النوع من الأيائل، الذي يندرج تحت جنس واحد تحت فصيلة Moschinae، في الغابات التي تُغطي المنحدرات الجبلية في آسيا الوسطى والشرقية والشمالية، من الصين وكوريا إلى منغوليا الغربية. ويعتبر أيل المسك أكثر أنواع الأيائل الموجودة بدائية. ولا تحمل الذكور قروناً على رؤوسها لتدافع بها عن نفسها، ولكن قد يعوضها عن ذلك أنيابها العلوية الطويلة. وهو حيوان صغير لا يرتفع عن الأرض أكثر من حوالي 50 سم، وله ذيل قصير، وأرجل قوية وحوافر كبيرة، ويغطي جسمه شعر طويل كثيف خشن جداً، والأرجل الخلفية أطول من الأمامية لذلك فان الظهر أكثر ارتفاعاً عند الكفل. ويتميز هذا النوع من الأيائل بوجود غدة تحت جلده البطني تفرز مادة بنية شمعية ذات رائحة قوية نفاذة هي مادة "المسك"، الذي يُستعمل في صناعة الصابون والعطور. ويبدو أن لهذه المادة تأثير جاذب للجنس الآخر في موسم التزاوج، الذي يكون عادة في شهر يناير من كل عام، وعدا هذه الفترة تعيش أيائل المسك في حالة فردية، وتختفي بالنهار وتنشط فقط بالليل.

2. أيل المنجق  Muntjacus muntjak) Indian Muntjac Barking Deer) (انظر صورة أيل المنجق)

       تندرج هذه الأيائل تحت فُصيلة Muntiacinae، وتشتمـل على جنسين مختلفين هما Genus muntjacus، و Genus  elephadus، ويعرف منه 20 صنفاً تنتشر في الهند وإندونيسيا وجاوة ومن الصين إلى تايوان. ويعيش في الغابات الاستوائية والمرتفعات التي قد تصل إلى .10000 قدم. وأيل المنجق يعرف أيضاً باسم الأيل النابح Barking Deer، لأنه عندما يفزع يُصدر سلسلة من النباح السريع القصير، الذي يبدو مشابها لطقطقة الصفيح. وهذه الأيائل صغيرة الحجم بعض الشيء يصل طولها إلى حوالي 90 ـ100 سم، ويبلغ ارتفاعها نصف متر (45 ـ 65 سم) تقريباً، ويزن الفرد البالغ منها حوالي 14 ـ 16 كجم، ولها أنياب قد يصل طولها إلى 3 سم. وإضافة إلى ذلك فالقرون قصيرة لا يزيد طولها على 10 ـ 12 سم  تنمو على مقدمة الجبهة، ولا توجد إلا في الذكور. وأيل المنجق يحب العزلة وينشط فقط أثناء الليل. وفترة الحمل لهذه الأيائل 6 أشهر.

3. الأيل الحقيقي   True Deer

       لهذا النوع من الأيائل قرون أطول من مثيلاتها  في أيل المنجق، ويندرج الأيل الحقيقي تحت فُصيلة ( Subfamily Cervinae ) ويعرف منها 4 أجناس مختلفة هي: أيل الفالو (Cervus dama) Fallow Deer، وأيل المحور (Cervus axis) Axis Deer والأيل الأحمر (Cervus elephas) Red Deer وأيل الأب دافيد Pere  David  Deer .

ـ أما أيل الفالو Cervus dama) Fallow Deer) (انظر صورة أيل الفالو)، فيتبع جنس الداما، ولونه أحمر مائل للبني، تكسوه بقع بيضاء في الصيف، ورمادي مائل للبني في الشتاء. والقرون تنمو فقط في الذكور، ولها طرف يشبه راحة اليد وتتغير سنويا. ويبلغ طول الرأس والجسم 1.3 ـ 2.3 متر، والذيل 15 ـ 20 سم، ويقرب ارتفاعه من متر ويراوح وزنه من 50  إلى  200 كجم.

       وينتشر أيل الفالو في المناطق الساحلية لحوض البحر الأبيض المتوسط، وفي أوروبا، وشمال أفريقيا، وآسيا الصغرى. ويعيش في الجبال والغابات، تعيش الإناث والصغار في مجموعات كبيرة، بينما تتجمع الذكور في مجموعات صغيرة. ويتم التزاوج في شهر سبتمبر.

       وهناك ما يعرف بأيل الفالو الفارسي، الذي يبدو أَنه انقرض منذ عشرات السنين.

ـ أيل المحور Cervus axis) Axis Deer) (انظر صورة أيل المحور)

       ويتبع جنس الأكسيس Genus axis، وهو أجمل أنواع الأيائل على الإطلاق، فلونه أحمر قاتم مائل للبني، تكسو جسده  بقع بيضاء طوال العام. ويبلغ طول الجسم والرأس 1.1 ـ 1.4 متر  والذيل 20 ـ 30 سم، وارتفاع الجسم عند الكتفين حوالي 80 سم، ووزن الجسم يقرب من 50 كجم. وتجوب قطعان كبيرة من أيل المحور السهول والتلال الواقعة عند سفوح الجبال في الهند وسريلانكا. ويوجد منه نوع يعرف باسم "أيل الخنزير" يعيش في غابات جنوب شرق آسيا. يعيش هذا الأيل في مجموعات كبيرة، تضم إلى جانب الإناث ذكرين وغالباً ثلاثة. ويرعى أيل المحور في الصباح الباكر أو قبل الغروب. وفي حالة الشعور بالخطر وعند اقتراب أحد أعدائه الطبيعيين، كالببر أو النمر، ينطلق أيل المحور لا يلوى على شيء إلى أحد الجداول المائية ليسبح فيها ناجياً بحياته. وتلد الأنثى  1 ـ 3  من الصغار، بعد  فترة حمل من  7ـ 7.5 أشهر.

ـ الأيل الأحمر Cervus  elephas) Red Deer)

       ينتمي هذا النوع إلى جنس سرفاس Genus cervus، يوجد في أوروبا، وآسيا، وأمريكا الشمالية، وشمال أفريقيا. ويُفضل العيش في المستنقعات، وقريباً من جداول الماء، أو في الغابات. وتختلف الثلاثة وعشرون نوعاً من هذه الأيائل اختلافاً بيناً، في أحجامها. فالسلالات الموجودة في أمريكا الشمالية، أكبر حجماً من تلك الموجودة في أوروبا. ويتمتع هذا الأيل الجميل بجلد ضارب إلى الحمرة خلال فصل الصيف، يتحول إلى لون أقرب للرمادي في فصل الشتاء. ويكسو منطقة الكفل شعر أصفر برتقالي. وتتميز قرون الذكور بزيادة عدد فروعها كل عام، وقد يصل عدد نتوءاتها إلى ستة.

       ويختبئ الأيل الأحمر طوال النهار، ليبدأ رحلة البحث عن الطعام عند الغسق. ويبدو أن رطوبة الجو تتحكم في حركة قطعان هذا النوع من الأيائل. ففي الجو الرطب تكون الحركة محدودة عنها في الجو الجاف. وقد أكد بعض العلماء أن الجو الرطب يساعد في حمل الروائح التي تنبعث من أجسادها  إلى مسافات أطول، مما يجعل الأيائل تعتمد على حاسة الشم أكثر من اعتمادها على الحركة المستمرة.

       وتعيش الذكور معظم أوقات السنة في مجموعات منفصلة عن الإناث، ليس لها قائد مسيطر. وتتجول في نطاق محدد، بينما تترأس إحدى الإناث مجموعة غالباً ما تتكون من الإناث وصغارهن. وتظل هذه الأنثى الرئيسة متيقظة دائماً، تلاحظ وتتصنت وتشم الهواء، حتى إذا ما أحست بوادر خطر أصدرت نباحاً متقطعاً، تتوقف لسماعه جميع الإناث وتظل مترقبة حتى تعاود الأنثى الرئيسة نشاطها الطبيعي بعد زوال مصدر الخطر.

       وخلال موسم التزاوج القصير في سبتمبر وأكتوبر، تبدأ الذكور في غزو مناطق تجمع الإناث. ويختار كل ذكر لنفسه مجموعة من الإناث يدفع عنهن ضد محاولات الذكور الأخرى لاستقطاب بعضهن. وتعرف هذه المجموعة علمياً باسم "الحريم المؤقت". ومن الغرائب أن الذكر في هذا النوع من الأيائل  يسيطر على إناثه فيما يتعلق بالتزاوج فقط، ولكن عند حدوث الخطر تتجمع الإناث حول الأنثى الرئيسة، التي اعتدن على حمايتها. وبعد التزاوج تلجأ الذكور إلى مأواها الشتوي وتتخلص من قرونها بحلول الربيع. وتولد صغار الأيائل في فصل الربيع، وتظل في حماية أمهاتها اللاتي لا يبعدن عن صغارهن كثيراً.

       ويُعرف الأيل الأحمرـ الذي يعيش في أمريكا الشمالية، باسم حيوان "الإلكة الأمريكي"  American Elk، أو "الوابيت" Cevus canadensis - Wapiti وهو حيوان ضخم الجثة ارتفاعه عند الكتفين 1.5 متر أو أكثر، وطوله 1.8 ـ 2.5 متر، ولونه بنى ضارب للحمرة. وتميزه بقعة صفراء باهتـة على الكفل، وله ذيــل قصير حوالي 12 ـ  22 سم. ويعيش هذا النوع من الأيائل في الغابات والأراضي المرتفعة، والغابات الصخرية في شمال غرب أمريكا الشمالية، في فصل الصيف، فإذا حل الشتاء وغطت الأرض الثلوج، هبطت إلى الوديان. تتزاوج أيائل الوابيت في شهري سبتمبر وأكتوبر حيث يكوّن كل منها لنفسه حريماً خاصاً، ويُعلن عن وجوده بصوت مميز، يبدأ بنبرة منخفضة تتصاعد تدريجياً إلى صوت رفيع حاد، ينتهي فجأة بما يشبهه الصرخة. والقتال بين الذكور قتال وحشي لابد أن ينتهي باستسلام الذكر الأضعف، ومغادرته المكان على الفور. ويتكون الحريم في بدايته من 50 ـ 60 أنثى، وبينما القتال دائر بين الذكر المُسيطر والذكر المعتدي، تتسلل بعض الذكور الأخرى لتقسم الحريم إلى مجموعات أصغر يفوز كل منها بمجموعة.

       وفي موسم الولادة، الذي يمتد من مايو إلى يونيه كل عام، تلد أنثى الوابيت 1 ـ 3 أيائل صغيرة، تغطي أجسادها بقع بيضاء.وسرعان ما تقف الصغار فور ولادتها، لتبدأ الاعتماد على نفسها.  وبحلول الصيف تتجمع الذكور والإناث الشابة وصغارها معاً في قطعان كبيرة، يقدر أعداد أفرادها بالمئات.

       ويوجد نوع آخر من الأيل الأحمر، يعرف بأيل سامبار (Cervus unicolor) Sambar Indian Deer (انظر صورة أيل سامبار)، يعيش في جنوبي شرق آسيا، والهند وأندونيسيا، والفلبين في الغابات الاستوائية وتحت الاستوائية، التي تقع على ارتفاعات قد تصل إلى 10000 قدم فوق سطح البحر.  ومنه نوع يسمى "الروسا" يعيش في ماليزيا وتوجد منه 6 ضروب تختلف كثيراً في أحجامها وألوانها. وفي هذا النوع قد يصل طول القرن الواحد إلى قرابة المتر، ويحمل 3 نتوءات أو أشواك فقط. وهذا الأيل يجيد السباحة ويستغلها في الهروب من الأعداء. وفي وسط وجنوب الهند تلد الإناث في شهر مايو وأوائل يونيه. تبلغ فترة الحمل 8 أشهر، تلد الأنثى بعدها صغيراً واحداً أو اثنين.

       وتوجد أنواع أخرى قريبة الشبة بالأيل الأحمر، منها ما يُعرف بالأيل الأحمر المبقع Spotted Red Deer، الذي يعيش في الفلبين، وأيل ثورولد Thorold Deer، ويعيش في جنوب الصين وشرق هضبة التبت، ويتميز بخدود وخطم وشفاه وصدر بيضاء اللون. وأيل المستنقعات الهندي Barasingha or Swamp Deer، وأيل إلـــدز Eldis Deer، الذي يعيش في جنوب شرق آسيا، وأيل السيكا Sika، في شرق آسيا واليابان وتايوان.

ـ أيل الأب دافيد Pere Davids Deer

       ويعرفه علماء الحيوان باسم Elaphurus davidianus،  وقد انقرض حالياً في الطبيعة. وكان إمبراطور الصين في القرن التاسع عشر يمتلك قطيعاً من هذا النوع من الأيائل متوسطة الحجم، على مشارف مدينة بكين عاصمة الصين وقد نقلت الحملة الفرنسية بقيـادة Pere A. David، بعض هذه الحيوانات إلى أوروبا عام 1865. وقد قُضِيّ على هذا  القطيع بأكمله أثناء الثورة الفرنسية في نهاية القرن التاسع عشر، غير أن دون بدفورد Bedford، انشأ قطيعاً سـلالياً ناجــحاً في مقاطعته Woburn Abbey، في إنجلترا وقد صارت هذه الأيائل اليوم موجودة في حدائق عامة كثيرة في العالم، أو في المحميات الطبيعية، وهي تعيش في الأسر بصورة طبيعية وتتناسل بكفاءة في حدائق الحيوان. ويجري التزاوج في يونيه وأغسطس، ومدة الحمل حوالي 8  أشهر (250 يوماً)، وتلد الأنثى صغيراً أو صغيرين خلال أبريل ومايو.

4. أيل الماء الصينـي  Chinese Water Deer  

       يوجد من هذه الأيائل جنس واحد Genus hydropotes، في فصيلة واحدة Hydropotinae، واسمه العلمي Hydropotes inermis (انظر صورة أيل الماء الصيني). ويشبه أيل الماء أيل المسك في أنه بلا قرون، ولديه أنياب عليا طويلة تبلغ حوالي 6 سم. ولونه أحمر بني صيفاً وداكن شتاءً. والسيقان الأمامية أقصر من الخلفية. ويبلغ طـول الرأس والجسم 75  ـ  97 سم، والذيل 8 سم، والارتفاع عند الكتفين 45 ـ 55 سم، والوزن حوالي 15 كيلوجراماً. وينتشر أيل المـاء في شرقي الصين وكوريا، ويعيش في المستنقعات أو في السهول الواقعة جوار مجاري الأنهار. وهو يفضل العيش منفرداً أو في أزواج. وعند الشعور بالخطر يظل ساكناً هادئاً، حتى إذا تأكد اقتراب العدو أسرع في الركض ناجياً بحياته. وفترة الحمل 6 أشهر، وتلد الأنثى ما بين 1 ـ 6 صغار في المرة الواحدة.

5. الأيل الأمريكي American Deer   

       يطلق اسم الأيل الأمريكي على عددٍ من ضروب الأيائل، أشهرها الأيل أبيض الذيـل White ـTailed Deer ، وأيل المستنقعات Marsh Deer، وأيل العشب Pampas Deer، وأيل البودو Pudus.

       ويوجد من الأيل أبيض الذيل 39 ضرباً، تختلف في أحجامها، ويراوح طول الرأس والجسم ما بين 85  ـ 205 سم، والذيل 10 ـ 35 سم، والارتفاع حتى 92 سم، والوزن من 50 إلى 200 كيلوجرامٍ.

6. أيل فرجينيا   Odocoileus virginianus) Virginea Deer) (انظر صورة أيل فرجينيا)

       يعتبر من أشهر الأيائل بيضاء اللون، التي تعيش في المناطق الواقعة بين جنوب كندا وشمال أمريكا الجنوبية. وفي هذا النوع تتجه القرون للخلف أولاً ثم للأمام، مع توجيه جميع نتوءاتها إلى الأمام. ولون الجلد بني مائل للحمرة صيفاً، يتحول إلى اللون الرمادي المشوب بالبني شتاءً، ويكون باطن الذيل أبيض تماماً.

       تتجمع الأيائل من هذا النوع في قطعان صغيرة، نادراً ما تتعدى 12 حيواناً من الجنس نفسه. وعند الشعور بالخطر يلجأ الأيل أبيض الذيل إلى الهروب السريع، ويختبئ بين الأشجار الكثيفة رافعاً ذيله الأبيض ليكون علامة تحذير لبقية القطيع. وبعد زوال الخطر يكون الذيل الأبيض أداته لتجميع القطيع مرة أخرى. وفترة الحمل في هذا النوع 7 أشهر.

7. الأيل طويل الأذنين   Odocoileus hemionus) Mule Deer)

       هو نوع آخر من الأيائل بيضاء الذيل، ويعيش في مناطق الساحل الغربي لأمريكا الشمالية. وتتميز هذه الأيائل بآذانها الكبيرة، وبوجود بقعة بيضاء كبيرة على الكفل، وبذيل قصير ذي طرف أسود. وهذا النوع من الأيائل كبير الحجم نسبياً، حيث يبلغ ارتفاعه المتر تقريباً، وطول جسمه متراً واحداً ونصف المتر عدا طول الذيل الذي يبلغ حوالي 20 سم. وتلد الأنثى صغيرين في الصيف بعد فترة حمل حوالي 6 أشهر. وتوجد من هذه الأيائل ضروب كثيرة، تعيش كل منها في منطقة مختلفة عن الأخرى.

8. أيل المستنقعات  Marsh Deer

       يعيش في حوض الأمازون، ويتمتع هذا الأيل بأذنين كبيرتين جداً، وقرون هائلة الحجم.

9. أيل العشب  Pampas Deer

       يعيش في منطقة السافانا في أمريكا الجنوبية، وهو حيوان رقيق ذو قرون بسيطة، لونه أحمر وبطنه بيضاء، ويستطيع القفز إلى ارتفاعات قد تربو على ثلاثة أمتار.

10. أيل البودو   Pudus

       هو أصغر الأيائل على الإطلاق، وارتفاعه أقل من 40 سم عند الكتفين، ويعيش في منطقة الأنديز Andes .

11. أيل الـروْ   Roe Deer

       ينتمي هذا الأيل إلى جنس الكابريولاس Genus capreolus، وهو قريب الشبه بالأيل الأمريكي، الذي يشاركه الفصيلة نفسها Subfamily odocoileinae، وتوجد من هذا الأيل أربعة أنواع، تتميز بأن قرونها تبدأ في التفرع على مسافة قريبة من القاعدة، ولها غالباً ستة فروع، وقد تصل إلى عشرة. والذيل لا يكاد يرى. ولون هذه الأيائل بني مائل للحمرة صيفاً، ومنطقة الخاصرة برتقالية اللون، وفي الشتاء تكون بنية اللون عليها بقعة بيضاء على الكتف.

       يعيش هذا الأيل في أوروبا وآسيا الصغرى وشمال آسيا، ويقطن الغابات الواقعة على المناطق الجبلية. ويعيش غالباً منفرداً أو في جماعات صغيرة، تضم الإناث والصغار. يُحدد الذكر حماه بافرازات الغدد، التي توجد على جبهته، والغدد الشرجية، والغدد السنعية، وكذلك قطرات البول.

       يتم التزاوج في الصيف وقد يتكرر مرة أخرى في الخريف. ومهما كان فصل التزاوج، فإن الصغار، وعددهم 1 ـ 3 تولد، دائماً في الربيع. فمن عجائب الخلق في هذا الحيوان أنه لو تم التزاوج في الصيف وحدث الحمل، فان الأجنة تدخل في مرحلة من السبات ولا تبدأ في التكوين إلاّ في الخريف. ويستمر الحمل 5 أشهر، وتظل الصغار مختبئة لمدة 3 ـ 5 أيام قبل أن تتبع أمهاتها اللاتي يرضعهن لشهرين أو ثلاثة، وتعتمد الصغار على أنفسها بعد بضعة أشهر أخرى.

12. الموظ ـ أيل الموظ Alces alces) Moose) أو حيوان الإلكة الأوروبي European Elk  

       هو أكبر أفراد عائلة الأيائل حجماً، وينتمي إلى جنس يسمى الألسس Alces . وقد يبلغ ارتفاع الموظ مترين عند الكتفين، ويعرف بسهولة بخطمه المتدلي العريض، وقرونه المتشعبة الشديدة الضخامة، وللذكور قطعة جلدية تتدلى أسفل الحنجرة تُعرف بالجرس.

       ينتشر الموظ في كندا وألاسكا، والمنطقة الحدودية بين كندا وأمريكا، وكذلك في شمال أوراسيا. ويُفضل هذا الحيوان العيش في الغابات قريباً من البحيرات والأنهار، وله قدرة فائقة على السباحة. وفي الخريف عندما يحل موسم التزاوج، يُطلق الذكر صيحة عالية بصوته الأجش، وترد عليه الأنثى بصوت أكثر نعومة. وقد يستدعي الأمر عراكاً وحشياً عنيفاً بين ذكرين، يبقى بعده الذكر المنتصر لعدة أيام مع الأنثى ثم يذهب بعيداً عنها بحثاً عن أنثى أخرى. وبعد مدة حمل تبلغ حوالي 250 يوماً، تلد أنثى الموظ صغيرين في شهر مايو، ترعاهما لفترة قد تمتد حتى اقتراب موعد الولادة التالية.

       وذكر الموظ من القوة لدرجة أنه يمكنه أن يقتل دباً كبيراً، مستعيناً على ذلك بقرونه وأطرافه الأمامية القوية. وأما عدوه الوحيد فهو الإنسان.

13. الكاريبو Caribou

       ينتمي الكاريبو Caribou، لفصيلة Rangiferinae، ويتميز بفرائه الكثيف الدافئ. ولونه في الصيف بني داكن، وفي الشتاء رمادي مائل للأبيض، وللذكور والإناث قرون كبيرة، ولكنها أقل تشعباً في الإناث.

       والكاريبو حيوان كبير الحجم، قد يبلغ ارتفاعه المترين عند الكتفين، وأنفه مغطى بالشعر، وله لغد متدل تحت الحلق، وأظلافه كبيرة وعريضة تساعده على السير في الثلوج، وسرعته في العدو تمكنه من الهرب من هجوم الذئاب. ويعتبر الإنسان العدو الأول لهذا الحيوان، فهو يستخدم لحومه وشحومه غذاء أساسياً لسكان الإسكيمو وهنود الشمال.

       وتوجد عدة أصناف من الكاريبو، أهمها أيل الرنة Reindeer ـ  Rangifer tarandus الذي يعيش في المنطقة القطبية لأوراسيا.

       وفترة الحمل عند الكاريبو 8 أشهر، تلد الأنثى بعدها صغيراً واحداً يتبع أمه في دقائق.

       وتجدر الإشارة إلى أن دولاً كثيرة أنشأت محميات خاصة على هذه الحيوانات من الانقراض. كما تحرص حدائق الحيوان على اقتنائها لما تتمتع به من جاذبية لجميع الشعوب بلا استثناء.

بعض الخصائص التشريحية والوظيفية للأيائل

       تشترك الأيائل في أنها جميعاً من آكلات الأعشاب والثمار والأزهار، ومنها ما يعيش في الغابات، وما يعيش في مناطق الأعشاب الطويلة (السافانا)، ومنها ما يعيش على حواف الصحارى أو التندرا في المنطقة القطبية، والمناطق الجبلية.

       ويمكن تمييز معظم أنواع الأيائل من حجمها، ولونها، والصفات الخارجية الأخرى، مثل طول الذيل، وحجم الأذن، وشكل وحجم  القرون، وإن كانت هناك صعوبات بالغة في كثير من الأحوال.

الشكل العام

       تُشْبه الأيائل كثيراً من المجترات خاصة الظباء، ولها أجساد طويلة ورشيقة، وسيقان رفيعة، وذيول قصيرة، ورؤوس مثلثة الشكل. وعلى جانب الرأس عينان كبيرتان مستديرتان، وأعلاه أذنان مثلثة أو بيضاوية.

القرون

       تحمل ذكور الأيائل قروناً عظمية، هائلة تميزها عن باقي الحيوانات المجترة. كما أن لإناث بعض أنواع الأيائل، مثل أيل الرنة أو الكاريبو قرون شبيهة بقرون الذكور. والرأي السائد أن قرون إناث الكاربيو تساعدها في بحثها على الغذاء. فهي تحفر الثلوج بقرونها بحثاً عن الغذاء. وخلافاً لقرون الحيوانات الأخرى، فان الأيائل تستبدل بقرونها قروناً جديدة كل عام. وتختلف قرون الأيائل في أشكالها، حسب نوعها وجنسها.

       وتَحكم عملية نمو القرون في الأيائل الهرمونات الذكرية، التي تفرزها الخصى، وهرمون النمو، الذي تفرزه الغدة النخامية الموجودة بقاع المخ. فتحت تأثير هذه المواد الكيماوية ذات الأهمية البالغة، يبدأ الجلد المخملي المغطى بالفراء عند قاعدة القرن، في النمو والتفرع ليكوّن قروناً إسفنجية مليئة بالدم، الذي يحمل لها مقومات النمو والحياة. وفي فصل الخريف من كل عام ينقطع تزويد الجلد المخملي بالدماء ويجف، وتحك الأيائل قرونها في النباتات وجذوع الأشجار ليسقط هذا الجلد الجاف، مما يزيد القرون صلابة. وتعتبر القرون سلاحاً أساسياً للأيائل في صراعها لامتلاك الإناث، في هذا الفصل من السنة.

       وفي أواخر فصل الشتاء أو أوائل الربيع (يناير ـ مارس)، تلقى بعض أنواع الأيائل عن رؤوسها عبئها الثقيل، ولكن سرعان ما تبدأ القرون الجديدة في النمو. وبعض أنواع الأيائل، كالأيل الأحمر والكاريبو، قد تقتات على قرونها عندما تنقص أجسادها بعض العناصر المعدنية الهامة لحياتها، مثل عنصر الكالسيوم.

       وتتنوع أشكال القرون وأطوالها، ودرجة تفرعها، وعدد نتوءاتها. وبعض القرون ناعمة، وبعضها له حلقات دائرية، وقرون الإناث أقصر من قرون الذكور.

       وعظام الأيائل أكثر قوة من عظام حيوانات المزارع، وأكثر سمكاً. وهي مزودة بدعامات داخلية تعطيها قوة وصلابة، مما يساعد على حمايتها من الكسر. وهي من نوع العظام الكثيفة، ونادراً ما نجد عظاماً إسفنجية في الأيائل.

الجلد

       تختلف جلود الأيائل في ألوانها بدءاً من الرمادي بدرجاته المختلفة، إلى البني والأحمر أو الأصفر. وتكون المناطق السفلي في جسم الحيوان، أخف لوناً من الأجناب والظهر، وتوجد ـ غالباً ـ منطقة قاتمة اللون حول فتحة الشرج.

       وكثير من صغار بعض أنواع الأيائل، وكذلك بعض الأفراد البالغة، تكون مرقطة أو منقطة،  حيث تغطي جلودها الداكنة بقع فاتحة أو بيضاء اللون، مبالغة في التخفي، مثل أيل الفالو. وتغير هذه الأيائل جلودها مرتين كل عام، في الربيع والخريف.

الأسنان

       الأيل مثل باقي الحيوانات المجترة، ليس لها قواطع في الفك العلوي، وقد استُبدلت بها وسادة لحمية. كما أن بعض أنواعها تفتقد الأنياب العليا أيضاً. وفي حالة وجودها فإنها إمّا أن تكون عادية، أو تستطيل كثيراً كما في ذكور أيل الماء، لتستخدم في القتال.

الشعر

       كل أنواع الأيائل تقريباً أجسادها مغطاة بالشعر، ولكن لكل نوعٍ، ما عدا أيل الرنة، بقعة عارية من الشعر عند الخطم.

       يتميز شعر الأيائل بالغزارة وعند فحصه تحت المجهر تجده يشبه الشبكة، مما يعطيه شدة تدفئة وقوة تماسك. والشعرة مجوفة وتهيئ للجلد الفرصة لعزل الحرارة صيفاً وشتاءً فلا يفقد الحيوان الحرارة شتاءً ولا يتأثر بحرارة الجو صيفاً.

       والجلد على قوته، سهل النزع بعد ذبح الحيوان. كما أن الشعر سهل النزع بعد الدبغ. ويلاحظ أن الجلد سهل القطع أو الخدش، لذا لا يستعمل إلاّ في العرض فقط، وليس له أغراض صناعية مثل جلود حيوانات المزرعة.

الحوافر

       قوية ومدببة ومشقوقة بعمق، وأغلب استعمالها في حفر الأرض لتغطية الفضلات، أو الحفر في الثلوج لكشف الأعشاب والتغذية عليها. وهي تساعد على سرعة العدو، كما أن قوة المادة القرنية للحافر تحافظ عليه من الكسر أو الشق، عند الجري فوق الصخور.

بعض الصفات الطبيعية للأيائل

       تتمتع الأيائل بحواس شم وبصر وسمع قوية، شأنها في ذلك شأن باقي الحيوانات المعرّضة لهجوم اللواحم. فعند الإحساس بالخطر يرفع الأيل رأسه، ويحملق بحدة، وتستدير الأذنان للأمام  للتعرف على مصدر الخطر.

       وفيما يتعلق بالنظر والرؤية، فنادراً ما يفلت شيء من مدى بصر الأيائل. ولكنها إذا نظرت إلى غير متحرك فإنها لا تبدي رد فعل، سواء كان هذا الكائن صديقاً أو عدواً، فإذا ما تحرك أدركت هويته عن طريق الحركة. وتعرف الأيائل كل تفاصيل البيئة حولها وتتذكرها، وأي إضافة أو حذف تجذب انتباهها، ويثير فضولها. وعيون الأيائل بارزة من محجريها قليلاً مما يعطيها زاوية واسعة للرؤية، كما أن قوة إبصارها تمكنها من الرؤية على بعد 5 ـ 6 كيلومتر.

       ومعظم الأيائل البالغة تعبر عن غضبها أو قلقها، بزمجرة أو صرخة قوية تخرج من أنوفها.
وحياة الأيل تعتمد على سرعة عدوها عند الهرب من الأعداء. وهي صفة مثيرة للانتباه لأن الأيائل قد تركض بسرعة تصل إلى 50 ميلاً في الساعة أو أكثر، ويمكنها تغيير اتجاهاتها فجأة وبالسرعة نفسها وبمناورة عالية.

       وتتميز الأيائل بقدرتها الفائقة على السباحة، فهي تضطر في معظم مواسم الهجرة إلى عبور موانع مائية، قد يصل عرضها إلى عشرات الأمتار، وتستطيع أن تقاوم دفع التيارات المائية لتصل إلى الهدف الذي حددته على الشاطئ المقابل. وقد تعبر الأيائل بعض المسطحات المائية لتصل إلى بقعة لا تصل إليها الضواري سباحة، فتنعم بالراحة والاسترخاء.

       وفيما يتعلق بعلاقة الأيائل بالحيوانات الأخرى، فإن الأيائل تحاول دائماً أن توثق علاقتها بالحيوانات العشبية الأخرى، مثل الماعز والأغنام بصرف النظر عن فروق النوع أو السن أو الحجم. ولم تسجل أي علاقة بين الأيائل وأحد آكلات اللحوم.

       وتنام الأيائل، ولكن على فترات قصيرة، نوماً غير متصل ليلاً أو نهاراً، كما أنها شديدة اليقظة أيضاً ليلاً أو نهاراً. وتوقظها أي رائحة غريبة أثناء نومها، وتجذب انتباهها وتحفزها للدفاع أو الهرب.

السلوك الجنسي والتناسل

       تستخدم الأيائل حاسة الشم لمعرفة أماكن الأيائل الأخرى من نوعها طلباً للتزاوج. وتتبع ذكور الأيل الأحمر آثار الإناث، التي تكون في حالة الاستعداد للتزاوج عن طريق شم الأرض  المشبعة ببول هذه الإناث، وما تحتويه من مواد كيماوية جاذبه (فرمونات). ومعظم أنواع الأيائل  لها غدد خاصة ما بين أظلافها. كما أن جميع الأنواع لها غدد في أعلى الرأس، على مقربة من مقلة العين، تفرز روائح قوية مميزة.

       والاتصال عن طريق الصوت بين الأيائل الكبيرة وصغارها، يبدو مقصورا على بعض الأصوات كالثغاء المتبادل بين الأم وأطفالها، أو صيحات التنبيه عند الشعور بالخطر. ولكن يبدو أن عدداً من الأصوات الأخرى، تصدر عن بعض  الأنواع خلال موسم التزاوج.

هجرة الأيائل

       من الأيائل أنواع مهاجرة، ومنها من لا يبرح موطنه. فالكاريبو، مثلاً، له هجرة موسمية من مكان لآخر، حيث يتغير المرعى والغذاء والارتفاعات، وهذا يعطيها حرية في الحركة وتحمل نقص الأكسيجين الجوى على المرتفعات. ولكنه يفضل نمو الصغار على سفوح الجبال.

       وعلى كل، فإن وفرة الغذاء في البيئات هو الذي يحدد كثافة أعداد الحيوانات، فكلما زاد الغذاء زادت الحيوانات.