إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات رياضية / صيد الحيوانات البرية




وحيد القرن الهندي
وحيد القرن الأبيض
وحيد القرن الأسود
المها العربي
النمر
الوكري
الأيل الأسمر
الهرتبيس
الأسد
البلاكبوك
البرقع والدس
البشبوك
البَبَر
الجمزبوكة الأفريقي
الخنزير البري
الجاموس (الثور) البسون الأوروبي
الجاموس (الثور) البسون الأمريكي
الجاموس الأفريقي
الديكر
اليغور
السلوقي الأبيض
الشيتا
الزرافة
الصقر الحر
الكلب السلوقي
الكود
العلنده
الفيل الهندي
الفيل الأفريقي
الفكونة
القوقز الاسبرنقبوك
حمار الزرد
خنزير الهند
شبكة الأرض
ظبي الصخور
فرخ شاهين
فرس النهر
قناص أرانب

الوعل النوبي
غزال الأدمي العربي
غزال الريم
غزال العفري




الحيوانات المصيدة المجترة

الحيوانات المصيدة المجترة

تتكون معدة المجترات من أربع غرف أكبرها هو المعدة الأولى، أو ما يمكن تسميته المعدة الأنزيمية. حيث يدخل الطعام بعد البلع أولاً إلى هذه الغرفة. وتدخل الأجزاء الصغيرة من الطعام إلى الغرفة الثانية، وتسمى المعدة الثانية، وتعمل هاتان الغرفتان معاً كوحدة واحدة، وفيهما يتم هضم الغذاء بوساطة التخمير.

معروف أن الطعام قبل ابتلاعه يمضغ ويفتت، وهي مرحلة تتم في الفم، حيث يخلط باللعاب، الذي يحتوي على أنزيمات معينة. وتعمل المعدة الأولى مرشِّحاً للغذاء على مبدأ الثقل النوعي؛ حيث تتجمع الأجزاء الكبيرة من الغذاء في الجزء الأسفل منه، أما الأجزاء ذات الثقل النوعي المنخفض فإنها عادة تطفو إلى الطبقات العليا من السوائل الموجودة في المعدة الأولى، وهذا يمكنها من الدخول مرة أخرى إلى البلعوم ليتم اجترارها مرة أخرى في الفم. وتستمر هذه العملية حتى يتم تفتيت الطعام إلى أجزاء صغيرة تغطس إلى قاع المعدة الأولى وتمر من خلاله. وفي هذه المرحلة يكون قد تم هضم مقدار جيد من الطعام.

ومن أهم ما يتوافر في الغذاء الذي يتناوله الحيوان المجتر هو البروتين والطاقة؛ إذ من المعروف أن الخلايا النباتية ذات جدار مكون من مادة السليلوز الكربوهيدرتية، ويحيط هذا الجدار بالسيتوبلازم وهو مادة حية تحتوي على بروتين وكربوهيدريات ذائبة (سكريات). وتكون جدران الخلايا، حديثة النمو عادة، مرنة مطاطية ورقيقة وهذا هو حالها في خلايا الأوراق والثمار والأزهار والسيقان الغضة؛ إذ إن كل هذه الأعضاء لا تقع عليها أعباء حمل ثقل الأغصان الأخرى، كما هو حال قاعدة الساق لنبات عشبي نجيلي مثلاً. وحيث يتغلظ فيه جدار الخلية ويتصلب بسبب إضافة مواد كربوهيدتية أخرى مثل مادة اللجنين، التي تتراكم على حساب المحتويات الحية في الخلية تدريجياً، حتى يصل الأمر بالخلية إلى أن تتلجن، ويتم بذلك تكوين خلايا الخشب والألياف التي لا تحتوي على أية مواد حية.

ليس للثدييات المجترة الأنزيمات الضرورية لهضم مادة اللجنين، ومادة السليلوز المتكون على جدران الخلايا؛ لذلك تعتمد هذه الثدييات على نشاط البكتريا والحيوانات الأولية Protozoa في المعدة الأولى، وحيث تتوافر لهذه الكائنات كل حاجتها من الأنزيمات الضرورية لتقوم بوظيفة هضم الغذاء. وهذا ما يسمى "عملية التخمير". وتنتج خلال عملية التخمير في المعدة الأولى نواتج منها الأحماض الأمينية متطايرة، هي في الأصل نفايات تنتجها الكائنات الدقيقة إلا أنها ذات فائدة كبيرة للحيوان المجتر. إذ يمتصها عن طريق الدم من خلال سطح جدار المعدة الأولى، ويستخدمها مصدراً للطاقة في عمليات الأيض التي يقوم بها الحيوان المجتر.

1. العاشبات الانتقائية Selective feeders

هي مجترات صغيرة الحجم تأكل فقط المادة النباتية التي تحتوي على مواد قليلة غير صلبة لكنها طرية ومرنة داخلة في تكوين جدار الخلية، مثل الأوراق والثمار العنبية مثل العنب، والأعضاء حديثة النمو. ويكون مثل هذه الأعضاء النباتية عادة غضاً وغنياً بمحتوى الخلية الحي وبالبروتينات وبالسكريات، فهي على هذا الأساس تكون عصيرية أي غنية بالماء. ويسهل على الحيوان حينئذٍ هضم هذه المادة النباتية العصيرية. كما أن مكوناتها الغذائية تتحرك بسرعة عبر غرف المعدة. وتبعاً لهذا فإن المعدة الأولى تكون عادة صغيرة الحجم نسبياً في هذه العاشبات الانتقائية. ويعني هذا أن هذه العاشبات تحتاج إلى طاقة أكثر لكي تظل نشطة.

2. العاشبات الكتلية Bulk feeders

مجترات كبيرة الحجم، ذات معدة أولى كبيرة، كما في الجاموس. يتكون غذاؤها من المواد الكربوهدرية التركيبية، مثل السليلوز بحيث يكون محتوى الخلايا أو كمية عصارتها محدود. وهذا هو السبب في كبر المعدة الأولى؛ حيث يمكن للحيوان الاحتفاظ بالغذاء فيها لفترة زمنية أطول، تتيح للكائنات الدقيقة فرصة أكبر لإتمام التخمير. وبهذا يحصل الحيوان على أكبر فائدة من الطعام الذي كان قد ابتلعه. ويقدر العلماء نسبة حجم المعدة الأولى إلى الحجم الكلي للحيوان العاشب الكتلي (الجاموس) بنسبة 20%.

يتكون أثناء فترة بقاء الطعام داخل المعدة الأولى دهون حمضية متطايرة، منها حامض الخل acetic acid وحامض البربريون proprionic  وحامض البيوترك butyric acid ويؤدي تراكم هذه الأحماض، وهو أمر متوقع، إلى تعطيل عمل الكائنات الدقيقة أو قتلها، ولتحاشي ذلك تفرز كميات ضخمة من اللعاب، الذي يحتوي على أملاح بيكربوناتية تقوم بمعادلة تأثير الأحماض. كما يرطب اللعاب الوسط السائلي لعملية التخمير، ويساعد بتزييت الطعام، والتمهيد له الدخول مرة أخرى إلى البلعوم لمواصلة الاجترار.

لا يستفيد الحيوان من الأجزاء النباتية الملجننة الداخلة في غذائه، ولكنها قطعاً تفيد الكائنات الدقيقة التي تقوم بالتخمير، حيث تتغذى بها وتتكاثر، كما أنها تدخل، إلى جانب الأجزاء الصغيرة من الغذاء إلى المعدة الثالثة ornasum حيث يتم ضغطها. ومن ثم تتجه كتلة الطعام والكائنات الدقيقة المختلطة به إلى المعدة الرابعة abomasum، وهي التي تستحق أن توصف بأنها المعدة الحقيقية. حيث إنها، مثل معدة الإنسان، تحتوي على طبقة الظهارة الغدية epithelium التي تقوم عادة بإفراز الإنزيمات والأحماض الضرورية، ولا يتجاوز الرقم الهيدروجيني ph للوسط فيها عن درجة واحدة أو درجتين. يكون حال الكائنات الدقيقة التي صاحبت الطعام حتى هذه الغرفة عبارة عن إضافة غذائية إلى جانب البروتين الذي يحتويه الطعام، فتهضم. كما تهضم الأحماض الأمينية حتى بوظيفها الحيوان المجتر في بناء حاجاته الخاصة الأخرى. ويوصف ما قد هضم من كائنات دقيقة في هذه المرحلة بأنه "لحم ميكروبي".

توصف المجترات أيضاً بأنها ذوات البلعوم المتقدم للتخمير Foregut Feeders

اللامجترات من الحيوانات المصيدة: ولا يعرف الكثير عن المجترات ذوات المصران الخلفي للتخمير hindgut fementers  مثل الحصان، وحمار الزرد البرشلي، ووحيد القرن، والفيل. إذ يدخل الطعام عندها أولاً إلى غرفة أنزيمية بعد ابتلاعه. ثم يتجه ليدخل إلى المعي الدقيق الطويل small Intestine ثم إلى المصران الأعور الكبير، الذي يعمل إلى جانب القولون Colon، كغرفة تخمير. وهكذا فإن مراحل حركة انتقال الغذاء تقع في الاتجاه المعاكس تماماً لما هو معروف في حالة المجتراتP إذ يتم الهضم الأنزيمي دون اجترار أولاً أو دون الحاجة إلى هضم الكائنات الدقيقة للجدار الخلوي النباتي. وعليه فإن هضم البروتين في هذه الحيوانات اللامجترة يكون أقل كفاءة بالمقارنة مع المجترات، حيث تهضم البروتينات مباشرة وهي على هيئة أحماض أمينية، دون هضم مسبق لها بواسطة الكائنات الدقيقة. وهذا يسمح بمرور ضعف كمية الغذاء التي تمر عادة في القناة الهضمية في المجترات. كما أن هذه اللامجترات تكون أكثر احتمالاً للمواد اللجنينية في الغذاء؛ ما يساعدها على تناول أغذية متدنية في محتواها البروتيني.

3. مرض الانتفاخ البطني Bloat

هو عبارة عن ضغوط غازية تحجز داخل المعدة الأولى، وقد تراكمت بسبب التخمير. وتجد هذه الغازات طريقها عادة إلى الخارج عبر البلعوم، وهو نوعان انتفاخ غازي حر free gas bloat، وانتفاخ مزبد frothy bloat.

يحدث الأول منهما بسبب عطل يصيب العضلة العاصرة sphincter، حيث يفتح البلعوم على المعدة الأولى، ويُعزى إلى التهاب يصيب الغدد اللعابية، يمنع إفراز اللعاب ما يؤدي إلى تولد الغازات بصورة كثيفة. فإذا ما أغلقت العضلة العاصرة بين البلعوم والمعدة الأولى، قاد هذا إلى مرض الانتفاخ. ويلاحظ قلة إصابة كبار الحيوانات المصيدة بالمرض مقارنة مع الحيوانات المستأنسة مثل الأبقار. وتظهر علامات الانتفاخ على شكل تمدد لجسم الحيوان ناحية اليسار، وعلى الجوانب البطنية، وحركة غير مريحة للأقدام، وتبول متكرر، ويصاحب ذلك امتداد للرأس والرقبة إلى جهة الأمام، ومعدَّل تنفس غير متوازن؛ ما يشير إلى أن الانتفاخ قد ضغط على الرئتين. ثم يتطور الأمر؛ فيبرز اللسان إلى الخارج، يتبعه انهيار عام، وموت مفاجئ.