رسالة مؤرخة 29 أيلول/ سبتمبر1992 وموجهة من الأمين العام إلى الزعيم
مانغو سوتو بوتيليزي، رئيس حزب الحرية إنكاثا في جنوب أفريقيا

لم تصدر كوثيقة من وثائق الأمم المتحدة

          أود أن أشير إلى اجتماعنا الذي عقد في نهاية تموز/ يوليه في نيويورك، عندما أتيحت لنا الفرصة لتبادل الآراء بشأن الحالة في جنوب أفريقيا أثناء فترة مناقشة مجلس الأمن. ولقد وجدت المناقشات مفيدة إلى أقصى الحدود. فاشتراك جميع الأطراف المهتمة في المناقشة التي تجري في مجلس الأمن، بالإضافة إلى عمق ونطاق القرارين 765 (1992) و772 (1992)، يبرز الدور المركزي الذي تضطلع به الأمم المتحدة بشأن المسألة واستعدادها للعمل مع جميع الأطراف لتيسير عملية السلم.

          ومازلنا، كجزء من الجهد الرامي إلى دفع عملية السلم، نحث الرئيس دي كليرك والسيد مانديلا على التوصل إلى اتفاق عاجل بشأن استئناف المفاوضات المتعددة الأطراف. وقد اجتمع مبعوثي الخاص، السيد فيريندرا دايال الذي قام بزيارة جنوب أفريقيا في الفترة من 16 إلى 26 أيلول/ سبتمبر، بوفد من حزب الحرية إنكاثا برئاسة إنكوسي  نائب الأمين العام، في 19أيلول/ سبتمبر 1992 لمناقشة هذا التطور وغيره من التطورات ذات الصلة. بيد أن السيد دايال لم يتمكن، بالرغم من المحاولات العديدة، من الاتصال بكم شخصيا بالهاتف قبل مغادرته.

          وفي أعقاب الاجتماع الذي تم في 26 أيلول/ سبتمبر1992 بين الرئيس دي كليرك والسيد مانديلا الذي أسفر عن التوصل إلى سجل التفاهم، من الجوهري حاليا أن يقوم جميع زعماء جنوب أفريقيا ببذل كل جهد، كمسألة عاجلة، لوضع حد للعنف وتيسير استئناف المفاوضات المتعددة الأطراف، التي يجب أن تشمل بالضرورة حزب الحرية إنكاثا. وسيكون من الضروري بذل جهود أخرى للتعجيل بالزخم اللازم لتحقيق تغير بناء من شأنه أن يفضي إلى تحقيق تقدم بشأن المسائل الدستورية ويؤدي كذلك إلى تخفيف تقلب الجو السياسي.

          ولكي تمضي عملية السلم قدما ولتحقيق تسوية دائمة، فإني أود أن أناشدكم، بوصفكم رئيسا لحزب الحرية إنكاثا، ببذل جهد مجدد للاجتماع بالسيد نيلسون مانديلا، رئيس المؤتمر الوطني الأفريقي، للنظر في سبل ووسائل وضع حد للعنف ودفع عملية المفاوضات. وكما تدركون دون شك، فإنه يجري متابعة الحالة في جنوب أفريقيا اليوم في نيويورك عن كثب، حيث يجتمع زعماء من جميع زعماء العالم لحضور الجمعية العامة. وإني أعتقد أنهم وشعب جنوب أفريقيا ككل يرحبون بأي مبادرة تصدر عن اجتماع يعقد بينكم وبين السيد مانديلا، يحدد طابع الوفاق الوطني والتعاون.

          وسيكون اهتمامكم العاجل بهذه المسألة موضع تقديري البالغ.