وصول توسو إلى بريطانيا ـ القرن التاسع عشر

          في 1802، وصلت توسو إلى بريطانيا، مصطحبة معها معرضاً متنقلاً، شمل آثاراً للثورة، وتماثيل، وصوراً لأبطال، ولخارجين عن القانون. وقد جالت مدام توسو بمعارضها كافة القرى والمدن المهمة في الجزر البريطانية.

          وفي أوائل القرن التاسع عشر، عندما كانت الأخبار تنقل مشافهة، أصبحت معارض مدام توسو نوعاً من الصحف السيّارة. وقد بصّر معرضها عامة الشعب بالأحداث الدولية، وأتاح لهم الالتقاء، وجها لوجه، مع الشخصيات الثقافية والسياسية المعاصرة آنذاك، مثل اللورد بايرون Lord Byron، والمجرمَيْن المعروفَيْن بورك وهير (Burke & Hare) ، والملك جورج السادس George IV، وشكسبير Shakespeare، ونابليون Napoleon، الذين استحوذوا على اهتمام الجمهور. وفي تلك الأيام، قبل ظهور الراديو والتلفزيون والسينما، كانت تماثيل مدام توسو الشمعية تأسر الخيال وتشغل العقول، وأصبح متحفها مصدراً دائماً للإثارة.

          وفي عام 1935، أصبح لمعرض مدام توسو مقر دائم في لندن[1]، عُرف باسم "سوق شارع بيكر" (Baker Street Bazaar)، حيث يدفع الزائر ستة بنسات ليقف وجها لوجه أمام أعظم شخصيات العصر.

          شهدت تلك الفترة، تأسيس مدام توسو "حجرة الرعب"، التي كانت معرضاً مرعباً، لأصحاب الجرائم العنيفة وضحاياهم. وكان يُطلق على الغرفة، قبل ذلك، "الغرفة المنعزلة"، نظراً لأنها كانت تقع على مسافة من المعرض الرئيسي، لتفادي إيذاء مشاعر السيدات المرهفات. ويحتوي المعرض على أقنعة الموت، التي صممتها السيدة توسو: وهي عبارة عن وجوه الثوريين، روبيسبير Robespierre، وكاريير Carrier، وهيبيرت Hebert، إضافة إلى شفرة المقصلة، التي قطعت رأس ماري انطوانيت. كما كان يمكن رؤية جثة جاي فوكس Guy Fawkes، متدلية، عقب اكتشاف مؤامرته لنسف البرلمان، عام 1606.

          ويُعتقد أن السّفاح، جون جورج هيج John George Haigh، الذي كان يرتكب جرائمه باستخدام "الحمام الحمضي" (The Acid Bath Murderer)، قد زار "حجرة الرعب" قبل القبض عليه، بأيام قلائل، على ذمة التحقيق في جريمة قتل ست فتيات. وبنظرة مريعة، سلّم هيج ملابسه إلى السيدة توسووْ، وهو في زنزانة الموت، بسجن واندزورث (Wandsworth).