رسالة مؤرخة 24 نيسان/ أبريل 1993 وموجهة من الأمين العام
إلى السيد نيلسون مانديلا، رئيس المؤتمر الوطني الأفريقي

لم تصدر كوثيقة من وثائق الأمم المتحدة

         علمت صباح اليوم بشعور عميق من الحزن والأسى بوفاة أوليفر تامبو الرئيس الوطني للمؤتمر الوطني الأفريقي. وكنت أعرف أوليفر أثناء توليه رئاسة المؤتمر الوطني الأفريقي وعملت معه في ذلك الوقت. وكان رجلا غير عادي يتميز بإحساس عميق بالإيمان والرحمة وبقدرات فكرية ومعارف فائقة وبالشجاعة والبصيرة.

         إني أعرف أن وفاة أوليفر خسارة فادحة لكم شخصيا نظرا للصداقة الطويلة التي تمتعتم بها وما اشتركتم فيه من التزام عميق وتضحيات في خدمة شبعكم. فقد كان أوليفر ملتزما مثلكم بالكفاح للقضاء على نظام الفصل العنصري وحتمية إقامة جنوب أفريقيا تستطيع جميع الأجناس والعقائد العيش فيها في سلام ووئام، بعد ذلك. وسيذكره الجميع بسبب إنجازاته العديدة في خدمة الشعوب المقهورة في أفريقيا وحول العالم.

         وفي هذه المرحلة الحاسمة من المفاوضات المتعددة الأطراف بشأن مستقبل البلد سيواجه البلد وقادته وشعبه اختبارا قاسيا للشخصية والإرادة. ويستطيع سكان جنوب أفريقيا ككل مواصلة الاعتماد على حُسن نوايا المجتمع الدولي ككل في مواجهة هذا التحدي. وإني واثق أن تركة أوليفر ستساعد على مؤازرة مساعيكم في الطريق إلى الأمام.

         أود أن أتقدم إليكم وإلى كامل قيادة ومؤيدي المؤتمر الوطني الأفريقي من خلالكم بخالص التعازي لفقد رفيق حميم وصديق عظيم. وقد توجهت أيضا بالتعزية إلى أرملة أوليفر وأسرته.

         مع عميق تعاطفي.