إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات رياضية / صيد الحيوانات البرية




وحيد القرن الهندي
وحيد القرن الأبيض
وحيد القرن الأسود
المها العربي
النمر
الوكري
الأيل الأسمر
الهرتبيس
الأسد
البلاكبوك
البرقع والدس
البشبوك
البَبَر
الجمزبوكة الأفريقي
الخنزير البري
الجاموس (الثور) البسون الأوروبي
الجاموس (الثور) البسون الأمريكي
الجاموس الأفريقي
الديكر
اليغور
السلوقي الأبيض
الشيتا
الزرافة
الصقر الحر
الكلب السلوقي
الكود
العلنده
الفيل الهندي
الفيل الأفريقي
الفكونة
القوقز الاسبرنقبوك
حمار الزرد
خنزير الهند
شبكة الأرض
ظبي الصخور
فرخ شاهين
فرس النهر
قناص أرانب

الوعل النوبي
غزال الأدمي العربي
غزال الريم
غزال العفري




النظام البيئي

النظام البيئي

من المعروف أن كل الكائنات، الأحياء منها والجمادات يؤثر بعضها على بعض، وتعيش في توازن، وأي تغيير يصيب أياً منها يؤثر على التوازن العام للنظام، فمثلاً: يكون للرعي الكثيف المتواصل الأثر نفسه الذي يحدثه الرعي الخفيف البطيء المتواصل، لذا من المهم أن يكون النظام البيئي مستقراً بعض الاستقرار، وأن تتوفر له المرونة الكافية لتعيده إلى حالته الأولى، إن إصابة خلل ما. وإذا ما اجتاز النظام نقطة التدمير الحرجة فيصعب بعدها إصلاحه، ومن هنا فالمحافظة على حيوية المرعى، وسلامة النظام البيئي ضرورة، والوقاية خير من العلاج.

وتؤثر موجات الجفاف المتلاحقة على الغطاء النباتي وعلى الكائنات الفطرية المعتمدة عليه، بما في ذلك كبار الحيوانات المصيدة، ومن الطبيعي أن يصاحب ذلك نفوق الحيوانات بأعداد مذهلة أحياناً، خاصة تلك التي تتغذى بالحشائش النجيلية طويلها وقصيرها. وقد تحفر حفر الآبار الارتوازية للضرورة، ويجب أن تدرس آثارها جيداً قبل أن تدمر الغطاء النباتي، خاصة ما يجاور منه مصدر الماء. ولا بد من المحافظة على النظام البيئي بكامله وكل مكوناته الطبيعية المتوافرة فيه، وأية معالم أرضية معينة مثل الأنهار أو السلاسل الجبلية والتنوع الإحيائي، وانضباط استخدام الإنسان للأرض والموارد في مجال السياحة والترفيه والتعليم والبحث العلمي، والمحافظة على مصائد المياه.

1. غذاء كبار الحيوانات المصيدة

يتباين غذاء الحيوانات عموماً، والمصيدة خصوصاً تبعاً للنظام البيئي الذي تعيش فيه، والمعروف أن الغطاء النباتي متنوع. فهناك النباتات الحولية، التي تكمل دورة حياتها في عام واحد، وهنالك النباتات العصيرية وشبه العصيرية والجنبات والأشجار. وتدل كثافة وجود بعض النباتات على صلاحية المنطقة للرعي، وكثافة نباتات أخرى مثل العصيريات على رداءة المرعى. وكثيراً ما يلاحظ تردد حيوانات بعينها في نطاقات نباتية معينة، فالسافانا مثلاً يأوي إليها العديد من الحيوانات الراعية Grazers، وتلك التي ترعى الأماليد أو الأوراق الغضة.

وتأوي الغابات خنزير الأجنات Bushpig والدََيكر (الظبي الأفريقي الصغير) بألوانه الثلاثة الأزرق والرمادي والأحمر والفيل. وتشتمل الغابات على أنواع نباتية متباينة من أشجار وجنبات وأعشاب وزاحفات، ومعظم الأشجار قد لا تكون مستساغة للحيوان.

وفي نطاق السافانا سهل لا شجر فيه، أو تكون الأشجار فيه متناثرة، وأرضه معشوشبة، ويقع معظمها في النطاق الاستوائي، وعادة ما تسقط أشجاره أوراقها، وتتباين فيه كثافة الأنواع، وتوصل العلماء إلى وجود علاقة بين الأشجار والحشائش؛ إذ يغزر نمو أحداهما عندما ينحسر نمو الأخرى. وفي موسم الجفاف تتسبب الحشائش الجافة في إشعال الحرائق الطبيعية؛ ولكنها تقوم بدور هام في تطوير السافانا. ومن بين حيوانات السافانا نجد: الظبي الأغر، الديكر، العلند، النعام، الظبي الصخري، وحمار الوحش المخطط.

ويتكثف الرعي عادة في الأودية، وتغزر العصيريات، ويكون الغطاء النباتي شحيحاً، ويشاهد فيه نبات الثمام، وهو مستساغ، ويشاهد الجاموس، خنزير الأجمات، الديكر، العلند، الفيل، الكَوْد، ظبي القصب الجبلي، وحيد القرن، الظبي الصخري، الخنزير البري، وحمار الوحش المخطط في هذه البيئات. أما في المروج الشجرية المنخفضة؛ حيث يتكون الغطاء النباتي من بعض الأشجار والحشائش، فيكثر الرعي الجائر، وتزال النباتات المستساغة، ويحل مكانها أنواع غير مستساغة. ونجد من بين حيوانات هذا الحزام الجاموس، خنزير الأجمات، الديكر، العلند، الفيل، الزرافة، فرس النهر، اللكودو، ظبي القصب الجبلي، النعام، ظبي القصب، وحيد القرن، وحمار الوحش المخطط.

ترتبط وفرة هذه الحيوانات بمصادر غذائها، وأسلوب تناولها له. فنجد وحيد القرن الأسود يتغذى بأوراق النبات والأعشاب النجيلية، وأن البلسبك يختار في رعيه الحشائش النجيلية، ويختار التيتل المؤزر الحشائش النجيلية القصيرة، ولا يفضل الجاموس نباتاً معيناً، ويتنقل إلى المواقع ذات المرعى الأفضل ولا يستلطف حمار الوحش البرشلي نباتات معينة، ولكنه يتناول الحشائش النحيلة بشراهة، وقد يقع اختياره على جزء معين من النبات. وخنزير الأجمات غير مفضل في غذائه نباتاً ما، ولكنه يتجه نحو النجيليات إن توافرت، ويفضل الديكر الأزرق أوراق النباتات غير النجيلية، ويتنقل من موقع لآخر أفضل منه. ويتغذى الديكر الشايع عادة بأوراق النبات، وأحياناً بالحشائش النجيلية وبالأعشاب غير النجيلية. ويتغذى العلند بأوراق النباتات النحيلة غير النجيلية، ويبحث عن المرعى الأفضل. ويفضل الفيل الحشائش النحيلة، أو خليطاً من حشائش وأوراق، والجمزبوكة (المها) انتقائية في غذائها، وتركز على حشائش نجيلية، وأحياناً أوراق النباتات الأخرى، وتختار أجزاء معينة من النبات. وتأكل الزرافة أوراق النباتات والأعشاب غير النجيلية وأجزاء مختارة من النبات. ويتناول فرس البحر الحشائش في الموقع الأفضل. ويتناول الكودو ورق النباتات والأعشاب غير النجيلية. ويفضل ظبي القصب الجبلي النجيليات أو خليطاً من النجيليات مع أوراق نباتات أخرى. ويبحث عن الموقع الأفضل للرعي. وحمار الزرند الوحشي يتناول الحشائش، طويلها وقصيرها، والهرتبيس الأحمر يتناول الحشائش النجيلية مختلطة مع أوراق نباتات أخرى، وظبي القصب انتقائي الرعي، ويبدأ بالحشائش خاصة الطويلة ويتجول بحثاً عن المنطقة الأفضل. والظبي (بقر الوحش) يفضل الحشائش الطويلة، والموقع الأفضل، ويختار أجزاء معينة من النبات. أما القوفر فهو انتقائي الرعي، ويفضل الحشائش القصيرة، ويتناول أجزاء معينة من النبات، أما الظبي الصخري: فيأكل أوراق النباتات، وأحياناً الحشائش النجيلية الطويلة والأعشاب غير النجيلية، ويفضل الحشائش، ويتجول بحثاً عن الموقع الأفضل، ويتناول أجزاء معينة من أنواع معينة من النبات. ويفضل ظبي الماء الحشائش النجيلية أو خليطاً منها مع أوراق نباتات أخرى. والخنزير البري يفضل الحشائش القصيرة، والموقع الأفضل. أما وحيد القرن الأبيض فإنه يأكل الحشائش القصيرة ويختار الموقع الأفضل.

والطريقة التي يشرب بها الحيوان الماء، أو يأكل بها الغذاء تمثل درجة من السلوك الاجتماعي تربطه بغيره من الحيوانات، وهذا السلوك يحدد الكثافة العددية للحيوانات داخل أية موئل بيئي معين.

والموئل البيئي: هو تلك المساحة التي يعيش فيها الحيوان، ويتألف من خواص معينة تعكسها التضاريس والتكوينات الجيولوجية، وطرز التربة ونوع الغطاء النباتي، كما يكون لوجود الماء دور مهمٌّ في تردد الحيوانات على موئل بعينه. ويمكن القول أن هذه الخواص "غير متغيرة"، على الرغم من أن التغير أمر حادث بالفعل، ولكن في بطء شديد، وقد يستغرق زمناً طويلاً.

وتحدد النباتات التي تكون الغطاء النباتي نوع الغذاء وكفايته للحيوان، وبذلك يكون للنباتات دور مهم في صلاحية الموئل البيئي. وهذا ما يساعد على تميز السهول المعشبة كثيرة الحشائش النجيلية عن السافانا ذات الشجر، وعن الأجمات، وعن الغابات. وداخل نطاق الأرض الحشائشية هنالك سهول الحشائش الطويلة وسهول الحشائش القصيرة، كما أن الغطاء النباتي للموئل يتغير مع المواسم. بمعنى أن حجم القطيع لأي نوع من الحيوانات يتصل مباشرة بتركيب الغطاء النباتي للموئل. وفي حالات ثراء الغطاء النباتي تشاهد الحيوانات على انفراد، أو في ازدواج، أو جماعات أسرية صغيرة العدد. وإذا ما انحسرت كثافة الغطاء النباتي للموئل البيئي، كبرت الوحدات الاجتماعية. كما في حالة الحيوانات التي تفضل السهول الواسعة المنتشرة الغنية بالحشائش التي تكون عادة قطعاناً كبيرة العدد.

وتتحرك كبار الحيوانات المصيدة بترتيب، وتستخدم موئلها البيئي بنظام وعناية، وهذا يحدده نمط سلوكها الاجتماعي، الذي يمكن جعله أقساماً ثلاثة: الأول: سلوك غير واضح، وهذا ليس له دور في عملية استغلال الموقع، من حيوانات تنتمي إلى هذا النوع الجاموسي؛ إذ يلاحظ غياب أية علاقة قوية بين الأفراد، وقد يوجد نظام ثانوي للسيطرة وقد تكون القطعان ضخمة، ولكنها إذا تفرقت لا ترجع إلى القطيع الأصلي، بل تندمج مع قطيع آخر مجاور.

الثاني: سلوك واضح، ولكنه غير ذي تأثير على استخدام المنطقة، ويمثل هذا السلوك حمار الوحش البرشللي، وتتكون قطعان مميزة في حدود الجماعة الأسرية المكونة من ذكر مسيطر، وعدد من الإناث لا يتجاوز ستة أو سبعة. وتظل هذه الوحدات متماسكة حتى داخل القطيع الضخم.

الثالث: سلوك واضح وقوي يؤدي دوراً مهماً في كيفية استخدام المنطقة، يمثله بقر الوحش؛ إذ ليس هنالك اتصال بين القطعان المختلفة، ولا يوجد تبادل بين الأفراد، ويبرز هذا السلوك عنصر المستعمرة الحدودية القوي، حيث يقع نطاق الإناث وصغار الحيوانات داخل إطار الأبعاد الحدودية للمستعمرة التي يسيطر عليها الذكر. وبذلك تكون كثافة قطعان هذه الحيوانات منخفضة، وطبيعة هذه الحيوانات أن تتجول في مساحات كبيرة واسعة، ولذا فإن عدد أفراد القطعان التي ستدخل منطقة ما سيكون منخفضاً نسبياً.

وتؤثر أنماط السلوك الاجتماعية هذه على العلاقات بين أفراد النوع الواحد داخل الجماعة الواحدة، وينتج تبعاً لذلك ثلاثة نظم:

أ.  نظام لتجمع ضعيف لعدد من الأفراد، دون أن تكون هنالك أية ارتباطات واضحة بينها.

ب. نظام لسيطرة هرمية يتصرف خلالها أفراد القطيع استجابة لترتيب يقوم على الأولويات.

ج. نظام إقليمي Territorial حيث يتم الدفاع عن المناطق المملوكة للقطيع ضد أيَّ اعتداء لأفراد من النوع نفسه.

ولا يتضمن هذا النظام الاجتماعي بالضرورة كل الأفراد، وقد ينطبق فقط على الذكور منها. ففي النظام الأول تكون هنالك علاقة اجتماعية بين البقرة وصغيرها، ربما تستمر حتى تضع مولودها الثاني، أما فيما يخص الكبار فلا توجد تفاعلات اجتماعية بينها. وعادة ما تكون هذه الحيوانات قطعاناً كبيرة، وحينما تتفرق تندمج مع قطعان أخرى. مثال ذلك نجده في الجاموس. وفي حالة النظام الثاني كما في الظباء antelopes تكون هنالك سيطرة هرمية حيث يحتل كل فرد من القطيع موقعاً معيناً في الهرمية. وينطبق هذا على الذكور من جهة، وعلى الإناث من جهة أخرى. ويبدأ هذا التنظيم الهرمي مبكراً في حياة الحيوان.

ويدل هذا التنظيم الهرمي في حالة الذكور على سيطرة الأقوى، ومقدرته، وصلاحيته لإنتاج نسل قوي. كما أنه يؤمن استقرار القطيع.

ويكون في النظام الثالث، الذي فيه يتم تحديد الإقليم والدفاع عنه. نظام طبقي في معظم الحالات بين الذكور، وآخر بين الإناث.

وعلى أية حال فإن ظروف الموئل البيئي السائدة مهمة جداً في حياة المجتمع الحيواني، وكلما تباين الموئل البيئي أدى ذلك إلى تباين الحيوانات التي تعيش فيه.

2. الاحتياجات المائية لكبار الحيوانات المصيدة

الماء أهم مكونات غذاء الحيوان. "وجعلنا من الماء كل شيء حي" (صدق الله العظيم)، وهو أصل الحياة، فـ60% من جسم الإنسان، و70% من أنسجته ماء. وبدون الماء تتعطل ملايين الخلايا في الجلد والأعضاء الهامة والعضلات والغدد والمخ والنخاع الشوكي والدم من أداء وظيفتها؛ ذلك لأن الماء يؤدي دوراً أساسياً في التفاعلات الكيميائية التي تحدث داخل الخلايا. كما أن الماء وسط ضروري لإذابة الفيتامينات والأنزيمات والأملاح والمعادن، كما هو ضروري أيضاً للهضم وامتصاص الطعام، وللماء دور مهم في تكوين اللعاب والدموع، ودور مهم في الدورة الدموية، وفي توزيع الحرارة، وإزالة المواد السامة التي ينتجها الجسم. يحتاج الماء إلى تعويض متواصل، ويتم ذلك عن طريق شرب الماء والسوائل، أو تناول الأغذية التي تحتوي على الماء مثل الخضراوات الطازجة، والنباتات التي تحتوي أنسجتها على نسبة ماء بين 70% و 90%. ويفقد الماء باستمرار من جسم الحيوان عن طريق البول والبراز، والتبخر من سطح البشرة، والتنفس والعرق، ويزيد فقدان الماء عندما تكون الحرارة عالية، أو بعد القيام بنشاط جسدي.

وتصنف كبار الحيوانات المصيدة بناء على حاجتها إلى الماء إلى:

أ.  حيوانات معتمدة على الماء والشرب المنتظم لها مثل حمار الزرد والجاموس.

ب. حيوانات وسطية تشرب الماء بانتظام إذا توافر لها، مثل الزرافة.

ج. حيوانات مستغنية عن الماء أو نادراً ما تشربه، مثل الديكر. ويرى آخرون أن الحيوانات إما أن تكون معتمدة على الماء، أو غير معتمدة عليه.