إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / منظمات وأحلاف وتكتلات / الأمم المتحدة




مهام المراقبة في سيناء
أول اجتماع لمجلس الأمن
مؤتمر النقد والمالية
مؤتمر يالتا
مؤتمر ديمبرتون أوكس
مؤتمر سان فرانسيسكو
إنشاء مقر المنظمة
وودر ويلسون
آثار الألغام
آثار الألغام في أفغانستان
آثار الحرب العالمية الثانية
مجلس الأمن
ميثاق الأمم المتحدة
أحد أقاليم الوصاية
مدرسة المكفوفين بفلسطين
محكمة العدل الدولية
نيكيتا خروشوف
نزوح المدنيين من كوريا
نزوح المدنيين من كوسوفا
مساعدات المفوضية العليا
مساعدات برنامج الأغذية
مساعدة أطفال أفريقيا
مكافحة التصحر
مكتب المنظمة بجنيف
لغم أرضي
إعلان حقوق الإنسان
معاهدة فرساي
مقاومة الآفات الزراعية
مقر هيئة الأمم المتحدة
مقر محكمة العدل الدولية
مقر المنظمة في الأربعينيات
الأمم المتحدة في الصومال
الأمم المتحدة في العريش
الأمم المتحدة في جنوب سيناء
الأمم المتحدة في سيناء
الأمين العام في لبنان
اللاجئون في أفريقيا
المجلس الاستشاري المعماري
المجلس الاقتصادي والاجتماعي
المساعدات الطبية
المساعدات الغذائية
البرنامج التنموي
البرنامج في أفريقيا
التطهير العرقي في كوسوفا
الدورة الأولى
الجمعية العامة بنيويورك
الحد من انتشار الأوبئة
الرعاية الصحية للأطفال
القنبلة الذرية على هيروشيما
اجتماع مجلس الوصاية
اجتماع عصبة الأمم
توقيع ميثاق الأطلسي
بان كي – مون Ban Ki-moon
بحث عن الألغام في لبنان
بيريز دي كويلار
تريجف لي
تشجيع الفاو للمبيدات
تصريح الأمم المتحدة
بطرس غالي
حماية التربة من التآكل
يو ثانت
جون كينيدي
جائزة نوبل للسلام
داج همرشولد
حجر الأساس
حفظ السلام في قبرص
حقل ألغام أرضية
رفع مستوى الرعاية الصحية
زيارة همرشولد للكونغو
كورت فالدهايم
كوفي أنان
علم الأمم المتحدة
عيادة تنظيم الأسرة
فرانكلين روزفلت
فريق المنظمة في ناميبيا
قوات الحماية في يوغسلافيا





المبحث الخامس

الأمانة العامة Secretariat

أولاً: تشكيل الأمانة العامة

    الأمانة العامة هي أهم جهاز رئيسي في الأمم المتحدة، من الناحية الإدارية والسياسية. وتتكون من الأمين العام، الذي يرأس موظفي السكرتارية العامة (حوالي 8600 موظف من 170 دولة)، الذين يمارسون مجموعة من اختصاصات الهيئة المتعددة، داخل المقر الرئيسي للأمم المتحدة بنيويورك. ويقوم الأمين العام بتعيين موظفي الأمانة طبقاً لشروط يجب توفرها فيهم، وقد حددت الجمعية العامة هذه الشروط، عام 1946، في لائحة لموظفي الأمانة العامة، وهي كالآتي:

1. يراعى في استخدام الموظفين الدوليين، وفي تحديد شروط خدمتهم، أن يكونوا من المعروفين بالنزاهة والكفاءة المطلقة.

2. وتتطلب الأمم المتحدة في موظفيها معرفة المشكلات الدولية، والاعتبارات المحيطة بها، والقدرة على مواجهة المشكلات السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية.

3. اشترطت اللائحة أن يعين الموظف بعد امتحانات خاصة، وبأن يقضي فترة تمرين كافية على أعمال الهيئة.

4. يراعى أن يتم الاختيار على أوسع ما يمكن من أسس جغرافية، لتمثل مناطق العالم بقدر الإمكان.

5. ليس للأمين العام، أو لموظفي الأمانة أن يطلبوا، أو أن يتلقوا، في تأدية واجبهم، تعليمات من أي حكومة، أو أي سلطة خارجة عن الهيئة. وعليهم أن يمتنعوا عن القيام بأي عمل، قد يسيء إلى مراكزهم، بوصفهم موظفين مسؤولين أمام الهيئة وحدها؛ ولذلك، حَرُمَ عليهم قبول أي هدايا، و درجات شرفية، أو قبول النياشين من أية حكومة، أو أية هيئة، طالما كانوا في خدمة الأمم المتحدة.

6. كما يجب على موظفي الأمم المتحدة الامتناع عن القيام بأي أعمال تتعارض مع عملهم كموظفين في الأمم المتحدة، ويلتزم الموظفون بالحيطة والعمل بسرية في المسائل الرسمية، والالتزام بالسلوك القويم وإلا تعرضوا للعقوبات الإدارية.

    ويعين موظفو الأمانة العامة، بناءً على عقود تبرم بينهم وبين الهيئة، ولهم كل الحقوق المترتبة على عقود العمل الفردية، فيما يتعلق بالمرتبات، وفي التعويض عن الحوادث والأمراض، التي تصيبهم أثناء العمل. وجدير بالذكر أن الجمعية العامة أقرت اتفاقية امتيازات، وحصانات "الأمم المتحدة" مع الدول الأعضاء، في 13 فبراير عام 1946. وأوضحت فيها أن امتيازات الموظفين الدوليين وحصاناتهم موجهة، أساساً، لتسهيل أعمال هيئة الأمم المتحدة، ويقتصر ذلك على الموظفين الذين يحددهم الأمين العام.

    ويتمتع موظفو الأمم المتحدة بالإعفاءات القضائية عن الأعمال التي يقومون بها بصفتهم الرسمية. كما أن مرتباتهم تعفى من الضرائب. ويعفون كذلك من واجب الخدمة العسكرية، ومن قيود الهجرة، وإجراءاتها.

    وللمحافظة على حقوق الموظفين الدوليين، أُنشئت المحكمة الإدارية. وذلك، للنظر في المخالفات التي قد تتعرض لها عقود استخدامهم. وتتكون المحكمة الإدارية من سبعة أعضاء من جنسيات مختلفة، تقوم الجمعية العامة بتعيينهم. وتعرض القضية أمام ثلاثة قضاة. ويكون اختصاص المحكمة إلزامياً ومحدداً، في لائحتها الأساسية، وليس عاماً. وتشمل ولاية المحكمة الدعاوى المرفوعة إليها من موظفي الأمانة العامة، وموظفي المنظمات المتخصصة، حتى لو فقدوا هذه الصفة لأي سبب من الأسباب حال رفع الدعوى، ولورثتهم. كما ينص نظام المحكمة على ضرورة تسبيب أحكامها، التي تُعَدّ نهائية، ولا يجوز الطعن فيها. وتُصدِر المحكمة نوعين من الأحكام؛ الأول: الحكم بإلغاء القرار القانوني المطعون فيه، أو إلزام الإدارة بتنفيذ التزاماتها التي لم تقم بها، والثاني: الحكم بالتعويض، وفيه يتم إلزام الأمم المتحدة والوكالات المتخصصة بتنفيذ هذا الحكم.

ثانياً: الأمين العام

    يُعَدّ هو أكبر موظف إداري في الأمم المتحدة، ويُعَيَّنُ من قِبَل الجمعية العامة، بناءً على توصية مجلس الأمن. وذلك طبقاً للمادة (97) التي تنص على أن: "يكون للهيئة أمانة تشمل أميناً عاماً، ومن تحتاجهم الهيئة من الموظفين، وتعين الجمعية العامة الأمين العام بناءً على توصية مجلس الأمن، والأمين العام هو الموظف الإداري الأكبر في الهيئة". مع ملاحظة أن توصية مجلس الأمن - في هذا الخصوص - لازمة حتى يتسنى للجمعية العامة إصدار قرارها بتعيين الأمين العام.

    وينبغي أن يحظى الترشيح المبدئي لشخص الأمين العام بأغلبية المجلس، متضمنة الدول الدائمة العضوية. أما الجمعية العامة، فلا يُعَدّ تعيين الأمين العام للأمم المتحدة من المسائل التي تتطلب أغلبية الثلثين. وعلى ذلك، تكفي الأغلبية المطلقة فحسب للتعيين. وقد جرى العرف على اختيار الأمين العام من بين رعايا الدول غير الدائمة العضوية في مجلس الأمن.

    وتتحدد مدة عمل الأمين العام بخمس سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة فقط.

    ويتمتع الأمين العام للأمم المتحدة والأمناء المساعدون، بكل الامتيازات والحصانات الممنوحة لرجال السلك السياسي.

وقد تعاقب على منصب الأمين العام منذ نشأة الأمم المتحدة حتى وقتنا هذا ثمانية أمناء عموم، هم:

1. تريجف لي.

2. داج همرشولد.

3. يو ثانت.

4. كورت فالدهايم.

5. خافيير بيريز دي كويلار.

6. بطرس بطرس غالي.

7. كوفي أنان.

8. بان كي - مون.

ثالثاً: اختصاصات الأمين العام

    يقوم الأمين العام للأمم المتحدة بمباشرة اختصاصاتٍ ومهامَّ إدارية، وأخرى سياسية.

1. الاختصاصات الإدارية

أ. تمثيل الأمم المتحدة أمام المنظمات الأخرى، والتعاون باسم الأمم المتحدة.

ب. تلقي طلبات الانضمام إلى عضوية الأمم المتحدة.

ج. تعيين موظفي الأمانة العامة، وترقيتهم، وتأديبهم طبقاً للوائح التي تضعها الجمعية العامة.

د. المشاركة، أو الإنابة في حضور اجتماعات مجلس الأمن، والجمعية العامة، والمجلس الاقتصادي والاجتماعي، ومجلس الوصاية.

هـ. تسجيل، ونشر ما يتم إبرامه من معاهدات بين الدول الأعضاء في الأمم المتحدة.

و. تلقي البيانات الإحصائية، والبيانات الفنية الخاصة بالأقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي.

ز. تحضير جدول الأعمال المؤقت بفروع الأمم المتحدة، والإخطار بموعد افتتاح الدورات، ومحل انعقادها، وإعداد الوثائق اللازمة لممارسة اختصاصها.

ح. إعداد مشروع ميزانية المنظمة، طبقاً لما هو مبين في اللائحة الداخلية للجمعية العامة.

ط. متابعة تنفيذ القرارات الصادرة عن الفروع الرئيسية للمنظمة.

ي. إعداد التقرير السنوي عن نشاط الأمم المتحدة، وتقديمه للجمعية العامة في كل دورة من دورات الانعقاد الدوري.

2. الاختصاصات السياسية

    يُؤدي الأمين العام للأمم المتحدة اختصاصاته السياسية، بناءً على طلب من أجهزة المنظمة الدولية، أو بمبادرة شخصية منه.

    ففي حالة طلب أجهزة المنظمة، تُوكل إليه فروع الأمم المتحدة المختلفة القيام بمهامَّ سـياسـية معينة، كما ورد في المادة (98)، وتتفاوت هذه المهام، من: إجراء التحقيق، أو التوسط في نزاع،

    أو بذل مساعٍ حميدة، أو التفاوض، أو تنفيذ القرارات الصادرة عنها. كذلك، يقوم الأمين العام بتقديم تقريره إلى الجمعية العامة، مشتملاً على كل ما أنجزته المنظمة، أو ما لم تقم به، أو ما هو في سبيلها إلى عمله.

    أما الاختصاصات السياسية، التي يقوم بها الأمين العام، بناءً على مبادرة شخصية منه، فتتفاوت من ظرف إلى آخر لمواجهة أوضاع سياسية معينة. ويمكن التمثيل لها بالتصريحات التي يصدرها وفقاً لتطورات دولية معينة، أو النداءات التي يوجهها بالقيام أو الإقلاع عن عمل معين، وكذلك الاتصال بالأطراف المعنية من أجل تخفيف حدة التوتر. ومما يندرج ضمن اختصاصات الأمين العام كذلك، قيامه بتنبيه مجلس الأمن إلى أية مسألة يرى أنها قد تهدد السلم والأمن الدولييْن.

رابعاً: تراجم الأمناء العموم للأمم المتحدة

1. تريجف لي Trygve Lie (فبراير 1946 ـ نوفمبر 1952)

    ولد "تريجف هالفدان لي (Trygve Halvdan Lie) (اُنظر صورة تريجف لي)، في 16 يوليه 1896، بمدينة أوسلو بالنرويج، من أبوين نرويجيين؛ هما: مارتن وهلدا أرنسن لي (Martin & Hulda Arnesen Lie) . وقد تلقى تريجف لي تعليمه في جامعة أوسلو، إذ حصل على ليسانس الحقوق عام 1919. وفي 8 نوفمبر 1921، تزوج تريجف لي من هيوردس يورجينس (Hjardis Joergensen)، وأنجب منها ثلاثة أولاد؛ هم: سيسيل (Sissel)، وجوري (Guri)، وميتي (Mette). وكان تريجف لي منذ صغره مولعاً بالعمل السياسي؛ ففي عام 1911، أصبح عضواً في منظمة طلائع حزب العمال النرويجي وقد تدرج في المناصب، حتى أصبح مساعداً للأمين العام لحزب العمال، من عام 1919 - 1922، ثم المستشار القانوني لنقابة الاتحاد التجاري النرويجي، من عام 1922-1935، ثم السكرتير التنفيذي لحزب العمال في 1926.

    وقد تقلد تريجف لي منصب وزير العدل من 1935-1939، في وزارة حزب العمال، التي كونها يوهان نيجاردسفولد (Johan Nygaardsvold)، ثم وزيراً للتجارة والصناعة من يوليه - سبتمبر عام 1939. وفي أثناء هدنة الحرب العالمية الثانية، أصبح تريجف لي وزيراً للشحن والإمدادات. وفي أثناء عمله وزيراً للشحن والإمدادات، شارك السيد لي في إنقاذ السفن النرويجية، من الألمان أثناء الغزو الألماني للنرويج، في أبريل 1940.

    وعندما قررت حكومة النرويج، في المنفى، استمرار حربها ضد الألمان من الخارج، استقر السيد تريجف لي في لندن، حيث أصبح القائم بأعمال وزير الخارجية النرويجي، في ديسمبر عام 1940، ثم عُيِّن وزيراً للخارجية النرويجية في فبراير 1941. وقد انتخب لي عضواً في البرلمان النرويجي عام 1936، وأعيد انتخابه عام 1945. وفي 12 يونيه 1945، قدمت الوزارة النرويجية، التي كان آنذاك تريجف لي وزيراً بها، استقالتها، غير أنه، أُعيد تعيينه في منصب وزير الخارجية، في وزارة حزب العمال في أكتوبر 1945، وقد قاد السيد تريجف لي كلاً من: الوفد النرويجي لمؤتمر المنظمة الدولية للأمم المتحدة، في سان فرانسيسكو، في أبريل 1945، واللجنة الثالثة لكتابة الفقرات الخاصة بمجلس الأمن في الميثاق. كما رأس كذلك الوفد النرويجي للجمعية العامة للأمم المتحدة في

    لندن عام 1946. وفي أول فبراير 1946، اُنتخب تريجف لي كأول أمين عام للأمم المتحدة. وقد تقلد منصبه رسمياً، في 21 فبراير 1946، في الاجتماع الثاني للجمعية العامة.

    وفي فبراير 1951، أُعيد انتخاب تريجف لي لمدة ثلاث سنوات أخرى، تبدأ من أول فبراير 1951، إلا أنه لم يتم مدته الثانية؛ إذ قدم استقالة في نوفمبر 1952.

    وقد استمر نشاط تريجف لي في الحقل السياسي بعد استقالته من الأمم المتحدة. فقد عمل محافظاً لـ أوسلو وأكرشس s(Oslo and Akershu)، ثم رئيساً لهيئة الطاقة النرويجية. وفي عام 1958، طلبت الجمعية العامة للأمم المتحدة من الملك أولاف (King Olav)، ملك النرويج، التدخل في أزمة إيطاليا في الحبشة، فأرسل الملك أولاف تريجف لي مبعوثاً له في هذه الأزمة.

2. داج همرشولد  Dag Hammarskjold (أبريل 1953 ـ سبتمبر 1961)

    تولى داج يلمر كارل همرشولد (Dag Hjalmar Carl Hammarskjold) (اُنظر صورة داج همرشولد) رئاسة الأمانة العامة للأمم المتحدة، خلفاً لـ تريجف لي بوصفه ثاني أمين عام للمنظمة الدولية. بدأ همرشمولد تولي مهام منصبه في 10 أبريل 1953، واستمر حتى 18 سبتمبر 1961؛ إذ وافته المنية، إثر حادث تحطم طائرته، أثناء مهمة رسمية لإحلال السلام في الكونغو.

    وقد ولد همرشولد في 29 يوليه 1905، في يونكوبنج (Jonkoping) بجنوب وسط السويد. وهو الابن الرابع لـ يالمر همرشولد (Hjalmar Hammarskjold)، رئيس وزراء السويد، إبان الحرب العالمية الأولى. وزوجته أجنز (Agnes). وقد شب داج همرشولد في مدينة أوبسالا (Uppsala)؛ حيث عمل والده محافظاً لمقاطعة أوبلاند (County of Uppland) حينذاك.

    وقد التحق داج همرشولد بجامعة أوبسالا (Uppsala University)، وحصل على بكالوريوس الفنون مع مرتبة الشرف عن عمر يناهز 18 سنة. ثم درس الاقتصاد لمدة ثلاث سنوات أخرى، في نفس الجامعة؛ حيث حصل على درجة Filosofic Licenciat في الاقتصاد عن عمر يناهز 23 سنة. ثم أكمل همرشولد دراساته لمدة سنتين أخريين في الجامعة ليحصل على بكالوريوس الحقوق Bachelors of Law، في عام 1930.

    ثم انتقل داج همرشولد بعد ذلك إلى ستوكهولم (Stockholm)؛ حيث تولى أمانة اللجنة الحكومية للبطالة من عام 1930-1934. وفي الفترة نفسها، وبالتحديد عام 1933، حصل على درجة الدكتوراه في الاقتصاد من جامعة ستوكهولم (University of Stockholm)، تحت عنوان "انتشار دورة العمل" (The Spread of Business Cycle)، وعُيِّن أستاذاً مساعداً في الاقتصاد السياسي في الجامعة نفسها. وقد شغل وظيفة أمين البنك الأهلي السويدي (National Bank of Sweden) لمدة عام، ثم رُشِّح لمنصب السكرتير الثاني الدائم لوزارة المالية، في نفس الوقت الذي شغل فيه منصب رئيس مجلس البنك الدولي، من عام 1941-1948. وقد كانت هذه هي المرة الأولى في تاريخ السويد أن يشغل رجل واحد هذين المنصبين في وقت واحد. وفي عام 1945 رُشِّح مستشاراً لمجلس العقبات المالية والاقتصادية.

    وقد كانت وظيفة هذا المجلس الرئيسية هي محاولة إيجاد الحلول اللازمة للمشاكل والعقبات الاقتصادية والمالية، التي عصفت بالسويد، أثناء وبعد الحرب. وفي هذه السنوات لعب همرشولد دوراً كبيراً في رسم خطة الاقتصاد السويدي، مبرماً عدة اتفاقيات ومداولات اقتصادية وتجارية، مع عدد من الدول الغربية، في ذلك الوقت؛ منها: المملكة المتحدة، والولايات المتحدة الأمريكية.

    وفي عام 1947، عُيِّن سكرتيراً ثانياً في مكتب الخارجية، مسؤولاً عن الأسئلة والاستفسارات الاقتصادية. ثم أميناً عاماً لمكتب الخارجية في عام 1949، ثم عين مساعداً لوزير الخارجية للشؤون الاقتصادية في عام 1951.

    أما على الصعيد الدولي، فقد شغل همرشولد منصب المفوض السويدي لمؤتمر باريس، في عام 1947؛ إذ أبرمت خطة مارشال، ثم شغل منصب رئيس المفوضين لمؤتمر باريس لهيئة التعاون الاقتصادي الأوروبي (Organization for European Economic Cooperation)، في عام 1948.

    ولعدة سنوات تالية شغل همرشولد منصب نائب رئيس اللجنة التنفيذية للهيئة ذاتها.

    وفي عام 1950، أصبح همرشولد رئيس الوفد السويدي إلى اليونيسكان (Uniscan)، التي أنشئت لدعم التعاون بين الدول الإسكندينافية والمملكة المتحدة آنذاك. وقد شغل همرشولد كذلك منصب نائب رئيس الوفد السويدي للجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها السادسة العادية، ثم ممثل رئيس الوفد في الدورة السابعة للجمعية العامة، وذلك في الفترة من 1952-1953. وعلى الرغم من أن همرشولد قد عمل في وزارة الحزب الاجتماعي الديموقراطي السويدي، لم يلتحق، ولم يكن عضواً في أي حزب سياسي عادّاً نفسه من السياسيين المحايدين. وفي ديسمبر 1954، انتخب همرشولد عضواً في الأكاديمية السويدية لنفس المقعد، الذي شغله والده من قبل.

    وقد انتخب همرشولد بالإجماع، في منصب الأمين العام للأمم المتحدة، بواسطة الجمعية العامة في جلستها بتاريخ 7 أبريل 1953، بناءً على توصية من مجلس الأمن. ثم أعيد انتخابه بالإجماع لفترة ثانية في سبتمبر 1957. وأثناء رئاسته للأمانة العامة للأمم المتحدة، حمل همرشولد على عاتقه كثيراً من المسؤوليات المنوطة بالهيئة الدولية لحفظ السلام، ومنع الحروب، وتطبيق مبادئ الأمم المتحدة الواردة في الميثاق. ومن ضمن هذه المهام الصعبة التي قام بها، ما بذله من مهام دبلوماسية لتعضيد اتفاقيات الهدنة الحربية بين إسرائيل والدول العربية، ولدعم السلام في المنطقة. كما قام همرشولد بتنظيم، وتنسيق، وإرسال قوة طوارئ الأمم المتحدة في عام 1956، التي أشرفت على إخلاء قناة السويس من أعمال الحرب، إبان العدوان الثلاثي على مصر، في ذلك الوقت، كما أسهم همرشولد كذلك في تنسيق، وإرسال مجموعة المراقبة الدولية لهيئة الأمم المتحدة United Nations Observation Group in Lebanon (UNOGIL) إلى لبنان، وإنشاء مكتب للمبعوث الرسمي للأمم المتحدة في الأردن عام 1958. وعقب زيارته لبكين (جمهورية الصين الشعبية) عام 1955، ساهم بدور فعًّال في الإفراج عن الطيارين الأمريكيين المحتجزين هناك، في الفترة من 30 ديسمبر 1954 - 13 يناير 1955؛ إذ كانوا يعملون تحت مظلة الأمم المتحدة في كوريا.

    وقد زار همرشولد عديداً من البلدان والأقطار في أفريقيا، وأوروبا، وآسيا، والأمريكتين، والشرق الأوسط في مهمات رسمية تابعة للأمم المتحدة. ومن ضمن هذه المهمات، وفي سفرة واحدة، زار همرشولد 21 دولة في أفريقيا في رحلة وصفت، بعد ذلك، بأنها في غاية الحنكة، للدراسة والاستعلام عن الوضع في المنطقة. ووصفها هو نفسه "بأنه قد اكتسب منها أدق التفاصيل عن وجهات النظر السياسية المتباينة في أفريقيا اليوم".

    وفي 12 يوليه 1960، أجرى الرئيس الكونغولي جوزيف كاسا فوبو (Joseph Kasa-Vubu)، ورئيس وزرائه باتريك لومومبا (Patrick Lumumba)، اتصالاً عاجلاً بالأمين العام للأمم المتحدة، سائلَيْن فيه إرسال مساعدات عسكرية عاجلة للكونغو.

    وفي 13 يوليه، وبناءً على دعوة عاجلة من همرشولد، عقد مجلس الأمن اجتماعاً طارئاً لبحث هذا الطلب، وتم اتخاذ قرار بإرسال قوات دولية تابعة للأمم المتحدة إلى الكونغو بأقصى سرعة. وبناءً على عملية الأمم المتحدة في الكونغو، قام همرشولد بثلاث رحلات، في ذلك الحين، لتفقد الوضع والإسهام في إحلال السلام هناك. وقد كانت أولى الرحلتين؛ في الفترة من يوليه - أغسطس 1961، أما الرحلة الأخيرة، فقد بدأت في 12 سبتمبر، وانتهت بحادث تحطم الطائرة المروع الذي أودى بحياة همرشولد في 18 سبتمبر في العام نفسه.

    ومما يُذكر من أنشطة داج همرشولد في الأمم المتحدة، أنه نظم المؤتمر الأول والثاني للأمم المتحدة للاستخدام السلمي للطاقة النووية في جنيف. وخطط لمؤتمر الأمم المتحدة لاستخدام العلوم والتكنولوجيا، وتطبيقها من أجل رفاهية الدول غير النامية وإفادتها. وقد عُقد هذا المؤتمر بعد ذلك في عام 1963.

    وقد حاز داج همرشولد عديداً من الدرجات الفخرية والشرفية من جامعة أكسفورد "بإنجلترا"، وجامعات "هارفارد"، و"يال"، و"كولمبيا"، و"بنسلفاينا"، و"جونز هبكنز"، و"كاليفورنيا"، و"أوهايو" بالولايات المتحدة الأمريكية، و"كلية كارلتن"، و"جامعة ماكجيل" بكندا.

3. يو ثانت U-Thant (نوفمبر 1961 ـ ديسمبر 1971)

    شغل يو ثانت منصب الأمين العام للمنظمة الدولية بوصفه ثالث أمين عام في تاريخ الأمم المتحدة في الفترة من 1961-1971، وذلك، عقب وفاة داج همرشولد في حادث تحطيم الطائرة في 18 سبتمبر 1961.

    وقد ولد يو ثانت في بانتانو (Pantanaw) (اُنظر صورة يو ثانت ) ببورما (Burma) في 22 يناير 1909. وقد درس يو ثانت في المدرسة الثانوية الأهلية، ثم في كلية الجامعة بـ رانجون (University College at Rangon). وقد تعددت خبرته في مجال التعليم والإعلام، قبل التحاقه بالعمل الدبلوماسي.

    ففي مجال التعليم شغل وظيفة ناظر المدرسة الثانوية الأهلية وهى نفس المدرسة التي التحق بها، حينما كان يدرس في المرحلة الثانوية، ثم عُيِّن مديراً للمدرسة الثانوية الأهلية في 1931. كما كان يو ثانت عضواً في رابطة مديري المدارس ببورما، وعمل عضواً في لجنة الكتاب المدرسي، والمجلس الأهلي للتعليم ببورما. وفي عام 1942، عمل عدة شهور في وظيفة أمين لجنة لإعادة تنظيم التعليم. وفي العام التالي، عاد إلى وظيفة مدير المدرسة الثانوية الأهلية لمدة أربعة سنوات أخرى.

    أما في مجال الإعلام، فقد عمل يو ثانت محرراً غير رسمي في بعض الصحف الأهلية ببورما، كما عُيِّن في وظيفة المدير الإخباري في حكومة بورما عام 1948. وفي العام التالي، عُيِّن سكرتيراً في وزارة الإعلام البورمية.

    أما على الصعيد الدبلوماسي، فقد شغل يو ثانت منصب المندوب الدائم لبورما لدى الأمم المتحدة بدرجة سفير من الفترة (1957-1961). وأثناء هذه الفترة، رأس يو ثانت عدداً من الوفود البورمية للدورات المختلفة للجمعية العامة في 1959. كما عين بوصفه أحد نواب الرئيس في الدورة الرابعة عشرة للجمعية. كما رأس أيضاً لجنة الأمم المتحدة للتوفيق في الكونغو عام 1961، ولجنة الأمم المتحدة لإنماء تمويل رأس المال. وفي 3 نوفمبر 1961، وأثناء عمله ممثلاً للأمين العام اختير يو ثانت، لإكمال الفترة المتبقية أميناً عاماً للأمم المتحدة، وذلك بناء على توصية من مجلس الأمن، بعد أن خلا المنصب بمصرع  همرشولد.

    وفي 30 نوفمبر 1962، انتخب يو ثانت بالإجماع أميناً عاماً للأمم المتحدة، لفترة أولى، ثم أعيد انتخابه بالإجماع مرة أخرى، لفترة ثانية في 22 ديسمبر عام 1966، وقد انتهت فترة خدمته في الأمانة العامة في 31 ديسمبر عام 1971.

    وقد تلقى يو ثانت عديداً من الدرجات الفخرية والشرفية من مختلف الجامعات الشرقية والغربية، مثل:

جامعة كارلتون - بكندا                                                 Carleton University - Canada

كلية وليام - بولاية ماساتشوسيتس                                              Williams College USA

جامعة برنستون - بولاية نيوجرسي                                               Princeton University

جامعة هارفارد – ماساتشوسيتس                                Harvard University - Massachusetts

كلية دارتموث – نيوهامبشير                                   Dartmouth College - New Hampshire

جامعة كاليفورنيا – كاليفورنيا                                    University of California - California

جامعة دينفر – كولورادو                                             University of Denver - Colorado

كلية سوارثمور – بنسلفانيا                                       Swarthmore College - Pennsylvania

جامعة موسكو - الاتحاد السوفيتي                                Moscow University - Soviet Union

كلية كولبي – مين                                                              Colby College - Maine

جامعة يال – كونكتيكت                                                Yale University - Connecticut

جامعة وندسور – كندا                                                University of Windsor - Canada

جامعة ميتشجن – ميتشجن                                        University of Michigan - Michigan

جامعة ليدز – إنجلترا                                                  University of Leeds - England

جامعة لوفين – بلجيكا                                                  Louvain University - Belgium

جامعة ألبرتا – كندا                                                   University of Alberta - Canada

جامعة بوسطن – بوسطن                                                 Boston University - Boston

جامعة دبلن – أيرلندا                                                   University of Dublin - Ireland

جامعة الفلبين – الفلبين                                          University of Philippine - Philippine

كما تلقى عديداً من شهادات الدكتوراه الفخرية مثل:

الدكتوراه الفخرية في اللاهوت من الكنيسة العالمية الأولى

Doctor of Divinity from the First Universal Church

الدكتوراه الفخرية في القانون الدولي من جامعة فلوريدا الدولية

Florida International University

الدكتوراه الفخرية في القانون من جامعة هارتفورد ـ كونكتيكت

University of Hartford at Connecticut

الدكتوراه الفخرية في القوانين الأهلية من جامعة كولجيت بولاية نيويورك

Colgate University New York

الدكتوراه الفخرية في الآداب الإنسانية من جامعة دوك ـ نورث كارولينا

Duke University - North Carolina

 

    وقد بلغ يو ثانت المعاش في نهاية مدته الثانية في عام 1971، وتوفي في 25 نوفمبر 1974، بعد صراع طويل مع المرض عن عمر يناهز 65 عاماً.

4. كورت فالدهايم  Kurt Waldheim  (يناير 1972 ـ ديسمبر 1981)

    هو الأمين العام الرابع للأمم المتحدة. وقد تقلد كورت فالدهايم منصبه في 1 يناير 1972، بناءً على توصية من مجلس الأمن في 21 ديسمبر 1971، وقد وافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة على هذه التوصية، ليتقلد كورت فالدهايم منصبه المهم لمدة خمس سنوات.

    وقد ولد كورت فالدهايم (اُنظر صورة كورت فالدهايم) في 21 ديسمبر عام 1918، في مدينة سانكت أندرا فودرن (Sankt Andra – Wodern) بالقرب من فيينا (Vienna) عاصمة النمسا. وقد تخرج كورت فالدهايم في جامعة فيينا (University of Vienna)، حاصلاً على الدكتوراه في القانون (Doctor of Jurisprudence) عام 1944.

    ثم تخرج في الأكاديمية القنصلية بفيينا (Vienna Consular Academy). وفي عام 1948 تقلد منصب السكرتير الأول للوفد النمساوي الرسمي بباريس. وقد ظل في هذا المنصب حتى عام 1951. ومن عام 1951-1955، شغل منصب رئيس قسم العاملين بوزارة الشؤون الخارجية النمساوية بفيينا. وفي عام 1955، عُيِّن في منصب المراقب الدائم للنمسا في الأمم المتحدة. وفي أواخر هذا العام، أصبح رئيس البعثة النمساوية في الأمم المتحدة، عندما انضمت النمسا إلى الهيئة الدولية.

    ومن عام 1956 إلى 1960، أصبح كورت فالدهايم ممثلاً للنمسا في كندا بدرجة وزير مطلق الصلاحية في البداية ثم سفيراً للنمسا في كندا، بعد ذلك. ثم عين في وظيفة رئيس قسم السياسة الغربية في وزارة الشؤون الخارجية النمساوية، من عام 1960-1962. وشغل منصب المدير العام للعلاقات السياسية الخارجية، حتى يونيه عام 1964.

    وفي الفترة من عام 1964 إلى 1968، تقلد منصب الممثل الدائم للنمسا لدى الأمم المتحدة. وفي أثناء شغله لهذا المنصب، تقلد منصب رئيس لجنة الاستخدام السلمي للفضاء الخارجي. وقد اُختير كذلك رئيساً للمؤتمر الأول للأمم المتحدة للاستكشاف والاستخدام السلمي للفضاء الخارجي. وقد عُين كورت فالدهايم في منصب وزيراً فيدرالياً للشؤون الخارجية للنمسا، وذلك من يناير 1968، وحتى أبريل 1970. وبعد تركه للحكومة، اُنتخب بالإجماع رئيساً للجنة الوقائية لمؤسسة الطاقة الذرية الدولية. ولكن في أكتوبر 1970، عاد كورت فالدهايم ليتقلد منصبه السابق "ممثلاً دائماً للنمسا في الأمم المتحدة، وظل في منصبه هذا حتى اُنتخب أميناً عاماً للمنظمة الدولية. وفي أبريل 1971، كان كورت فالدهايم أحد المرشحين لرئاسة جمهورية النمسا الاتحادية، وذلك قبل وقت قصير من تقلده منصبه العالمي.

    وبعد انتخابه أميناً عاماً للأمم المتحدة، وتقلده منصبه الرسمي في يناير 1972، بدأ كورت فالدهايم في زيارة المناطق والأقطار التي تمثل أهمية بالنسبة للأمم المتحدة، بكونها أماكن الصراعات وبؤر النزاعات الدولية. ففي مارس 1972، زار الأمين العام للأمم المتحدة جنوب أفريقيا، وناميبيا بتفويض رسمي من مجلس الأمن، لإيجاد حل سلمى لأزمة ناميبيا.

    وقد قام أيضا كورت فالدهايم بثلاث زيارات إلى قبرص: في يونيه 1972، وأغسطس 1973، وأغسطس 1974. وذلك، لبحث المشكلة القبرصية مع زعماء الحكومة وتفَقُد قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في الجزيرة.

    كما قام أيضا بزيارات عديدة إلى منطقة الشرق الأوسط. ففي أغسطس 1973 زار كورت فالدهايم سورية، ولبنان، وإسرائيل، ومصر، والأردن. وفي يونيه 1974، عقد كورت فالدهايم اجتماعات مع زعماء سورية، وإسرائيل، ولبنان، والأردن، ومصر. وفي نوفمبر، من العام نفسه، قام بزيارة أخرى لمصر، وإسرائيل، وسورية. وذلك، بشأن تطبيق وقف إطلاق النار، وقوة الأمم المتحدة المكلفة بمراقبة فض الاشتباكUnited Nations Disengagement Observer Force UNDOF، وتفقد قوات حفظ السلام في المنطقة وقوات طوارئ الأمم المتحدة.

    وفي فبراير 1973، وفي أثناء مهمته الرسمية إلى شبه القارة الهندية، عقد كورت فالدهايم مناقشات مطولة مع زعماء الهند، وباكستان، وبنجلاديش، لدراسة أبعاد المشاكل الناتجة عن الحرب بين الهند وباكستان، والطرق الممكنة لحلها. وفي هذه الزيارة، تفقد الأمين العام عملية الإغاثة الإنسانية في بنجلاديش، وتُعَدّ هذه العملية من أكبر عمليات الإغاثة الإنسانية التي تمت في تاريخ الأمم المتحدة.

وقد قام الأمين العام كذلك بافتتاح عديد من المؤتمرات الدولية التي تمت تحت رعاية الأمم المتحدة، وتضمنت هذه المؤتمرات الآتي:

أ. مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية، الذي عقد في أبريل عام 1972 في سانتياجو (Santiago).

ب. مؤتمر الأمم المتحدة لبيئة الإنسان، الذي عقد في ستوكهولم (Stockholm)، في يونيه عام 1972.

ج. مؤتمر الأمم المتحدة الثالث لقانون البحار، الذي عقد في كاراكاس (Caracas)، في يونيه عام 1974.

د. مؤتمر التعداد العالمي الذي عقد في بوخارست (Bucharest)، في أغسطس عام 1974.

هـ. مؤتمر الغذاء العالمي، الذي عقد في روما (Rome)، في نوفمبر عام 1974.

    كذلك شارك الأمين العام للأمم المتحدة في اجتماعات مجلس الأمن، التي عُقدت بعيداً عن المقر الرئيسي للأمم المتحدة، مثل تلك التي عُقدت في أديس أبابا في يناير 1972 بأفريقيا، والتي عُقدت، كذلك، في أمريكا اللاتينية، في بنما سيتي (Panama City) في عام 1973. كما شارك فالدهايم في مؤتمر منظمة الوحدة الأفريقية(Organization of African Unity)  بالرباط، وذلك في الفترة من 12 - 15 يونيه عام 1972، بمناسبة الذكرى العاشرة لإنشائها. وفي أديس أبابا في الفترة من 27-28 مايو 1973، وفي مقديشيو في الفترة من 12-15 يونيه 1974. كما شارك أيضاً في مؤتمر "منظمة الدول الأمريكية" (Organization of American States)، وذلك في مارس 1972.

    وفي فبراير 1973، شارك الأمين العام في مؤتمر باريس الدولي عن فيتنام. كما أشرف، في العام نفسه، على المرحلة الأولى من مؤتمر السلام بجنيف الخاص بمشكلة الشرق الأوسط. وشارك في يوليه 1973، في مؤتمر الأمن والاتحاد الأوروبي، الذي عقد في هلسنكي (Helsinki). كما زار عديداً من الدول في أفريقيا، وآسيا، وأوروبا، وأمريكا، والشرق الأوسط، بناءً على دعوات رسمية من حكوماتها.

    وكورت فالدهايم متزوج، وله ثلاثة من الأبناء. وقد ألف كتاباً عن السياسة النمساوية الخارجية، تحت اسم "النمسا مثال يُحتَذى" (The Austrian Example). وقد صدرت طبعات عديدة منه بالإنجليزية والفرنسية والألمانية.

    توفي كورت فالدهايم في منزله في 14 يونيه 2007، بالعاصمة النمساوية فيينا عن عمر ناهز 88 عاماً. ونقلت وكالة الأنباء النمساوية عن أسرة فالدهايم أنه توفي جراء مشكلات في القلب والدورة الدموية.

 

5. خافيير بيريز دي كويلار Javier Perez de Cuellar (يناير 1982 ـ ديسمبر1991)

    ولد بيريز دي كويلار (اُنظر صورة بيريز دي كويلار) في 19 يناير عام 1920 بمدينة ليما (Lima) في بيرو (Peru). وقد عمل دي كويلار بالمحاماة والسلك الدبلوماسي، قبل تقلده منصب الأمين العام، في 1 يناير 1982 لفترة أولى، ثم لفترة ثانية، من 1 يناير 1987.

    وقد التحق دي كويلار بالعمل في وزارة الشؤون الخارجية لدولة بيرو عام 1940. ثم التحق بالسلك الدبلوماسي في عام 1944، فعين سكرتيراً بسفارة بيرو في فرنسا، ثم المملكة المتحدة، ثم بوليفيا ثم البرازيل.

    وعند عودته إلى بيرو عام 1961، رُقِّيَ إلى درجة سفير، ثم شغل بعد ذلك عديداً من المناصب بنجاح تام، منها: مدير قسم الشؤون القانونية، ومدير العلاقات السياسية بوزارة الشؤون الخارجية. وفي عام 1966 عين أميناً عاماً قائماً بأعمال الوزير في وزارة الشؤون الخارجية. وفي عام 1981، عمل مستشاراً قانونياً في وزارة الشؤون الخارجية.

    كما عمل كذلك سفيراً لبيرو في سويسرا، والاتحاد السوفيتي، وبولندا، وفنزويلا. وجدير بالذكر أن دي كويلار كان ضمن الوفد البيروني للجمعية العامة للأمم المتحدة في جلستها الأولى عام 1946، كما كان عضواً في الوفد البيروني في الدورة الـ 25 والـ 30 من الجمعية العامة.

    وفي عام 1971، اختير دي كويلار ليمثل حكومته مندوباً دائماً لدى الأمم المتحدة. ومنذ ذلك الحين، وحتى عام 1975، رأس دي كويلار وفد بيرو في جميع جلسات الجمعية العامة.

    وفي عام 1973-1974، مثل حكومته في مجلس الأمن، كما رأس جلسة المجلس في يوليه 1974، عند مناقشة مشكلة قبرص. وفي 18 سبتمبر 1975 تم اختيار دي كويلار ليكون المبعوث الخاص للأمانة العامة للأمم المتحدة في قبرص وهو المنصب الذي ظل يحتله حتى ديسمبر عام 1977. كما عين مساعداً للأمين العام للشؤون السياسية الخاصة في 27 فبراير 1979.

    وفي أبريل 1981، أضيفت إلى أعبائه عبئاً جديداً، هو القيام بمهمة المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة بالنسبة لمشكلة أفغانستان. وفي هذا الصدد قام دي كويلار بزيارة باكستان.

    وأفغانستان في أبريل وأغسطس 1981، لتكملة المشاورات التي بدأها الأمين العام في هذا الشأن. وفي مايو 1981، عاد دي كويلار ليخدم بلاده من جديد في وزارة الشؤون الخارجية إلا أنه في الوقت نفسه استمر في منصبه ممثلاً للأمين العام للأمم المتحدة بشأن الوضع في أفغانستان، حتى اختير في ديسمبر من العام نفسه، ليشغل منصب الأمين العام. كما عمل دي كويلار أستاذاً للقانون الدولي في أكاديمية بيرو الدبلوماسية عام 1964.

    وقد نال بيريز دي كويلار عديداً من الدرجات الفخرية من الجامعات المختلفة في دول العالم مثل:

جامعة نيس                                                                        University of Nice

جامعة تشارلز ـ براج                                                 Charles University at Prague

الجامعة الحرة ـ بروكسل                                                Free University at Brussels

جامعة كارلتون ـ كندا                                                 Carleton University - Canada

جامعة باريس                                                                  The University of Paris

جامعة فيسفا باهراتى ـ غرب البنجال            The University of Visva - Bharati in West Bengal

جامعة ميتشجن ـ أمريكا                                         The University of Michigan - USA

جامعة كويمبرا ـ البرتغال                                             Coimbra University - Portugal

جامعة هومبلت ببرلين ـ ألمانيا                                        Humboldt University at Berlin

جامعة موسكو الحكومية                                                      Moscow State University

جامعة لايدين ـ هولندا                                         The Leyden University - Netherlands

جامعة لاسل ـ ولاية فيلادلفيا                                     La Salle University at Philadelphia

جامعة تفت في ميدفورد ـ أمريكا                                          Tuft University at Medford

جامعة جونز هبكنز ـ بولاية ميريلاند                        Johns Hopkins University at Maryland.

جامعة كامبريدج ـ المملكة المتحدة                          Cambridge University -United Kingdom

    وفي أكتوبر من عام 1987، مُنِح دي كويلار جائزة أمير النمسا، وذلك لجهوده الحثيثة في تنمية التعاون الأمريكي - القوقازي (Ibero - American Cooperation). كما نال جائزة أولف بالم  "للأمن المشترك والتفاهم الدولي" (Olof Palme Prize for International Understanding and Common Security). وفي يناير 1989، وفبراير 1989، مُنح "جائزة جواهرلال نهرو للتفاهم الدولي" (Jawaharlal Nehru Award for International Understanding).