إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات متنوعة / الموسوعة المصغرة للحيوان









dog

أنواع أخرى من كلاب الصيد

1. كلب الأيائل

كلب من السلالات الاسكتلندية، أقرب ما يكون إلى سلالة الكلب الذئبي الأيرلندي. أطلق عليه هذا الاسم لمهارته في صيد الأيائل، وهو يُدرب على صيد الحيوانات البرية اعتماداً على قوة الإبصار. ولكن في يومنا هذا قلما يستخدم هذا الكلب في الصيد. يراوح ارتفاعه عند الكتفين ما بين 70 إلى 80 سم تقريباً، ويراوح وزنه ما بين 35 إلى 50 كجم. وله شعر سلكي خشن يراوح  طوله ما بين  8 ـ10 سم، أمّا لونه فرمادي أو أسمر ضارب إلى الصفرة، ذو بقع أو خطوط داكنة. وهو ضخم لكنه رشيق الحركة، ويمكن أن يكون حيواناً أليفاً.

2. كلب الثعالب

متوسط الحجم، يُستخدم في شكل مجموعات لصيد الثعالب بتتبع أثرها ورائحتها على الأرض. وهناك نوعان متميزان من كلاب صيد الثعالب، وهما: الأمريكي والإنجليزي.

3. الكلب الذئبي

اسم يطلق على عائلة من الكلاب تتكون من ثلاث سلالات من كلاب الصيد، وهي: الكلب الذئبي الأيرلندي والبرزي، أو الكلب الذئبي الروسي، وكلب الأيائل الاسكتلندي. ويعد الكلب الايرلندي أكبر أنواع هذه الكلاب قاطبة، وعلى الرغم من أنه ليس أثقلها وزناً. يشبه البرزي الكلب السلوقي، له فرو طويل وغزير، وقد أشرف قياصرة روسيا على تربية هذه السلالة لاستخدامها في مطاردة الذئاب وصيدها.

أمّا كلب الأيائل الاسكتلندي، فينحدر من فصيلة أخرى من كلاب صيد الغزلان وغيرها من سلالات الكلاب الضخمة التي كانت تستخدم في مطاردة الوعول والغزلان. وهو كلب ضخم وشرس، لكنه أصغر حجماً من الكلب الذئبي الأيرلندي.

4. كلب الصيد الأجعد

كلب يُدرب على إحضار الطريدة بعد إصابتها. ويستخدم في المقام الأول لإحضار صيد الماء، وهو شائع بصفة خاصة في استراليا ونيوزيلاندا. اسمه مستمد من فروه المميز الأسود أو الكبدي اللون ذو الكتل من التجاعيد الكثيفة التي تقيه البرد، حينما يسبح في الماء البارد لفترة طويلة. ويبلغ ارتفاعه بمحاذاة الكتف 65 سم، ويراوح وزنه ما بين 30 إلى 35 كيلوجراماً، وهو كلب سهل التدريب، كما أنه يجيد الحراسة والمراقبة.

الكلاب الوحشية أو البرية

ليست كل الكلاب مستأنسة. وتوجد أنواع عديدة من الكلاب البرية، مثل كلب الدنجو والراكون والكلب الأحمر والكلب الصياد الأفريقي، وفيما يلي بعض صفاتها:

1. كلب الدنجو     Canis dingo) Dingo) (انظر صورة كلب الدنجو)

كلب كبير أصفر اللون، وقد يميل أحياناً للاحمرار. شعره قصير ناعم، وذيله مرفوع يبلغ  طوله 40 سم. وطول الرأس والجسم حوالي 110 سم، ويزن حوالي 35 كيلوجراماً. وهو ينتشر في استراليا، ويعيش في المناطق شبه الصحراوية. وهذا النوع من الكلاب يحب العيش منفرداً، أو في أزواج من ذكر وأنثى، ومن النادر أن يتجمع في قطعان. وقد كان يفضل لحوم الكانجارو، إلاّ أنه بعد دخول الأرانب إلى استراليا وتكاثرها أصبحت هي غذائه المفضل، خاصة وأنها لا تشكل خطراً عليه مثل ضربات الكانجارو المؤلمة.

ونظراً لمطاردة الإنسان لهذا النوع، أصبح مهدداً بالانقراض من أماكن كثيرة في موطنه. وهو يتزاوج مرة واحدة في السنة، خلاف الكلب المستأنس الذي يتزاوج مرتين في العام.

2. كلب الراكون   Nyctereuctes procyonoides) Raccoon Dog) (انظر صورة كلب الراكون)

يشبه الراكون بصفة عامة، ويتميز بان أرجله قصيرة مغطاة بشعر كثيف أسود اللون. الذيل قصير ومنتفش بشعر طويل، والجسم مغطى بشعر بني داكن، له أطراف صفراء اللون، فيبدو اللون بني مصفراً والعينان محاطتان بشعر داكن يشبه القناع، وطول الرأس والجسم حوالي 60 سم، والذيل 18 سم والوزن 7.5 كجم.

وينتشر هذا النوع من الكلاب في سيبيريا، واليابان ومنشوريا، والصين والأجزاء الشمالية من إندونيسيا وغربي روسيا. وهو حالياً يغزو مناطق كثيرة من شمال أوروبا حيث يعيش في الغابات الكثيفة. يعيش ليلية، فيتحرك بحذر شديد خوفاً من أعدائه ومن بني الإنسان. ومسكنه عبارة عن حفرة عميقة في باطن الأرض، يبطّنها بأوراق الأشجار المتساقطة خاصة في فصل الشتاء حيث يجبره البرد القارس على الاختفاء وقضاء فترة نوم شتوي، يعتمد طولها على طول فترة البرد. يبدأ التناسل لدى هذا النوع في شهري فبراير ومارس، لتلد الإناث ما بين 6 ـ 12 جراء، وهو يُصطاد لفرائه الجميل. وصدرت القوانين بمنع صيده خاصة في اليابان حيث سُجل كنوع مهدد بالانقراض.

3. الكلب الأحمر  (Cuon alpinus) Red Dog (انظر صورة الكلب الأحمر)

لونه مميز أحمر داكن، وتقل درجة اللون كلما اتجهنا من الظهر إلى أسفل، وينتهي الذيل بلون أسود، وطول الرأس والجسم يصل إلى 113 سم، والذيل 50 سم، ويراوح الوزن بين 14 إلى 21 كيلوجراماً. وينتشر هذا الكلب في المناطق الجبلية في الهند وماليزيا وتايلاند وجاوة، حيث يعيش في مرتفعات التبت، وأحياناً في غابـات الهند حيث تكثر العشبيات (آكلات الأعشاب). وغذاؤه المفضل العشبيات الكبيرة، مثل الأيائل والوعول والأغنام البرية والماعز البري، ولكن لا مانع من افتراس الحيوانات الصغيرة مثل الأرانب البرية والسناجب. وهذا النوع من الكلاب يهاجم في مجموعات مكونة من 5 ـ 12 فرداً، وهي أكثر نشاطاً في الصباح الباكر وعند المساء، وتختفي أغلب النهار.

4. الكلب الصياد الأفريقي Lycaon  pictus) African or Cape or Hunting Dog) (انظر صورة الكلب الصياد الأفريقي)

يشبه الكلب الكبير ولكنه منقط، وله آذان كبيرة مستديرة لا تخطئها العين، ورأسه يشبه رأس الضبع، أسود من الأمام، والجبهة بها خط أسود رأسي يمتد إلى ما بين الأذنين. الأرجل طويلة أسطوانية وقوية، تنتهي بأربع أصابع فقط، وتختلف نقط الجسم من فرد لآخر، ولون الجسم بني تكسوه نقاط لونها أسود، ولكن الذيل ينتهي دائماً بخصلة بيضاء من الشعر الخشن. طول الرأس والجسم 100 سم، والذيل 30 ـ 40 سم والوزن 30 كيلوجراماً. وينتشر في المناطق شبه الصحراوية من قارة أفريقيا حيث السافانا ولم يُعرف أنه يسكن الغابات. ويعيش هذا النوع من الكلاب في مجموعات قد تصل إلى 50 فرداً، وهو أكفأ مجموعة الضواري في صيد فرائسه، ويهاجم جميع العشبيات من مختلف الأنواع والأحجام والأعمار بلا استثناء. وطريقته في الصيد منظمة جداً حيث تحيط المجموعة بالفريسة من جميع الجهات وتقفز عليها وتبدأ نهشها فوراً وهي حيه، بحيث تأكلها كاملاً في خلال دقائق. وفترة الحمل في هذا النوع تصل إلى 72 يوماً.

ـ وهناك نوع من القوارض سمى مجازاً الكلب، هو كلب البراري  Gunnison's Prairie Dog (انظر صورة كلب البراري)

وهو من رتبة القوارض، والعائلة السنجابية وهو حيوان صغير في حجم الأرنب، لونه أصفر بيج ويتخلل فراءه شعر أسود، ولون الرأس أدكن من باقي الجسم، بينما البطن افتح لوناً وينتهي الذيل باللون الرمادي الفاتح. وجسمه مندمج، وله أرجل صغيرة تنتهي بمخالب حادة يستعملها في حفر الأرض ليصنع أنفاقاً ضخمة، يستعملها في تنقلاته. للأنثى لها 5 أزواج من الحلمات، وطول الرأس مع الجسم 30 ـ 38 سم، والذيل 3ـ 8 سم، ويراوح الوزن بين 0.70 إلى 1.10 كيلوجرامٍ.

وهو ينتشر في غرب الولايات المتحدة الأمريكية حيث يعيش في مناطق البراري الجبلية ويستطيع التأقلم على الارتفاعات حتى 500, 11 قدم. وهو نشيط نهاراً ويعيش في مستعمرات كبيرة في الأنفاق، التي يحفرها تحت الأرض ويبطنها بإفرازات خاصة تحفظها من الانهيار، ويزودها بفتحات كثيرة للهروب إلى ومن هذه  الشبكة من الأنفاق بسهولة ويسر.

وقد سُمي هذا الحيوان كلباً من صيحاته التي تشبه نباح الكلب. وكلب البراري يقضى فترة من الخمول تسمى البيات الشتوي، تمتد من أكتوبر إلى مارس من كل عام. وعندما يخرج من فترة البيات الشتوي يبدأ في التزاوج خلال شهري مارس وأبريل لتلد الإناث من ثلاثة إلى أربعة جراء، بعد فترة حمل مقدارها من 28 إلى 32 يوماً، ترعاهم الأم لمدة شهر داخل النفق حتى تخرج لتكافح في الحياة وتبحث عن الغذاء المكون من الحشائش والجذور.

بعض الصفات التشريحية والوظيفية للكلاب

        تختلف  الكلاب من حيث الحجم والشكل والخواص الجسمية من سلالة لأخرى. وعلى الرغم من تباينها، فان الكلاب كلها تشترك في بعض الصفات الجسمية الأساسية.

1. الغطاء

لمعظم الكلاب غطاءان، غطاء خارجي من شعر طويل للحماية، وغطاء داخلي من شعر  منفوش أقل طولا. وشعر الحماية يحمى الكلب من المطر والثلج، بينما يحفظ الغطاء الداخلي الكلب دافئاً. ويسقط الغطاء الداخلي لمعظم الكلاب في أواخر الربيع، وينمو مرة أخرى في الخريف. وللكلاب أيضاً شوارب طويلة خشنة حول الفم، تعمل كأعضاء لمس حساسة جداً.

ويختلف ملمس الغطاء وطوله ولونه بين السلالات المختلفة. فقد يكون الشعر متجعداً، مثل كلب البودل، أو مستقيماً كشعر كلب الراعي الألماني، بينما غطاء الكولي خشن الملمس أمّا الكرى الأزرق فيمتاز بنعومته. وبعض السلالات، مثل كلب الصيد الأفغاني والكلب البكيني، لها شعر طويل حريري أمّا البوكسر والوبت، فشعرها قصير جداً. وقد يختلف لون الغطاء حتى بين أفراد السلالة الواحدة.

2. تركيب الجسم

يتحدد أساساً بالهيكل العظمى، فإناث الكلاب لها 310 عظمات، بينما الذكور لها عظمة إضافية موجودة في القضيب "عظمة القضيب Os  penis ". وعلى الرغم من أن السلالات كلها متماثلة في عدد العظام، فإن شكل العظام وحجمها يختلف كثيراً من سلالة لأخرى، فمثلاً، يُلاحظ أن عظام أرجل كلب الصيد الباسيت قصيرة وسميكة. وعلى العكس فإن عظام أرجل كلب الصيد الرمادي طويلة بشكل غير عادى، أمّا الكلب الصيني ذو العرف فله مفاصل طولية فريدة في نوعها، خصوصا تلك الموجودة في أقدامه الأمامية مما يجعلها تظهر وكأنها ذات مفصل زائد.

وللكلاب أربعة أصابع في كل قائم، إضافة إلى إصبع زائدة كالإبهام تسمى برثناً، على كل طرف أمامي، وبعض الكلاب لها أيضاً برئن على أطرافها الخلفية. والبراثن لا تصل إلى الأرض.

وبعض الكلاب مثل البرزى (الذئبي الروسي) والكولي لها جمجمة طويلة وضيقة، أكثر من المعتاد، مما  يعطى الكلاب وجها طويلاً أسطوانيا. بعض السلالات الأخرى، ومنها البلدوج  والبكيني، لها جمجمة عريضة شديدة القصر، تظهر الوجه كأنه مضغوط للداخل. ومعظم الكلاب له شكل جمجمة وسط بين هذين النقيضين.

وللجراء حوالي 28 من الأسنان اللبنية، تبدأ في فقدها عند بلوغها 5 أشهر من العمر. أمّا الكلاب المكتملة النمو فلها حوالي 42 سناً، والكلاب ذات الوجوه القصيرة لها عدد أقل من الأسنان.

وللكثير من سلالات الكلاب آذان  مستدقة  ومنتصبة، ولسلالات أخرى آذان مدلاة إلى أسفل. وفي بعض السلالات، مثل الدوبرمان بنشر والشناوزر المنمنم. تُقص الأذن لإعطائها شكلاً أكثر جمالاً، وتجرى هذه العملية في وقت تكون فيه الجراء حساسة جداً للألم. وفي بعض السلالات الأخرى يبتر الذيل، ويختلف الطول المطلوب للذيل المبتور باختلاف السلالة، فمثلاً، ذيل التيريير كارن المبتور يراوح من 10 إلى 5 ,12 سم في الطول. والذيل المبتور لكلب الراعي الإنجليزي القديم يتم تقصيره  حتى العقلة الذيلية الثالثة، أمّا ذيل الكوكر الأمريكي فيقصر إلى ثلاثة أخماس طوله الأصلي، ويبتر الذيل بعد أيام قليلة من الولادة، ولذلك يكون أقل إيلاما من قطع الأذن.

3. وظائف الجسم

يدق قلب الكلب من 70 إلى 120 دقة في الدقيقة، مقارنة بقلب الإنسان، الذي يدق من 70 إلى 80 دقة في الدقيقة في المتوسط. وخلافاً للإنسان لا تُبرّد الكلاب أجسامها بالعرق، وإنما يخرج الكلب لسانه ويلهث عند الراحة. وتراوح سرعة تنفس الكلب بين 10 و30 لهثه في الدقيقة، وبعد المجهود يزداد معدل اللهثات بسرعة قد تصل إلى 300 لهثه في الدقيقة. ويؤدى بخر الماء من الفم بسبب اللهاث، إلى خفض درجة حرارة الجسم. وللكلاب غدد عرقية على وسادات الأقدام، ولكنها لا تساعد في خفض درجة حرارة الجسم الكلب إلاّ بصورة ضئيلة.

4. الحواس

تعيش الكلاب في عالم ملئ بالاحساسات، تختلف عما يعيشه البشر. فالكلب يستطيع أن يسمع أصواتاً ذات ترددات تبلغ  000 30 سيكل في الثانية، بينما لا يتعدى ما يمكن أن تلتقطه الأذن البشرية .18000 سيكل في الثانية فقط. وحواس الكلاب شديدة القوة حيث يتمتع الكلب بحاسة شم أقوى 1000 مرة من حاسة الشم لدى الإنسان. إضافة إلى أنفه الحساسة، فللكلب مستقبلات شم خاصة في سقف الفم. وحاسة الشم لا تجهد لدى الكلب بسهولة ويستطيع الكلب أن يميز مئات الروائح بكفاءة شديدة. وقد أستغل الإنسان هذه الميزة في الكلاب لاكتشاف المجرمين ومهربي المخدرات.

وقد أكد بعض العلماء أن الكلاب لها مستقبلات للأشعة تحت الحمراء في أنوفها، تتفاعل مع كميات ضئيلة جداً من الحرارة. وقد يفسر هذا قدرة الكلاب من سلالة سان برنارد على كشف موضع الأحياء من الناس تحت كومة من الثلوج تبلغ سمكها 7 أقدام. ولكنها لا تستطيع تحديد مواقع الموتى. وحاسة البصر لدى الكلب ضعيفة نسبياً، ويعانى من عدم تمييز الألوان.

ويبدو أن للكلاب حواساً أخرى لم يكتشفها الإنسان ـ حتى الآن ـ تساعدها على تلقى إشارات معينة من البيئة المحيطة بها. وقد يفسر هذا قدرات الكلب غير العادية في العودة إلى منزله على الرغم من بعد المسافة. فخلال الحرب العالمية الأولى تمكن أحد  الكلاب من فصيلة المونجوريل من العودة بطريقة غامضة من إنجلترا إلى صاحبه في فرنسا عبر القنال الإنجليزي. ويفسر بعض الناس مثل هذه المواقف بالوفاء الذي يكنه الكلب لصاحبه، فيقال إن الكلاب وفية لأصحابها. وتنشأ بينهم وبين الإنسان صداقة صافية باقية. وتحكي القصص عن كلاب ماتوا حزناً لموت أصحابهم، أو كلاب ضلت طريقها، وظلت تبحث عن أصحابها لسنين طويلة حتى اهتدت إليهم.

وحاسة السمع لدى الكلاب قوية، فهي تستطيع أن تحرك آذانها في جميع الاتجاهات حتى تلتقط أدق الأصوات وأكثرها خفوتاً.

5. التناسل

تعتبر الكلاب من الحيوانات ذات الحمى، خاصة في مواسم التزاوج. ولتحديد الحمى يتبول الذكر على نقاط محددة تحيط بمنطقة نفوذه. كما أن الكلاب تتعرف على بعضها بشم غدة خاصة تحت الذيل، تفرز رائحة مميزة.

وفي الكلاب الأليفة، يختلف سن البلوغ الجنسي تبعاً للسلالة. فالكلاب من السلالات الصغيرة الحجم فيراوح سن بلوغها من 6 إلى 10 أشهر، بينما الكلاب من السلالات كبيرة الحجم قد لاتصل إلى البلوغ حتى 18 ـ 24 شهراً.

وتكون الذكور مستعدة لعملية التناسل في كل وقت، بينما الإناث لا تكون مستعدة لذلك إلاّ في فترة الاشتهاء الجنسي أو الشبق. ويعتقد أن للإناث دورتي شبق في العام، الأولى في أواخر الشتاء (فبراير) وأوائل الربيع، والثانية في الخريف. ودورة الشبق ذات أربعة مراحل: تستمر المرحلة الأولى (والتي تسمى مرحلة ما قبل الشبق) من 6 إلى 11 يوماً (9 أيام في المتوسط) وأهم علاماتها نزول إفراز مهبلي مدمم. وتنتهي هذه المرحلة بحلول الشبق الذي يستمر من 5 إلى 9 أيام في المتوسط. وقد يمتد في بعض الأفراد إلى 20 يوماً، وخلالها تسمح الأنثى للذكر بالتزاوج. وخلال الشبق تقبل الأنثى أن يلقحها أكثر من ذكر. فإذا لم تحمل الأنثى انتقلت إلى المرحلة التالية، وهي مرحلة ما بعد الشبق وتستمر من 60 إلى 80 يوماً. والمرحلة الأخيرة تمثل فترة خمول جنسي يمتد حوالي أربعة شهور ونصف.

وفي المرحلة الأولى يبدأ الذكر الغزل بدعوة الأنثى، مستجيباً فيما يبدو إلى ما يصدر عنها من روائح جاذبة، نتيجة لبعض المواد الكيمائية التي تفرزها (الفرمونات) وسرعان ماتستجيب الأنثى لذلك. وقبل التزاوج تُبدي معظم الذكور سلوكاً عدوانياً لتستخرج كل ما لدى الإناث من مشاعر الاستجابة، فتقوم بشم الأنف، والأذن، والرقبة، والخصر. وتبادله الأنثى ذلك. وقد تجلس الأنثى أمام الذكر مبدية بعض مظاهر التذلل والهرير، ويستمر الغزل 9 أيام تقريباً حتى تسمح الأنثى للذكر بالتزاوج

وفترة الحمل في الكلاب ستون يوماً تقريباً (58 ـ 68 ). ويمكن تشخيص الحمل بالجس اليدوي للبطن ما بين 20 و30 يوماً من بدايته. كما يمكن استخدام الأشعة السينية أو الموجات الفوق صوتية لرؤية الأجنة داخل الرحم.

بعد انقضاء فترة الحمل  تلد الأنثى دون مساعدة. وتتم الولادة في ثلاث مراحل أساسية، تستمر الأولى من 6 إلى 12 ساعة، وتنتهي باتساع عنق الرحم. وتنتهي المرحلة الثانية بولادة الجراء، وتختلف مدة هذه المرحلة من بضع ساعات إلى 24 ـ 36 ساعة. وتقوم الأم  بتخليص الجراء من الأغشية المحيطة بها، ثم تلعقها لتجففها وتنبه التنفس وتعطيها رائحتها، ويجب أن يتم ذلك في خلال 3 دقائق على الأكثر وإلاّ كان التدخل حتمياً للحفاظ على حياة الصغار. وقد ترتاح الأم بعض الوقت بعد ولادة عدد من الجراء لتعاود الولادة مرة أخرى. وزيادة فترة الراحة أكثر من 4 ساعات مع انقطاع تقلصات البطن علامة غير مطمئنة. أمّا المشيمة فتطرد من الرحم خلال المرحلة الثالثة، من الولادة التي تستمر 5 ـ 15 دقيقة.

وبعد تمام الولادة قد تلتهم الأم المشيمة دون سبب علمي مفهوم، وهي عملية غير مستحبة. وتبدأ الأم في إرضاع الصغار وتساعدهم على ذلك بتوجيههم نحو أثدائها. والجراء تولد عمياء وتبصر  بعد 7 ـ10 أيام، حيث تتعرف على المكان الموجودة به، وتحرسها الأم وتدافع عنها بشراسة إلى أن تستطيع الصغار الدفاع عن نفسها، بعد أن تقوم الأم بتدريبها.

وقد تتعارك الجراء فيظن البعض أنها تُعادي بعضها بعضاً، ولكن الواقع أنها تتدرب على فنون القتال والدفاع عن النفس والمناورة ضد الأعداء.

ولأن الأنثى تقبل أن يلقحها أكثر من ذكر في فترة الشبق، كما أن الذكر يمكن أن يتزوج أكثر من أنثى، لذا تكون الجراء ذات ألوان وأحجام متعددة، تبعاً للون الذكور الذين قاموا بالتلقيح وسلالتهم.

عضة الكلب

        يعتبر الكلب من رتبة آكلات اللحوم ومن ثم فإن له أنياباً حادة تستعمل لتمزيق اللحوم. ولكن الكلب المستأنس لم يعد من آكلي اللحوم بالمعنى الصريح، مثل الكلاب البرية مثلاً، ولكنه أصبح من الحيوانات متنوعة الغذاء. فهو يأكل اللحوم والخضراوات المطبوخة والخبز والغذاء المعلب ... إلخ ولكن الأنياب ظلت في فمه ولا تستعمل في الصيد مثلما استعملها أسلافه بل أصبحت تستعمل بالدرجة الأولى للدفاع عن النفس أو للدفاع عن الحمى أو للامساك بالصيد، كما يحدث عند استخدام الكلاب في رحلات القنص.

        غير أن هناك مرض فيروسي خطير قد يصيب  الكلاب عند تعرضها له يسمى "السعار" أو "داء الكلب". وينتمي الفيروس المسبب لهذا المرض إلى مجموعة تسمى الرابدو فيروس Rhabdovirus.

        وللحقيقة فليست الكلاب وحدها التي يمكن أن تنقل هذا المرض الخطير للإنسان، فهناك الثعالب، والخفافيش، والراكون، وابن عرس واللواحم البرية وكذلك القطط، وحيوانات المزرعة كالحمير والأبقار، بينما يندر أن تصاب السناجب والقوارض والأرانب. وربما الصق هذا المرض بالكلب لقربه من الإنسان واحتكاكه المباشر به.

        ويعيش الفيروس عادة في خلايا حامل المرض العصبية وغدده اللعابية لوقت طويل، ليفرز مع اللعاب. إذا عض الكلب حامل المرض كلباً أو حيواناً آخر أو إنساناً، فان لعابه يلوث الجرح الناشئ عن العض ويمكن أن تصاب الضحية بداء الكلب.

        وتشير بعض الأبحاث إلى أن فيروس الكلب يمكن أن يدخل الأغشية المخاطية، مثل الأغشية المبطنة للأنف والعينين. ويمكن للبشر وغيرهم من الثدييات أن يتعرضوا للإصابة بداء الكلب بعد استنشاق الهواء الموجود في الكهوف التي تأوي أعداداً كبيرة من الخفافيش حاملة الفيروس.

        عندما يدخل فيروس داء الكلب الجسم فانه ينتقل على امتداد الأعصاب إلى النخاع الشوكي، ومنه إلى الدماغ محدثاً تغيرات مرضية والتهابات. أمّا فترة الحضانة (الفترة من دخول الفيروس حتى ظهور الأعراض) فتتوقف على عدة عوامل مثل ضراوة الفيروس، كمية الفيروس، بعد المسافة بين العضو المعقور والمخ، كمية الأعصاب في مكان العضة، وهل كان مكان الإصابة مغطى ببعض الملابس، حيث تزيل الملابس أغلب الفيروس من على أنياب الكلب. ولذا قد تظهر أعراض المرض بعد فترة تراوح بين عشرة أيام وسبعة أشهر من التعرض للعدوى.

الأعراض لدى البشر

        من بين الأعراض الأولى ألم أو حرقان أو خدر في موضع الإصابة، ويشكو المصاب من نوبات صداع ويحس بالقلق البالغ. وعند وصول الفيروس إلى المخ، تظهر أعراض المرض على هيئة تشنجات عصبية، وانقباضات عضلية، تجعل المصاب يشعر بامتلاء حلقة ويصبح البلع صعباً. وقد يُصاب المريض بتقلصات ويبدي خوفاً شديداً من الماء وهو ما يُسمى "الهيدروفوبيا" Hydrophobia. ويمكن بعد يوم أو يومين أن تطرأ على المصاب فترة تتميز بالهدوء، وقد يعقب ذلك شلل في عضلات البلع، ثم يحدث شلل في عضلات التنفس، تنتهي بالاختناق والموت. وتدوم أعراض المرض بصفة عامة مدة تراوح بين يوم وأثنى عشر يوماً.

الأعراض لدى الحيوانات

        يتبع تطور داء الكلب لدى الحيوانات النمط نفسه لدى البشر، وخلال فترة الهياج قد يقطع الكلب مسافات هائلة وينبح أو يعوي دون ما توقف على وجه التقريب. ويصبح غالباً عدوانياً يهاجم دون ما سبب. ثم يتحول المرض إلى شلل في عضلات الفك والحلق، يعقبه شلل عام ويموت الحيوان. وبعض الحيوانات المصابة بداء الكلب لا تظهر عليها علامات الهياج قط، وإنما الشلل وحده. وتصبح الحيوانات التي شفيت من داء الكلب حاملة للفيروس وناشرة له لمدة طويلة.

العلاج

        لا يوجد علاج بالمعنى المفهوم لهذا المرض، ولكن ينبغي في الخطوة الأولى عند معالجة شخص عقره أي حيوان، غسل الجرح بالماء والصابون ومعالجته كجرح عادي. ويتعين احتجاز الحيوان منفرداً ومراقبة ظهور مؤشرات مرض داء الكلب عليه، أو قتله وفحص نسيج مخه بحثاً عن مؤشرات الإصابة بفيروس داء الكلب. وإذا ما أشار أي من هذين الإجراءين إلى وجود داء الكلب، فعلى الطبيب أن يبدأ العلاج الوقائي في الحال. وإذا لم يكن العثور على الحيوان ممكناً فإن الطبيب قد يعمد أيضاً إلى العلاج الوقائي كإجراء احترازي. وعلى العموم فإن تحصين الكلاب والقطط بلقاح داء الكلب، وسيلة مهمة من وسائل الحد من هذا المرض.

علامات الصحة في الكلاب

1.   البطن غير منتفخة ومرنة.

2.   الشرج نظيف وغير ملوث بآثار إسهال.

3.   التنفس منتظم وهادئ دون أصوات أو صعوبة أو كحة.

4.   الأظافر منتظمة وغير مكسورة أو مبرية.

5.   الجلد لامع ونظيف، والشعر سليم دون قشور أو تساقط.

6.   الكلب منتبه ونشيط، يسمع الأصوات ويلتفت نحو مصدرها، ويمشى متوازناً على القوائم الأربع.

7.   البراز متماسك وليس ليناً ولا صلباً، ويجب فحصه للديدان المعوية.

8.   الآذان براقة بلا إفرازات أو هرش.

9.   الأعين براقة بلا إفرازات ولا نقط نزفية ولا حساسية للضوء.

10. الأسنان نظيفة  كاملة واللثة وردية بدون التهاب. والفم رائحته مقبولة.

الكلب في الكتاب والسنة

إن أشهر كلب في التاريخ هو الكلب قطمير الذي ذكره القرآن الكريم في سورة الكهف أربع مرات في الآيات 18، و 22 وهو الذي نام مع أصحاب الكهف ثلاثمائة وتسعة أعوام، وهو قائـم بالباب يحرسهم. يقول المولـى عز وجـل ]وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا[ (الكهف: 18).  ويقول الله تعالى، ضارباً المثل للذي لا ينتفع بالدعوة إلى الإيمان ]كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ[ (الأعراف: 176).

فالكلب يلهث دائماً، إذا أقبل في هدوء ورفق فهو يلهث، وإذا عدا وركض فهو أيضاً يلهث. وهو الحيوان الوحيد الذي يفعل ذلك، جائعاً أو شبعاناً، ظمآناً أو روياناً، واقفاً أو متحركاً.

فلماذا شبه الحق سبحانه وتعالى هذا الإنسان بالكلب الذي يلهث دائما؟ لأن الإنسان الذي يتّبع هواه لا تكون لأطماعه نهاية، فهو لا يقنع أبداً. وهو يلهث دائماً وراء ما تعطيه الدنيا من شهوات، ويحاول أن يحصل على كل شئ؛ المال والصحة والشهرة. ومع أنه يملك ما يكفيه حتى آخر عمره ويزيد، إلاّ أنه يلهث وراء المال؛ يملك الجاه والسلطان ما يحقق له حياة سهلة مريحة، ولكنه يريد أكثر؛ فالشهوة في نفسه لا تنتهي.

أما عن الكلب في السّنة، فقد ورد في الصحيح أن الملائكة لا تدخل بيتا فيه كلب. وسؤر الكلب ـ أي ما بقى في الإناء بعد الشرب ـ نجس يجب اجتنابه فقد روى البخاري ومسـلم عن أبى هريرة رضي الله عنه أن النبي ـ r قال: "إِذَا شَرِبَ الْكَلْبُ فِي إِنَاءِ أَحَدِكُمْ فَلْيَغْسِلْهُ سَبْعًا" (رواه البخاري). ولأحمد ومسلم "طَهُورُ إِنَاءِ أَحَدِكُمْ إِذَا وَلَغَ فِيهِ الْكَلْبُ أَنْ يَغْسِلَهُ سَبْعَ مَرَّاتٍ أُولاَهُنَّ بِالتُّرَابِ" (رواه مسلم).

وفي الحديث النبوي الشريف: "مَنْ اقْتَنَى كَلْبًا لَيْسَ بِكَلْبِ مَاشِيَةٍ أَوْ ضَارِيَةٍ نَقَصَ كُلَّ يَوْمٍ مِنْ عَمَلِهِ قِيرَاطَانِ" (التجريد الصحيح لأحاديث الجامع الصحيح). وفي رواية: "من أمسك كلباً فإنه ينقص كل يوم من عمله قيراط إلاّ كلب صيد أو ماشية".

الكلب في الأمثال العربية

يُضرب المثل بالكلب، يقال: "أبخل من كلب على جيفة"، و"أبخل من كلب على عرق"، و" آلف من كلب"، و"أشجع من كلب"، و"أنوم من كلب"، و"أشكر من كلب"، و"أسمع من كلب"، و"أَعْرَمُ من كلب على عُرام".