مقدمة

          طالما ارتبط عيد الشكر بالمهاجرين الأوروبيين الأوائل إلى أمريكا الشمالية. وغالباً ما تضم مهرجاناته ومواكبه الاستعراضية، أطفالاً، قد تحلوا بأزياء المهاجرين الأوائل: قبعات قصيرة وعالية، وملابس دكناء وأحذية ذات أربطة كبيرة فضية اللون.

          يستمد كثير من المظاهر المصاحبة لعيد الشكر، أصولها من عادات قديمة العهد، تقام ابتهاجاً بجمع محصول الخريف. فعلى سبيل المثال، يلاحظ أن قرن الخصب (Cornucopia) (سلة على شكل قرن، تمتلئ إلى حافتها بالخضراوات والفواكه) ـ هو شعار تقليدي لوفرة محصول عيد الشكر، الذي يرجع تاريخه إلى احتفالات جمع المحصول القديمة (انظر شكل سلة الخضراوات والفواكه) .

          ويزين كثير من المجتمعات كنائسها بالزهور والفواكه والخضراوات، في عيد الشكر؛ كما كانت تفعل المجتمعات الأوروبية، لقرون عدة، أثناء جمع محصول الخريف.

          يمثل إعداد وجبة دسمة وتناولها، الركيزة الأساسية لمعظم احتفالات عيد الشكر تمشياً مع فكرة الاحتفال بحصاد الزرع الوفير. وعادة ما تحوي قائمة طعام عيد الشكر ديكاً رومياً، وصلصة التوت البري، وكوسة، وبطاطس مهروسة، وبطاطا، إضافة إلى فطيرة القرع (انظر شكل طعام عيد الشكر) . وتستدعي هذه الأطعمة البسيطة إلى الذاكرة، الحياة الخشنة البسيطة للمهاجرين؛ فضلاً عن أنها وثيقة الصلة بأمريكا الشمالية، وتؤكد الكرم والسخاء الطبيعيين، اللذين كانا في طليعة المرحبين بالمستوطنين الأوائل، في أرضهم الجديدة. وحديثاً، راحت مجموعات المهاجرين إلى أمريكا، تعدل هذه القائمة التقليدية لتلائم ذوقها الخاص. فأصبحت وجبات عيد الشكر للأمريكيين من أصل إيطالي، مثلاً، تشمل أطباق المطبخ الإيطالي، مثل المكرونة.