وحيد القرن الأسود Black Rhinoceros (انظر صورة وحيد القرن الأسود)

يصل ارتفاعه عند الكتف إلى 160سم، ويبلغ وزنه 1000كجم. ومتوسط وزن الذكور  852كجم، ووزن 884 كجم للإناث، ويتميز بشفته العليا التي يستخدمها في القبض على النباتات، ورأسه قصير وعنقه طويل، والأذنان قصيرتان مدورتان، وأنفه مثلث الشكل. وليس على ظهره سنام، واللون العام هو الرمادي الداكن، أو لون الأرض التي يعيش فوقها، ويهوى اللعب بالطين واللهو بحمامات الطين، وجلده سميك، وعليه شعر متناثر، وعلى العيون رموش، وعلى الأذنين خصلات من شعر، وكذلك عند طرف الذيل. وينطبق الجلد على بعضه عند منطقة ما فوق الركبة، وعلى الأقدام الأمامية، وخلف الأذنين، وعلى الصفحات الجانبية للجسم.

وقرون الحيوان من مادة تشبه مادة الشعر، وتنمو القرون من طبقة الجلد، ولا علاقة لها بعظام الجمجمة. يبلغ طولها 120 سم، مع وجود قرن ثالث صغير أحياناً.

ولكل قدم ثلاثة أصابع في كل إصبع ظفر عريض متين. وتكون الأرجل الأمامية أكبر من الخلفية؛ لأنها تقوم بحمل وزن الأكتاف والرأس والرقبة. وللأقدام أخفاف.

يتأذى وحيد القرن الأسود من طفيليات تصيب جلده، خاصة خلف الكتفين والصدر والرقبة والأقدام الأمامية.

التوزيع الجغرافي: كان منتشراً في كل أفريقيا جنوب الصحراء، ويعزى انحساره إلى إجراءات مكافحة ذبابة التسي تسي، وتسارع معدل انحساره في السبعينيات من القرن العشرين بسبب قتله بالسلاح؛ لأجل قرنه الذي يباع في آسيا للبحث العلمي وللعلاج الشعبي، وخلال هذه الفترة بلغ عدد رؤوس قطيع وحيد القرن الأسود أقل من 30.000 رأس، موزعة في جماعات منعزلة، وتواصل انحساره فبلغ 15.000 رأس عام 1980 و9000 رأس عام 1984. وقد سجلته اتفاقية سايتس ضمن القائمة الأولى. يوجد الآن في الحدائق الحيوانية، ويتوالد فيها قليلاً ما. يوجد حالياً في شرق أفريقيا، وفي جنوب أفريقيا.

يعيش وحيد القرن الأسود في موائل غنية بالجنبات والأشجار الصغيرة التي ترتفع إلى أربعة أمتار، إلى جانب أجمات جيدة، تؤمن له الغطاء والهروب، واتقاء الحرارة نهاراً، وليست حاجته للماء لأجل الشرب فقط، ولكن لأجل حمامات الطين والحمامات العادية. وبصفة عامة فإن موائل وحيد القرن الأسود متباينة تمتد من نطاقات الغابات إلى السافانا إلى الجنبات، ومن عند مستوى سطح البحر إلى ارتفاع يصل إلى 2700م وهو حيوان معتمد على الماء، ولا يبعد عنها خلال تجواله مسافات بعيدة، وأقصى مسافة يقطعها بعيداً عن الماء في الصيف لا تزيد عن 25 كيلومتراً. وأحياناً يقوم بحفر الأرض بحثاً عن الماء في بطون الأودية وفي الرمال. ويستسيغ وحيد القرن الأسود أشجار الطلح ذات الحجم الصغير، وإذا لم تتوافر له يلجأ إلى أكل الأشجار الكبيرة باستساغة أقل. ويتحاشى وحيد القرن الأسود الرعي في نطاق الحشائش الطويلة، ويسير على مسارات مطروقة لمواقع الشرب والغذاء.

ويميل إلى الانعزال، وتكون العلاقة مستقرة بين الأم وصغيرها مؤقتاً. وليس من طباع وحيد القرن الأسود السيطرة على مستعمرة يمتلكها، ويدافع عنها ضد غيره من أفراد نوعه، غير أن كل ذكر يحوز على قطعة أرض يعيش بداخلها، وقد تتطابق حيازته مع حيازات غيره من العشيرة نفسها. ويعيش بعض أفراد وحيد القرن الأسود حياة طليقة رعوية، خاصة حينما تكون مواقع الرعي بعيدة عن مواقع الشرب، وحينها تشارك الأفراد في استغلال المسارات المطروقة التي تقود إلى مواقع الأكل والشرب والراحة، ويعتقد أن نطاق تجوالها يقع في حدود 500كم مربع، على أن يحتوي على موقعين للشرب على الأقل.

يخلد أفراد وحيد القرن الأسود إلى الراحة تحت ظلال الأشجار أثناء النهار، أو للنوم، وينام واقفاً بلا حركة أو منبطحاً على الأرض، وتكون الأرجل حينها منطبقة تحت الجسم، وقد ينام الحيوان فوق قمم الصخور، أو في الجحور والحفر الترابية، وأحياناً تحت أشعة الشمس مباشرة، أو بجوار ينابيع العيون، أو في حفر الطين. وأحياناً ينام متمدداً على جانبه.

يقع وحيد القرن الأسود فريسة للضباع والأسود؛ ولكنه يتغلب عليها في معظم الأحيان، ويتحاشى وحيد القرن الأسود مسارات الفيل، ولكن قد تحدث مشاحنات بينهما عند مواقع الشرب، ويحدث ذلك أيضاً مع الجاموس. لوحيد القرن الأسود حاسة بصر ضعيفة أما حاستا السمع والشم فهما حادتان.

يتناول وحيد القرن الأسود أجزاء مختلفة من النبات، أغصان، أشواك، أوراق، وأحياناً يركز فقط على الأطراف الخارجية للأغصان، وبعض الأعشاب الصغيرة المتوافرة على سطح التربة، وهو عموماً حيوان انتقائي الرعي، أو عاشب انتقائي، وينفر بصفة عامة من المواد النباتية الجافة، ويفضل الطلحيات، ويؤدي رعيه للأشجار إلى تشذيبها على شكل دائري على الحواف والقسم الأعلى. ولا تحول وسائل الدفاع التي يتبناها النبات مثل الأشواك الشرسة والسموم من محاولة وحيد القرن الأسود أن يأكل منها. ويحصل وحيد القرن الأسود على الماء في الصحراء من النباتات الصحراوية. وعلى أية حال فإن وحيد القرن الأسود يتغذى بإطار عريض من النباتات، وكذلك برعيه نباتات لا ترغب فيها حيوانات عاشبة أخرى.

تبلغ الأنثى النضج الجنسي من عمر 6.5 سنة إلى سبع سنوات. ويستطيع المولود الرضاعة خلال ثلاث ساعات من مولده، ويرعى النباتات خلال أسابيع قليلة، وتبعده أمه عنها من عمر سنتين إلى أربع سنوات خاصة بعد مولد صغير جديد.