برقية مؤرخة 27 تشرين الثاني/ نوفمبر 1984 وموجهة من الميجور جنرال ج. ن. غاربا (نيجيريا)، رئيس اللجنة الخاصة لمناهضة الفصل العنصري، إلى السيد وولتر فونتروي
والسيدة ماري فرانسيس بيري والسيد راندل روبنسون، واشنطن العاصمة، يوصي فيها
بالقيام بعمل مباشر خال من العنف لنصرة شعب جنوب أفريقيا المضطهد

مركز الأمم المتحدة لمناهضة الفصل العنصري، مذكرة معلومات، الرقم 61/84

          باسم اللجنة الخاصة لمناهضة الفصل العنصري، أشير عليكم بالمبادرة بعمل مباشر خال من العنف لنصرة شعب جنوب أفريقيا المضطهد.

          لقد لجأ نظام الفصل العنصري إلى وزع قوات مسلحة للتصدي لمواطني البلدات التي يسكنها الأفريقيون والقيام بعمليات قتل عشوائي واحتجاز لزعماء الجماهير واعتقال جماعي وفصل لآلاف من العمال رداً على الاحتجاجات السلمية من جانب الناس ضد الزيادات في الإيجارات وأجور ركوب الأتوبيسات والتمييز الصارخ في التعليم، وإصدار دستور جديد بغيض يحرم الأغلبية الأفريقية من أي حقوق. ويأمل النظام أن يقوم، عن طريق القوة الغاشمة بقمع المقاومة المشروعة لخططه الوحشية الرامية إلى ترسيخ سيطرة البيض بتجريد الأغلبية الأفريقية من حقوقها بل وبفرض السيطرة على الجنوب الأفريقي.

          ومع ذلك، فقد أصيب النظام باليأس بسبب المقاومة الجسورة التي شنتها الغالبية العظمى من أبناء البلد. ولكنه، مع الأسف، لا يزال يلقى التشجيع من سياسة الارتباط البناء التي تتبعها الولايات المتحدة للسير في طريقه المأساوي.

          إن وحشية نظام الفصل العنصري هي إساءة بالغة لضمير البشرية ومن واجب المجتمع الدولي أن يعمل على شل يد هذا النظام الإجرامي الذي لا يتردد حتى عن قتل صغار الأطفال من أجل إدامة سلطته.

          إننا نعول بصفة خاصة على الإجراءات التي يتخذها شعب الولايات المتحدة. فالولايات المتحدة تتحمل مسؤولية كبيرة وتتوفر لديها القوة لوقف العنف العنصري.

          وإنني آمل أن تحظى مبادرتكم الجديرة بالثناء، التي تراعى فيها أفضل تقاليد الكفاح من أجل حقوق الإنسان في الولايات المتحدة، بتأييد على أوسع نطاق. وتقبلوا تحياتي.

          ملاحظة للمحرر: قام الزعماء الأمريكيون الأفارقة الثلاثة بالاعتصام في سفارة جنوب أفريقيا في واشنطن في 21 تشرين الثاني/ نوفمبر وألقي القبض عليهم. وعقدت اللجنة الخاصة جلسة استماع للسيد فونتروي وتشاورت معه بشأن توسيع نطاق العمل المباشر. وبعد ذلك وقعت أعمال من هذا القبيل في عدد كبير من المدن وتصرف آلاف من الأمريكيين في "حركة جنوب أفريقيا الحرة" بطريقة أفضت إلى اعتقالهم