إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات متنوعة / الحياة الفطرية في المحيطات




نبات الشورة
مستعمرة قناديل البحر
الأربيان
المرجان
الاسفنج
الدولفين الشائع
الدولفين قاروري الأنف
الحوت الأبيض
الحوت الأحدب
الحوت الرمادي
الحوت الصحيح
الحوت القاتل
الجلد شوكيات
الدب القطبي
السرطان الشائع
الكركند
الفظ
الفقمة الملتحية
حوت البوهد
حوت العنبر
طحلب
طحلب السرجس
سرطان بحري
كركدن البحر
قنديل البحر

نبات من جنس Cymodocea
نبات جنس Posidonia
أحد أنواع جنس Haloduce
النوء العملاق الشمالي
النوء الغاطس الشائع
البجع البني
البطريق الملوكي
البطريق الملك
السلحفاة البحرية منقارية الصقر
السلحفاة البحرية الخضراء
السلحفاة الجلدية
السمكة أبو منشار
الطائر الاستوائي أحمر المنقار
الغواص أحمر الحلق
الغواص عظيم العرف
سمك القرش أسود الطرف
سمك القرش النمر
سمك القرش الحوت
سمكة الموراي الصلورية
سمكة الموراي العملاقة
سمكة الهرنج
سمكة الالباكورة
سمكة الدولفين
سمكة الرأس
سمكة السحلية الشائعة
سمكة السفنين أسود البقع
سمكة السفنين أزرق البقع
سمكة الكاردينال
سمكة القد
سمكة القرش الأبيض
سمكة فرس البحر
سمكة قوس قزح
قطرس بولر
قطرس جزيرة شاثام




بسم الله الرحمن الرحيم

الحياة الفطرية في المحيطات

النظام البيئي البحري

تُعرف أوجه العلاقة القائمة بين الكائنات الحية، وبين العناصر غير الحية، التي تجعل أطر الحياة ممكنة، بالنظام البيئي البحري.

تعادل السطوح المائية المالحة ما نسبته تقريباً 75% من مساحة الكرة الأرضية، وتتباين أحجام هذه المسطحات، وتصنف إلى محيطات، وبحور، وخلجان، إلى جانب الأنهار ذات المياه العذبة... إلخ. وتصنف المحيطات بدورها إلى:

أ. محيطات قطبية، متجمدة دوماً.

ب. محيطات استوائية دافئة.

وكثيراً ما يشاهد بجوار المسطحات المائية نظمٌ بيئية خاصة بغابات المانجروف، أو شعاب مرجانية، أو كلاهما.

وتتصل المسطحات المائية ببعضها؛ ولذلك تكون مياهها كلها شديدة البرودة على عمق محدود فيما يلي السطح. والمسطحات المائية المعروفة هي: المحيط الهندي، المحيط الأطلسي، المحيط الهادي (الباسفيكي)، والبحار التابعة لها. وهي: خليج البنغال، بحر العرب، البحر الأبيض المتوسط، بحر الشمال، بحر بارنتس، بحر الكاريبي، بحر بيوفورت، بحر اليابان، بحر جنوب الصين، بحر تيمور، بحر المرجان.

وقد تمكن العلماء من تصنيف بيئات المحيطات بناء على الظروف الفيزيائية المتوافرة: كالعمق، والضوء، والحرارة، والملوحة. وعلى أية حال فإن عالَم الحياة الفطرية البحرية يزخر بتنوع أحيائي ثري، أغزر مما يوجد على اليابسة.

وتكون العناصر غير الحية لا عضوية، مثل أملاح الكالسيوم المذابة في الماء، على هيئة كربونات، وأملاح كل من نترات الصوديوم، والبوتاسيوم، والسليكات، والفوسفات، والكبريتات، فضلاً عن مجموعة من العناصر يُحتاج إليها بنسب ضئيلة، مثل النيكل والمنغنيز والنحاس، كما تحتاج الكائنات الفطرية البحرية إلى الغازات، مثل غاز ثاني أكسيد الكربون، وغاز الأوكسجين. وقبل كل هذا فإنه لا غنى لها عن الطاقة الشمسية، التي توظفها الكائنات الخضراء، ذوات اليخضور، في إنتاج السكر عن طريق البناء الضوئي، وإطلاق الأكسجين، ومن أمثلة هذه الكائنات ذوات اليخضور، ما يعده العلماء نباتاً وحيواناً معاً؛ في الوقت نفسه، لأن سلوك الحركة فيه يكون حيوانياً، بينما يكون أسلوب غذائه نباتياً، مثل الدينوفلاجلات السوطيات الدوارة ثنائية الأسواط، التي تتحرك بأسواط، وهي حركة حيوانية، ولكنها تصنع طعامها عن طريق البناء الضوئي، وهو ما تقوم به النباتات الخضر. والبحرية منها كائنات دقيقة الحجم، لا يزيد حجمها عن 1 ملم، تتحرك في اتجاه الضوء عمودياً، ولها شكلان، شكل مدرع، وآخر غير مدرع، وبعض أنواعها يشع ضوءاً فوسفورياً؛ لأنه يعيش في الأعماق، وقد اتسع انتشاره في خليج باهيا، مما دفع الناس لتسمية الخليج باسم "خليج باهيا الفوسفوري".

الأقسام الرئيسية للحياة الفطرية في المحيطات

ترتبط الأقسام الرئيسية للحياة الفطرية في المحيطات، وفي البيئات المائية بصفة عامة، كما هو أيضاً حال الحياة الفطرية على اليابسة، بما يطلق عليه السلسلة الغذائية، والتي قد تتعقد وتتشعب، فيطلق عليها مسمى الشبكة الغذائية، أو الأهرامات الغذائية. وتعتمد كلها، في الأساس، على مجموعة كائنات أولية، تسمى الهائمات، وهي إما أن تكون هائمات نباتية مجهرية، مثل الدياتومات، أو هائمات حيوانية، مثل الشعاعيات والهدابيات، ولكل منهما جغرافيته، وحاجاته المعيشية والبيئية الخاصة به. وعالَم الهائمات هذا هو أبسط صور الحياة الفطرية في البيئات المائية، خاصة المحيطات، وهو المدخل المنطقي لاستعراض سمات الحياة الفطرية بكل أنماطها.

المحيطات القطبية (المحيطان القطبيان)

هما القطب الشمالي والقطب الجنوبي، ويكسوهما الجليد. ومياههما باردة، غنية بالأكسجين، والمواد الغذائية، والهائمات. وتتحرك المياه الباردة في بطء، على امتداد قيعان المحيطات، عبر خط الاستواء، وأيضاً في الاتجاه المعاكس. وتختلف أبعاد عمق الجبال الجليدية في القطبين المتجمدين، فهي إلى عمق 9م في القطب الشمالي، وإلى عمق 900م في القطب الجنوبي. وفي كليهما ينخفض عدد أنواع الكائنات الحية، وما يشاهد فيهما من كائنات هو غالباً متوطن فيهما، ولا يوجد في غيرهما من الأماكن.

ويتميز القطب الجنوبي بوجود تيارات مائية رأسية صاعدة غنية بالمواد الغذائية، وفيه ينمو عالم الهائمات بنوعيه، في غزارة في فصل الصيف؛ حيث يتوافر ضوء الشمس. ولما كانت عنصراً مهماً في السلسلة الغذائية؛ فإنها تقع فريسة للحيوانات الأكبر مثل الحيتان، التي تتغذى بالربيان، خاصة، وهو من الهائمات الحيوانية الصغيرة. إلى جانب أن الطيور المائية البحرية مثل البطريق، والخرشنة، وحيوانات أخرى، أيضاً، تعيش عليه، مثل الأسماك، والحبَّار، والأطم (الفقمة).

المحيط المتجمد الجنوبي (قارة الانتاركتكا): إقليم محيطي متجمد، يقع إلى الجنوب من كل من أمريكا الجنوبية، وأفريقيا، واستراليا. ويؤثر وجود هذا المحيط المتجمد في تنظيم درجات الملوحة، ونسب الغازات، وكمية المواد الغذائية، ودرجات الحرارة في المحيطات الثلاثة الرئيسية المعروفة: المحيط الأطلسي، المحيط الباسفيكي (الهادي)، والمحيط الهندي، والتي يطلق عليها إجمالاً مسمى المحيطات الاستوائية.

وتعد البيئة في قارة انتاركتا عدائية؛ لذا فإن الحياة الفطرية فيها، لا سيما الحيوانات كبيرة الحجم، والنباتات الكبيرة، تكون غير وافرة؛ غير أن هنالك كائنات فطرية دقيقة توجد في وفرة، تضم العوالق والهائمات القشرية krils، وهما مصدر الغذاء الرئيسي في السلاسل الغذائية؛ التي تنتظم حياة الطيور، والأسماك الكبيرة، واللافقاريات وغيرها.

وتعزى وفرة هذه المجموعة من العوالق إلى حركة التيارات المائية الدفيئة، المشبعة بالمواد الغذائية، والمتجهة ناحية الجنوب عابرة فوق سطح المحيط، وإلى حركة المياه الباردة المشبعة بالأكسجين، المتجهة نحو الشمال، وإلى وفرة الفوسفات، وتركيزه العالي (50 - 60ملجم م3).

المحيط القطبي: وتقع هذه النقطة المتجمدة إلى الشمال من كل من أمريكا الشمالية، وأوروبا وآسيا، ويكسوها الجليد، الذي قد يصل عمقه إلى 1300م، ويبلغ العمق عند القطب الشمالي North Pole، 4000م على سهل Abyssal.

يلاحظ في النطاق الشمالي للمحيط القطبي صعوبة تغلغل ضوء الشمس إلى المياه بسبب الثلوج، كما هو متوقع، وهذا وضع حدوداً لثراء الحياة الفطرية. أما إلى الجنوب من هذه البقاع الشمالية، فإن عالَم الهائمات يبرز، وتسود فيه الطحالب، والدياتومات، والتي تتغذى بما تلتقطه من هائمات أخرى، وتقع، بدورها، فريسة لجماعات من حيوانات أكبر، من قشريات ورخويات، فالحياة آكل ومأكول.

المحيطات الاستوائية

المحيط الأطلسي: أكبر محيطات الأرض، ويغطي 20% من سطحها، وتحيط به كل القارات المعروفة، وتصب فيه معظم الأنهار، وينقسم إلى المحيط الأطلسي الشمالي، والمحيط الأطلسي الجنوبي، عند خط الاستواء، وأهم تضاريسه العميقة: وجود سلسلة جبلية عند الوسط، تمتد من عند المحيط القطبي، إلى بحر سكونيا، وتنكسر هذه السلسلة فوق خط الاستواء. كما أن هنالك سلسلتين جبليتين عرضيتين، إحداهما تنطلق من عند ساحل جنوب أفريقيا، وتسمى سلسلة والفز Walvis Series، وتقع الثانية بالقرب من الساحل البرازيلي، وتسمى سلسلة ريو جراندي Rio Grande Series.

وتوجد في المحيط الأطلسي عدة جزر، منها الكبيرة ذات الأصل القاري، ومنها الصغيرة ذات الأصل البركاني، وتكون هذه الجزر الصغيرة ذات أصل مرجاني أحياناً أخرى.

المحيط الهندي: يقع إلى الجنوب من كل من شبه القارة الهندية، وإلى الغرب من كل من أستراليا وشرق أفريقيا. ومن أكبر الجزر التابعة له جزيرة مدغشقر، وجزيرة سري لانكا، وجزيرة سوقطرة، وكلها جزر ذات أصل قاري. كما تتصل به أبحر محدودة، هي: الخليج العربي، وخليج عمان، والبحر الأحمر، وخليج عدن، وبحر العرب، وخليج البنغال.

وتتلاقى في المحيط الهندي ثلاث كتل أرضية، وتتميز مياهه بالملوحة المرتفعة، خاصة بالقرب من الخليج العربي، وتكون الملوحة منخفضة نسبياً في منطقة خليج البنغال. كما أن معظم المياه السطحية للمحيط الهندي ذات أصول محلية، أما مياهه الوسطية العمق والعميقة فهي من أصل قطبي بارد، ولا يتصل المحيط الهندي اتصالاً مباشراً بالقطب الشمالي، ولذلك تتبع معظم مياهه العميقة مياه القارة الجنوبية المتجمدة.

وخط طول 30 شرقاً هو الموقع الذي كانت عنده شبه الجزيرة الهندية قبل اصطدامها مع قارة آسيا.

المحيط الهادي (الباسفيكي): يمتد هذا المحيط من عند المحيط القطبي في الشمال، إلى المحيط المتجمد في الجنوب، ومن عند القارتين الأمريكيتين غرباً، إلى كل من آسيا واستراليا شرقاً. ويتصل بالمحيط الأطلسي عن طريق ممر دريك Drake Passage، وبالمحيط القطبي الشمالي عن طريق Bering Strait. ويمكن تقسيمه إلى المحيط الباسفيكي الشرقي، والمحيط الباسفيكي الغربي، والمحيط الباسفيكي الأوسط. يبدأ أولهما من عند الساحل الأمريكي إلى سلسلة هاواي، ويمتد ثانيهما من عند سلاسل Trenches والمكونة من كل من كرايل Kurile، وتونقو Tongo والأيوشيان Aeautian وحتى نيوزيلاندة، أما النطاق الثالث فهو عبارة عن سهل، يصل عمقه إلى 5000م. ولذا فإن معظم الجزر التابعة للمحيط الباسفيكي تقع في نطاقه الغربي. ويرتبط بالمحيط الهادي كل من بحر بيرنج Bering، وبحر اكتوش Okhotsh، والبحر الأصفر، وبحر تيمور، وخليج كالفورنيا.

وتتباين ملوحة مياه المحيط الهادي، فتكون عالية في المناطق الدافئة منه؛ بسبب التبخر، وتبلغ 3.55% تزيد إلى 3.65%، وتنخفض إلى 3,3% عند الأقطاب المتجمدة. كما يرتفع محتوى الأكسجين الذائب في المياه السطحية، ويتدنى معدله مع العمق، ثم يعود ليرتفع مرة آخرى عند عمق يزيد عن 4000م.

جغرافية المحيطات الاستوائية

تكون المحيطات الاستوائية في مجموعها الجزء الأكبر من السطوح المائية، حيث ينحصر حوالي 37% منها بين دائرتي 20 شمالاً، و20 جنوباً، وينحصر حوالي 75% منها بين دائرتي 45 شمالاً، و45 جنوباً. وتمتاز كل هذه البحار والمحيطات الاستوائية بوفرة النظام البيئي الخاص بكل من المانجروف والشعاب المرجانية، وتتصل هذه المحيطات مع بعضها بالأرفف القارية التابعة لليابسة، والتي تمتد لأعماق مختلفة تحت مياهها. ويمكن دراسة قطاع عرضي في محيط مثالي حيث تنكشف نطاقات منها: المنطقة المحيطية، وهي عرض المحيط، والمنطقة الشاطئية، وهي ضحلة فوق الرف القاري، ونطاق المد والجزر والنطاق البحري الأوسط، ونطاق أحياء القاع العميق، ونطاق القاع الغوري، وسهل القاع الغوري، والمرتفع القاري ونطاق الأعماق السحيقة، ونطاق كائنات الأخدود القاعي، وخندق المحيط... إلخ.

وقد أمكن للعلماء توثيق المساحة الكلية للمحيطات، وكذلك توثيق مساحة الأرفف القارية التابعة لها، حيث ثبت لهم أن المساحة الكلية للمحيط المكشوف في النطاق القطبي الشمالي بين خطي عرض 45 ـ 90 درجة، تساوي 26.6 مليون كيلومتراً مربعاً، تقابلها مساحة رف قاري تابع لها تقدر بـ 40.9 مليون كيلو متر مربع، أما في حالة المحيطات المعتدلة والتي تقع بين خطي 20 ـ 45 درجة، فمساحتها الإجمالية 36.8 مليون كيلومتراً مربعاً تتبعها أرفف قارية مساحتها 28.8 مليون كيلومتراً مربعاً، وتبلغ مساحة المياه الاستوائية الواقعة بين خطي العرض 0 ـ 20، ما مقداره 36.6 مليون كيلومتراً مربعاً ويتبعها رف قاري مساحته 30.3 مليون كيلومتراً مربعاً. وتبلغ المساحة الكلية للمحيطات 360.3 مليون كيلومتراً مربعاً وفيما يلي قائمة بالأرفف القارية:

الأرفف القارية

يعرف الرف القاري بأنه امتداد لليابسة، وينحدر تدريجيا من عند خط زبد الأمواج المتكسرة على الشاطئ وعبر هذا الخط إلى عمق 200م عند سواحل معظم القارات. وقد يمتد إلى مسافات بعيدة إلى أكثر من 1400كم، كما في سيبريا، وقد لا يوجد أصلاً كما في حالة شيلي. وتكون مناشط الإنسان في الرف القاري لسهولة الوصول إليه، واستغلال موارده. وقد تأثر الرف بذلك.

تعيش في مياه الرف القاري العديد من الكائنات الفطرية؛ إذ أنها مياه معرضة لتأثير الشمس، وغنية بالمواد الغذائية التي تحملها التيارات المائية التي تصب فيه من اليابسة، ويتوافر معظم هذه الكائنات فوق الرف القاري بصفة موسمية، في مرحلة من مراحل النمو غالباً في شكل يرقات ضمن عالَم الهائمات، كما توجد كائنات تامة النمو كالأسماك. وينتهي الرف القاري عادة بانحدار فجائي شديد.

والرف القاري جانب مهم من جغرافية المحيطات، كما ترتبط البحار ذات العلاقة بالمحيط بهذه الأرفف، ولما كانت المحيطات الرئيسية الثلاثة استوائية الموقع، فإن استعراض الأرفف القارية، والبحار الخاصة بها، سيكون توجهاً مفيداً. وقد توصل العلماء إلى تعرف عدد من الأرفف القارية، تبلغ مساحتها الكلية 10.44 كيلو متر مربع، وهي: رف بحر شرق الصين، رف بحر جنوب الصين، رف جزر الفلبين، رف جزر أندونيسيا، رف بحر سلمان، رف بحر الكورال، رف حوض فيجي، رف بحر تسمان، رف المكسيك ـ كولومبيا، رف البحر الأحمر، رف جزيرة العرب، رف الخليج العربي، رف غرب الهند، رف شرق أفريقيا، رف موزامبيق، رف جزيرة مدغشقر، رف شرق الهند، رف برما، رف شبه جزيرة ماليزيا، رف خليج المكسيك، رف جزر الكاربيان، رف الانتليس، رف غيانا، رف البرازيل، رف موريتانيا ـ لايبيريا، رف خليج غينيا، رف انغولا.

أهمية الأرفف القارية

تستقبل المحيطات الاستوائية كل ما تصبه الأنهار فيها من ترسبات ذات أصل قاري، تكون مكونة من مواد بعضها غير عضوي، كالرمال التي تنتج بسبب تفتت الصخور، ثم تنقلها الرياح والتيارات المائية لمسافات تطول أو تقصر على امتداد السواحل، إلى جانب نقلها أيضاً السلت (الغرين) والطمي. وأية مواد عضوية أخرى، نباتية أو حيوانية، تكون قد تعرضت لدرجات تحلل مختلفة، كما أن هنالك ترسبات لمركبات الكالسيوم، كما تساهم أجسام الكائنات الرخوية تلك التي تعيش في القيعان في تكوين جانب من الرمال الصدفية، والفتات الطباشيري، والذي تساهم في بنائه أيضاً الشعاب المرجانية، والطحالب المرجانية، كما تتوافر الهائمات النباتية، والحيوانية الدقيقة أو المجهرية. وتضم الهائمات البكتيرية، والهائمات النباتية مثل جيمنو دينوم والدياتومات، ومن الهائمات الحيوانية المجهرية نذكر الشعاعيات والهدابيات.

وتتعرض هذه الأرفف القارية إلى العديد من الضغوط من أهمها النشاط التكتوني، وهو عبارة عن عمليات تشويه أديم الأرض، الذي يقود إما إلى اتساعها أو إلى تضييقها، وكان أحدث هذه المناشط بروز البحر الأحمر، الذي سببته حركات تكتونية جيولوجية حديثة. وكما هو معروف فإن للأنهار الرئيسية، وما تنقله من رواسب الطمي والرمل وغيرها، دوراً واضحاً في تكوين معالم السفح القاري أو تغييرها.

أهمية الترسبات في الحياة البحرية الفطرية

تتباين كثافة الترسبات ونوعها، وهي وسط هام لحياة الكائنات الدقيقة وغذائها وتكاثرها في المحيطات، وتتوزع بدرجات مختلفة فيها، وفي أرففها القارية.

ترسبات الرفوف القارية التابعة للمحيط الأطلسي

يتميز الساحل الغربي لأفريقيا من ساحل موريتانيا، وحتى ساحل رأس الرجاء الصالح، بترسبات من النمط الذي يطلق عليه لفظة Terrigenous، كما تتوافر ترسبات المرجان في بعض الجزر القليلة، ويسود الطمي البحري، العضوي، العميق Pelagic، عند عمق يقدر بـ 400م، ويمتد بين ساحل القابون، وساحل جنوب أفريقيا. وتكثر الرمال والصخور فيما يلي المياه الساحلية. كما يصب كل من نهر الكونغو ونهر النيجر ونهر الكامرون في الرف الأفريقي الأطلسي إلى الشرق من خليج غينيا. كما تتوافر الرمال المعدنية، والرمال الناشئة، بفعل الكائنات الحية على مساحات الشمال الغربي من ساحل موريتانيا، وتكثر كذلك غابات النظام البيئي للمانجروف، على امتداد الرف القاري في دلتا نهر النيجر ودلتا نهر بيساقوس.

أما الساحل الأطلسي القاري الغربي، المواجه لوسط أمريكا، فهو معقد البناء، وكثير الالتواءات والانطواءات، ومتعدد الكسور. ويعزى ذلك إلى النشاط التكتوني، وتكون ترسباته من النمط الـ Terrigenous، وقد تسببت الصدوع التكتونية أيضاً في تشويه الساحل الشمالي لأمريكا الجنوبية.

ويلاحظ أن الرف القاري يضيق من طرفه الشرقي عند سواحل أمريكا الجنوبية إلى حدود 20 كم من عند ساحل الأرجنتين، ويمتد إلى مسافة  2500 كم، وهو أيضاً شديد الانحدار.

تشبه ترسبات الرف القاري التابع للمحيط الهادي، تلك الترسبات المشاهدة على الساحل الأمريكي الغربي ـ الهادي، وعلى الساحل الأفريقي الغربي. إذ لا تتوافر في أي منها الشعاب المرجانية، كما أنه رف ضيق يلاحظ فيه سيادة للنظام البيئي للمانجروف المتباعد على امتداد سواحل أمريكا الوسطى، وسواحل كولومبيا. أما الساحل الغربي للمحيط الهادي فهو معقد التركيب؛ حيث تكثر فيه الشعاب المرجانية، وتصب فيه أنهار كبيرة عديدة، ويقع إلى الجنوب من تايوان والسواحل الصينية، ويمتد نحو الجنوب الشرقي إلى استراليا، ويشتهر فيه الشعب الحاجز الكبير على السواحل الاسترالية، الذي يمتد إلى سواحل كوينزلاند، ويبلغ طوله 1200 ميلٍ.

ترسبات الرف القاري للمحيط الهندي

يتميز الرف القاري هنا بترسبات طموية، وباتساعه الواضح في جانب ماليزيا وتايلاند وبورما، كما أن معظمه تكسوه غابات المانجروف. ويمتد اتساع الرف القاري كذلك إلى الغرب من سواحل الهند في اتجاه بحر العرب، ومن ثم يتعقد تكوينه إلى الشمال الشرقي من هذا البحر، ويعزى ذلك إلى نشاط أرضي جيولوجي حديث، قد وقع خلال أواخر القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر، ثم يضيق الرف مرة أخرى من جهة الشمال الغربي لبحر العرب في اتجاه ساحل جزيرة مدغشقر، بل إنه يختفي أحياناً تماماً، ليتسع من جديد في الخليج العربي، الذي تصب فيه مياه نهري دجلة والفرات إلى الشمال والشرق منه، وتظل بقية سواحل هذا الخليج رملية أو جيرية، في توافر رمال الصحارى العربية المجاورة، ثم يضيق الرف ثانية من عند خليج عمان، وحتى ساحل بلوخستان، وسواحل إيران؛ حيث تكثر فيه الترسبات الطموية، والطحالب المرجانية، التي تنتمي إلى مجموعة الطحالب الحمراء، وتكون مغلفة بصدفة من الكالسيوم، وتعيش في مستعمرات، وتقوم بالتمثيل الضوئي. وهي مكون هام للسلسلة الغذائية البحرية، والنفايات المرجانية؛ التي تتحرك من الشعاب المرجانية الوافرة المتتابعة من عند السواحل اليمنية والإثيوبية، وحتى خليج العقبة، وخليج السويس.

ولا يكاد الرف القاري يبين على الساحل الشرقي الأفريقي، وإن كان موجوداً، فيغلب عليه الترسبات الجيرية، والتكوينات الساحلية المرجانية، كما توجد فيه تجمعات لغابات المانجروف من عند سواحل ممباسا في كل من كينيا ودار السلام وتانزانيا، وفي بعض مناطق موزمبيق، وعلى امتداد كبير على طول ساحل مدغشقر. والمانجروف نظام بيئي بحري غابي، تسود فيه أنواع شجرية معينة، وأعشاب بحرية، وهو موئل مهم للحياة الفطرية البحرية.

ويغطي القاع المحيطي ترسبات، تكون نسبة الغرين فيها حوالي 48 %، ويمثل الطَفَلْ الأحمر 38% والغرين السليكوني 14%، ويتكون الغرين عادة من المنخريات، وهي ذوات هيكل مثقب، ومن محنيات الأقدام، وهي حيوانات ذوات أصداف تحتوي على الكالسيوم، وتشاهد هذه الرواسب حتى عمق 5.500م، ثم تذوب بتأثير الضغط المرتفع، والحرارة المتدنية فيما يلي هذا العمق. وعليه تكون ترسبات الأجزاء العميقة من المحيطات مكونة من الطَفَلْ الأحمر، يليه الغرين السليكوني.

البحيرات والبرك الشاطئية الضحلة (الأهوار) المحيطية الساحلية: تكثر هذه الأهوار على السواحل المحيطية الاستوائية، في نطاقات دوائر العرض العليا خاصة، وعادة ما تكون خلف بعض الجزر الحاجزة لمياه المحيط، ولها قنوات مداخل ومخارج لمياه المحيط. وقد يكون لها اتصال ببعض الأنهار. وتكمن أهمية هذه الأهوار في مجال الأسماك، وصناعتها التجارية والاقتصادية، ومناشط المسامك بصفة عامة، حيث إنها الموئل الطبيعي للتكاثر لهذه الكائنات، وتجدر الإشارة، هنا، إلى أن هنالك موائل بيئية أخرى شبيهة، ترتبط بحياة الأسماك، مثل الشعاب المرجانية. وتتعرض المستنقعات إلى تأثير أقصى ارتفاع للمد، وأدنى ارتفاع له، وتأوي مجتمعات لنباتات ملحية.

ويعزى تكوين هذه الأهوار إلى اختفاء قطع أرضية تحت سطح المياه خاصة خلال العصر الهولوسيني الحديث، الذي ارتفعت خلاله أسطح المحيطات، ويرجع تاريخ هذا العصر إلى حوالي 10.000 سنة خلت.

وتتأثر بيئة هذه الأهوار بما تمده بها مصبات الأنهار من مواد ترسبية، وبما تفقده ويذهب إلى الأعماق من هذه الترسبات بسبب نقله بواسطة حركة الأمواج. وتسلك الترسبات طريقها إلى الأهوار بعدة أساليب: عن طريق التيارات الساحلية حيناً، وحركة الموج العادية حيناً آخر، وبوساطة عملية غسيل الساحل أثناء حدوث الزوابع، أو عن طريق تراكم الغرين الذي تنقله مياه الأنهار، أو عن طريق تراكم المواد العضوية النباتية والحيوانية عند مواقع تماس والتقاء المياه العذبة مع المياه المالحة عند مصاب الأنهار، أو قد يتكاثف الترسيب في مواقع وفرة غابات المانجروف.

وتعد الأهوار سمة مميزة للمحيطات الاستوائية في كل من المحيط الأطلسي، والمحيط الهادي في كل من المكسيك، وفي وسط أمريكا، وفي خليج غينيا. وكذلك على امتداد سواحل المحيط الهندي، خاصة الشرقية منها.

تتخذ الأهوار أشكالاً مختلفة بحسب قوة تأثير مصاب الأنهار فيها، بمقدار كمية المياه التي تصب فيها، وكثافة ما تحمله من ترسبات، وبخاصة المكونات العضوية من أنسجة النباتات والحيوانات وأعضائها، ويساند كل هذا جانب التبخر، الذي هو أمر مألوف في هذا الحزام الاستوائي، كما أنه قد يحدث تغيير موسمي متتابع لأشكال هذه الأهوار، حيث تنحسر حمولة الأنهار الصابة فيها في مواسم الجفاف؛ مما يؤدي إلى انسداد منافذ مخارج الأهوار ومداخلها التي تربطها بالبحر، حتى إذا ما أطل موسم الأمطار، وتسارعت معدلات امتلاء الأنهار، وفاضت، وعززت حمولتها من مواد منقولة مترسبة، تفتحت تبعاً لذلك منافذ الأهوار، وعاد اتصالها مع مياه المحيط.

غير أن هذا ليس هو المتوقع دائماً؛ إذ إن أهوار المناطق الجافة طبيعيا، مثل منطقة الخليج العربي، يتخذ تكوينها شكلاً آخر بسبب ندرة الأمطار، وكثافة التبخر، ووجود بحور رمال داخلية.

برزت كثبان رملية خلال فترة ارتفاع مستويات المحيطات قبل 10.000 سنة، ثم غرقت تحت السطح لتتحد مرة ثانية مع مركبات كربونات الكالسيوم؛ ليتكون منهما تبعاً لذلك صخر ساحلي لين، هو ما يطلق عليه مسمى "السبخات"، كما أن معدل التبخر المرتفع قد ساعد على ترسب مركب كبريتات الكالسيوم، أو ما يسمى "الجص" أو "الجبس". ثم انعزلت هذه السبخات على شكل جزر ساحلية، يقع خلفها تكوين رملي، يتخذ هيئة المطرقة، تملؤه المياه. تؤدي هذه الترسبات إلى تأهيل الموقع لبناء الأهوار النشوئية الحيوية، أي التي تكونت بفعل الكائنات الحية، والتي تغلب عليها حيوانات المنخريات غير المثقبة، والمرجان، وهو نمطان، أحدهما صلب الهيكل، والآخر لين طري، والرخويات والقشريات، وتشمل السرطانات بأنواعها، والأربيان، وجراد البحر، و (البارنقيل) وهي حيوانات بحرية قشرية من رتبة هدابيات الأرجل تعلق بالصخور، ويبلغ عدد أنواعها 25.000 نوع. وينقسم جسمها إلى رأس وصدر وبطن، وله خمسة أزواج من الزوائد، ويكسو الجسم هيكل خارجي من مادة الكتين، ومعظمها حيوانات عاشبة، ومنظفة للبيئة. وشوكيات الجلد في سواحل المحيط الهندي والمحيط الهادي، وتتميز بجلدها الشائك، وبعدم وجود الرأس، وبالأذرع الخمسة أو مضاعفات هذا العدد. غير أن تزايد ترسب أملاح كربونات الكالسيوم أدت إلى تغير في تركيب كيمياء بيئة الأهوار، إلى جانب معدل التبخر المرتفع، الذي ساعد على أن تكون المياه أكثر ضحالة، وقد أدى كل ذلك إلى استبعاد وجود معظم صور الحياة الفطرية العليا من نباتات وحيوانات. غير أن التكوين العام للوسط في بعض المساحات تميز بظهور حصائر بكتيرية خضراء مزرقة. ويعزى ذلك بسبب وفرة النتروجين والفوسفور ضمن تكوين النظام البيئي الذي يتجه نحو تكوين بحيرة جص ساحلية. كما لاحظ العلماء أن لعوامل الطقس تأثيرات على بيئة السواحل الصحراوية؛ إذ أن الساحل التروسيالي Trucial للخليج العربي يقع تحت وقاية جزيرة دولة قطر، مما أدى إلى ظهور مسطحات مائية في النطاق المد جزري ذات محتوى مرتفع لأملاح الكربونات. كما تقع المنطقة الوسطية لهذا الساحل أيضاً تحت حماية حاجز شاطئ اللؤلؤ الكبير، وينتج عن ذلك تكوين عدد من الجزر والأهوار متباينة الأبعاد، أما الجانب المكشوف لساحل الخليج العربي فهو يزخر بالسبخات المطرقية.

الشعاب المرجانية

تكثر الشعاب المرجانية على السواحل الاستوائية للمحيطات والبحار كلما كان الماء صافياً، وتدنت نسبة العكران فيه، وانحسرت أعداد مصاب الأنهار. ويكون نمو الشعاب المرجانية عمودياً لكل مكوناتها من نباتات وحيوانات وصخور كربونية، ويكون ذلك متناسقاً مع ارتفاع مستويات السطوح المائية، أو متماشياً مع انزلاق الكتل القارية الحافية وغرقها. وقد حدد بعض العلماء ثلاث مراحل لتكوين الشعاب المرجانية، هي تلك التي اعتمدها أصلاً العالم المشهور شارلس دارون عام 1842م. وهي:

1. تكوين الشعاب الحافية.

2. تكوين الشعاب الحاجزية.

3. تكوين الجزر المرجانية.

1. الشعاب الحافية

تكثر الشعاب الحافية على الحواف الشرقية للقارات، ويعزى ذلك لتأثير كل من حركة التيارات المائية من جهة، وحركة كتلة الأرض اليابسة من جهة أخرى. فالمعروف أن المياه الدافئة تتحرك في اتجاه نحو الجانب الشرقي للكتلة الأرضية، بعيداً عن خط الاستواء، بينما تتحرك المياه الباردة العميقة نحو خط الاستواء، على امتداد الحواف الغربية للقارات. ويبدأ تكوين الشعب الحافي ببروز جزيرة بركانية، تظهر على جوانبها شعاب حافية، ثم تظهر بركة ما بين الجزيرة البركانية والشعاب الحافية. ثم تختفي الجزيرة البركانية آخر الأمر تحت الماء، ويكبر حجم البركة.

2. الشعاب الحاجزية

تكثر هذه الشعاب فوق الأرفف القارية على الساحل، أو فيما يليه داخل الماء، وتتباين أحجامها وأبعادها، وأكبرها هو سلسلة الشعاب الحاجزية في كوينزلاند، والتي تمتد إلى حوالي 2500كم، ويتراوح اتساعها بين 25 متراً و250 متراً، وتفصلها عن الساحل برك وأهوار، يتراوح عرضها بين 20 متراً و70 متراً. كما يوجد حاجز شعابي آخر، يبلغ طوله 650 كم على امتداد الساحل الشمالي لولاية نيوكارولينا في اتجاه الشرق ـ الغرب، وذلك إلى الشمال من جزيرة فيجي، ولمسافة تبلغ 260كم.

كما تشاهد هذه الشعاب الحاجزة على امتداد الساحل الأفريقي الشرقي، وتبعد بضع مئات من الأمتار عنه. كما أنها تلاحظ، أيضاً، في المواقع الملائمة لتكوينها في منطقة الهندو ـ هادي (الهندو ـ باسيفيكي) ويتميز البحر الأحمر بأنه يمتلك أطول امتداد شعابي حاجز طوله 4500كم.

3. الجزر المرجانية

تتكون هذه الجزر نتيجة النمو السريع للمرجان حول الشواطئ، أو فوق أرضية لشعاب قديمة... كما تتسبب الحركات التكتونية، وهي عمليات تشويه أديم الأرض، بسبب قوى مؤدية إليها، مما ينتج عنه أشكال مكونة للقارات والجبال، والمعروف أن النشاط التكتوني يسبب تغيرات في ارتفاع قيعان البحار والمحيطات، ويدفع إلى السطح بجزر مرجانية جديدة، ويكون سبباً في إغراق جزر أخرى.

كما تكثر الجزر المرجانية في منطقة المحيط الهندو ـ هادي، وهي ذات أشكال مختلفة إلا أنها تتشابه في وجود بركة مركزية. وتعد الجزر المرجانية قمماً بركانية قديمة خامدة، قد غرقت بسبب ارتفاع مستويات أسطح البحار والمحيطات.

يحتاج نمو الشعاب المرجانية إلى عوامل خاصة تساندها، إذ يتطلب نمو المرجان الحافي درجة حرارة للمياه تزيد عن 18 درجة، كما أنه يعيش في حياة تكافلية مع ضرب من الطحالب، هو الطحلب المرجاني، الذي ينتمي إلى مجموعة الطحالب الحمراء، ويعيش في مستعمرات، وتحيط به صدفات مشبعة بالكالسيوم، كما يقوم بالتمثيل الضوئي.

ويحتاج نمو الشعاب المرجانية أيضاً إلى فترة غمر بالمياه خلال المد والجزر، في حدود عمق 2م، وإلى درجة ملوحة للمياه لا تتجاوز 27 %، غير أن هذا النوع من المرجان كثيراً ما يتعرض للتدمير بسبب عنف السيول، وقوة الأمطار غير العادية، التي تجري و تسقط في المناطق المكشوفة من الشعاب. كما أن تراكم المواد العضوية والطمي الذي تحمله المصبات النهرية الكبرى يقود إلى موت المرجان، خاصة حين تستقر فوقه. وهذا يفسر غياب الشعاب المرجانية في مداخل مصاب الأنهار القوية، المتصلة بالبحار الاستوائية، كما أن الشعاب المرجانية عادة تكون سريعة التأثر والاستجابة لكل ضروب التلوث المحلي الصناعي والزراعي وغير ذلك.

والمرجان حيوان بحري لا حشوي بولبي، قد يوجد نامياً منعزلاً، أو متجمعاً في مستعمرات، ويقوم ببناء أصداف صلبة من الكالسيوم وتعيش معه وبداخله وفي مستعمراته أعداد من أنواع حيوانات ونباتات بحرية أخرى، من بينها مجموعة المنخريات، وهي مجموعة حيوانات دنيا مثقبة الأصداف، إلى جانب العديد من الطحالب المتكافلة. وتزخر الشعاب المرجانية بالعديد من الكائنات وخاصة الأسماك، التي تتغذى بالحشائش البحرية وبالهائمات، وتقع فريسة لغيرها، وتفرز كلها مواد تحتوي على النتروجين والفوسفور، تدخل في عجلة التدوير والاستمرار.

ويسود بعض هذه الأسماك في الشعاب المرجانية، وتكون عادة من النوع المفترس الكاسر، مثال ذلك السمكة التي يطلق عليها اسم Damsefish، والتي تتغذى بالطحالب الملتصقة بالمرجان، فتزيحها لينكشف المرجان، كما أنها تحد من تكاثر أسماك أخرى، مثل السمكة الببغائية التي تأكل المرجان، وسميت بذلك بسبب ألوانها وشكل فكيها، وكذلك سمكة تاج الشوك (ملك الشوك) النجمية، وهي ذات أذرع نجمية، وتتغذى بالمرجان الحي. وهكذا يتبين أسلوب التكافل والتعايش والافتراس والتنافس في هذا العالم المائي الكبير.وإلى جانب المرجان الصلد هنالك المرجان اللين، الذي لا يحيط جسمه بهيكل صلب، ويتكاثر إلى درجة السيادة في المحيط الهندي، وأيضاً في منطقة الهندو ـ الهادي، وله علاقة تكافلية مع السوطيات الدوارة (ثنائية السوط)، وهذا ما مكَّن لهما من استمرار الحياة في بيئة مائية غير غنية بالهائمات، ولكنها غنية بضوء الشمس.

الكائنات الفطرية في الشعاب المرجانية

تتباين مجتمعات هذه الكائنات في كل من المحيط الأطلسي، والمحيط الهادي، وفي الحالتين تتعرض الحياة الفطرية لأضرار بليغة؛ بسبب كثافة النشاط البشري، الذي يتمركز على السواحل، كما في شرق أفريقيا، إلى جانب أن 60% من الغطاء الشعابي المرجاني الأساسي التابع لجزر الفلبين قد تدمر خلال العقود الأخيرة؛ بسبب استخدام أسلوب تفجير الديناميت في صيد الأسماك تجارياً، وأيضاً بأسلوب تسميم الأسماك عن طريق استخدام المواد (التبييضية) المنزلية.