إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات رياضية / صيد الحيوانات البرية




وحيد القرن الهندي
وحيد القرن الأبيض
وحيد القرن الأسود
المها العربي
النمر
الوكري
الأيل الأسمر
الهرتبيس
الأسد
البلاكبوك
البرقع والدس
البشبوك
البَبَر
الجمزبوكة الأفريقي
الخنزير البري
الجاموس (الثور) البسون الأوروبي
الجاموس (الثور) البسون الأمريكي
الجاموس الأفريقي
الديكر
اليغور
السلوقي الأبيض
الشيتا
الزرافة
الصقر الحر
الكلب السلوقي
الكود
العلنده
الفيل الهندي
الفيل الأفريقي
الفكونة
القوقز الاسبرنقبوك
حمار الزرد
خنزير الهند
شبكة الأرض
ظبي الصخور
فرخ شاهين
فرس النهر
قناص أرانب

الوعل النوبي
غزال الأدمي العربي
غزال الريم
غزال العفري




مقدمة

مقدمة

قال تعالى: )أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا لَكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُمًا وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ( (المائدة:96).

وقال تعالى: )يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ( (المائدة:4).

وجاء في كتاب البيرزة: "إن للصيد فوائد جمة، وملاذ ممتعة، ومحاسن بينة... وبه يستفاد من النشاط والأريحية، والمنافع الظاهرة والباطنة، والمران والرياضة..."

وكانت أساليب العرب في الصيد متنوعة "منها ما هو بالضواري، وما هو بالجوارح، وما هو بالقوس، وما هو بالرمح، وما هو بالشباك، وما هو بالفخاخ، وما هو بالنار، وما هو بالتطريب، وما هو عن طريق الحيلة والمكيدة".

والحياة آكل ومأكول. يقول الدميري: "لكل صنف من أصناف الحيوان احتياطاً وتدبيراً وروغاناً من الباغي عليه واحتيالاً. فهو يحتال لما هو دونه ليصيده، ويحتال لما هو فوقه ليسلم منه... فالحبارى سلاحها الزرق على عدوها... والذئب سلاحه في شدقيه... والثور والأيل سلاحهما في القرون... والأسد سلاحه في القوة... والثعلب سلاحه في المكر...".

ولكن موائل هذه الحيوانات، صائدة ومصيدة، فسدت وطالتها يد الإنسان، ولم يتدبر قوله تعالى: )وَلا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا( (الأعراف:56). وبدأت الحيوانات كبيرها وصغيرها تختفي من مسرح الحياة، بعضها قد انقرض تماماً، وبعضها في طريقه للانقراض، وانهارت الموازين الدقيقة التي كانت سمة النظم البيئية.

ساد الصيد الجائر، وساد الرعي الجائر، وتفكك الغطاء النباتي وانحسر، واحتطبت الأشجار، وتلوثت التربة بالمبيدات والأسمدة الكيميائية، وتمدد أخطبوط الحضارة والمعمار، وابتلعت المدن الريف، وأصبح ما جاءت به مناشط الإنسان أكثر تأثيراً من العوامل الطبيعية التي كانت سائدة، وكانت أيضاً متوازنة وضرورية في الحفاظ على النظم البيئية، من افتراس طبيعي هو جزء من السلسلة الغذائية، ومن تغير مناخي، هو ناموس طبيعي، ومن أمراض وأوبئة.

تعد كبار الحيوانات المصيدة جزءاً من النظام البيئي الطبيعي في عدد من القارات والأقطار، ولقد تعرضت هذه الحيوانات، عبر التاريخ، لاستنزاف حاد تواصل حتى نهاية القرن التاسع عشر، وزاد شدة خلال القرن العشرين، لا سيما في العقود الأخيرة منه، وفقد العَالَم من جراء الصيد الجائر لها العديد من الأنواع التي كانت معلماً للحياة الفطرية. ولقد تدارك العَالَم هذه الكارثة، ولكن بعد فوات الأوان، خلال العقود الأخيرة من القرن العشرين، وسعى لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. وأدى هذا التوجه إلى السعي الجاد إلى الحصول على كل المعلومات التي تخص هذه الكائنات. ولا يزال هنالك الكثير من الحقائق المجهولة، التي يتطلع العَالَم إلى إدراكها وتعرفها. وقد أقر الاتحاد العالمي لصون الطبيعة والموارد الطبيعية من أهم أهدافه أن يوجه كل دولة منضوية تحته أن تحتجز ما لا يقل عن 10% من مساحتها الكلية، بغرض المحافظة على الحياة الفطرية عامة، والحيوانات الكبار المصيدة خاصة؛ إدراكاً منه لما وصل إليه حالها، وقد نشطت معظم الدول، خاصة الأفريقية منها في السعي لتحقيق هذا الهدف، ويغريها الحافز الاقتصادي المتوقع في مجال السياحة، بل تحمس حتى الأفراد في ولوج هذا المجال، وقد قاد هذا النشاط بالفعل إلى تأمين المحافظة على بعض الأنواع الهامة من هذه الحيوانات، إلى جانب أنواع نباتية لا تقل أهمية عنها.

واجتهد العلماء في إجراء مسوحات هدفها إحصاء الحيوانات والنباتات على كوكب الأرض، وأمكنهم، حتى منتصف القرن العشرين، إحصاء ومعرفة ما يربو على مليون نوع من نباتات وحيوانات، يضاف إليها سنوياً ما مقداره 5200 نوع جديد، معظمها من الحشرات. ويبدو أنه من المستحيل المحافظة على كل هذه الأنواع، وعليه فإن ما يسعى الاتحاد العالمي لصون الطبيعة لتحقيقه يبدو مطلباً عظيم الأثر.

وقد أدى انحسار العديد من الأنواع الفطرية إلى التفكير في إنشاء مزارع خاصة بكبار الحيوانات. وهذا التوجه هو المتوقع تطبيقه فوق مساحات لا تقل عن 1000 هكتار من الأراضي المنخفضة، أو 8000 هكتار فوق المناطق الجبلية. تحجز لتصير ضرباً من الملاذات والصيد الرياضي، وتخدم السياحة البيئية. وقد تبدو هذه المساحات في نظر البعض كبيرة، إلا أنها ـ بلا شك ـ لا تفي بحاجة الإنطلاقة الفطرية الطبيعية لحيوانات كبار مثل الفيل والجاموس.

ولابد لأمثال هذه الحيوانات في مناطق للرعي وللشرب، كما أنها بحاجة إلى غطاء نباتي تتغذى به، ويسمح ببقائها على قيد الحياة. علماً بأن الغطاء النباتي يتأثر بالتغيرات المناخية السائدة، وبضغوط الحيوانات العاشبة عليه.