إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات متنوعة / الحياة الفطرية في المحيطات




نبات الشورة
مستعمرة قناديل البحر
الأربيان
المرجان
الاسفنج
الدولفين الشائع
الدولفين قاروري الأنف
الحوت الأبيض
الحوت الأحدب
الحوت الرمادي
الحوت الصحيح
الحوت القاتل
الجلد شوكيات
الدب القطبي
السرطان الشائع
الكركند
الفظ
الفقمة الملتحية
حوت البوهد
حوت العنبر
طحلب
طحلب السرجس
سرطان بحري
كركدن البحر
قنديل البحر

نبات من جنس Cymodocea
نبات جنس Posidonia
أحد أنواع جنس Haloduce
النوء العملاق الشمالي
النوء الغاطس الشائع
البجع البني
البطريق الملوكي
البطريق الملك
السلحفاة البحرية منقارية الصقر
السلحفاة البحرية الخضراء
السلحفاة الجلدية
السمكة أبو منشار
الطائر الاستوائي أحمر المنقار
الغواص أحمر الحلق
الغواص عظيم العرف
سمك القرش أسود الطرف
سمك القرش النمر
سمك القرش الحوت
سمكة الموراي الصلورية
سمكة الموراي العملاقة
سمكة الهرنج
سمكة الالباكورة
سمكة الدولفين
سمكة الرأس
سمكة السحلية الشائعة
سمكة السفنين أسود البقع
سمكة السفنين أزرق البقع
سمكة الكاردينال
سمكة القد
سمكة القرش الأبيض
سمكة فرس البحر
سمكة قوس قزح
قطرس بولر
قطرس جزيرة شاثام




بسم الله الرحمن الرحيم

بيئات سواحل المحيطات

البيئة الساحلية: وتشتمل البيئة الساحلية على تضاريس مميزة، مثل الكثبان الرملية، ومصبات الأنهار، والمستنقعات (البرك أو الأهوار)، والنطاقات التي تتحكم فيها حركة الأمواج، والمد والجزر في تكوين الطبقات التحتية. أما الكثبان الرملية فتنقلها التيارات المائية الشاطئية، وتحملها الأمواج، وتؤدي إلى تكوين حواجز، ترتفع بمرور الزمن، ثم تظهر عليها بعض النباتات، ثم تستقر تدريجياً. وهذا بدوره يساعد على تثبيت الرمل وتجميعه، حتى يصل إلى علو 16م أو يزيد، ومع ذلك فإنه يظل نظاماً بيئياً ساحلياً هشاً سريع التأثر بمناشط الإنسان.

مصبات الأنهار: لقد تدمرت العديد من السواحل بفعل مناشط الإنسان، وتكاد بعض هذه المصبات أن تختفي من الوجود وتختفي معها حياتها الفطرية.

النطاقات: هي مساحات ذات خواص مميزة، ساعدت في تكوينها عوامل الموج والمد والجزر، وتركيب الطبقة التحتية، فالموج قد يكون عنيفاً أو متوسطاً أو غائباً. ويكون الساحل تبعاً لذلك مكشوفاً أو محمياً، أو يشغله الخليج. ولكل واحد من هذه كائناته الفطرية الملائمة له.

الطبقة التحتية: ويقصد بذلك مراحل تكوين القاع ومكوناته، وهي إما أن تكون من الطين أو الرمل أو الصخور أو الركائز. يكثر الطين عادة في مصبات الأنهار، وتكون معدلات الأكسجين فيه منخفضة؛ وذلك بسبب دقة المسام، والحد من كفاءة دورة الهواء، والحد من كفاءة نشاط الكائنات الدقيقة، والتقليل من مقدرتها على استهلاك المواد العضوية التي تقوم بتحليلها. ولذلك فإن البكتريا هي الأكثر نشاطاً في مثل هذه الظروف.

الرمل: يختلف مصدر تكوين الرمال، فمنه ما هو بركاني الأصل، ومنه ما هو مرجاني، ومنه ما هو من حجر المرو، ومنه ما هو من الفلسبار. ويتغلغل الماء بين حبات الرمل في يسر، وكذلك يدخل الهواء. غير أن الأسطح العليا من الرمل تكون عادة جافة، وذلك بسبب شدة التبخر. كما أن حركة الأمواج الميكانيكية، خلال المد والجزر، تحرك الرمال فوق بعضها ساحقة بذلك كل الكائنات الحية الصغيرة، عدا تلك التي لها أصداف قوية، وتلك التي تتحرك مع تيار الموج والرمل دون مقاومة، وتلك التي تحفر لنفسها جحوراً تقيها من الطحن.

الصخور: وهذه تكون بينية غنية بالأحياء الفطرية على امتداد الشاطئ، حيث تتباين التضاريس الدقيقة، إلى جانب وفرة الأكسجين والمواد الغذائية، والحماية العامة. كما أن معظم هذه الأحياء يكون ملتصقاً بما حوله.

الركائز: وهذه بيئة صناعية، ترتبط بمراسي السفن، وقوارب الصيد، والأرصفة والأحواض والموانئ، وهي صورة لمناشط الإنسان على السواحل، استغلتها الكائنات البحرية.

نطاقات المد والجزر:

1. نطاق الرذاذ (أو نطاق الشاطئ الأعلى): يكون هذا الجانب الساحلي جافاً في معظم الأحوال، ويصل إليه الماء على هيئة رذاذ، ويعيش فيه عدد محدود من الكائنات، مثل الحلزون وبلوط البحر والبرنقيل الأوزي، (والبرنقيلات حيوانات بحرية قشرية من مجموعة هدابيات الأرجل والطور البالغ ثابت وغير متحرك)، وبعض الأنواع مغلف بمواد جيرية والبعض الآخر عارٍ وهنالك أنواع متطفلة على غيرها.

2. النطاق المد جزري المنكشف للهواء مؤقتاً: ينكشف الشاطئ مرتين يومياً أثناء الجزر، ولمدة تصل بين 4-6 ساعات في كل مرة. وتعيش فيه ضروب من القواقع إلى جانب أنواع من ضمنها البرنقيل البلوطي والبطلينوس وهذا الأخير من الرخويات، ويتباين حجم أنواعه فبعضها لا يرى بالعين المجردة، والبعض الآخر ضخم يصل وزنه إلى 250 كجم. وللحيوان صدفتان متماثلتان حجماً وشكلاً، ويعيش في القيعان الطينية أو داخلها، وله أقدام قوية يوظفها في حفر الأنفاق التي يصل عمقها إلى 50-75سم.

3. النطاق المغمور بالماء: ويتعرض هذا النطاق للهواء لساعات أقل خلال الجزر المنخفض (2 إلى 3 ساعات)، ويغطيه الماء معظم الوقت، ويعيش فيه بعض أنواع نجم البحر، الذي يتغذى بالمرجان، والعديد من الفقاريات البحرية.

4. النطاق تحت متوسط الجزر: ويتعرض هذا النطاق للهواء لفترة وجيزة، لا تزيد عن ساعة أو ساعتين. وتعيش فيه كائنات عديدة.

الغطاء النباتي الساحلي للمياه الاستوائية

أمكن للعلماء تمييز ثلاثة مجتمعات مهمة في التكوين الجغرافي للسواحل الاستوائية وهي:

1. مجتمع نطاق المد والجزر، ومجتمع نطاق تحت الساحلي، ويتكون هذا المجتمع أساساً من طحالب كبرى تكون نامية على الصخور.

2. مجتمع مروج الحشائش البحرية الأهوارية.

3. مجتمع غابات المانجروف، الذي يقوم فوق مسطحات نطاق المد والجزر.

وبرغم أن الحشائش البحرية البنية الكبيرة تسود فوق الشعاب الصخرية المد ـ جزرية، أو تحت المَدية في نطاق دوائر العرض العليا، إلا أنها غائبة على امتداد دوائر العرض الاستوائية، ويشاهد بدلاً عنها بعض الطحالب الصغيرة، من أمثلتها الطحالب الخضراء (انظر صورة طحلب)، والطحالب الحمراء، والطحالب البنية.

وتكثر الطحالب البنية مثال عشب الصخور (أو فيوكس)، وهو نبات متفرع ثنائياً، يتكون جسمه مما يشبه الساق، وله أشباه جذور إلى جانب وفرة المثانات التي تساعده على الحياة تحت الماء في الأهوار والخلجان، وبعضها قد يحتمل العيش خارج الماء لبعض الوقت، وهذا مكنه من استعمار نطاق المد ـ جزري. وتحتوي طحالب عشب الصخور بصفة عامة على صبغ الفيوكوزانتين، الذي يكسبها اللون البني، كما تقوم بصنع المانتول واللامينارين وحامض الألجنيك. وللنبات دورة حياتية من جيلين أحدهما جنسي والآخر لا جنسي. ومن أبرز أنواع الطحالب البنية نجد: الطحالب البنية الخيطية وطحلب لاميناريا وله جذور تثبته على الوسط القاعي، وساق رفيع نحيل وأوراق ذات أنصال عريضة. وطحلب السرجس (انظر صورة طحلب السرجس) وهو جنس منتشر في العديد من الأماكن، من عند خليج غينيا إلى استراليا، وتستغل هذه الطبقة الطحلبية تجارياً لإنتاج مادة الألجنيت Alginate إلى جانب أنها ذات أهمية في التوزيع البيئي للأسماك الساحلية وترافقه حشائش بحرية أخرى.

كما أن بعض الحشائش البحرية تزرع تجاريا في الفلبين مثل عشب Eucheuma.

وتنتشر بعض الأعشاب البحرية الزهرية إلى جانب الطحالب، وتنتمي هذه الزهريات إلى فصيلتين هما: فصيلة لسان البحر Potamogetonaceae وفصيلة Hydrocharitaceae. وأمكن للعلماء تمييز مجموعتين لهذه الزهريات، إحداهما ذات جذور ضحلة، تستطيع استعمار ترسبات غير مستقرة، ولكنها مؤكسدة وتنتمي لجنس Haloduce (انظر شكل أحد أنواع جنس Haloduce) الذي يكون حصائر من نباتات جذمورية قاعية إلى عمق 1-15م في الخليج العربي، وهو الأكثر شيوعاً. وجنس Cynodocea (انظر شكل نبات من جنس Cymodocea) وينمو فوق الطمي في المياه الضحلة وجنس Syrinogodium. أما المجموعة الثانية فإنها تكون حصائر جذمورية ينتج عنها بناء مروج لحشائش بحرية تنتمي إلى جنس Thallassia وجنس Posidonia (انظر شكل نبات جنس Posidonia) وعادة ما توجد مروج الحشائش البحرية في المياه الضحلة، وفي وفرة حيث تكون حركة المياه والأمواج والرياح ضعيفة، كما أن لهذه الحشائش أوراق على هيئة الشرائط المرنة، التي تنحني مع حركة التيارات، كما أن هذه الحشائش تستجيب لتأثير رعي السلاحف البحرية لها، وذلك يحفز تواصل نموها، وتتعرض كذلك لرعي عروس البحر وخرفان البحر والعديد من أنواع الأسماك.

وتكون الحشائش البحرية في المحيط الأطلسي أقل ثراء مما هي عليه في منطقة الهندو ـ الهادي، حيث تتمركز هناك 75% من إجمالي الأنواع.

ويحل النظام البيئي الخاص بغابات المانجروف، بصفة عامة، محل الغطاء النباتي للأهوار الملحية الذي تمثله أنواع الجنس Spartina وجنس Salicornia، خاصة في السواحل المائية الملحية الاستوائية، ومناطق المد والجزر الطينية والخلجان المحمية. غير أن النظام البيئي الخاص بالمانجروف يشتمل على عدد من الفصائل التي تسود بعض أنواع أجناسها في نطاق المد جزر الطيني. وقد سجل Dawes 1981 80 نوعاً تتبع لست عشرة فصيلة، من ذوات الفلقتين الزهرية، إلى جانب فصيلتين من ذوات الفلقة الواحدة. ومن بين هذه الفصائل ما هو متخصص ومتأقلم مع نمط الحياة في هذا النظام البيئي المائي البحري، ومنها:

فصيلة رايزوفوريه (فصيلة القندل الكندلي)، وفصيلة الشورة (القرم) إلى جانب فصائل زهرية عامة مثل فصيلة الأوكاليبتوس، والفصيلة الزيزفونية، وفصيلة البن، والفصيلة البلمباجينية.

وتوصف أكثر الأجناس شيوعاً بالألوان التي تسود فيها، فهنالك المانجروف الأحمر (الكندلي ـ القندل) والمانجروف الأسود (الشورة ـ القرم) (انظر صورة نبات الشورة) وكلاهما كوني الانتشار (حولقطبي). كما يوجد المانجروف الأبيض التابع لجنس بروقوليرا Brugulera، الذي يخلو من الجذور التنفسية، وأيضاً من الجذور الدعامية الهوائية، التي تشاهد في حالة المانجروف الأسود والمانجروف الأحمر بالتتابع.

بيئة المانجروف: تكثر غابات المانجروف في المياه المالحة، أو النطاقات المشبعة بمياه البحار، ذات الترسيب المرتفع. وتستطيع نباتات المانجروف أن تحافظ على المياه، وأن تتخلص من الملح الزائد بإفرازه إلى خارج أنسجتها على شكل بللورات بعد تبخر المياه عن أسطحها. وأن يحتفظ النبات باعتدال قامته، فوق أرضية لينة بواسطة الجذور الهوائية الداعمة، التي تشبه السيقان كما في حالة المانجروف الأحمر، ويمكن لهذا الضرب من المانجروف أن يقوم بتهوية أنسجته الداخلية عن طريق امتصاص الهواء بواسطة الجذور الهوائية، عبر نسيج خاص، يسمى نسيج "الأرنشيما"، يكون في أطراف الجذور الهوائية، وتتجه هذه الجذور نحو الأرض الطينية الطرية متحاشية أية أجسام صلبة؛ مما يجعل الشجرة كأنها تحاول السير، باحثة عن السطح اللين، حتى إذا ما وصلت الجذور إليه، انغرزت فيه، وأصبحت الجذور الهوائية بعد ذلك أشبه بالساق الذي يحمل عند طرفه الأعلى أغصاناً وأوراقاً، وبذلك تبدو الشجرة الواحدة كأنها غابة مصغرة من عدد من الأشجار. كما أن للمانجروف الأحمر سمة أخرى، هي أن بذوره تغرز نفسها بسرعة في الطين.

إن أول أنواع المانجروف الذي ينجح في استغلال الموقع على سواحل المحيط الأطلسي هو المانجروف الأحمر، الذي سبقت الإشارة إليه؛ ذلك أنه يمتلك جذوراً داعمة، تبدأ هوائية ثم تنغرز في الطين مُمكّنة النبات الواحد من استعمار مساحة كبيرة حوله، ويشاهد على هذه الجذور الهوائية الداعمة، خاصة تلك التي تكون على الجوانب الخارجية للمانجروف، العديد من حيوانات المحار من الرخويات البحرية التي تجمعها بعض القبائل المحلية للأكل.

وتأتي فيما يلي المانجروف الأحمر، تجاه البحر وعند مستوى أعلى من المد ـ الجزر، أشجار المانجروف الأسود وهي أكبر نسبياً، وبلا جذور داعمة، ولكنها تتميز بالجذور التنفسية التي تكثر في نمط دائري حول الشجرة الأم، وتكون بارزة فوق سطح الماء، أو الطين على ارتفاع 30سم، وتحتمل الأرضية التي ينمو فوقها المانجروف الأسود ضغط سير الإنسان فوقها، على عكس حال أرضية المانجروف الأحمر، التي لا تحتمل ذلك. ويأتي على مسافة أبعد نحو الساحل نطاق المانجروف الأبيض، من أشجار أكبر حجماً مما سبق، وتفتقر إلى كل من الجذور الداعمة، والجذور التنفسية، وتمتد إلى بناء الغابة الساحلية الجافة، التي يسود فيها نخيل النيبا Nypa.

أما فيما يتعلق بالنظام البيئي الخاص بالمانجروف على منطقة سواحل الهندو ـ الهادي فهو معقد التركيب.

يتعقد تتابع بناء النظام البيئي الخاص بالمانجروف في المناطق كثيفة الأمطار، وفي المناطق الدافئة الاستوائية. إذ يظهر فيما يلي النطاق المانجروفي الخارجي، نطاق تبرز فيه الحشائش البحرية، غير أن هذا النطاق نادراً ما يكون موجوداً، وتشغله عادة أشجار من جنس Sonnerata ، تكون متباعدة، وتفصل بينها جذورها الهوائية، وتنخفض كثافتها كلما اتجهنا نحو المناخات الباردة، ثم يلي نطاق هذه الأشجار فيما يلي البحر، جانب من المانجروف الأسود، يكون في شكل حزام واسع يصل إلى عرض 750م، تحت ظروف خاصة غير مستقرة، وقد يضيق إلى مجرد شريط ذي عدد محدد من الأشجار، وذلك عندما تستقر هذه العوامل. وتوجد إلى الداخل من هذا الشريط الغابة الحقيقية للمانجروف، وتسود فيه أشجار الكندلي (القندل) بجذورها الداعمة الهوائية، ويسود منها ثلاثة أنواع مهمة هي: القندل المعروف واسمه العلمي Rhizophora mucronata، وهو نوع محب للمياه المالحة، وهو الأكثر شيوعاً، وينتشر من سواحل شرق أفريقيا إلى سواحل غينيا الجديدة، والنوع R. stylosa، الذي ينتشر من سواحل ماليزيا إلى سواحل استراليا، والنوع R. apiculata الذي يوجد في الإقليم نفسه؛ إلا أنه يمتد في انتشاره غرباً إلى سواحل الهند. وللمانجروف أهمية خاصة في مجال صناعة السمك والمسامك.

وقد تعرضت النظم البيئية للمانجروف إلى التدمير بتحويلها إلى استخدامات أخرى، كما سبق تقريره، مثال ذلك ما حدث في دلتا نهر الأندوس التي خلت تماماً من غابات المانجروف، وكذلك ما حدث لغابات المانجروف في جنوب فيتنام، التي دمرتها حرب فيتنام، إلى جانب إزالة الأشجار للوقود، أو إزالتها لإعداد الأرض للزراعة، لا سيما زراعة الأرز، أو للبناء السكني، كما تكثَّف صيد الأسماك وخاصة الجمبري (الأربيان) Schrimp، الذي يعيش في بيئة المانجروف. وكذلك تأثرت غابات المانجروف بدخول المنشار الكهربائي، ودخول المبيدات الكيميائية والحشرية.

غابات المانجروف الأبيض: تتأثر نطاقات المانجروف الأبيض بالعمق الذي يصله المد والجزر، إلى جانب درجة انحدار الساحل. وقد أشار Macnae إلى أن نطاق المد والجزر في سري لانكا يصل إلى 75سم، وعليه فقد كانت نطاقات المانجروف ضيقة ومنضغطة، بينما كانت نطاقات المانجروف عريضة وممتدة لعدة كيلومترات في سومطرة، حيث بلغ نطاق المد والجزر خمسة أمتار. كما أشار الباحث إلى أن عامل التيار المائي مهم في تكوين المانجروف، حيث تتأثر عملية ترسيب وتثيبيت جزيئات السلت والطمي، وبذلك تقل سرعة حركة المياه، وهذا ما ساعد المانجروف الأسود على أن يتقدم في الانتشار بمعدل 25 م و200م في السنة على سواحل بحر الصين.

يحتضن النظام البيئي للمانجروف العديد من الحيوانات والنباتات الأخرى. كما هو حال الشعاب المرجانية. وتحمل الجذور الداعمة الهوائية كتلاً من الرخويات والبرنقيل (حيوانات بحرية قشرية هدابيات الأرجل تتعلق أيضاً بالصخور). والقشريات وبخاصة سرطان السببارسيد وسرطان السابح (انظر صورة سرطان بحري). والسرطانات مجموعة من الرخويات ذات جسم عريض مسطح، وخمسة أزواج من أقدام السير، ويتباين قطر جسم الحيوان من 1.5مللمتر إلى 3.5 م. ويوجد من السرطانات حوالي 4500 نوعٍ، وتتوزع بيئياً من عند المسطحات الطينية إلى عمق 3500م. كما تعيش أنواع أخرى على سطح الطين نفسه، أو تحفر فيه؛ مما يساعد على تهوية الوسط. كما يوجد المحار المألوف الذي يتغذى بالجذور المكشوفة للمانجروف.

وبينما تنحصر آثار التلوث النفطي في نطاق المد والجزر في غياب النظام البيئي للمانجروف، فإن التلوث يمتد إلى الأعماق الداخلية للغابة إن كانت قائمة؛ بل يمتد إلى المسطحات التي تنمو فوقها هذه الأشجار. وهنالك حالات تلوث، حدثت على سواحل بور تريكو عقب تصادم ناقلات النفط، أدت إلى موت الكائنات النباتية والحيوانية.

المجتمعات الأحيائية للمحيطات الاستوائية

تكون المجموعة الحيوانية الفطرية كثيرة التنوع في اتجاه خط الاستواء.

المجموعة الحيوانية القاعية في المحيطات الاستوائية: تحتوي البيئة القاعية على كل الكائنات التي تعيش في قاع المحيط أو قريباً منه، مكوّنة من النباتات القاعية والحيوانات القاعية، ويمكن النظر إليهما وتصنيفهما، تبعاً لعامل الضوء، إلى كائنات النطاق ضوئي (نبات) وكائنات النطاق اللا ضوئي (حيوان).

ومن بين الكائنات النباتية القاعية نجد أنواعاً من جنس حشيشة الانقليس eelgrass، وهو نبات بحري طويل الأوراق ضيقها، ويعيش في وسط تجمعاته حيوانات بحرية صغيرة، وينتشر نموه من مساحة صغيرة إلى عدة أميال مربعة. أما الهيدريات (مفردها هيدرية أو هيدريٌّ، وهدرة جمعها هدرات. إما أن نقول الهيدريات ومفردها هيدرية أو هدرات مفردها هدرة) فتنمو فوق أصداف حيوانات أخرى، كما توجد أيضاً قناديل البحر، وخيار البحر. أولهما يشبه المظلة متعددة الأذرع والمجسات، وتعمل الأذرع لإيصال الغذاء، وتوصف بأنها أذرع فمية، وثانيهما بيضاوي الشكل، له مجسات تشبه الشجرة في طرفه الأمامي، تقود إلى القناة الهضمية، التي تنتهي بالشرج، كما توجد مجسات طرفية، وأقدام أنبوبية، والجهاز التنفسي على هيئة شجرة، على امتداد طول الحيوان داخل الجسم من عند الشرج إلى الفم.

مجتمعات الحياة الحيوانية العوالق في الأرفف القارية للمياه الاستوائية: تعيش هذه المجتمعات في النطاق اللا ضوئي، ويلاحظ أنها غير متنوعة أحيائياً، وتقل فيها الأنواع المتوطنة، بالمقارنة مع المجموعة السابقة. وتتشابه المحيطات الثلاثة في محتواها في هذا المضمار.

مجتمعات الحياة الحيوانية القاعية في المياه الاستوائية: تعد القاعيات حالة خاصة في المناطق الضحلة. إذ يلاحظ على امتداد النطاق الساحلي الأفريقي لكل من السنغال وسيراليون وغانا وجود نطاق صغير، تشغله الطحالب الكبرى، أمثال السرجس والدكتوبترس، وعلى ساحل الجلابيقوس يلاحظ السرجس مع البايفوركيا، وعلى سواحل مدغشقر يلاحظ التربيناريا إلى جانب بعض شوكيات الجلد، وقناديل البحر، وبعض المرجان الزهري.

يلي هذا الحزام نطاق وسطي ساحلي تسوده البرنقيلات، وهي حيوانات بحرية قشرية من رتبة هدابيات الأرجل، تكون عادة متعلقة على الصخور إلى جانب السايفوناريا Siphonaria و Neirita و Ostriea.

وتوجد في المواقع المحمية من الرياح والتيارات وحركة الأمواج طحالب مرجانية إلى جانب العديد من الرخويات والسرطانات.

وقد ساعدت حركة المد والجزر على إبراز هذه النطاقات متصلة، على امتداد خليج غينيا وساحل جزيرة مدغشقر والجلابيقوس، على الرغم مما يعترضها من سيقان الأشجار وجذورها.

أما السواحل الرملية الاستوائية فلها مجموعة حيوانية فطرية متباينة التنوع مقارنة بمثيلاتها في الأقاليم المعتدلة، إذ توجد نطاقات من جماعات من أنواع جنس سرطان الشبح، الذي يبني جحوره ويتغذى بما يجده في خط الأمواج المتكسرة، خاصة خلال الليل، أو خلال فترات كثافة السحب نهاراً، إلى جانب بقايا الأسماك الميتة. كما يوجد السرطان عازف الكمان الذي يبحث عن غذائه فوق السواحل الرملية إلى جانب ترشيحه للمياه المرتدة عن حركة الأمواج، كما يوجد أيضاً المحار ذو الصدفتين الذي يصاحب شريط الأمواج المتكسرة صعوداً وهبوطاً على امتداد انحدار الساحل، وتصحبه مجموعة من بطينات الأقدام.

أما فوق الساحل نفسه فتنمو أشجار نخيل جوزة الهند، ويكثر عدد من أنواع السراطين التابعة لأجناس أكبر حجماً.

القاعيات (الحياة القاعية): كائنات تعيش في قيعان البحار أو بالقرب منها، فوق كتلة مائية دون أن يكون لها اتصال دائم بالقاع، وتصنف حسب بيئاتها، فهنالك المجموعة التي تعيش فوق القاع مباشرة مثل الأسماك والاسفنج (انظر صورة الاسفنج)، وينمو في مستعمرات من وحدات لكل منها فوهة لخروج الماء، وثقوب عديدة لدخول الماء، وخلايا أميبية وأشواك، والمجموعة التي تعيش تحت القاع عن طريق الحفر مثل المحار والديدان. أو تصنف حسب حجمها، فهناك القاعيات صغيرة الحجم (بكتيريا، طحالب وحيدة الخلية)، والقاعيات متوسطة الحجم (مثل مجدافيات الأرجل وهي مجموعة واسعة الانتشار تنتمي للرخويات، ويقدر عدد أنواعها بما يقارب 6000 نوع، بعضها طفيلي يعيش على الأسماك، وهذا الضرب صغير الحجم إذ لا يتجاوز طوله 0.5 ملم إلى 10 ملم. ومجدافيات الأرجل ذات أهمية قصوى في السلسلة الغذائية، إلى جانب مزدوجات الأرجل). والقاعيات كبيرة الحجم (مثل متعددة الشعيرات، الرخويات، قنافذ البحر التي يحمل جسم الواحد منها عدداً من الأشواك، ومن هنا جاءت تسميتها، وهو جسم مكور من أعلى، مسطح من أسفل من ناحية الفم، الذي يحمل بعض الأسنان الصلبة، ويقود إلى الأمعاء التي تنتهي بالشرج في الجزء الأعلى، وللحيوان أقدام أنبوبية عديدة). وقنفذ البحر من مجموعة شوكيات الجلد، وتحيط به صدفة رهيفة هشة عليها أشواك متحركة. وتخرج من الصدفة خمسة أذرع، ويتحرك الحيوان باستخدام الأرجل والأشواك، ويصاد ليؤكل.

المجتمعات الحيوانية القاعية في الأرفف القارية الاستوائية

تتألف معظم هذه المجتمعات من القشريات وبطينات الأقدام والرخويات ذوات الصدفتين، ومتعددة الشعيرات، وتكوّن كلها حوالي 85% من الكائنات القاعية، والحيوان السائد هو مجموعة عديدات الأشواك، التي تنتمي إلى اللافقاريات الكبرى المتحركة.

وتحتوي مجموعة القشريات القاعية على ثلاثة أنماط ذات أهمية خاصة من الناحية التجارية للمسامك، ومن ناحية دورها في البيئة القاعية، وهي:

1. جراد البحر الشائك، (جراد البحر الصخري) ويلاحظ في كل موقع فوق الأسطح الصلبة في المحيطات الاستوائية، وهو مكوّن هام في الشعاب، ولا يتجمع في كثافة تجارية إلا نادراً، ومع ذلك تعرضت بعض أنواعه للصيد الجائر، توجد أربعة منها عند شعاب موزامبيق إلى البحر الأحمر وخليج عدن.

2. السراطين السابحة: معظم هذه السراطين قصيرة العمر، ولا يتعدى عمرها العام الواحد، ومع ذلك فهي مكوّن هام من مكوّنات الكتلة الحيوية للحيوانات المفترسة، إلى جانب أنها تتغذى بالعديد من اللافقاريات والأسماك الصغيرة.

3. الأربيان Schrimp (انظر صورة الأربيان): يوجد في وفرة حيثما توافرت له ترسبات طرية، ومن عاداته ألا تقوم الأنثى بنقل البيض، بل تتركه حيث وضعته، وقد تعرض نوعان منه للاستغلال التجاري، وهما النوع الأبيض الذي يوجد قريباً من الساحل، وينشط نهاراً ويتغذى بالكائنات القاعية الدقيقة. والنوع البني الذي يفضل أعماقاً أكثر، ونشاطه ليلي، ويفترس اللافقاريات القاعية.

يكثر الأربيان في غرب المكسيك، ويقل نسبياً في خليج غينيا، وتوجد منه بعض الأنواع المهمة أحدها في المحيط الهندي، وثانيها في البحر الأحمر، وفي الساحل الجنوبي لجزيرة العرب، وفي الخليج العربي، ما عدا مضيق هرمز، الذي يوجد فيه نوع ثالث، وكلها أنواع تجارية، بل إن أهمية الأربيان لصناعة المسامك ضاربة في التاريخ، ومرجعها خليج المكسيك، الذي كان يطلق على أحد موانيه اسم "عاصمة الأربيان العالمية" بل وصلت شهرته إلى حد إقامة تمثال ضخم للأربيان في تلك المدينة، هو الأربيان الوردي اللون.

ولما زاد الطلب على الأربيان، وتواصل حصاده في المياه الاستوائية، اهتم المتخصصون بزراعته صناعياً في البرك وفي البحار، مما أدى إلى زيادة نسبة مساحة الأراضي الرطبة الصناعية، التي أدت بدورها إلى تغيير في تضاريس السواحل.

مجتمعات رأسيات الأرجل: تنتمي إلى الرخويات، وتتميز بأسلوب افتراسها للغذاء، وافتراسها لبعضها، وأمكن للعلماء تقسيمها إلى عدد من المجموعات البيئية وهي:

1. المجموعة البحّارة وتوجد في غرب المكسيك.

2. مجموعة الحبَّار.

3. مجموعة حبَّار الناريد.

4. مجموعة حبَّار المحيط.

5. مجموعة الأخطبوط.

ليس لرأسيات الأرجل (مثال الأخطبوط ـ الحبار) صدفة تغطيها، وهي تتحرك بواسطة رجل عضلية مقسمة إلى عدد من الزوائد. وللحيوان بصر حاد ومنقار قرني، وجهازه العصبي معقد، وغير مركّز في الرأس، وهو حيوان شره للطعام. ويتباين حجم رأسيات الأرجل من تناهٍ في الصغر إلى التي يصل طولها إلى 15م.

مجتمعات الشعاب المرجانية

تعد الشعاب المرجانية أهم سمة جغرافية مميزة للمحيطات الاستوائية، وتشتمل على العديد من الكائنات الحية الفطرية، التي تصحبها، أيضاً، العديد من العمليات الكيميائية الضرورية، التي تؤدي في إجمالها إلى بناء البنية الكربونية للشعاب التي تمتد إلى عمق ألوف الأمتار أحياناً.

ومن أهم الكائنات التي تُسهم في إنشاء هذا البناء المدهش، المرجان الهيماتيبي hematypic coral، والطحالب الحمراء، والمنخريات، والمرجان المائي، والعديد من الرخويات التي تمد الشعاب بالمادة الجيرية. وتنمو الشعاب عمودياً، ويحدها في هذا الاتجاه تباينات ارتفاع مستويات أسطح البحار، وتقوم الرياح والأمواج بتكسير كتل كبيرة من هذا البناء العمودي، ويعوض عن ذلك من طريق النمو الأفقي. وتوجد داخل تفرعات الشعاب أنماط مختلفة من البيئات البحرية.

تحتوي المجموعة الحيوانية الفطرية للمحيط الأطلسي، في إطار الشعاب المرجانية، على 35 نوعاً تنتمي إلى 26 جنساً مرجانياً، بالمقارنة مع 700 نوع، تنتمي إلى 80 جنساً في منطقة الهندو ـ الهادي.

ويلاحظ في النظام البيئي للشعاب في المحيط الأطلسي ندرة بعض الكائنات أو غيابها تماماً، ومن هذه: البطلينوس العملاق، وهو من الرخويات، أو السمك الصدفي، وقناديل البحر (انظر صورة قنديل البحر)، عفص المرجان، وبطنية الأقدام السيباريدية Cypracid gastropods، وبطنية الأقدام الكونيدية Conid gastropods والمرجان اللين.

وأهم عامل في النظم البيئية الشعابية، سواء كانت في المحيط الأطلسي أو في المحيط الهادي، هو درجة تفاعل النباتات والحيوانات مع بعضها، واعتماد أحدها على الآخر. مثال ذلك: أساليب التكافل والمعايشة. فعن طريق التكافل تستطيع الشعاب المرجانية تدوير المواد الغذائية الداخلية في الوسط، وعن طريق المعايشة تقوم الحيوانات بعملية التدوير بكفاءة عالية. كما أن هنالك وسائل وأساليب مختلفة للدفاع عن الموقع، منها ما هو كيميائي، وهذا ما يفعله المرجان اللين ليتحاشى الافتراس من جهة، وليحد من نمو المرجان الصلب حوله. أما المرجان الصلب فهو ينافس على الموقع، وله مجسات كانسة، وخيوط مغلفة للأمعاء mesentric kiaments، للسيطرة على الموقع، ولتثبيت نفسه عليه، ويمكنه أن يطلق مواد سامة لشل حركة أطراف المرجان اللين.

ويكون المرجان نفسه وسطاً للحياة لغيره من الكائنات، خاصة القشريات منها. حيث نجد الأربيان في تكافل مع الاسفنج، ومع الرخويات، ومع المرجان نفسه. كما توجد من الأربيان أنواع كانسة منظفة للوسط، وللحيوانات التي تحتاج إلى إزالة الطفيليات الخارجية عن أجسامها. كما تعيش سرطانات عفص المرجان داخل فجوات المرجان نفسه، وتتغذى عن طريق ترشيح المياه.

وللمرجان أعداؤه بالطبع، فالحياة آكل ومأكول، وأكثر ما يؤذيه سمكة النجم الشوكية؛ التي تقلب معدتها فوق أغصان المرجان، وتهضمه، وهو واقف في موقعه، كما نجد الصخر الجيري والمرجاني، والهياكل المرجانية تنجذب نحوها أنواع مختلفة من اللافقاريات الثاقبة، التي تزيد من تعقيد التكوين الفراغي للشعاب. ومن بين هذه نجد الاسفنج والطحالب، التي تحفر الأنفاق كيميائياً، والرخويات، ومتعددات الشعر التي تحفر أنفاقها ميكانيكياً.

تتخذ الشعاب المرجانية أشكالاً خاصة، بسبب عدة عوامل، منها: نمو الكائنات الأحيائية، والضغوط الفيزيائية، من رياح وأمواج وتيارات. فالمناطق المواجهة للرياح تكون عادة مغطاة بطبقة من الطحالب من عدة أجناس، منها Lithophyllum وArchaeolithothamnium وporolithum، ويلي هذه الطبقة الطحلبية بعض المرجان إلى جانب طحالب شاحبة اللون. تتأثر الطبقة المنحدرة أسفل طبقة الطحالب بالإشعاع، وبحركة الأمواج؛ فتظهر فيها مجارٍ كالقنوات، يليها مرجان مزهر ومتفرع، يليه عمق شاسع، يضعف فيه الإشعاع جداً، ويتوقف نموه فيه لهذا السبب. وتقع ما بين طبقة الطحالب والأهوار عدة نطاقات من الشعاب المرجانية، وتغزر فيه اللافقاريات، ويظهر من بينها البطلينوس العملاق.

وتبدأ في الظهور داخل الأهوار هضبات المرجان الصغيرة المدورة، وكذلك الهضبات المرجانية الدقيقة، التي تنمو صاعدة نحو السطح، وتستقر الرمال البيضاء في قاع الأهوار، وربما نمت فوقها بعض الحشائش البحرية، وبعض الطحالب الكبيرة، كما يوجد أسفل هذه الأرضية طبقة القاع بعمق 25 م وعليه أنسجة طحلبية متحللة.

كما تنشط بعض الطحالب الخضراء الجيرية في ترسيب بللورات كربونات الكالسيوم داخل أجسامها، وبذلك تساعد على تكوين الرمال في مياه الأهوار.

وقد تقود حركة المياه فوق مسطحات الشعاب، إلى تكوين كتل مكورة حرة الحركة من مرجان قطره 5سم، وطحالب حمراء تكسو مسطح الشعاب، وتتحول الكتل مع الزمن إلى الشكل القرصي.