المؤسسون

جوتليب ديملر (Gottlieb Daimler)

          ولد في شورندورف، في ألمانيا، في 17 مارس 1834. كان ديملر رائد صناعة موتورات وسائل المواصلات، على الأرض، وفي البحر وفي الجو كذلك. وفي عام 1885، صنع أول مركبة، تسير على الأرض، بمحرك ذاتي.

          وفي عام 1886، صنع أول سيارة رباعية الإطارات. وكان أول من وضع محركاً ذاتياً في مركبة بحرية.

          وتوفي ديملر في 3 مارس 1900، عن عمر يناهز 66 سنة.

كارل بنز (Karl Binz)

          ولد في كارلسرو، في ألمانيا، في 25 نوفمبر 1844. وقد وجد هوايته، وهو يدرس الهندسة، في مدرسة فنية. وبعد أن عمل في كثير من الوظائف، بدأ عمله الخاص بمصنعه (رينيش لمحركات الغاز ـ بنز وشركاه)، والذي أُسس في مانهيم، في أكتوبر 1883. وتخصص هذا المصنع بإنتاج ماكينات قوى الاحتراق، على طريقة تصميم كارل بنز.

          وتوفي بنز في 4 أبريل 1929، عن عمر يناهز 84 سنة.

          ويرجع الفضل في تطور السيارة، كوسيلة مواصلات شخصية، إلى كارل بنز، الذي قاد، عام 1885، أول مركبة ثلاثية الإطارات، وكان محركها ذا أسطوانة واحدة، حول فناء مؤسسته.

          وفي 29 يناير 1886، استلم كارل بنز، أول براءة اختراع، لأول سيارة في العالم، تسير بمحرك احتراق داخلي. وكانت ثلاثية الإطارات.

          كان ديملر يعمل في شتوتجارت، على بعد 60 ميلاً فقط عن بنز، في مانهيم. ولم يتقابلا قط. ولم تندمج شركاتاهما، حتى منتصف عام 1920، أي بعد ربع قرن من وفاة ديملر، وبعد أن توقف بنز عن أداء أي دور فعال في شركته.

          وكان بنز وديملر، هما أول من فكر في وسيلة مواصلات فردية. وقد صنعا أول دراجة بخارية، وأول حافلة، وأول شاحنة، وأول مركبة بحرية ذات محرك ذاتي، استغنت عن قوة الرياح.

          انتشرت سمعة ديملر وبنز، بسرعة، في نهاية القرن التاسع عشر، حين كان كثير من الشعوب تتحول من الزراعة إلى الاقتصاد الصناعي؛ فكانت الحاجة لأفكار ديملر وبنز ملحّة. وكانت مخترعاتهما تُنشد من قِبل شركات، في بلاد أخرى.

          وكان ديملر أكثر نشاطاً في داخل المجال، فحاز أول امتيازيَن من امتيازاته في فرنسا، هما: "بانهاد" و"ليفاسور" و"بيجو" (Panhand et Levassor & Peugeout)، لوضع الأساس لصناعة السيارة، في الدولة نفسها. وكان أول امتياز له، في شمالي الولايات المتحدة الأمريكية، عام 1888، أي قبل ثماني سنوات من وضع هنري فورد (Henry Ford) تصميم سيارته الرباعية.

          وفي عام 1890، خرج ديملر وبنز، من حيز التجربة، إلى الإنتاج. وعلى عكس جميع الاختراعات، في القرن التاسع عشر، لم تكن السيارة الشخصية، التي اخترعها بنز وديملر، مطلوبة من قبل الجمهور، على الأقل، لكونها أبطأ من الدراجة، لاضطرار صاحبها إلى شراء البنزين من الصيدلية؛ وكان البنزين، آنذاك، سائلاً متفجراً يثير الخوف.

          وفي مدينة كانستات (Cannastatt)، استلم ديملر براءة اختراع لمحرك احتراق داخلي، كان قد صنعه من قبل، بالاشتراك مع فيلهيلم مايباخ (Wilhelm Maybach)، الذي كان يرعاه. وبدأ ديملر يصنع أول عربة رباعية، تسير من دون حصان، وقدِّمت في الوقت نفسه، تقريباً، الذي قدم فيه بنز سيارته الثلاثية الإطارات. وهذا العرض المتبادل بين بنز وديملر، هو الذي أدّى إلى اندماج شركتَيهما، عام 1920.

          وأنشأ ديملر موتور جيسلشافت، عام 1890، وهو العام نفسه، الذي قدم فيه، بالاشتراك مع مايباخ، سيارة شعبية، وخطاً لسيارات الأجرة، وقوارب ذات محركات، ومنطاداً متحركاً.

          وحاز ديملر ومايباخ براءة اختراع لأول محرك ذي أربع سرعات، في علبة أتراس، وأول كاربوريتور نفاث (Jet- Type Carburetor).

          وعكف الاثنان على صنع سيارة جديدة؛ إذ كان العالم يحتاج إلى سيارة أكثر سرعة، وأكثر أناقة.

          ولكن كان هناك اعتراض على تصنيع هذه السيارة، من قِبل مديرِي الشركة. ولإقناعهم، بادر إيميل جيلينك (Emile Jellinek)، موزع الشركة في النمسا وفرنسا وبلجيكا، إلى الموافقة على شراء أول 36 سيارة من الإنتاج، شرط أن تسمى السيارة باسم ابنته الصغيرة (12 سنة)، مرسيدس (Mercedes). ووافق فريق عمل الشركة على ذلك. وزودت السيارة بمحرك أشد قوة، وهيكل أصغر، أنيق.

          ومنذ ذلك الحين، وشكل هذه السيارة، ما برح هو نموذج أشكالها التالية: سيارة ذات أربعة إطارات، وهيكل حديدي، ومبرد، في مقدمة المحرك.