إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات متنوعة / تراجم لأشهر الأطباء العرب خلال عصور النهضة الإسلامية









هو أبو موسى جابر بن حيان الأذدل ولد فى مدينه حران فى شمال العراق

ثانياً: المستشفيات في عصر النهضة الإسلامية

يعد إنشاء المستشفيات إضافة للحضارة الإسلامية التي أنشأت أول مستشفى في العام 707 م في عهد الخليفة الأموي "الوليد بن عبدالملك" في دمشق، لتشخيص وعلاج المرضى. وكانت كل الخدمات تقدم بالمجان.

وقد ورد في كتاب السير "جون جلوب" أنه في عهد الخلافة العباسية أفتتح أول مستشفى مجاني في عهد الخليفة هارون الرشيد وبه أطباء وجراحون ودارسون للطب وقاعات لإلقاء المحاضرات والتعليم الإكلينيكي، لتخريج أطباء للعمل في المستشفيات المختلفة بعد إعطاء شهادة أو رخصة بذلك.

ولقد ذكر سير جون جلوب في كتابه أن أول مستشفى افتتحت بمصر في عام 872 م، وبعد ذلك أنشأت المستشفيات في جميع أنحاء الإمبراطورية الإسلامية من الصين إلى الأندلس.

وتعد مستشفى القاهرة التي شيدها السلطان قلاوون المنصور في عام 1285م، أكبر مستشفى في الإمبراطورية الإسلامية، طبقا لما ذكره "ويل دورانت" في كتابه. وأن هذه المستشفى تتكون من أربع بنايات كبيرة تتوسطهم حديقة كبيرة ونافورات مياه، وبها إقامة للمرضى ومعامل وصيدلية كبيرة. كما بها عيادة خارجية لتحضير الوجبات للمرضى وحمامات، وأيضاً مكتبة تضم مجموعة كبيرة من الكتب الطبية، ومسجد صغير وقاعات لإلقاء المحاضرات.

وذكر السير ويل دورانت أن المرضي يعالجون بالمجان، من دون النظر إلى وضعهم الاجتماعي أو الديني؛ فكان يعالج الفقير والغني على السواء، والمسلم والمسيحي واليهودي، والأبيض والأسود على السواء، وذلك من دون مقابل. وكانت تستعمل الموسيقى كوسيلة لعلاج المرضى الذين يعانون من الأرق.

ولقد وصف المقريزي في كتابه هذه المستشفى بقوله: "لقد وجدت هذه المستشفى للمرضى في مستواي والمستوى الأدنى، فلا فرق بين حاكم ومحكوم، وجندي وأمير، وبين عبد وحر، وبين رجال ونساء".

وكان الأطباء يكشفون على المرضى ويقدمون الدواء بالمجان، والقسم الداخلي مجهز بأسرة وأغطية، والإقامة بالمجان. والأبنية الأربعة الرئيسية بالمستشفى متباعدة، لمنع انتشار الأمراض المعدية. وقد خصص أحدها لمرضى الحميات وأخر للسيدات، وثالث للعيون، والرابع لحالات النزلات المعوية. ويوجد مبنى للنقاهة ينقسم إلى قسمين: قسم للرجال وأخر للسيدات. وبعد الشفاء والخروج يزود المريض بملابس جديدة ومصروف للجيب لإعانته، إلى حين عودته للعمل.

والأطباء العاملون من الديانات المختلفة، مسلم ومسيحي ويهودي. وبالمستشفى طاقم تمريض للعناية بالمرضى بأقسام المستشفى المختلفة. ويعلق أ.د "ويليام اوسلر"، الكندي الجنسية، أن المستشفيات في عصر النهضة الإسلامية، كمستشفى القاهرة، كانت لا تقل في المستوى عن المستشفيات في أوروبا في عصر الملكة فيكتوريا في القرن التاسع عشر، وكانت المستشفى تسمى "البيمارستان" وهى كلمة فارسية تعني مكان المرضى (بيمار أي مرضى وستان أي مكان).

ويذكر أن مستشفى قلاوون بالقاهرة كانت تقدم الخدمة لحوالي 8000 حالة مرضية، وكانت العمليات تجرى في جناح أمراض العيون. وكان الأطباء يجرون عمليات إزالة المياه البيضاء بواسطة حقن خاصة.

كما أنشأت كذلك بالقاهرة أول مستشفى خاصة لمرضى الأمراض النفسية، لأول مرة في تاريخ الطب البشري. أما في أوروبا فأنشأت أول مستشفى عام 1260م في باريس، بأمر من الملك لويس التاسع بعد عودته من الحروب الصليبية، وبعد أن شاهد هذه المستشفيات بمصر.

كما كانت هناك مستشفيات متنقلة للعناية بالمصابين والمرضى أثناء العمليات الحربية.