إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات متنوعة / احتفالات عيد الشكر (Thnaksgiving Day)، في الولايات المتحدة الأمريكية





أحد مظاهر الاحتفال
سلة الخضراوات والفواكه
طعام عيد الشكر




عيد الشكر الأمريكي

عيد الشكر الأمريكي

          احتفل المهاجرون الأوائل بأول مهرجان لتقديم الشكر، في بليموث (Plymouth)، في أكتوبر 1621. فقد وصل نحو مائة مهاجر إلى أرض أمريكا، قبل عام من هذا التاريخ، مبحرين من إنجلترا، على متن السفينة ماي فلور (May Flower). وفي خلال السنة التالية لوصولهم، تسببت قسوة الشتاء، وتفشي الأمراض والجوع، بموت معظمهم.

          وبحلول خريف 1621، ابتسمت لهم الأقدار؛ فقد أنتجت البذور، التي نثروها في العام السابق، محصولاً وفيراً، أتاح لهم زيادة مؤونتهم، التي توشك أن تنفذ. وأمكنهم بناء منازل، تقيهم قسوة الشتاء.

وعقدت معاهدة طويلة الأمد، بين ماساسوت (Massasoit)، زعيم قبيلة (Wampanoag)، وبين هؤلاء المهاجرين، سمحت لهم بالقنص والصيد، في الغابات المجاورة، في ظروف آمنة.

          واحتفاء بالحظ السعيد، قرر المهاجرون إقامة عيد، يعلنون فيه ابتهاجهم. فأرسل حاكم المستعمرة، وليام برادفورد (William Bradford)، الرجال، لصيد الديوك الرومية البرية. بينما انهمكت النساء في إعداد الطعام، استعداداً للاحتفال. ودُعي الزعيم ماساسوت، فاستجاب للدعوة، يصحبه تسعون محارباً، دهنوا أجسادهم بألوان براقة. وشارك الهنود في الاحتفال بإحضار لحوم الغزلان التي اصطادوها من الغابات المجاورة.

          واتخذ هذا الاحتفال مكاناً في منطقة مكشوفة، على ضفاف نهر (Town Brook)، حيث نظمت مباريات الرماية بالبنادق والسهام، إضافة إلى ألعاب الذكاء والحظ. وأسهم الهنود في الاحتفال ببعض رقصاتهم الوطنية. واستعرض الكابتن مايلز ستاندش (Miles Stamdih) قواته العسكرية الصغيرة.

          تواصل الاحتفال ثلاثة أيام، انهمك، في خلالها، كل المهاجرين وضيوفهم، في التهام لحوم الغزلان، المطهية في أسياخ متراصة على نيران مكشوفة متأججة؛ إضافة إلى بط وإوز محمر، وكابوريا، وأسماك مدخنة، وبازلاء، وكعك من دقيق الذرة، وثعابين، وفول سوداني. كما تناولوا خموراً مصنوعة من العنب البري، إلى جانب السلطات المختلفة، والخبز المصنوع من الشوفان والذرة (انظر شكل أحد مظاهر الاحتفال).

          وعلى الرغم من أن هذا الحدث، يُعدّ جزءاً مهماً في تاريخ المستعمرات الأمريكية؛ إلاّ أنه لا يوجد ثمة دليل على أن المشاركين فيه، قد عدُّوه احتفالاً للشكر. ولكن بعد مرور عامَين، وأثناء فترة من الجفاف، تحول يوم للصيام والصلوات، إلى يومٍ لتقديم الشكر، عندما هطلت الأمطار، أثناء الصلاة. وبالتدريج، انتشرت هذه العادة بين سكان نيو إنجلند، وترسخ احتفالهم بعيد الشكر، بعد جمع المحاصيل. وحذت حكومات المستعمرات الأمريكية، وبعدها حكومات الولايات، حذو المتدينين، في تمييز أيام عيد الشكر، للاحتفال بأحداث عامة مختلفة. وما لبث تقليد الاحتفال بأعياد تقديم الشكر السنوية، أن انتشر في كافة أنحاء نيو إنجلند، وانتقل منها إلى بقية الولايات.

          وفي أثناء الثورة الأمريكية، أعلن الكونجرس يوماً قومياً للشكر، بعد الانتصار الأمريكي في موقعة ساراتوجا، عام 1777. وأعلن الرئيس الأمريكي، جورج واشنطن، يوماً آخر لتقديم الشكر، عام 1789، احتفالاً بالتصديق على دستور الولايات المتحدة.

          وفي خلال القرن العشرين، عندما تحول سكان الولايات المتحدة، باطِّراد، إلى الحياة الحضرية، برزت تقاليد جديدة لتقديم الشكر، التصقت بسكان المدن. إذ أصبح اليوم التالي ليوم تقديم الشكر، معروفاً بـ "اليوم الأول لفصل التسوق للكريسماس". وفي محاولة لجذب العملاء، بدأت كبريات المتاجر، مثل (Macy’s)، في نيويورك؛ و(Gimbel’s)، في فيلادلفيا، في ولاية بنسلفانيا، برعاية مواكب احتفالات سخية. فمنذ عام 1934، جذبت مواكب احتفالات شركة (Macy’s)، بما اشتملت عليه من مناطيد عملاقة الحجم، وطوافات مزينة بسخاء، أكثر من مليون مشاهد، سنوياً.

          كما نشأت عاده مشاهدة مباريات كرة القدم الأمريكية، في عيد الشكر، أثناء السنوات العشر الأولى من القرن العشرين. وحين ازدادت شعبية هذه الرياضة، في العشرينيات والثلاثينيات من القرن العشرين، أقبل كثيرون على الاستمتاع بالإجازات، بالذهاب إلى إستاد كرة القدم. وأرست فرق الاتحاد القومي لكرة القدم تقليد إقامة مباريات قومية، تبث عبر التليفزيون، ظهر يوم الشكر.

          في عام 1939، استبدل الرئيس الأمريكي، فرانكلين روزفلت، الخميس الثالث من شهر نوفمبر، بالخميس الأخير منه، للاحتفال بعيد الشكر. فقد ناشد التجار الرئيس هذا التغيير، للسماح بأسبوع من التسوق الإضافي، فيما بين عيد الشكر والكريسماس. ولكن كثيراً من الأمريكيين، عارضوا هذا التغيير في عادات أعيادهم، واستمروا في الاحتفال بعيد الشكر في يوم الخميس الأخير من الشهر. كما عارض خصوم روزفلت السياسيون في الكونجرس، هذا الخروج عن التقاليد، ولقبوا هذا العيد المبكر بتقديم فرانكلين (Franks Giving). وفي مايو 1941، أقر روزفلت بارتكابه خطأ، وبادر إلى التوقيع على مشروع قانون، يجعل الخميس الأخير من نوفمبر، عيد الشكر القومي؛ ولا يزال هذا التوقيت سائداً، حتى الآن.

          ويُعَدّ عيد الشكر عيداً رسمياً، في كندا، ولكنه يسبق نظيره، في الولايات المتحدة الأمريكية؛ لأن جمع المحاصيل الكندية يسبق جمع المحاصيل الأمريكية. وفي عام 1879، حدّد البرلمان الكندي، يوم 6 نوفمبر، موعداً لاحتفالات عيد الشكر السنوية. وفي عام 1957، عدِّل هذا التاريخ، ليصبح يوم الإثنين، الثاني من أكتوبر من كل عام.