رسالة مؤرخة 27 تموز/ يوليه 1992 وموجهة من الأمين العام
إلى السيد نيلسون مانديلا، رئيس المؤتمر الوطني الأفريقي

لم تصدر كوثيقة من وثائق الأمم المتحدة

          إن ممثلي الخاص، السيد سايروس فانس، يواصل إطلاعي على مدى وعمق ما يجريه من مناقشات في جنوب أفريقيا عملا بقرار مجلس الأمن 765 (1992).

          وإنني أتطلع إلى تلقي آرائه وتوصياته المفصلة عند عودته إلى نيويورك، وأود في الوقت ذاته أن أشكركم على ما أبديتموه من تعاون معه.

          غير أن هناك مسألة أود أن أخاطبكم بشأنها مباشرة. فبناء على التقارير التي تلقيتها من السيد فانس،  أشعر بانزعاج بالغ من أن هناك احتمالا كبيرا جدا لأن تتحول المظاهرات الجماهيرية المزمع القيام بها يوم 3 آب/ أغسطس1992 إلى أعمال عنف. وإنني أدرك أن ذلك هو عكس ما تريده جميع الأطراف في جنوب أفريقيا. وإزاء الوضع الدقيق القائم الآن في بلدكم، فإنني أخشى أن يثير المهيجون بسهولة أعمال عنف، وهو ما يتحتم تلافيه بكل السبل. وفي الحقيقة، فإنه سيكون أمرا مأساوية وينطوي على أشد المفارقات لو أعقب بعثة  فانس انفجار لأعمال العنف - فسيكون ذلك تطورا يتعارض تماما مع مقاصد قرار مجلس الأمن.

          وفي ضوء هذه الظروف، فإنني أحثكم على بذل أقصى ما في وسعكم، بالاشتراك مع قادة الأحزاب السياسية الرئيسية، لتحاشي وقوع ذلك الاحتمال. فالانتقال السلمي إلى جنوب أفريقيا ديمقراطية وغير عنصرية وموحدة لا يتطلب أقل من ذلك في هذه اللحظة الحرجة.