رسالة مؤرخة 6 آب/ أغسطس1993 وموجهة من الأمين العام إلى الزعيم
مانغوسوتو بوتيليزي، رئيس حزب الحرية إنكاثا في جنوب أفريقيا

لم تصدر كوثيقة من وثائق الأمم المتحدة

          أود أن أشير إلى المحادثات المثمرة للغاية التي جرت بيننا في روما في 18 نيسان/ أبريل 1993 بشأن الحالة في جنوب أفريقيا وما يتصل بها. وقد واصلت متابعة التطورات في جنوب أفريقيا عن كثب بأمل مجدد وإن كان بقلق مماثل.

          ومن بين القضايا ذات الأهمية الرئيسية انفجار العنف الأخير الذي أدى إلى إزهاق عشرات الأرواح في منطقة ويتس/ فال. وما زال الجزء الأكبر من العنف موجها ضد مؤيدي حزب الحرية إنكاثا والمؤتمر الوطني الأفريقي على السواء.

          وتذكرون أنني أعربت خلال اجتماعنا وكذلك في رسائلي إليكم قبل ذلك الاجتماع وبعده، عن أملي أن يتم بذل جميع الجهود لتسوية مشاكل مستقبل جنوب أفريقيا من خلال حوار عريض القاعدة بين مواطني جنوب أفريقيا. ولذلك شعرت بقلق بالغ عندما قرر حزب الحرية إنكاثا مؤخرا تعليق مشاركته في عملية المفاوضات المتعددة الأطراف.

          وتعد مشاركة حزب الحرية إنكاثا في المفاوضات الجارية بالغة الأهمية في نجاح عملية السلم، وذلك بوصفه واحدا من أهم الأحزاب السياسية في البلد. ومن الآراء الواسعة الانتشار أن القضايا التي يهتم بها حزب الحرية إنكاثا على سبيل الأولوية فيما يتعلق بالترتيبات الانتقالية يمكن معالجتها على الوجه الأفضل في سياق المفاوضات المتعددة الأطراف وليس خارجها. وهناك أيضا خطر أن يساء تفسير انسحاب حزب الحرية إنكاثا من جانب بعض مؤيديه الذين يمكنهم بعد ذلك اعتبار أن العنف هو الخيار الوحيد المفتوح لبلوغ أهدافهم السياسية.

          وأود أن أؤكد لكم من جديد استعداد الأمم المتحدة لمواصلة المساهمة في الجهود المبذولة لحل ما تبقى من المشاكل عن طريق المفاوضات. وكما تعلمون، يجري النظر في إمكانيات توسيع دور الأمم المتحدة في جهود التوصل إلى اتفاق بشأن الترتيبات والعملية الانتقالية في جنوب أفريقيا.

          ومن أجل المضي قدما في عملية السلم وتقديم مساهمة إيجابية في جهود الحد من العنف الذي تترتب عليه خسائر كبيرة خاصة في المدن، يتحتم أن يعود حزب الحرية إنكاثا إلى المفاوضات في أقرب وقت ممكن