إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / منظمات وأحلاف وتكتلات / الأمم المتحدة




مهام المراقبة في سيناء
أول اجتماع لمجلس الأمن
مؤتمر النقد والمالية
مؤتمر يالتا
مؤتمر ديمبرتون أوكس
مؤتمر سان فرانسيسكو
إنشاء مقر المنظمة
وودر ويلسون
آثار الألغام
آثار الألغام في أفغانستان
آثار الحرب العالمية الثانية
مجلس الأمن
ميثاق الأمم المتحدة
أحد أقاليم الوصاية
مدرسة المكفوفين بفلسطين
محكمة العدل الدولية
نيكيتا خروشوف
نزوح المدنيين من كوريا
نزوح المدنيين من كوسوفا
مساعدات المفوضية العليا
مساعدات برنامج الأغذية
مساعدة أطفال أفريقيا
مكافحة التصحر
مكتب المنظمة بجنيف
لغم أرضي
إعلان حقوق الإنسان
معاهدة فرساي
مقاومة الآفات الزراعية
مقر هيئة الأمم المتحدة
مقر محكمة العدل الدولية
مقر المنظمة في الأربعينيات
الأمم المتحدة في الصومال
الأمم المتحدة في العريش
الأمم المتحدة في جنوب سيناء
الأمم المتحدة في سيناء
الأمين العام في لبنان
اللاجئون في أفريقيا
المجلس الاستشاري المعماري
المجلس الاقتصادي والاجتماعي
المساعدات الطبية
المساعدات الغذائية
البرنامج التنموي
البرنامج في أفريقيا
التطهير العرقي في كوسوفا
الدورة الأولى
الجمعية العامة بنيويورك
الحد من انتشار الأوبئة
الرعاية الصحية للأطفال
القنبلة الذرية على هيروشيما
اجتماع مجلس الوصاية
اجتماع عصبة الأمم
توقيع ميثاق الأطلسي
بان كي – مون Ban Ki-moon
بحث عن الألغام في لبنان
بيريز دي كويلار
تريجف لي
تشجيع الفاو للمبيدات
تصريح الأمم المتحدة
بطرس غالي
حماية التربة من التآكل
يو ثانت
جون كينيدي
جائزة نوبل للسلام
داج همرشولد
حجر الأساس
حفظ السلام في قبرص
حقل ألغام أرضية
رفع مستوى الرعاية الصحية
زيارة همرشولد للكونغو
كورت فالدهايم
كوفي أنان
علم الأمم المتحدة
عيادة تنظيم الأسرة
فرانكلين روزفلت
فريق المنظمة في ناميبيا
قوات الحماية في يوغسلافيا





البيان الذي أدلى به السيد ديالو تيللي (غينيا)، رئيس اللجنة الخاصة المعنية بسياسة الفصل العنصري التي تتبعها حكومة جمهورية جنوب

البيان الذي أدلى به السيد ديالو تيللي (غينيا)، رئيس اللجنة الخاصة المعنية بسياسة الفصل العنصري التي تتبعها حكومة جمهورية جنوب أفريقيا، في الجلسة العامة للجمعية العامة بشأن قرار يتعلق بمحاكمة السيد نيلسون مانديلا وآخرين

11 تشرين الأول/ أكتوبر1963

A/PV.1238،

9.            وبدأت حكومة بريتوريا أمس محاكمة أحد عشر زعيما من جنوب أفريقيا معروفين بمعارضتهم للفصل العنصري بتهمة التخريب الملفقة التي تحمل في طياتها تعسفا عقوبة الإعدام.

10.        وقد أعلن وزير عدل جنوب أفريقيا أن تهمة القيام بأعمال التخريب ستوجه إلى 165 سجينا وان التحقيقات جارية بشأن توجيه تهم مماثلة إلى خمسة وثمانين سجينا آخرين.

11.        والواقع أن هناك في الوقت الحاضر أكثر من 5000 سجين سياسي في معتقلات جنوب أفريقيا وأن الحكومة تقوم باستمرار بالتوقيف الواسع النطاق للذين يعارضون سياسة التمييز العنصري التي تتبعها. وقد وضع قيد الاعتقال الآن أكثر من 300 زعيم معروفين جيدا بنضالهم ضد الفصل العنصري، دون أن يقدموا إلى المحاكمة، وفقا للقانون الذي صدر مؤخرا بشأن السجن دون محاكمة.

12.        ويعرض هؤلاء السجناء السياسيون لأشد الظروف اللاإنسانية، فقد عذب عدد منهم وتوفى البعض مؤخرا في السجن.

13.        وقرار حكومة جنوب أفريقيا السير في هذه المحاكمة الجماعية تحد واضح ومباشر للأمم المتحدة، وبصورة أخص لمجلس الأمن الذي دعا حكومة جنوب أفريقيا صراحة في 7 آب/ أغسطس 1963 إلى الإفراج عن جميع السجناء السياسيين وجميع الأشخاص المسجونين أو المعتقلين أو المفروضة عليهم أية قيود أخرى لمعارضتهم الفصل العنصري.

14.        إن هدف وعواقب موجة القمع المتجددة هي أن تجعل إمكانية تحقيق تسوية سلمية أبعد فأبعد، وأن تذكى نار العداوة بين الجماعات العرقية، وأن تعجل بنشوب نزاع عنيف يعاني منه جميع سكان البلد دون استثناء، سواء كانوا من البيض أو من غير البيض. ولا بد من الإشارة إلى أن هذه العواقب ستؤثر بالضرورة في السلام في أفريقيا وفي العالم أجمع.

16.        ومن بين المدعى عليهم الموجودين قيد المحاكمة الآن أكثر زعماء الجاليات الأفريقية والآسيوية والأوروبية نفوذا الذين يكافحون جنبا إلى جنب من أجل التوافق العرقي والذين سيكونون حتما الأشخاص الذين ستدعوهم غالبية الشعب غدا إلى تولى الحكم في البلد.

17.        ومن الواضح أن أي عمل من شأنه أن يعرض للخطر حياة هؤلاء الزعماء الموقرين في مجال النضال المشروع لشعب جنوب أفريقيا سيخلق وضعا يتعذر إصلاحه، وقد يقضى قضاء تاما على أية فرصة تتيح للجماعات العرقية المختلفة في جنوب أفريقيا العيش بتوافق في ظل نظام من الحرية والعدالة والديمقراطية.

18.        ويجب، والحالة هذه، أن يمنع بأي ثمن ارتكاب الجرائم الكبرى التي يجرى الإعداد لها الآن. وينبغي للجمعية العامة، لأسباب أخلاقية وسياسية وإنسانية، أن تؤدى واجبها الجليل لما فيه الصالح الجلي لجميع الذين يعيشون في جنوب أفريقيا، أيا كانت ظروف عيشهم، باعتمادها بالإجماع مشروع القرار الذي أوصت به اللجنة السياسية الخاصة.

19.        وبالتالي، يمكن للجمعية العامة أن تنقذ أرواح أفضل أبناء جنوب أفريقيا الذين هم وحدهم لهم القدرة على النهوض بظروف الانسجام العنصري الذي ما فتئت الأمم المتحدة تحث عليه دون جدوى طوال السنوات الثماني عشرة الماضية.

20.        والمحاكمة التي تجرى أمام المحكمة العليا في جوهانسبرغ هي من دون أدنى شك دليل إضافي على موقف التحدي المهين الذي تقفه قيادات جنوب أفريقيا من الأمم المتحدة عامة ومن جميع القرارات المتكررة لمجلس الأمن والجمعية العامة خاصة.

21.        ولكن ليس هذا كل شئ. فلكي تزيد سلطات حكم الواقع في بريتوريا من شدة تحديها، عينت ساخرة موعد بدء المحاكمة المخزية في جوهانسبرغ في وقت يتزامن مع افتتاح مناقشتنا حول سياسة الفصل العنصري لكي تبين بوضوح مدى استخفافها بالأمم المتحدة. ولا تستطيع الأمم المتحدة أن تلزم موقف اللامبالاة من هذه الإهانة والغطرسة وعدم الاحترام. وإن لم نرد بطريقة مناسبة، فسيحكم علينا التاريخ حكما لا ينقض بالإخفاق في الاضطلاع بأقدس التزاماتنا.

22.        وفي وجه هذه الحالة، يجب على الأمم المتحدة أن تعمل بقوة وعزم وطيد على إنقاذ آخر فرصة لإيجاد حل سلمى وللمحافظة على أمن ومصالح الأقلية البيضاء في جنوب أفريقيا. وهذه هي الطريقة الوحيدة لمنع انتصار الحقد الحديث الذي يثيره ممثلوا الأقلية العنصرية الذين أعلنوا أنفسهم رسميا أعداء أكيدين للأمم المتحدة.

23.        ويجري علانية في جنوب أفريقيا الإعداد لجريمة كبرى - قد تكون أكبر جريمة تعزى إلى مؤيدي الفصل العنصري حتى الآن: وهى جريمة، إذا نفذت، يمكن أن تشعل برميل بارود وتفجر بالتالي النزاع العنصري الذي يخشى وقوعه كثيرا. فمنذ مؤتمر أديس أبابا التاريخي أصبح معروفا أن جميع الدول الأفريقية وجميع الشعوب الأفريقية ستقف، في تلك الحالة المفجعة، إلى جانب إخوانها المظلومين في جنوب أفريقيا.

24.        ووفقا لما سبق وقلناه، يقدم اليوم أفضل أبناء أفريقيا إلى هذه المحاكمة الزائفة، التي تجري في إطار تشريع تعسفي يحرم المتهمين من أية إمكانية للدفاع القانوني ويعرضهم، دون حماية أو وقاية، للجلادين المتعطشين للدماء الذين يسيطرون علي البلد.

25.        ونكرر القول إن المتهمين يمثلون آخر فرصة للاستقرار والسلام والتوافق في جنوب أفريقيا. أما أسماؤهم فهي: نيلسون مانديلا، محام وزعيم مشهود له من زعما المؤتمر الوطني الأفريقي، ويعرف رؤساء معظم الدول الإفريقية المستقلة أنه أحد الزعماء العظام في النضال من أجل المساواة العرقية في جنوب أفريقيا؛ ووولتر سيسولو، زعيم ناشط آخر من زعماء المؤتمر الوطني الأفريقي الذي كان أمينه العام؛ وغوفان مبيكي، زعيم آخر من زعماء المؤتمر ومن زعماء ترانسكاي؛ ومحمد أحمد كاثرادا، زعيم من زعماء الجالية الهندية أدين في سن السادسة عشرة في أثناء حركة المقاومة في عام 1946.

26.        ولم يستثن البيض من القائمة. فيقدم أيضا ليونيل بيرنستاين؛ وبوب هيبل؛ وجيمس كانتور، محام؛ ودينيس غولدبرغ، مهندس؛ وآخرون عديدون. ويتقبل زعماء جنوب أفريقيا اليقظون والمخلصون أية تضحية مهما بلغت لكي لا يتخلوا عن النضال المقدس، وفاء لذكرى أصدقائهم الذين قضوا نحبهم في السجن إلى جانبهم في حالات عديدة بعد أن تحملوا معاناة لا توصف، وهي معاناة ينبغي أن تحقق فيها الأمم المتحدة بكل جهد وعناية وإلا شرع الأفريقيون في ذلك غدا. فكيف لا نحيي شجاعتهم ونظرتهم المتوقدة نحو مستقبل من التفاهم والمصالحة والصداقة يعدون له بمعاناتهم لما فيه خير كل الجماعات العرقية التي تعيش على أرض جنوب أفريقيا؟

27.        وكان هؤلاء الرجال قد لجأوا إلى جميع الوسائل السلمية لوضع حد للظلم العنصري، ولكن دون جدوى؛ وجدير بالذكر في هذا الشأن أن جنوب أفريقيا كانت لفترة طويلة مهدا لعدم العنف. فهناك بدأ غاندي نضاله البطولي، منذ أكثر من خمسين عاما. ولكن لنتذكر بوضوح أن غاندي نفسه أعلن أن اللجوء إلى العنف افضل من الخضوع جبنا للظالمين. وتعتبر الشعوب والحكومات الأفريقية أن المجرمين ليسوا هؤلاء الذين يكافحون من أجل حقهم في العدالة والمساواة بل الظالمون الذين يعمدون إلى تعجيل العنف والقمع والظلم.

...

32.        وقد لخص نيلسون مانديلا، الزعيم الجنوب أفريقي العظيم، المعروف في العالم قاطبة بشجاعته وبعد نظره، فلسفة القومية الأفريقية ومعتقداتها الأساسية بفصاحة بالغة في أثناء محاكمته الأخيرة في جوهانسبرغ التي حكم فيها عليه تعسفا بالسجن لمدة خمس سنوات مع الأشغال الشاقة. وقد أصبح إعلان إيمان نيلسون مانديلا، الذي هو اليوم المدعى عليه الأول في المحاكمة الجديدة الشائنة، كتاب صلوات حقيقيا لجميع القوميين الجنوب أفريقيين، واستمعوا إلى هذه المقتطفات من كلمته الشهيرة أمام المحكمة -وهي وثيقة مؤثرة من بدايتها حتى نهايتها:

"أكره ممارسة التمييز العنصري وأجد التأييد لكراهيتي في أن الغالبية العظمى من البشر تتساوى معي في كرهها. وأكره ذلك النهج المتبع في غرس التحيز القائم على أساس اللون في أذهان الأطفال، وأجد التأييد لهذه الكراهية في أن الغالبية العظمى من البشر... تقف معي في ذلك. وأكره الغطرسة العنصرية التي تقضي بأن الأشياء الجيدة في الحياة ينبغي أن تبقى حقا مقصورا على أقلية من السكان وتنزل بأكثرية السكان إلى درك الخضوع والضعة وتبقيهم عبيدا لا صوت لهم لكي يعملوا حيثما يؤمرون ويتصرفوا بما تأمرهم به الأقلية الحاكمة..."

"وأيا كان ما تفعله هذه المحكمة بي، فإنه لن يغير بأي شكل من الأشكال ما يعتمل في نفسي من كراهية لا يمكن أن تزول إلا بزوال الظلم واللاإنسانية اللذين سعيت إلى إزالتهما من الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية لهذا البلد.

"وأيا كان الحكم الذي ترى [المحكمة] أن من المناسب إنزاله بي... فلتطمئن بأنني عندما أكمل عقوبتي سأبقى أعمل بدافع من... [ضميري]؛ سأبقى أعمل بدافع من نفوري من التمييز العنصري ضد شعبي... سأستأنف مجددا... النضال من أجل إزالة هذه المظالم إلى أن تلغى نهائيا".

وأضاف مختتما كلمته:

"لقد قمت بواجبي تجاه شعبي وتجاه أفريقيا ولا يخامرني الشك في أن الأجيال القادمة ستعلن أنني كنت بريئا وأن المجرمين... هم أعضاء حكومة فيرفورد".

33.        فهل لنا أن ندع رجلا بهذه المكانة - زعيما مدركا إدراكا عميقا لمهمته التاريخية في خدمة بلده وشعبه والبشرية- يموت سدى، يقضي عليه ظلما من خلال عجزنا عن العمل؟ نأمل أن ترد الجمعية العامة بالإجماع "لا".

34.        وقد اشترك جميع ممثلي أفريقيا وآسيا في ما سيعرض علينا الآن للنظر فيه. وباسمهم نوجه إلى جميع أعضاء الجمعية العامة نداء وديا نهائيا ومفعما بالثقة بأن يتغلبوا على آخر بقية من تردد وبأن تقوم الجمعية العامة للأمم المتحدة، إذ تواجه هذه الحالة الخطيرة مع ما ينطوي عليها من تبعات أخلاقية وسياسة وإنسانية لا يمكن حسبانها، بالتعبير من خلال تصويتها الإجماعي عن إرادتها في إيجاد تسوية سلمية للحالة المتفجرة القائمة في جنوب أفريقيا اليوم.